البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

أداب الدعاء وشروطه
فوائد الذكر
الدعاء والقضاء
فضل الدعاء بظهر الغيب
من أدعيه  القرآن الكريم
الدعاء بالحمد والثناء
الدعاء بالصبر و النصر
الدعاء بالثبات  والمغفره
من دعاء المستضعفين
الدعاء بالرحمه والهدايه
من دعاء الانبياء
دعاء للنجاة من الوساوس
الدعاء للوالدين
من دعاء الملائكه
الدعاء عند كبر السن
الاستعاذه بالله
من دعاء كشف الضر والغم
من دعاء الاخ لاخيه
 من دعاء الرسول-ص
باب الاذكار  في الصوم
ما يقول العبد عند الافطار
دعاء القنوت
دعاء  لايضر معه شىء
دعاء الكرب والهم والحزن
فضل الدعاء في آخر الليل
الخاتمه

 
 

المكتبـــة العـــامـــه

الدر المنثور في الدعاء المأثور

 

 
 

للامام الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي

 
 

 
 
فوائد الذكر

- ان القلب يصدأ كما يصدأ الحديد والنحاس وغيرهما وجلاؤه بالذكر ، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء . فاذا ترك صدئ فاذا ذكره جلاه
وصدأ القلب بأمرين : بالغفلة .. والذنب
وجلاؤه بشيئين : بالاستغفار .. والذكر
ـ فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته ، كان الصدأ متراكماً على قلبه ، صدؤه بحسب غفلته ، واذا ماهي عليه ، فيرى الباطل في صورة الحق ، والحق في صورة الباطل لأنه لما تراكم عليه الصدأ اظلم ، فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه
ـ فاذا تراكم عليه الصدأ واسود ، وركبه الران ، فسد تصوره وادراكه ، فلا يقبل حقاً ، ولا ينكر باطلاً وهذا أعظم عقوبات القلب . وأصل ذلك من الغفلة . واتباع الهوى ، فإنهما يطمسان نور
القلب ويعميان بصره . قال تعالى
{ ولا تُطعْ مًن أغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا واتبعَ هَواهُ وَكَانَ أمْرُهُ فُرُطَاً}
(الكهف : 28 )
فاذا أراد العبد ان يقتدي برجل فلينظر  هل هو من أهل الذكر أم من الغافلين ؟ وهل الحاكم عليه الهوى أم الوحي ؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة ، كان أمره فرطا
ومعنى الفرط قد فسر بالتضييع لأمره الذي يجب ان يلزمه ويقوم به وفلاحه ضائع قد فرط فيه ، وفسر بالاسراف أي : قد أفرط ، وفسر بالهلاك ، وفسر بالخلاف الحق . وكلها أقوال متقاربة ، والمقصود أن الله سبحانه وتعالى نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات ، فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه ، فان وجده كذلك فليبتعد عنه ، وان  وجده ممن غلب عليه ذكر الله تعالى واتباع السنة ، وأمره غير مفروط عليه ، بل هو حازم في أمره ، فلتمسك به لأنه لافرق بين الحي والميت إلا بالذكر " مثلُ الذي يذكر والذي لايذكر ربهُ مثل الحي والميت " رواه البخاري ومسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : " ما من قوم يقومون من مجلس لايذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا) عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة " رواه أبو داود وأحمد وإسناده جيد