البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة الأســلاميه

1

الخــــلافة في الإســــلام

2

قواعد الحكــم في الإسلام

3

أبو بكر الصديق(رضي الله عنهم)

4

عمر بن الخطـــاب(رضي الله عنهم)

5

عثمــان بن عفـــان(رضي الله عنهم)

6

علي بن أبي طــالب(رضي الله عنهم)
7 الحسـن بن علي بن أبي طــالب(رضي الله عنهم) 8 عمر بن عبد العزيز(رضي الله عنهم)

 

- ما روي عن أبي بكر من الأحاديث المسندة
قال النووي في تهذيبه : روى الصديق عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مائة حديث و اثنين و أربعين حديثاً ، و سبب قلة روايته ـ مع تقدم صحبه و ملازمته النبي صلى الله عليه و سلم ـ أنه تقدمت وفاته قبل انتشار الأحاديث و اعتناء التابعين بسماعها و تحصيلها و حفظها .
قلت : و قد ذكر عمر رضي الله عنه في حديث البيعة السابق أن أبا بكر لم يترك شيئاً أنزل في الأنصار أو قد ذكره رسول الله صلى الله عليه و سلم في شأنهم إلا ذكره ، و هذا أدل دليل على كثرة محفوظه من السنة و سعة علمه بالقرآن ، و روى عنه عمر ، و علي ، و ابن عوف ، و ابن مسعود ، و حذيفة ، و ابن عمر ، و ابن الزبير ، و ابن عمر ، و ابن عباس ، و أنس ، و زيد بن ثابت ، و البراء بن عازب ، و أبو هريرة ، و عقبة بن الحارث ، و عبد الرحمن ابنه ، و زيد بن أرقم ، و عبد الله بن مغفل ، و عقبة بن عامر الجهني ، و عمران بن حصين ، و أبو برزة الأسلمي ، و أبو سعيد الخدري ، و أبو موسى الأشعري ، و أبو الطفيل الليثي ، و جابر بن عبد الله ، و بلال ، و عائشة ابنته ، و أسماء ابنته ، و من التابعين أسلم مولى عمر ، و واسط البجلي ، و خلائق .
و قد رأيت أن أسرد أحاديثه هنا على وجه وجيز مبيناً عقب كل حديث من خرجه ، و سأفردها بطرقها في مسند إن شاء الله تعالى .
الأول : حديث الهجرة ، الشيخان و غيرهما .
الثاني : حديث البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته الدار قطني .
الثالث : حديث السواك مطهرة للفم مرضاة للرب أحمد .
الرابع : حديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل كتفاً ثم صلى و لم يتوضأ البزار ، و أبو يعلى .
الخامس : حديث لايتوضأن أحدكم من طعام أكله حل له أكله البزار .
السادس : حديث نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ضرب المصلين أبو يعلى ، البزار .
السابع : حديث أن آخر صلاة صلاها النبي صلى الله عليه و سلم خلفي في ثوب واحد أبو يعلى .
الثامن : حديث : من سره أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد أحمد .
التاسع : حديث أنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي ، قال : اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً و لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمني إنك أنت الغفور الرحيم البخاري ، و مسلم .
العاشر : حديث من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا تخفروا الله في عهده فمن قتله طلبه الله حتى يكبه في النار على و جهه ابن ماجة .
الحادي عشر : حديث ما قبض نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته البزار .
الثاني عشر : حديث ما من رجل يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله إلا غفر له أحمد ، و أصحاب السنن الأربعة ، و ابن حبان .
الثالث عشر : حديث ما قبض الله نبياً إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه الترمذي .
الرابع عشر : حديث لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجداً أبو يعلى .
الخامس عشر : حديث إن الميت ينضج عليه الحميم ببكاء الحي أبو يعلى .
السادس عشر : اتقوا النار و لو بشق تمرة فإنها تقيم العوج و تدفع ميتة السوء و تقع من الجائع موقعها من الشبعان أبو يعلى .
السابع عشر : حديث فرائض الصدقات بطوله ، البخاري و غيره .
الثامن عشر : حديث عن أبي ملكية قال : كان ربما سقط الخطام من يد أبي بكر الصديق ، فيضرب بذراع ناقته فينيخها فقالوا له : أفلا أمرتنا نناولكه ؟ فقال : إن حبي رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرني أن لا أسأل الناس شيئاً ؟ أحمد .
التاسع عشر : حديث أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أسماء بنت عميس حين نفست بمحمد بن أبي بكر أن تغتسل و تهل البزار ، و الطبراني .
العشرون : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الحج أفضل ؟ فقال : العج و الثج الترمذي و ابن ماجة .
الحادي و العشرون : حديث أنه قبل الحجر و قال : لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبلك ما قبلتك الدارقطني .
الثاني و العشرون : حديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث ببراءة إلى أهل مكة لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان الحديث ، أحمد .
الثالث و العشرون : حديث ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنة ، و منبري على ترعة من ترع الجنة أبو يعلى .
الرابع والعشرون : حديث انطلاقه صلى الله عليه و سلم إلى دار أبي الهيثم ابن التيهان بطوله ، أبو يعلى .
الخامس و العشرون : حديث الذهب بالذهب مثلاً بمثل ، و الفضة بالفضة مثلاً بمثل ، والزائد و المستزيد في النار أبو يعلى ، و البزار .
