البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة الأســلاميه

1

الخــــلافة في الإســــلام

2

قواعد الحكــم في الإسلام

3

أبو بكر الصديق(رضي الله عنهم)

4

عمر بن الخطـــاب(رضي الله عنهم)

5

عثمــان بن عفـــان(رضي الله عنهم)

6

علي بن أبي طــالب(رضي الله عنهم)
7 الحسـن بن علي بن أبي طــالب(رضي الله عنهم) 8 عمر بن عبد العزيز(رضي الله عنهم)

 
الحســن بن علي بن أبي طــالب ( رضي الله عنه )

 - نسبه ، و فضله ، و حب الرسول إياه 40هـ ـ 41 هـ
الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أبو محمد ، سبط رسول الله صلى الله عليه و سلم و ريحانته ، و آخر الخلفاء بنصه .
أخرج ابن سعد عن عمران بن سليمان ، قال : الحسن و الحسين أسمان من أسماء أهل الجنة ، ما سمت العرب بهما في الجاهلية .
ولد الحسن رضي الله عنه في نصف رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، و روي له عن النبي صلى الله عليه و سلم أحاديث ، و روت عنه عائشة رضي الله عنها و خلائق من التابعين : منهم ابنه الحسن ، و أبو الحوراء ربيعة بن سنان ، و الشعبي ، و أبو وائل ، و ابن سيرين . و كان شبيهاً للنبي صلى الله عليه و سلم سماه النبي صلى الله عليه و سلم الحسن ، و عق عنه يوم سابعه ، و حلق شعره ، و أمر أن يتصدق بزنة شعره فضة ، و هو خامس أهل الكساء .
قال العسكري : لم يكن هذا الاسم يعرف في الجاهلية .
و قال المفضل : إن الله حجب اسم الحسن و الحسين حتى سمى بهما النبي صلى الله عليه و سلم ابنيه . و أخرج البخاري عن أنس قال : لم يكن أحد أشبه النبي صلى الله عليه و سلم من الحسن بن علي .
و أخرج الشيخان عن البراء قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم و الحسن على عاتقه و هو ينظر إلى الناس مرة و إليه مرة يقول : إن ابني هذا سيد ، و لعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين .
و أخرج البخاري عن ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : هما ريحانتاي من الدنيا يعني الحسن و الحسين .
و أخرج الترمذي و الحاكم عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة .
و أخرج الترمذي عن أسامة بن زيد ، قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم و الحسن و الحسين على وركيه فقال : هذان ابناي و ابنا ابنتي ، اللهم إني احبهما فأحبهما و أحب من يحبهما .
و أخرج عن أنس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم : أي أهل بيتك أحب إليك ؟ قال : الحسن و الحسين . و أخرج الحاكم عن ابن عباس قال : أقبل النبي صلى الله عليه و سلم و قد حمل الحسن على رقبته ، فلقيه رجل فقال : نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و نعم الراكب هو .
و أخرج ابن سعد عن عبد الله بن الزبير قال : أشبه أهل النبي صلى الله عليه و سلم به و أحبهم إليه الحسن بن علي ، رأيته يجيء و هو ساجد فيركب رقبته ـ أو قال : ظهره ـ فلما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل ، و لقد رأته و هو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر .
و أخرج ابن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : كان رسول الله يدلع لسانه للحسن بن علي ، فإذا رأى الصبي حمرة اللسان يهش إليه .
و أخرج الحاكم عن زهير بن الأرقم قال : قام الحسن بن علي يخطب ، فقام رجل من أزد شنوءة فقال : أشهد لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم واضعه في حبوته و هو يقول : من أحبني فليحبه ، و ليبلغ الشاهد الغائب و لولا كرامة رسول الله صلى الله عليه و سلم ما حدثت به أحداً .
و كان الحسن رضي الله عنه له مناقب كثيرة ، سيداً ، حليماً ، ذا سكينة و وقار و حشمة ، جواداً ، ممدوحاً ، يكره الفتن و السيف ، تزوج كثيراً ، و كان يجيز الرجل الواحد بمائة ألف .
و أخرج الحاكم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : حج الحسن خمساً و عشرين حجة ماشياً ، و إن النجائب لتقاد معه .
و أخرج ابن سعد عن عمير بن إسحاق قال : ما تكلم عندي أحد كان أحب إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي ، و ما سمعت منه كلمة فحش قط إلا مرة ، فإنه كان بين الحسن و عمرو بن عثمان خصومة في أرض ، فعرض الحسن أمراً لم يرضه عمرو ، فقال الحسن : فليس له عندنا إلا ما رغم أنفه ، قال : فهذه أشد كلمة فحش سمعتها منه .
و أخرج ابن سعد عن عمير بن إسحاق قال : كان مروان أميراً علينا فكان يسب علياً كل جمعة على المنبر ، و حسن يسمع فلا يرد شيئاً ، ثم أرسل إليه رجلاً يقول له : بعلي و بعلي و بعلي و بك و بك ، و ما وجدت إلا مثل البغلة ، يقال لها : من أبوك ؟ فتقول : أمي الفرس ، فقال له الحسن : ارجع إليه فقل له : إني و الله لا أمحو عنك شيئاً مما قلت بأن أسبك ، و لكن موعدي و موعدك الله ، فإن كنت صادقاً جزاك الله بصدقك ، و إن كنت كاذباً فالله أشد نقمة .
و أخرج ابن سعد عن زريق بن سوار قال : كان بين الحسن و بين مروان كلام ، فأقبل عليه مروان ، فجعل يغلظ له ـ و الحسن ساكت ـ فامتخط مروان بيمينه ، فقال له الحسن : ويحك ! أما علمت أن اليمين للوجه ، و الشمال للفرج ؟ أف لك ! فسكت مروان .
و أخرج ابن سعد عن أشعث بن سوار عن رجل قال : جلس رجل إلى الحسن فقال : إنك جلست إلينا على حين قيام منا ، أفتأذن ؟
و أخرج ابن سعد عن علي بن زيد بن جدعان قال : أخرج الحسن من ماله لله مرتين ، و قاسم الله ماله ثلاث مرات ، حتى إنه كان يعطي نعلاً و يمسك نعلاً ، و يعطي خفاً و يمسك خفاً .
و أخرج ابن سعد عن علي بن الحسين : قال : كان الحسن مطلاقاً للنساء ، و كان لا يفارق امرأة إلا و هي تحبه ، و أحصن تسعين امرأة .
و أخرج ابن سعد عن جعفر بن محمد عن أبيه ، قال : كان الحسن يتزوج و يطلق ، حتى خشيت أن يورثنا عداوة في القبائل .
و أخرج ابن سعد عن جعفر بن محمد عن أبيه ، قال : قال علي : يا أهل الكوفة ، لا تزوجوا الحسن فإنه رجل مطلاق ، فقال رجل من همدان : و الله انزوجنه ، فما رضي امسك ، و ما كره طلق .
و أخرج ابن سعد عن عبد الله بن حسن ، قال : كان حسن رجلاً كثير نكاح النساء ، و كن قلما يحظين عنده ، و كان قل امرأة تزوجها إلا أحبته و صبت إليه .
و أخرج ابن عساكر عن جويرية بن أسماء قال : لما مات الحسن بكى مروان في جنازته ، فقال له الحسين : أتبكيه و قد كنت تجرعه ما تجرعه ؟ فقال : إني كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا ، و أشار بيده إلى الجبل .
و أخرج ابن عساكر عن المبرد قال : قيل للحسن بن علي : إن أبا ذر يقول : الفقر أحب إلي من الغنى ، و السقم أحب إلي من الصحة ، فقال : رحم الله أبا ذر ، أما أنا فأقول : من اتكل على حسن اختيار الله لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختارها الله له ، و هذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء .      


