الوَكيلُ |
|
قال الله تعالى :
{ اللهُُ خَالِقُ كُل شَىْءٍ وَهُوَ عَلَى كُل شَىْءٍ
وَكِيلٌ } . سورة الزمر الآية 62 .
فهو سبحانه المتولي لتدبير خلقه ، بعلمه ، وكمال
قدرته ، وشمول حكمته . الذي تولى أوليائه ، فيسرهم لليُسرى ، وجنبهم العسرى ،
وكفاهم الأمور ، فمن اتخذه وكيلا كفاه { اللهُ وَلى
الذِينَ ءَامَنُوا يخْرِجُهُم مِنَ الظُلُمَاتِ إِلى النورِ }
. سورة البقرة الآية 275 . |
|
|
ذوُ
الجَلالِ والإِكْرَامِ |
|
أى : ذو العظمة
والكبرياء
، وذو الرحمة
، والجود ، والإحسان
العام والخاص
.
المكرم لأوليائه وأصفيائه ، الذين يُجلونه ،
ويُعظمونه ، ويُحبونه . قال تعالى { تَبَارَكَ اسْمُ
رَبكَ ذِي الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ } . سورة الرحمن
الآية 78 . |
|
|
جَامِعُ
الناسِ ليومٍ
لا ريبَ فيه |
|
قال الله تعالى:{رَبنَآ
إِنكَ جَامِعُ الناسِ لِيَوْمٍ لارَيْبَ فِيهِ إِن اللهَ لايخُلفُ المِيعَادَ}
سورة آل عمران الآية9.
فالله سبحانه
وتعالى هو جامع
الناس ، وجامع
أعمالهم وأرزاقهم
، فلا يترك منها
صغيرة ولا كبيرة
إلا أحصاها
. وجامع ماتفرق
واستحال من الأموات
الأولين والآخرين
، بكمال قدرته
، وسعة علمه
. |
|
|
بَدِيعُ
السمواتِ والأرض |
|
قال الله تعالى :
{بَدِيعُ السمَوَاتِ وَالأرْضِ وَإِذا قَضَىّ أَمْراً
فَإِنمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } . سورة البقرة
الآية 117 .
أى خالقهما
ومبدعهما ، في
غاية مايكون
من الحسن والخلق
البديع ، والنظام
العجيب المحكم
.
وقال تعالى { وَهُوَ
الذِي يَبْدَؤاْ الخَلْقَ ثُم يُعِيدُهُ } . سورة
الروم الآية 27 . ابتدأ خلقهم ، ليبلوهم أيهم أحسن عملا ، ثم يعيدهم ، ليجزي الذين
أحسنوا بالحُسنى ، ويجزي المسيئين بإساءاتهم .
وكذلك هو
الذي يبدأ إيجاد
المخلوقات شيئا
فشيئا ، ثم يعيدها
كل وقت .
وقال الله تعالى : { إن
رَبكَ فَعالٌ لما يُرِيدُ } .سورة هود الآية 107 .
وقال سبحانه : { ذُو
العَرْشِ المجِيدُ * فَعالٌ لما يُرِيدُ } . سورة
البروج الآية 16 .
وهذا من
كمال قوته ، ونفوذ
مشيئته ، وقدرته
، أن كل أمر يريده
يفعله بلا ممانع
، ولا معارض
. وليس له ظهير
ولا عوين ، على
أى أمر يكون
. بل إذا أراد
شيئا قال له
"كن فيكون " . ومع
أنه الفعال
لما يريد ، فإرادته
، تابعة لحكمته
وحمده . فهو موصوف
بكمال القدرة
، ونفوذ المشيئة
. وموصوف بشمول
الحكمة لكل
مافعله ويفعله
. |
|
|
الكَافي |
|
قال الله تعالى
{ أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ }
. سورة الزمر الآية 36 .
فهو سبحانه
الكافى عباده
جميع مايحتاجون
ويضطرون إليه
. الكافى كفاية
خاصة ، من آمن
به ، وتوكل عليه
، واستمد منه
حوائج دينه ودنياه
. |
|
|
الوَاسِعُ |
|
قال الله تعالى
{ واللهُ يَعِدُكُم مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ } سورة البقرة الآية 268 .
فهو سبحانه
وتعالى واسع
الصفات ، والنعوت
، ومتعلقاتها
، بحيث لايُحصِى
أحد ثناء عليه،
بل هو كما أثنى
على نفسه .