السادس و العشرون : حديث ملعون من ضار مؤمناً أو مكربه الترمذي .
السابع و العشرون : حديث لا يدخل الجنة بخيل و لا خب و لا خائن و لا شيء الملكة ، و أول من يدخل الجنة المملوك إذا أطاع الله و أطاع سيده .
الثامن و العشرون : حديث الولاء لمن أعتق الضياء المقدسي في المختارة .
التاسع و العشرون : حديث لا نورث ، ما تركناه صدقة البخاري .
الثلاثون : حديث إن الله إذا أطعم نبياً طعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم من بعده أبو داود .
الحادي و الثلاثون : حديث كفر بالله من تبرأ من نسب و إن دق البزار .
الثاني والثلاثون : حديث أنت و مالك لأبيك قال أبو بكر و إنما يعني بذلك النفقة ، البيهقي .
الثالث والثلاثون : حديث من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمها الله على النار البزار .
الرابع والثلاثون : حديث أمرت أن أقاتل الناس الحديث ، الشيخان و غيرهما .
الخامس و الثلاثون : حديث نعم عبد الله و أخو العشيرة خالد بن الوليد و سيف من سيوف الله سله الله على الكفار و المنافقين أحمد .
السادس والثلاثون : حديث ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر الترمذي .
السابع و الثلاثون : حديث من ولي من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفاً و لا عدلاً حتى يدخله جهنم ، و من أعطى أحداً حمى الله فقد انتهك من حمى الله شيئاً بغير حقه فعليه لعنة الله أحمد .
الثامن و الثلاثون : حديث قصة ماعز و رجمه ، أحمد .
التاسع و الثلاثون : حديث ما أصر من استغفر و إن عاد في اليوم سبعين مرة الترمذي .
الأربعون : حديث أنه صلى الله عليه و سلم شاور في أمر الحرب الطبراني .
الحادي و الأربعون : حديث لما نزلت من يعمل سوءاً يجز به الحديث ، الترمذي و ابن حبان و غيرهما .
الثاني وال أربعون : حديث إنكم تقرؤن هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم الحديث ، أحمد و الأربعة ، و ابن حبان .
الثالث و الأربعون : حديث ما ظنك باثنين الله ثالثهما الشيخان .
الرابع و الأربعون : حديث اللهم طعناً و طاعوناً أبو يعلى .
الخامس و الأربعون : حديث شيبتني هود الحديث ، الدارقطني في العلل .
السادس و الأربعون : حديث الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل الحديث ، أبو يعلى و غيره .
السابع و الأربعون : حديث قلت : يا رسول الله علمني شيئاً أقوله إذا أصبحت و إذا أمسيت الحديث . الهيثم بن كليب في مسنده ، و هو عند الترمذي و غيره من مسند أبي هريرة .
الثامن و الأربعون : حديث عليكم بلا إله إلا الله و الاستغفار فإن إبليس قال : أهلكت الناس بالذنوب و أهلكوني بلا إله إلا الله و الاستغفار ، فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء فهم يحسبون أنهم مهتدون أبو يعلى .
التاسع و الأربعون : حديث لما نزلت : لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي قلت : يا رسول الله و الله لا أكلمك إلا كأخي الهرم السرار البزار .
الخمسون : حديث كل ميسر لما خلق له أحمد .
الحادي و الخمسون : حديث من كذب علي متعمداً أورد علي شيئاً أمرت به فليتبوأ بيتاً في جهنم أبو يعلى .
الثاني و الخمسون : حديث ما نجاة هذا الأمر ـ الحديث ـ في لا إله إلا الله أحمد و غيره .
الثالث و الخمسون : أخرج فناد في الناس من شهد أن لا إله إلا الله و جبت له الجنة ، فخرجت فلقيني عمر الحديث ، أبو يعلى ، و هو محفوظ من حديث أبي هريرة ، غريب جداً من حديث أبي بكر .
الرابع و الخمسون : حديث صنفان من أمتي لا يدخلان الجنة المرجئة و القدرية الدارقطني في العلل
الخامس و الخمسون : حديث سلوا الله العافية أحمد ، و النسائي ، و ابن ماجة ، و له من طرق كثيرة عنه .
السادس و الخمسون : حديث كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أمراً قال : اللهم خر لي و اختر لي الترمذي .
السابع و الخمسون : حديث دعاء الدين اللهم فارج الهم الحديث ، البزار و الحاكم .
الثامن و الخمسون : حديث كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به و في لفظ لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام أبو يعلى .
التاسع و الخمسون : حديث ليس شيء من الجسد إلا و هو يشكو ذرب اللسان أبو يعلى .
الستون : حديث ينزل الله ليلة النصف من شعبان فيغفر فيها لكل بشر ما خلا كافراً أو رجلاً في قلبه شحناء الدارقطني .
الحادي و الستون : حديث إن الدجال يخرج بالمشرق من أرض يقال لها خراسان ، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة الترمذي ، و ابن ماجة .
الثاني و الستون : حديث أعطيت سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب الحديث ، أحمد .
الثالث و الستون : حديث الشفاعة بطوله في تردد الخلائق إلى نبي بعد نبي ، أحمد .
الرابع و الستون : حديث لو سلك الناس وادياً و سلكت الأنصار وادياً لسلكت وادي الأنصار أحمد .
الخامس و الستون : حديث قريش ولاة هذا الأمر برهم تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم أحمد .
السادس و الستون : حديث أنه صلى الله عليه و سلم أوصى بالأنصار عند موته و قال : اقبلوا من محسنهم و تجاوزوا عن مسيئهم البزار و الطبراني .