- خلافته ،و تنازله عنها
و لي الحسن رضي الله عنه الخلافة بعد قتل أبيه بمبايعته أهل الكوفة ، فأقام فيها ستة أشهر و أياماً ، ثم
سار إليه معاوية ـ و الأمر إلى الله ـ فأرسل إليه الحسن يبذل له تسليم الأمر إليه ، على أن تكون له الخلافة من بعده ، و على أن لا يطالب أحداً من أهل المدينة و الحجاز و العراق بشيء مما كان أيام أبيه ، و على أن يقضي عنه ديونه ، فأجابه معاوية إلى ما طلب ، فاصطلحا على ذلك ، فظهرت المعجزة النبوية في قوله صلى الله عليه و سلم : يصلح الله به بين فئتين من المسلمين و نزل له عن الخلافة ، و قد استدل البلقيني بنزوله عن الخلافة ـ التي هي أعظم المناصب ـ على جواز النزول عن الوظائف ، و كان نزوله عنها في سنة إحدى و أربعين ، في شهر ربيع الأول ـ و قيل : الآخر ، و قيل : في جمادى الأولى ـ فكان أصحابه يقولون له : يا عار المؤمنين ، فيقول : العار خير من النار ، و قال له رجل : السلام عليك يا مذل المؤمنين ، فقال : لست بمذل المؤمنين ، و لكني كرهت أن أقتلكم على الملك .
ثم ارتحل الحسن عن الكوفة إلى المدينة فأقام بها .
و أخرج الحاكم عن جبير بن نفير قال : قلت للحسن : إن الناس يقولون : إنك تريد الخلافة ، فقال : قد كان جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت و يسالمون من سالمت ، فتركتها ابتغاء وجه الله و حقن دماء أمة محمد صلى الله عليه و سلم ، ثم أبتزها باتياس أهل الحجاز .
توفي الحسن رضي الله عنه بالمدينة مسموماً ، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس ، دس إليها يزيد بن معاوية أن تسمه فيتزوجها ، ففعلت ، فلما مات الحسن بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها ، فقال : إنا لم نرضك للحسن أفنرضاك لنفسنا ؟ و كانت وفاته سنة تسع و أربعين ، و قيل : في خامس ربيع الأول سنة خمسين ، و قيل : سنة إحدى و خمسين ، و جهد به أخوه أن يخبره بمن سقاه ، فلم يخبره ، و قال : الله أشد نقمة إن كان الذي أظن ، و إلا فلا يقتل بي و الله بريء .
و أخرج ابن سعد عن عمران بن عبد الله بن طلحة قال : رأى الحسن كأن بين عينيه مكتوباً قل هو الله أحد فاستبشر به أهل بيته ، فقصوها على سعيد بن المسيب ، فقال : إن صدقت رؤياه فقل ما بقي من أجله ، فما بقي إلا أيام حتى مات .
و أخرج البيهقي و ابن عساكر عن طريق ابن المنذر هشام بن محمد عن أبيه قال : أضاق الحسن بن علي ، و كان عطاؤه في كل سنة مائة ألف ، فحسبها عنه معاوية في إحدى السنين ، فأضاق إضاقة شديدة ، قال : فدعوت بدواة لكتب إلى معاوية لأذكره نفسي ، ثم أمسكت ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام فقال : كيف أنت يا حسن ؟ فقلت : بخير يا أبت ، و شكوت إليه تأخر المال عني ، فقال : أدعوت بدواة لتكتب إلى مخلوق مثلك تذكره ذلك ؟ فقلت : نعم يا رسول الله ، فكيف أصنع ؟ فقال : قل : اللهم اقذف في قلبي رجاءك ، و اقطع رجائي عمن سواك ، حتى لا أرجوا أحداً غيرك ، اللهم و ما ضعفت عنه قوتي ، و قصر عنه عملي ، و لم تنته إليه رغبتي ، و لم تبلغه مسألتي ، و لم يجر على لساني مما أعطيت أحداً من الأولين و الآخرين من اليقين فخصني به يارب العالمين . قال : فو الله ما ألححت به أسبوعاً حتى بعث إلى معاوية بألف ألف و خمسمائة ألف ، فقلت : الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ، و لا يخيب من دعاه ، فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام ، فقال : يا حسن كيف أنت ؟ فقلت : بخير يا رسول الله ، و حدثته بحديثي ، فقال : يا بني هكذا من رجا الخالق ، و لم يرج المخلوق .