واسع العظمة
، والسلطان ،
والملك ، واسع
الفضل ، والإحسان
، عظيم الجود
والكرم . |
|
|
الحق |
|
الله عز
وجل هو الحق
في ذاته وصفاته
. فهو واجب الوجود
، كامل الصفات
والنعوت ، وجوده
من لوازم ذاته
. ولا وجود لشىء
من الأشياء
إلا به .فهو الذي
لم يزل ، ولايزال
، بالجلال ،
والجمال ، والكمال
، موصوفاً . ولم
يزل ولايزال
بالإحسان معروفاً
.
فقوله حق
وفعله حق ، ولقاؤه
حق ، ورسله حق
، وكتبه حق ، ودينه
هو الحق ، وعبادته
وحده لا شريك
له ، هي الحق
، وكل شىء ينسب
إليه ، فهو حق
.
{ذَلِكَ بِأَن اللهَ هُوَ الحق وأن مايَدْعُونَ مِن
دُونِهِ هُوَ الباطِلُ ، وَأَن اللهَ هُوَ العَلِي الكَبِيرُ }
سورة الحج الآية 62 .
{وَقُلِ الحَق مِن ربكُم ، فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن
وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } سورة الكهف الآية 29 .
{ فَذَالِكُمُ اللهُ رَبكُمُ الحَق فَمَاذَا بَعْدَ
الحَق إِلا الضلالُ } . سورة يونس الآية 32 .
{ وَقُلْ جَآءَ الحَق وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ، إِن
البَاطِلَ كَانَ زَهُوقَاً } . سورة الإسراء الآية 81
.
وقال الله تعالى {
يَوْمَئِذً يُوَفيهِمُ اللهُ دِينَهُم الحق وَيَعْلَمُونَ أن اللهَ هُوَ الحق
المبِينُ } سورة النور الآية25.
فأوصافه
العظيمة حق
، وأفعاله هي
الحق ،وعبادته
هي الحق ،ووعده
حق ، ووعيده وحسابه
هو العدل الذي
لاجور فيه . |
|
|
الجَمِيلُ |
|
قال (صلى الله عليه وسلم ) " إن الله
جميلٌ يحبُ الجمالَ " أخرجه مسلم 1/93 ، فهو سبحانه جميلٌ بذاته ، وأسمائه ، وصفاته
، وأفعاله ، فلا يمكن لمخلوقاً أن يعبر عن بعض جمال ذاته ، حتى أن أهل الجنة مع
ماهم فيه من النعيم المقيم واللذات والسرور والأفراح التي لايقدر قدرها إذا رأوا
ربهم وتمتعوا بجماله نسوا ماهم فيه من النعيم ، وتلاشى ماهم فيه من الأفراح ، وودوا
أنْ لو تدوم هذه الحال ، واكتسبوا من جماله ونوره جمالاً إلى جمالهم ، وكانت قلوبهم
في شوق دائم ونزوع إلى رؤية ربهم ويفرحون بيوم المزيد فرحاً تكاد تطير له
القلوب . وكذلك الجميل في أسمائه ، فإنها كلها حسنى بل أحسن الأسماء على الإطلاق
وأجملها ، قال تعالى : { وَلِلهِ الأَسمَاءُ الحُسنى
فَادعُوهُ بهَا } سورة الأعراف الآية 180 . وقال
تعالى { هَل تَعْلَمُ لَهُ سَمِياً }
سورة مريم الآية 65 .فكلها دالة على غاية الحمد والمجد والكمال ، لايسمى باسم منقسم
إلى كمال وغيره . وكذلك هو الجميل في أوصافه ، فإن أوصافه كلها أوصاف كمال ونعوت
ثناء وحمد ، فهي أوسع الصفات وأعمها وأكثرها تعلقاً ، خصوصاً أوصاف الرحمة ، والبر
، والكرم ، والجود ، وكذلك أفعاله كلها جميلة ، فإنها دائرة بين أفعال البر
والإحسان التي يحمد عليها ويثنى عليه ويشكر ، وبين أفعال العدل التي يُحمد عليها
لموافقتها للحكمة والحمد ، فليس في أفعاله عبث ، ولاسفه ، ولا سدى ، ولاظلم ، كلها
خير ، وهدى ، ورحمة ، ورشد ، وعدل { إن ربي عَلَى
صِرَطٍ مستَقيمٍ } . سورة هود الآية 56 .فلكماله الذي
لايحصي أحد عليه به ثناء كملت افعاله كلها فصارت أحكامه من أحسن الأحكام ، وصنعه
وخلقه أحسن خلق وصنع : أتقن ماصنعه { صُنْعَ اللهِ
الذيّ أتقَنَ كُل شىءٍ } سورة النمل الآية 88 . وأحسن
ماخلقه { الذي أَحَسَن كل شىءٍ خَلَقَهُ } سورة السجدة الآية 7 .