السابع و الستون : حديث إني لأعلم أرضاً يقال لها عمان ، ينضح بناحيتها البحر ، بها حي من العرب لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم و لا حجر أحمد و أبو يعلى .
الثامن و الستون : حديث أن أبا بكر مر بالحسن و هو يلعب مع الغلمان فاحتمله على رقبته و قال : بأبي شيبة بالنبي ليس شبيها بعلي . البخاري ، و قال ابن كثير : و هو في حكم المرفوع لأنه في قوة قوله إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يشبه الحسن .
التاسع و الستون : حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يزور أم أيمن مسلم .
السبعون : حديث قتل السارق في الخامسة ، أبو يعلي و الديلمي .
الحادي و السبعون : حديث قصة أحد ، الطيالسي و الطبراني .
الثاني و السبعون : حديث بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ رأيته يدفع عن نفسه شياً و لا أرى شيئاً قلت : يا رسول الله ، ما الذي تدفع ؟ قال : الدنيا تطولت لي فقلت : إليك عني ، فقالت لي : أما إنك لست بمدركي البزار . هذا ما أورده ابن كثير في مسند الصديق من الأحاديث المرفوعة ، و قد فاته أحاديث أخرى نتبعها لتكملة العدة التي ذكرها النووي .
الثالث و السبعون : حديث اقتلوا الفرد كائناً ما كان من الناس الطبراني في الأوسط .
الرابع و السبعون : حديث انظروا دور من تعمرون ، و أرض من تسكنون ، و في طريق من تمشون الديلمي .
الخامس و السبعون : حديث أكثروا من الصلاة علي ، فإن الله وكل بقبري ملكاً فإذا صلى رجل من أمتي قال لي ذلك الملك : إن فلان ابن فلان صلى عليك الساعة الديلمي .
السادس و السبعون : حديث الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما ، و الغسل يوم الجمعة كفارة الحديث ، العقيلي في الضعفاء .
السابع و السبعون : حديث إنما حر جهنم على أمتي مثل الحمام الطبراني .
الثامن و السبعون : حديث إياكم و الكذب ، فإن الكذب مجانب للإيمان ابن لال في مكارم الأخلاق .
التاسع و السبعون : حديث بشر من شهد بدراً بالجنة الدار قطني في الأفراد .
الثمانون : حديث الدين راية الله الثقيلة من ذا الذي يطيق حملها الديلمي .
الحادي و الثمانون : حديث سورة يس تدعى المعمة المطعمة الحديث ، الديلمي ، و البيهقي في الشعب .
الثاني و الثمانون : حديث السلطان العادل المتواضع ظل الله و رمحه في الأرض و يرفع له في كل يوم و ليلة عمل ستين صديقاً أبو الشيخ و العقيلي في الضعفاء ، و ابن حبان في كتاب الثواب .
الثالث و الثمانون : حديث قال موسى لربه : ما جزاء من عزى الثكلى ؟ قال : أظله في ظلي ابن شاهين في الترغيب ، و الديلمي .
الرابع و الثمانون : حديث اللهم أشدد الإسلام بعمر بن الخطاب الطبراني في الأوسط .
الخامس و الثمانون : حديث ما صيد صيد و لا عضدت عضاة و لا قطعت وشيجة إلا بقلة التسبيح ابن راهويه في مسنده .
السادس و الثمانون : حديث لو لم أبعث فيكم لبعث عمر الحديث ، الديلمي .
السابع و الثمانون : حديث لو اتجر أهل الجنة لا تجروا بالبز أبو يعلى .
الثامن و الثمانون : حديث من خرج يدعو إلى نفسه أو إلى غيره و على الناس إمام فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، فاقتلوه الديلمي في التاريخ .
التاسع و الثمانون : حديث من كتب عني علماً أو حديثاً لم يزل يكتب له الأجر ما بقي ذلك العلم أو الحديث الحاكم في التاريخ .
التسعون : حديث : من مشى حافياً في طاعة الله لم يسأله يوم القيامة عما افترض عليه الطبراني في الأوسط .
الحادي و التسعون : حديث من سره أن يظله الله من فور جهنم و يجعله في ظله قلا يكن على المؤمنين غليظاً ، و ليكن بهم رحيماً ابن لال في مكارم الأخلاق ، و أبو الشيخ ، و ابن حبان في الثواب .
الثاني و التسعون : حديث من أصبح ينوي لله طاعة كتب الله له أجر يومه و إن عصاه الديلمي .
الثالث و التسعون : حديث ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب الطبراني في الأوسط .
الرابع و التسعون : حديث لا يدخل الجنة مفتر الديلمي و لم يسنده .
الخامس و التسعون : حديث لا تحقرن أحداً من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله كبير الديلمي .
السادس و التسعون : حديث يقول الله : إن كنتم تريدون رحمتي فارحموا خلقي أبو الشيخ و ابن حبان و الديلمي .
السابع و التسعون : حديث سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الإزار ، فأخذ بعضلة الساق ، فقلت : يا رسول الله زدني ؟ فأخذ بمقدم العضلة ، فقلت : زدني ، قال : لا خير فيما هو أسفل من ذلك ، قلت : هلكنا يا رسول الله ، قال أبا بكر سدد و قارب تنج أبو نعيم في الحيلة .
الثامن و التسعون : حديث كفي و كف علي في العدل سواء الديلمي و ابن عساكر .
التاسع و التسعون : حديث لا تغفلوا التعوذ من الشيطان ، فإنكم إن لم تكونوا ترونه فإنه ليس عنكم بغافل الديلمي و لم يسنده .
المائة : حديث من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة الطبراني في الأوسط .
الحادي و المائة : حديث من أكل هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنا مسجدنا الطبراني في الأوسط .
الثاني و المائة : حديث رفع اليدين في الافتتاح و الركوع و السجود و الرفع ، البيهقي في السنن .
الثالث و المائة : حديث إنه أهدى جملاً لأبي جهل الإسماعيلي في معجمه .
الرابع و المائة : حديث النظر إلى علي عبادة ابن عساكر .


