البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

أداب الدعاء وشروطه
فوائد الذكر
الدعاء والقضاء
فضل الدعاء بظهر الغيب
من أدعيه  القرآن الكريم
الدعاء بالحمد والثناء
الدعاء بالصبر و النصر
الدعاء بالثبات  والمغفره
من دعاء المستضعفين
الدعاء بالرحمه والهدايه
من دعاء الانبياء
دعاء للنجاة من الوساوس
الدعاء للوالدين
من دعاء الملائكه
الدعاء عند كبر السن
الاستعاذه بالله
من دعاء كشف الضر والغم
من دعاء الاخ لاخيه
 من دعاء الرسول-ص
باب الاذكار  في الصوم
ما يقول العبد عند الافطار
دعاء القنوت
دعاء  لايضر معه شىء
دعاء الكرب والهم والحزن
فضل الدعاء في آخر الليل
الخاتمه

 
 

المكتبـــة العـــامـــه

الدر المنثور في الدعاء المأثور

 

 
 

للامام الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي

 
 

 
 
آداب الدعاء وشروطه -

يشترط  لاستجابة الدعاء ان يصدر عن مؤمن مطيع لله تعالى ، مستجيب له 

قال سبحانه
{ وَإذَا سَألَكَ عبَادي عَني فَإني قَريبٌ أُجيبُ دَعْوَةَ الداعِ إذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَليُؤمِنُوا بِي لَعَلهُمْ يَرشُدونَ }
(البقرة : 186)
وقال تعالى
{ إنمَا يَتَقَبلُ اللهُ مِنَ المُتقِينَ }
(المائدة : 27)
ويجب حين الدعاء حضور القلب وصدق النية ، والإقبال على الله ، والثقة به 
 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لايستجيب دعاء من قلبٍ غافلٍ لاهٍ " روا الترمذي والحاكم صححه
وليكن الدعاء بعزم وتصميم ، فإن الله تعالى لايعسر عليه شيء
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال : " لايقولن أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، الله ارحمني إن شئت ،ليعزم المسألة فإنه لامكره له " أخرجه الشيخان ومالك والترمذي
وليحذر الداعي من الظن بأن الله تعالى لايستجيب له ، وليعلم أن وقت الإجابة قد يتأخر لحكمة يعلمها الله سبحانه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
يستجاب لأحدكم مالم يعجل ، فيقول : دعوت فلم يستجب لي " أخرجه الشيخان
وقد لاتكون مصلحة العبد في استجابة دعوته ، فحينئذٍ يؤتيه الله من الخير مثلها ، أو يصرف :عنه من السوء مايقابلها ، أو يدخر له ثوابها في الآخرة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
 مامن مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها 
أحمد والحاكم في المستدرك
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
 ماعلى الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها ، أو صرف عنه من السوء مثلها ، مالم يدعُ بإثم . أو قطيعة رحم . فقال رجل من القوم : إذاً نكثر . قال : الله أكثر
فلنكثر من الدعاء بالخير ، فإن الدعاء يدفع البلاء ويرد القضاء ، أو يكون سبباً للطف فيه ، عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
" إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، فعليكم عباد الله بالدعاء " رواه الترمذي
وعن سلمان رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال
" لايرد القضاء إلا بالدعاء ولايزيد في العمر إلا البر " رواه الترمذي
فالدعاء باب من أبواب الرحمةَ ، فمن وفق له فقد رحم ، ومن أعرض عنه فقد حرم ، عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال
 من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة . وماسُئل اللهُ شيئاً يعطى أحب إليه من أن يسأل العافية " رواه الترمذي
وقد نهانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) عن الدعاء على أنفسنا وأولادنا وأموالنا بالشر ، لئلا نوافق ساعة يستجاب فيها الدعاء ، فنكون سبباً فيما نزل بنا من هلاك وخسران 
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال " لاتدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولاتدعوا على أموالكم ، لاتوافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم " رواه مسلم وابن حبان . 
ويستحب رفع اليدين حين الدعاء ، ومسح الوجه بهما حين الفراغ منه ، تفاؤلاً بأن الخير والرحمة قد حلا فيهما ، عن سلمان رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال 
" إن ربكم حيي كريم ، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً " رواه أبو داوود وسنده جي
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
" كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إذا رفع يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه " رواه داود والترمذي وحسنَه
وعن عبد الله بن عباس رضي لله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال
" سلوا الله ببطون أكفكم ، ولا تسألوه بظهورها . فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم " ، رواه أبو داود ، وهو ضعيف وله شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن
ومن آداب الدعاء عدم رفع الصوت كثيراً أو خفضه : عن عائشة رضي الله عنها قالت
" نزلت هذه الآية
{ وَلا تَجْهَرْ بصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلكَ سَبيلاً }
( الاسراء : 110 )
" كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم )في سفر ، فجعل الناس يجهرون بالتكبير ، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) : ايها الناس ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ اربَعُوا على أنفسكم ". إنكم تدعون سميعاً قريباً  وهو معكم " . قال : وانا خلفه أقول لا حول ولا قوة إلا بالله .

فقال : " ياعبد الله بن قيس " ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ فقلت
بلى يارسول الله . قال : لاحول ولا قوة إلا بالله " اخرجه البخاري ومسلم
ومن آدابه أيضاً حمد الله تعالى والثناء عليه ، ثم الصلاة على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم ) قبل البدء به  عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : " سمع النبي (صلى الله عليه وسلم ) رجلاً يدع في صلاته ، فلم يصل على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) " عَجِل هذا " . ثم دعاه فقال له 
إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي (صلى الله عليه وسلم ) .، ثم ليدعُ بعد بما شاء " رواه أصحاب السنن بسند صحيح