{ وَمَن أحسَنُ مِنَ اللهِ حُكماً لِقَومٍ يُوقِنُونَ }
. سورة المائدة الآية 50 . والأكوان محتوية على أصناف الجمال ، وجمالها من اله
تعالى فهو الذي كساها الجمال وأعطاها الحسن ، فهو أولى منها لأن مُعطي الجمال أحق
بالجمال ، فكل جمال في الدنيا والآخرة باطني وظاهري ، خصوصاً مايعطيه المولى لأهل
الجنة من الجمال المفرط في رجالهم ونسائهم ، فلو بد كف واحدة من الحور العين غلى
الدنيا ، لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ، اليس الذي كساهم ذلك الجمال
ومن عليهم بذلك الحسن والكمال أحق منهم بالجمال الذي كمثله شيء .
فهذا دليل علقلي واضح مسلم المقدمات على هذه المسألة
العظيمة وعلى غيرها من صفاته ، قال تعالى : { وَللهِ
المَثَلُ الأعلى } . سورة النحل الآية 60 . فكل ماوجد
في المخلوقات من كمال لايستلزم نقصاً ، فإن معطيه وهو الله أحق به من المُعْطَى بما
لانسبة بينه وبينهم ، كما لانسبة لذواتهم إلى ذاته وصفاتهم إلى صفاته ، فالذي
أعطاهم السمع ، والبصر ، والحياة ، والعلم ، والقدرة ، والجمال ، أحق منهم بذلك ،
وكيف يعبر أحد عن جماله وقد قال أعلم الخلق به : " لاأُحصي ثناءً عليك أنت كما
أثنيت على نفسك " وقال (صلى عليه وسلم ) : " حجابه نور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه
ما انتهى إليه بصره من خلقه " فسبحان الله وتقدس عما يقوله الظالمون النافون لكماله
علواً كبيراً ، وحسبهم مقتاً وخساراً أنهم حُرموا من الوصول إلى معرفته والإبتهاج
بمحبته .
قال (صلى
الله عليه وسلم)
في الحديث الصحيح
" لاأحد أصبر
على أذى سمعه
من الله ، يجعلون
له الولد وهو
يعافيهم ويرزقهم
" وقال أيضاً في
الصحيح : قال
الله تعالى
: " كذبني ابن آدم
ولم يكن له ذلك
. وشتمني ابن آدم
ولم يكنْ له ذلك
. فأما تكذيبه
إياي فقوله :
لن يعيدني كما
بدأني . وليس
أول الخلق بأهون
علي من إعادته
. وأما شتمه اياي
فقوله إن لي ولداً
وأنا الأحد الصمد
الذي لم يلدْ
ولم يولدْ ولم
يكُنْ له كفواً
أحد " فالله تعالى
يدر على عباده
الأرزاق المطيع
منهم والعاصي
والعصاة لايزالون
في محاربته
وتكذيبه وتكذيب
رسله والسعي
في إطفاء دينه
، والله تعالى
حليم على مايقولون
ومايفعلون ،
يتتابعون في
الشرور وهو يتابع
عليهم النعم
، وصبره أكمل
صبر لأنه عن كمال
قدرة وكمال غنى
عن الخلق وكمال
رحمة وإحسان
، فتبارك الرب
الرحيم الذي
ليس كمثله شىء
الذي يحب الصابرين
ويعينهم في كل
أمرهم . |
|
|
الرفيقُ |
|
مأخوذ من
قوله (صلى الله
عليه وسلم ) في
الحديث الصحيح
: " إن الله رفيق
يحب الرفق ويُعطي
على الرفق مالا
يُعطي على العنف
وما لايُعطي
على ماسواه
" فالله تعالى
رفيق في أفعاله
، خلق المخلوقات
كلها بالتدريج
شيئاً بحسب حكمته
ورفقه مع أنه
قادر على خلقها
دفعة واحدة وفي
لحظة واحدة
. ومن تدبر المخلوقات
وتدبر الشرائع
كيف يأتي بها
شيئاً بعد شيء
شاهد من ذلك العجيب
العجيب ، فالمتأني
الذي يأتي الأمور
برفق وسكينة
ووقار ، اتباعاً
لسنن الله في
الكون واتباعاً
لنبيه (صلى الله
عليه وسلم ) . فإن
هذا هديه وطريقه
تتيسر له الأمور
،وبالأخص الذي
يحتاج إلى أمر
الناس ونهيهم
وإرشادهم ، فإنه
مضطر إلى الرفق
واللين ، وكذلك
من آذاه الخلق
بالأقوال البشعة
وصان لسانه عن
مشاتمتهم ، ودافع
عن نفسه برفق
ولين ، اندفع
عنه من أذاهم
مالايندفع بمقابلتهم
بمثل مقالهم
وفعالهم ، ومع
ذلك فقد كسب الراحة
والطمأنينة
والرزانة والحلم
.