- ما ورد عن الصديق من تفسير القرآن
أخرج أبو القاسم البغوي عن ابن أبي مليكة قال : سئل أبو بكر عن آية ، فقال : أي أرض تسعني أو أي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم يرد الله .
و أخرج أبو عبيدة عن إبراهيم التيمي قال : سئل أبو بكر عن قوله تعالى : وفاكهة وأبا ؟ فقال : أي سماء تظلني و أي أرض تقلني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم .
و أخرج البيهقي و غيره عن أبي بكر أنه سئل عن الكلالة ؟ فقال : إني سأقول فيها برأيي ، فإن يكن صواباً فمن الله ، و إن يكن خطأفمني و من الشيطان ، أراه ما خلا الولد و الوالد ، فلما استخلف عمر قال : إنني لأستحي أن أرد شيئاً قاله أبو بكر .
و أخرج أبوالنعيم في الحلية عن الأسود بن هلال قال : قال أبو بكر لأصحابه : ما تقولون في هاتين الآيتين : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ، الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ؟ قالوا : ثم استقاموا فلم يذنبوا و لم يلبسوا إيمانهم بخطيئة ، قال : لقد حملتموهما على غير المحمل ، ثم قال : قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يميلوا إلى إله غيره ، و لم يلبسوا إيمانهم بشرك .
و أخرج ابن جرير عن عامر بن سعد البجلي عن أبي بكر الصديق في قوله تعالى : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : النظر إلى وجه الله تعالى .
و أخرج ابن جرير عن أبي بكر في قوله تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال : قد قالها الناس فمن مات عليها فهو ممن استقام .


