فوائد الذكر
- ان القلب
يصدأ كما يصدأ
الحديد والنحاس
وغيرهما وجلاؤه
بالذكر ، فإنه
يجلوه حتى يدعه
كالمرآة البيضاء
. فاذا ترك صدئ
فاذا ذكره جلاه
وصدأ
القلب بأمرين
: بالغفلة .. والذنب
وجلاؤه
بشيئين : بالاستغفار
.. والذكر
ـ فمن
كانت الغفلة
أغلب أوقاته
، كان الصدأ متراكماً
على قلبه ، صدؤه
بحسب غفلته
، واذا ماهي عليه
، فيرى الباطل
في صورة الحق
، والحق في صورة
الباطل لأنه
لما تراكم عليه
الصدأ اظلم
، فلم تظهر فيه
صورة الحقائق
كما هي عليه
ـ فاذا
تراكم
عليه
الصدأ واسود
، وركبه الران
، فسد تصوره وادراكه
، فلا يقبل حقاً
، ولا ينكر باطلاً
وهذا أعظم عقوبات
القلب . وأصل
ذلك من الغفلة
. واتباع الهوى
، فإنهما يطمسان
نور
القلب
ويعميان بصره
. قال تعالى
{ ولا تُطعْ
مًن أغْفَلْنَا
قَلْبَهُ عَن
ذِكْرِنَا واتبعَ
هَواهُ وَكَانَ
أمْرُهُ فُرُطَاً}
(الكهف
: 28 )
فاذا
أراد العبد ان
يقتدي برجل فلينظر
هل هو من أهل الذكر
أم من الغافلين
؟ وهل الحاكم
عليه الهوى
أم الوحي ؟ فإن
كان الحاكم عليه
هو الهوى وهو
من أهل الغفلة
، كان أمره فرطا
ومعنى
الفرط قد فسر
بالتضييع لأمره
الذي يجب ان يلزمه
ويقوم به وفلاحه
ضائع قد فرط فيه
، وفسر بالاسراف
أي : قد أفرط ،
وفسر بالهلاك
، وفسر بالخلاف
الحق . وكلها
أقوال متقاربة
، والمقصود أن
الله سبحانه
وتعالى نهى عن
طاعة من جمع
هذه الصفات ،
فينبغي للرجل
أن ينظر في شيخه
وقدوته ومتبوعه
، فان وجده كذلك
فليبتعد عنه
، وان وجده ممن
غلب عليه ذكر
الله تعالى
واتباع السنة
، وأمره غير
مفروط عليه
، بل هو حازم
في أمره ، فلتمسك
به لأنه لافرق
بين الحي والميت
إلا بالذكر "
مثلُ الذي يذكر
والذي لايذكر
ربهُ مثل الحي
والميت " رواه
البخاري ومسلم
. وعن أبي هريرة
رضي الله عنه
قال : قال رسول
الله صلى الله
عليه وسلم ) : " ما
من قوم يقومون
من مجلس لايذكرون
الله تعالى
فيه إلا قاموا)
عن مثل جيفة
حمار وكان عليهم
حسرة " رواه أبو
داود وأحمد وإسناده
جيد