- وفاته
و في الطيوريات عن سليم بن عيسى قارىء أهل الكوفة قال : لما حضرت الحسن الوفاة جزع ، فقال له الحسين : يا أخي ما هذا الجزع ؟ إنك ترد على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على علي و هما أبواك ، و على خديجة و فاطمة و هما أماك ، و على القاسم و الطاهر و هما خلاك ، و على حمزة و جعفر و هما عماك ، فقال له الحسن ، أي أخي إني داخل في أمر من أمر الله تعالى لم أدخل في مثله ، و أرى خلقاً من خلق الله لم أر مثله قط .
قال ابن عبد البر : و روينا من و جوه أنه لما احتضر قال لأخيه : يا أخي إن أباك استشرف لهذا الأمر ، فصرفه الله عنه و وليها أبو بكر ، ثم استشرف لها و صرفت عنه إلى عمر ، ثم لم يشك و قت الشورى أنها لا تعدوه ، فصرفت عنه إلى عثمان ، فلما قتل عثمان بويع علي ، ثم نوزع حتى جرد السيف فما صفت له ، و إني و الله ما أرى أن يجمع الله فينا النبوة و الخلافة ، فلا أعرفن ما استخلفك سفهاء الكوفة فأخرجوك ، و قد كنت طلبت من عائشة رضي الله عنها أن أدفن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : نعم ، فإذا مت فاطلب ذلك إليها ، و ما أظن القوم إلا سيمنعوك ، فإن فعلوا فلا تراجعهم ، فلما مات أتى الحسين إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت : نعم و كرامة ، فمنعهم مروان ، فلبس الحسين و من معه السلاح حتى رده أبو هريرة ، ثم دفن بالبقيع إلى جنب أمه رضي الله عنها.