 

  - ما روي عنه من الآثار الموقوفة : قولاً ، أو قضاء ، أو خطبة ، أو دعاء
أخرج اللالكائي في السنة عن ابن عمر قال : جاء رجل إلى أبي بكر فقال : أرأيت الزنا بقدر ؟ قال : نعم ، قال : فإن الله قدره علي ثم يعذبني ، قال : نعم يا ابن اللخناء ، أما و الله لو كان عندي إنسان أمرت أن يجأ أنفك .
و أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن الزبير أن أبا بكر قال و هو يخطب الناس : يا معشر الناس : استحيوا من الله ، فو الذي نفسي بيده إني لظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء مغطياً رأسي استحياء من الله .
و أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن عمر بن دينار قال : قال أبو بكر : استحيوا من الله ، فو الله إني لأدخل الكنيف فأسند ظهري إلى الحائط حياء من الله .
و أخرج أبو داود في سننه عن أبي عبد الله الصنابحي أنه صلى وراء أبي بكر الصديق المغرب ، فقرأ في الركعتين الأوليتين بأم القرآن و سورة من قصار المفصل ، و قرأ في الثالثة ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا الآية .
و أخرج ابن أبي خثمة و ابن عساكر عن ابن عيينة قال : كان أبو بكر إذا عزى رجلا قال : ليس مع العزاء مصيبة ، و ليس مع الجزع فائدة ، الموت أهون مما قبله ، و أشد مما بعده ، اذكروا فقد رسول الله صلى الله عليه و سلم تصغر مصيبتكم و أعظم الله أجركم .
و أخرج ابن أبي شيبة و الدارقطني عن سالم بن عبيد ـ و هو صحابي ـ قال : كان أبو بكر الصديق يقول لي : قم بيني و بين الفجر حتى أتسحر .
و أخرج عن أبي قلابة و أبي السفر قالا : كان أبو بكر الصديق يقول : أجيفوا الباب حتى نتسحر .
و أخرج البيهقي و أبو بكر بن زياد النيسابوري في كتاب الزيادات عن حذيفة بن أسيد قال : لقد أدركت أن أبا بكر و عمر و ما يضحيان إرادة أن يستن بهما .
و أخرج أبو داود عن ابن عباس قال : شهدت على أبي بكر الصديق أنه قال : كلوا الطافي من السمك .
و أخرج الشافعي في الأم عن أبي بكر الصديق أنه كره بيع اللحم بالحيوان .
و أخرج البخاري عنه أنه جعل الجد بمنزلة الأب ، يعني في الميراث .
و أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن عطاء عن أبي بكر قال : الجد بمنزلة الأب ما لم يكن أب دونه ، و ابن الابن بمنزلة الابن ما لم يكن ابن دونه .
و أخرج عن القاسم أن أبا بكر أتي برجل انتفى من أبيه فقال أبو بكر : اضرب الرأس فإن الشيطان في الرأس .
و أخرج عن ابن أبي مالك قال : كان أبو بكر إذا صلى على الميت قال : اللهم عبدك أسلمه الأهل و المال و العشيرة ، و الذنب عظيم ، و أنت غفور رحيم .
و أخرج سعيد بن منصور في سننه عن عمر أن أبا بكر قضى بعاصم بن عمر بن الخطاب لأم عاصم ، و قال : ريحها و شمها و لطفها خير له منك .
و أخرج البيهقي عن قيس بن أبي حازم قال : جاء رجل إلى أبي بكر فقال : إن أبي يريد أن يأخذ مالي كله يجتاحه ، فقال لأبيه : إنما لك من ماله ما يكفيك ، فقال : يا خليفة رسول الله ، أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنت و مالك لأبيك ؟ فقال : نعم ، و إنما يعني بذلك النفقة .
و أخرج أحمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن أبا بكر و عمر كانا لا يقتلان الحر بالعبد .
و أخرج البخاري عن ابن أبي مليكة عن جده أن رجلاً عض يد رجل فأندر ثنيته فأهدرها أبو بكر .
و أخرج ابن أبي شيبة و البيهقي عن عكرمة أن أبا بكر قضى في الأذن بخمس عشرة من الإبل ، و قال : يواري شينها الشعر و العمامة .
و أخرج البيهقي و غيره عن أبي عمران الجوني أن أبا بكر بعث جيوشاً إلى الشام ، و أمر عليهم يزيد بن أبي سفيان ، قال : إني موصيك بعشر خلال : لا تقتلوا امرأة ، و لا صبياً و لا كبيراً هرماً و لا تقطع شجراً مثمراً ، و لا تخربن عامراً و لا تعقر شاة و لا بعيراً إلا لمأكله ، و لا تفرقن نخلاً و لا تحرقنه و لا تغلل ، و لا تجبن .