والله عز
وجل يغيث عباده
إذا استغاثوا
به سبحانه فعن
أنس بن مالك أن
رجلاً دخل المسجد
يوم الجمعة
. . ورسول الله
(صلى الله عليه
وسلم ) يخطب ...ثم
قال يارسول
الله ! هلكت الأموال
وانقطعت السبل
فادعُ الله
يغيثنا فرفع
رسول الله (صلى
الله عليه وسلم
) يديه ثم قال
: " اللهم أغثنا
. اللهم أغثنا
اللهم أغثنا
" فالله عز وجل
يغيث عباده في
الشدائد والمشقات
، فهو يغيث جميع
المخلوقات عندما
تتعسر أمورها
وتقع في الشدائد
والكربات : يُطعم
جائعهم ويكسو
عاريهم ، ويخلص
مكروبهم ، ويُنزل
الغيث عليهم
في وقت الضرورة
والحاجة ، وكذلك
يُجيب إغاثة
اللهفان أي
دعاء من دعاه
في حالة اللهف
والشدة والإضرار
، فمن استغاثه
أغاثه . وفي الكتاب
والسنة من ذِكْر
تفريجه للكربات
، وإزالته الشدائد
، وتيسيره للعسير
شيء كثير جداً
معروف . |
|
|
الحيي
، الستيرُ |
|
هذا مأخوذ من قوله (صلى الله عليه وسلم
): " إن الله حيي يستحيي من عبده إذا مد يديه إليه أن يردهما صفراً " وقال (صلى
الله عليه وسلم) " إن الله عز وجل حليمٌ حييٌ ستيرٌ يحب الحياءَ والستر فإذا
اغتسل احدكم فليستتر " وهذا من رحمته ، وكرمه ، وكماله ، وحلمه أن العبد يجاهره
بالمعاصي مع فقره الشديد إليه ، حتى انه لايمكنه أن يعصى إلا أن يتقوى عليها بنعم
ربه ، والرب مع كمال غناه عن الخلق كلهم من كرمه يستحيي من هتكه وفضيحته وإحلال
العقوبة به ، فيستره بما يقيض له من أسباب الستر ، ويعفو عنه ويغفر له ، فهو يتحبب
إلى عباده بالنعم وهم يتبغضون إليه بالمعاصي ، خيره إليهم بعدد اللحظات وشرهم إليه
صاعد ،ولا يزال الملك الكريم يصعد إليه منهم بالمعاصي وكل قبيح ، ويستحي تعالى من
شاب في الإسلام أن يعذبه وممن يمد يديه إليه أن يردهما صفراً ، ويدعو عباده إلى
دعائه ويعدهم بالإجابة وهو الحيي الستير يحب أهل الحياء والستر ، ومن ستر مسلماً
ستر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ولهذا يكره من عبده إذا فعل معصية أن
يذيعها ، بل يتوب إليه فيما بينه وبينه ولا يظهرها والله يستره ، فيصبح بكشف ستر
الله عليه ، وقال تعالى : { إِن الذينَ يحبونَ أن
تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ في الذِينَ ءَامَنُواْ لهَمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدنْيَا
وَالأَخِرَةِ } سورة النور الآية 19 .
وهذا كله
من معنى اسمه
(الحليم) الذي
وسع حلمه أهل
الكفر والفسوق
والعصيان ،ومنع
عقوبته أن تحل
بأهل الظلم
عاجلاً ، فهو
يمهلهم ليتوبوا
، ولا يمهلهم
إذا اصروا واستمروا
في طُغيانهم
ولم ينيبوا . |
|
|
الإلهُ |
|
هو الجامعُ لجميع صفات الكمال ونعوت
الجلال ، فقد دخل في هذا الإسم جميع الأسماء الحسنى ، ولهذا كان القول الصحيح أن
(الله ) أصله (الإله ) وأن اسم (الله) هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات
العُلى والله أعلم . قال الله تعالى : { إنمَا اللهُ
إِلَهُ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مافي السمَوَاتِ وَمَا في
الأرْضِ وَكَفَى باللهِ وَكِيلاً } . سورة النساء
الآية 171 . |
|
|
|