الدعاء
والقضاء
فإن قلت
فما فائدة الدعاء
والقضاء لامرد
له ؟
فاعلم
أن من القضاء
رد البلاء بالدعاء
، فالدعاء سبب
لرد البلاء
، واستجلاب
الرحمة ، كما
أن الترس سبب
لرد السهم والماء
سبب لخروج النبات
من الأرض ، فكما
ان الترس يدفع
السهم فيتدافعان
، فكذلك الدعاء
والبلاء يتعالجان
، وليس من شرط
الاعتراف بقضاء
الله تعالى
ألا يحمل السلاح
، وقد قال تعالى :{ خُذُوا حِذْرَكُمْ
}
. وألا يسقي الأرض
بعد بث البذر
، فيقال ان سبق
القضاء بالنبات
نبت البذر وإن
لم يسبق لم ينبت
، بل ربط الأسباب
بالمسببات
هو القضاء الأول
الذي هو كلمح
البصر أو هو
أقرب ، وترتيب
تفصيل المسببات
على تفاصيل
الأسباب على
التدريج
والتقدير
هو القدر والذي
قدر الخير قدره
بسبب والذي قدر
الشر قدر لدفعه
سبباً ، فلا
تناقض بين هذه
الامور عند من
انفتحت بصيرته
، ثم الدعاء
من الفائدة ماذكرناه
في الذكر فإنه
يستدعي حضور
القلب مع الله
وهو منتهى العبادات
والغالب على
الخلق أنه لاتنصرف
قلوبهم الى
ذكر الله عز وجل
الا عند إلمام
حاجة وإرهاق
ملمة ، فان الإنسان
اذا مسه الشر
فذو دعاء عريض
، فالحاجة تحوج
الى الدعاء
، والدعاء يرد
القلب الى الله
عز وجل بالتضرع
والاستكانة
، فيحصل به الذكر
الذي هو أشرف
العبادات ، ولذلك
صار البلاء
موكلاً بالأنبياء
عليهم السلام
، ثم الأولياء
، ثم الأمثل فالأمثل
، لأنه يرد القلب
بالافتقار
والتضرع الى
الله عز وجل
،ويمنع من نسيانه
، وأما الغنى
فسبب للبطر
في غالب الأمور
، فان الانسان
ليطغى أن رآه
استغنى