و أخرج أحمد و أبو داود و النسائي عن أبي برزة الأسلمي ، قال : غضب أبو بكر من رجل ، فاشتد غضبه جداً ، فقلت : يا خليفة رسول الله اضرب عنقه ، قال : ويلك ! ما هي لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و أخرج سيف في كتاب الفتوح عن شيوخه أن المهاجر بن أبي أمية ـ و كان أميراً على اليمامة ـ رفع إليه امرأتان مغنيتان غنت إحداهما بشتم النبي صلى الله عليه و سلم فقطع يدها ، و نزع ثنيتها ، و غنت الأخرى بهجاء المسلمين ، فقطع يدها ، و نزع ثنيتها فكتب إليه أبو بكر : بلغني الذي فعلت في المرأة التي تغنت بشتم النبي صلى الله عليه و سلم فلولا ما سبقتني فيها لأمرتك بقتلها ، لأن حد الأنبياء ليس يشبه الحدود ، فمن تعاطى ذلك من مسلم فهو مرتد أو معاهد فهو محارب غادر ، و أما التي تغنت بهجاء المسلمين : فإن كانت ممن يدعي الإسلام فأدب و تعزير دون المثلة ، و إن كانت ذمية فلعمري لما صفحت عنه من الشرك أعظم ، و لو كنت تقدمت إليك في مثل هذا لبلغت مكروهاً ، فأقبل الدعة ، و إياك و المثلة في الناس فإنها مأثم و منفرة إلا في قصاص .
و أخرج مالك و الدارقطني عن صفية بنت أبي عبيد أن رجلاً وقع على جارية بكر و اعترف ، فأمر به فجلد ، ثم نفاه إلى فدك .
و أخرج أبو يعلى عن محمد بن حاطب قال : جيء إلى أبي بكر برجل قد سرق ،و قد قطعت قوائمه ، فقال أبو بكر : ما أجد لك شيئاً إلا قضى فيك رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أمر بقتلك ، فإنه كان أعلم بك ، فأمر بقتله .
و أخرج مالك عن القاسم بن محمد أن رجلاً من أهل اليمن أقطع اليد و الرجل قدم فنزل على أبي بكر ، فشكا إليه أن عامل اليمن ظلمه ، فكان يصلي من الليل ،فيقول أبو بكر : وأبيك ما ليلك بليل سارق ، ثم إنهم افتقدوا حلياً لأسماء بنت عميس امرأة أبي بكر ، فجعل يطوف معهم ، و يقول : اللهم عليك بمن بيت أهل هذا البيت الصالح ، فوجدوا الحلي عند صائغ زعم أن الأقطع جاءه به ، فاعترف الأقطع أو شهد عليه ، فأمر به أبو بكر ، فقطعت يده اليسرى ، و قال أبو بكر : و الله لدعاؤه على نفسه أشد عندي عليه من سرقته .
و أخرج الدار قطني عن أنس أن أبا بكر قطع في مجن قيمته خمسة دراهم .
و أخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي صالح قال : لما قدم أهل اليمن زمان أبي بكر و سمعوا القرآن جعلوا يبكون ، فقال أبو بكر : هكذا كنا ، ثم قست القلوب . قال أبو نعيم : أي قويت و اطمأنت بمعرفة الله تعالى .
و أخرج البخاري عن ابن عمر قال : قال أبو بكر : ارقبوا محمداً صلى الله عليه و سلم في أهل بيته . و أخرج أبو عبيد في الغريب عن أبي بكر قال : طوبى لمن مات في النانأة أي في أول الإسلام قبل تحرك الفتن .
و أخرج الأربعة و مالك عن قبيصة قال : جاءت الجدة إلى أبو بكر الصديق تسأله ميراثها ، فقال : مالك في كتاب الله شيء و ما علمت لك في سنة نبي الله صلى الله عليه و سلم شيئاً ، فارجعي حتى أسأل الناس ، فسأل الناس ، فقال المغيرة بن شعبة : حضرت رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطاها السدس ، فقال أبو بكر : هل معك غيرك ؟ فقام محمد بن مسلمة فقال مثل ما قال المغيرة ، فأنفذه لها أبو بكر .
و أخرج مالك و الدارقطني عن القاسم بن محمد : أن جدتين أتتا أبا بكر تطلبان ميراثهما أم أم ، و أم أب ، فأعطى الميراث لأم الأم ، فقال له عبد الرحمن بن سهل الأنصاري ـ و كان ممن شهد بدراً ، و هو أخو بني حارثة ـ : يا خليفة رسول الله ، أعطيت التي لو أنها ماتت لم يرثها ، فقسمه بينهما .
و أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن عائشة رضي الله عنها حديث امرأة رفاعة التي طلقت منه و تزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير ، فلم يستطع أن يغشاها ، و أرادت العود إلى رفاعة ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم لا، حتى تذوقي عسيلته و يذوق عسيلتك و هذا القدر في الصحيح و زاد عبد الرزاق : فقعدت ثم جاءته فأخبرته أنه قد مسها ، فمنعها أن ترجع إلى زوجها الأول ، و قال : اللهم إن كان أنمى بها أن ترجع إلى رفاعة فلا يتم لها نكاحه مرة أخرى ، ثم أتت أبا بكر و عمر في خلافتهما فمنعاها .
