هل قرات القرآن فاستوقفتك هذه الآية
((يوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا
فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ
اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ شَهِيد)) المجادلة
كم عمل قمنا به
فنسيناه كم كلمة تفوهنا بها ونسيناها كم
من كلمة تكلمتها لن أقول في اليوم بل في
الساعة ؟؟؟!!!
في كل مكان في البيت في المنتدى في الشات
في أماكن التجمع العمل أو المدارس أو
الزيارات كم من لفظ تفوهنا به ونسيناه ولم
نعد نذكره ولا جاء في أذهاننا أننا نحن من
قلناه
!!!
لكن مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد نحن
محاسبون على كل لفظ نتفوه به فالأمر ليس
مجرد كلمات إن نسيناها نُسيت بل هي في
كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
كلامنا إما خير من ذكر لله و تسبيح وتهليل
واستغفار وقراء القرآن و أمر بالمعروف
ونهي عن منكر وتعليم للخير ونصح وتذكير
وكل ما يدل على خير
وهذا في موازين الحسنات أو شر : من غيبة
ونميمة وسب ولعن وخصام وقذف وكذب وزور وما
إلى ذلك من أمور تدل على الشر وهذا
في موازين السيئات هناك كلام ليس بخير ولا
شر وهو كلامنا المباح الذي اعتدنا عليه
أين يكون هذا الكلام ؟؟
هل هو في موازين حسناتنا أم سيئاتنا ؟؟
إن هذا الكلام لا يكون في موازين حسناتنا
ولا سيئاتنا لكن يجعله الله حسرة وندامة
علينا يوم القيامة لأننا لم نستغله في
الخير .
عن معاذ بن جبل
-رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله،
أخبرني بعمل
يدخلني الجنة، ويباعدني عن النار
قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من
يسره الله -تعالى- عليه تعبد الله ولا
تشرك به شيئا وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة،
وتصوم رمضان، وتحج البيت ثم
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا
أدلك على أبواب الخير؟
الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ
الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل،
ثم تلا قوله –تعالى
(( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ
الْمَضَاجِعِ حتى بلغ: يَعْمَلُونَ ثم قال
رسول الله -صلى الله عليه وسلم
(( ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة
سنامه؟
قلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر
الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه
الجهاد في سبيل الله،
ثم قال:ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟
قلت: بلى يا
رسول الله. فأخذ بلسانه وقال: كف عليك
هذا.
قلت (( يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما
نتكلم به؟
قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في
النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم
إلا حصائد ألسنتهم))
رواه الترمذي كم من حصاد نحصده بألسنتنا
كل يوم ؟؟
إن ملاك أمرنا كله أن نكف ألسنتنا عمّا لا
فائدة فيه ينبغي علينا أن نحذر من كلماتنا
فلربما كلمة لا نلقي لها بالا تهوي بنا في
جهنم سبعين خريفا فالشيء تراه العين ,
وتسمعه الأذن, ويستقر في القلب , ويتكلم
به الفم فإذا خرجت الكلمة إما أن تكون لك
أو عليك فإما خير أو شر أو حسرة وندامة
عليك يوم القيامة ربما
خضنا في حديث رأيناه أمرا بسيطاً لكنه عند
الله تعالى عظيم ...
((وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ
اللَّهِ عَظِيمٌ)) [النور: 15
لذلك علينا أن
نعمل بنصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم
لمعاذ بن جبل عندما قال له: أمسك عليك هذا
يقصد لسانه
روى الإمام
أحمد والترمذي عن بلال بن الحارث رضي الله
عنه
قال
: قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم : "
إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله
تعالى ما يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله
عزوجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة وإن
الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن
أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها عليه
سخطه إلى يوم القيامة
"
لذلك ينبغي
علينا ألا نخوض في باطل وأن نعرض عن كل
لغووهي صفة امتدح بها الله عباده المؤمنين
قال الله تعالى
((قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم
خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون)
[المؤمنون:1-3]
علينا أن نراقب
أحاديثنا هل لها فائدة هل تؤدي إلى خير
فإن كانت خيرا مضينا فيه وإن كان غيرذلك
صمتنا عنه
قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم
((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل
خيراً أو ليصمت)) رواه البخاري ومسلم
اللسان هو
الصغير الخطير فإما أن يكون لك أو يكون
عليك فكم من صائمة قائمة أفلست من ذلك كله
بسبب زلات لسان لم تحسب لها حساب
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ :
((يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ
يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا
وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ
أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا
بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي النَّارِ .
قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ
فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ
صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا
وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ
الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا
بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي الْجَنَّةِ))
.(مسند الإمام أحمد
(
فعلينا أن نمسك
ألسنتنا عن كل أمر حرمه الله تعالى وأن
ننزه ألسنتنا عن الغيبة والنميمة والخوض
في الأعراض وأن نحرص في حديثنا على الذكر
والاستغفار والاكثار منه .
فقد كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يستغفر في مجلسه
أكثر من سبعين مرة وهو قد غفر له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر لكنه يجعل لسانه ذاكرا
لله وقلبه معلقا بالله في كل وقت فهي دعوة
للألسن لتعتاد الذكر والاستغفار وتتنزه
عما سواه …
لتنال الخير
والرضوان والفوز بالجنان.. |