و أخرج البيهقي عن عقبة بن عامر أن عمرو بن العاص و شرحبيل بن حسنة بعثاه بريداً إلى أبي بكر برأس بنان بطريق الشام ،  فلما قدم على أبي بكر أنكر ذلك ، فقال له عقبة : يا خليفة رسول الله فإنهم يصنعون ذلك بنا ، قال : أفيستنان بفارس و الروم ، لا يحمل إلي رأس ؟ إنما يكفي الكتاب و الخبر .
و أخرج البخاري عن قيس بن أبي خازم قال : دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها : زينب ، فرآها لا تتكلم ، فقال : ما لها لا تتكلم ؟ فقالوا : حجت مصمتة : قال لها : تكلمي فإن هذا لا يحل ، هذا من عمل الجاهلية ، فتكلمت ، فقالت : من أنت ؟ قال : امرؤ من المهاجرين ، قالت : أي المهاجرين ؟ قال : من قريش ، قالت : من أي قريش ؟ قال : إنك لسؤول ، أنا أبو بكر ، قالت : ما بقاؤنا على الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية ؟ قال : بقاؤكم عليه ما استقامت أئمتكم ، قالت : و ما الأئمة ؟ قال : أو ما كان لقومك رؤوس و أشراف يأمرونهم فيطيعونهم ؟ قالت : بلى ، قال : فهم أولئك الناس .
و أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج ، و كان أبو بكر يأكل من خراجه ، فجاء يوماً بشيء ، فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ قال أبو بكر : ما هو ؟ قال : كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية ـ و ما أحسن الكهانة ـ إلا أني خدعته ، فلقيني ، فأعطاني هذا الذي أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده ، فقاء كل شيء في بطنه .
و أخرج أحمد في الزهد عن ابن سيرين قال : لم أعلم أحداً استقاء من طعام أكله غير أبي بكر ، و ذكر القصة .
وأخرج النسائي عن أسلم أن عمر اطلع على أبي بكر و هو آخذ بلسانه فقال : هذا الذي أوردني الموارد .
و أخرج أبو عبيد في الغريب عن أبي بكر أنه مر بعبد الرحمن بن عوف و هو يماظ جاراً له ، فقال : لا تماظ جارك فإنه يبقى و يذهب عنك الناس .
المماظة : المنازعة و المخاصمة .
و أخرج ابن عساكر عن موسى بن عقبة أن أبا بكر الصديق كان يخطب فيقول :
الحمد لله رب العالمين ، أحمده و أستعينه ، و نسأله الكرامة فيما بعد الموت فإنه قد دنا أجلي و أجلكم ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أن محمداً عبده و رسوله أرسله بالحق بشيراً و نذيراً و سراجاً منيراً ، لينذر من كان حياً و يحق القول على الكافرين .
و من يطع الله و رسوله فقد رشد ، و من يعصهما فقد ضل ضلالاً مبيناً ، أوصيكم بتقوى الله ، و الاعتصام بأمر الله الذي شرع لكم و هداكم به ، فإن جوامع هدي الإسلام بعد كلمة الإخلاص السمع و الطاعة لمن ولاه الله أمركم ، فإنه من يطع الله و أولي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فقد أفلح و أدى الذي عليه من الحق ، و اتباع الهوى ، فقد أفلح من حفظ من الهوى و الطمع و الغضب ، و إياكم و الفخر ، و ما فخر من خلق من تراب ، ثم إلى التراب يعود ، ثم يأكله الدود ، ثم هو اليوم حي و غداً ميت ؟ فاعملوا يوماً بيوم ، و ساعة بساعة ، و توقوا دعاء المظلوم ، و عدوا أنفسكم في الموتى ، و اصبروا فإن العمل كله بالصبر ،و احذروا و الحذر ينفع ، و اعملوا و العمل يقبل ، و احذروا ما حذركم الله من عذابه ، و سارعوا فيما وعدكم الله من رحمته ، و افهموا و تفهموا ، و اتقوا و توقوا ، فإن الله قد بين لكم ما أهلك به من كان قبلكم ، و ما نجى به من نجى قبلكم ، قد بين لكم في كتابه حلاله و حرامه و ما يحب من الأعمال و ما يكره ، فإني لا آلوكم و نفسي ، و الله المستعان و لا قوة إلا بالله و اعلموا أنكم ما أخلصتم لله من أعمالكم ، فربكم أطعتم ، و حظكم حفظتم ، و اغتبطتم ، و ما تطوعتم به لدينكم فاجعلوه نوافل بين أيديكم تستوفوا لسلفكم ، و تعطوا جرايتكم حين فقركم و حاجتكم إليها ، ثم تفكروا عباد الله في إخوانكم و صحابتكم الذين مضوا ، قد وردوا على ما قدموا عليه ، و حلوا في الشقاء و السعادة فيما بعد الموت ، إن الله ليس له شريك ، و ليس بينه و بين أحد من خلفه نسب يعطيه به خيراً ، و لا يصرف عنه سوءاً إلا بطاعته و اتباع أمره فإنه لا خير في خير بعده النار ، و لا شر في شر بعده الجنة . أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم ، وصلوا على نبيكم صلى الله عليه و سلم ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
و أخرج الحاكم و البيهقي عن عبد الله بن حكيم قال : خطبنا أبو بكر الصديق فحمد الله و أثنى عليه بما هو له أهل ، ثم قال : أوصيكم بتقوى الله ، و أن تثنوا عليه بما هو له أهل ، و أن تخلطوا الرغبة بالرهبة ، فإن الله تعالى أثنى على زكريا و أهل بيته فقال : إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ثم اعلموا عباد الله أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم ، و أخذ على ذلك مواثيقكم ، و اشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي ، و هذا كتاب الله فيكم لا يطفأ نوره و لا تنقضي عجائبه ، فاستضيئوا بنوره ، و انتصحوا كتابه ، و استضيئوا منه ليوم الظلمة ، فإنه إنما خلقكم لعبادته ، و وكل بكم كراماً كاتبين ، يعلمون ما تفعلون ، ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون و تروحون في أجل قد غيب عنكم علمه ، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال و أنتم في عمل الله فافعلوا ، و لن تستطيعوا ذلك إلا بإذن الله ، سابقوا في آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم فتردكم إلى أسوأ أعمالكم ، فإن قوماً جعلوا آجالهم لغيرهم ، و نسوا أنفسهم ، فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم ، فالوحا الوحا ، ثم النجاء النجاء ، فإن وراءكم طالباً حثيثاً أمره سريع .
و أخرج ابن أبي الدنيا و أحمد في الزهد و أبو نعيم في الحلية عن يحيى بن أبي كثير أن أبا بكر كان يقول في خطبته : أين الوضاء الحسنة وجوههم المعجبون بشبابهم ؟ أين الملوك الذين بنوا المدائن و حصنوها ؟ أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب ؟ قد تضعضع أركانهم حين أخنى بهم الدهر و أصبحوا في ظلمات القبور ! الوحا الوحا ثم النجاء النجاء .
و أخرج أحمد في الزهد عن سلمان قال : أتيت أبا بكر فقلت : اعهد إلي ، فقال : يا سلمان ، اتق الله ، و اعلم أنه سيكون فتوح فلا أعرفن ما كان حظك منها ما جعلته في بطنك أو ألقيته على ظهرك ، و اعلم أنه من صلى الصلوات الخمس فإنه يصبح في ذمة الله و يمسي في ذمة الله تعالى ، فلا تقتلن أحداً من أهل ذمة الله فتخفر الله في ذمته فيكبك الله في النار على وجهك .
و أخرج عن أبي بكر رضي الله عنه قال : يقبض الصالحون الأول فالأول حتى يبقى من الناس حثالة كحثالة التمر و الشعير ، لا يبالي الله بهم .
و أخرج سعيد بن منصور في سننه عن معاوية بن قرة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يقول في دعائه : اللهم اجعل خير عمري آخره ، و خير عملي خواتمه ، و خير أيامي يوم لقائك .
و أخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال : بلغني أن أبا بكر كان يقول في دعائه : اللهم إني أسألك الذي هو خير لي في عاقبة الأمر ، اللهم اجعل آخر ما تعطيني من الخير رضوانك و الدرجات العلى من جنات النعيم .
و أخرج عن عرفجة قال : قال أبو بكر : من استطاع أن يبكي فليبك إلا فليتباك .
و أخرج عن عزرة عن أبي بكر قال : أهلكهن الأحمران : الذهب ، و الزعفران . و أخرج عن مسلم بن يسار عن أبي بكر قال : إن المسلم ليؤجر في كل شيء، حتى في النكبة و انقطاع شسعه و البضاعة تكون في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في غبنه .
و أخرج عن ميمون بن مهران قال : أتي أبو بكر بغراب وافر الجناحين فقلبه ثم قال : ما صيد من صيد و لا عضدت من شجرة إلا بما ضيعت من التسبيح .
و أخرج البخاري في الأدب و عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الصنابحي أنه سمع أبا بكر يقول : إن دعاء الأخ لأخيه في الله يستجاب .
و أخرج عبد الله في زوائد الزهد عن عبيد بن عمير عن لبيد الشاعر أنه قدم على أبي بكر فقال : ألا كل شيء ما خلا الله باطل . فقال : صدقت ، فقال : و كل نعيم لا محالة زائل . فقال : كذبت ، عند الله نعيم لا يزول ، فلما ولى قال أبو بكر : ربما قال الشاعر الكلمة من الحكمة .