- نسبه و مولده
عمر بن الخطاب : بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي
، أمير المؤمنين ، أبو حفص ، القريشي ، العدوي ، الفاروق . أسلم في السنة السادسة
من النبوة ، و له سبع و عشرون سنة ، قاله الذهبي .
و قال النووي : ولد عمر بعد الفيل بثلاث عشرة سنة ، و
كان من أشراف قريش ، و إليه كانت السفارة في الجاهلية ، فكانت قريش إذا وقعت الحرب
بينهم ، أو بينهم و بين غيرهم ، بعثوه سفيراً : أي رسولاً ، و إذا نافرهم منافر أو
فاخرهم مفاخر بعثوه منافراً أو مفاخراً .
و أسلم قديماً بعد أربعين رجلاً و إحدى عشرة امرأة ، و قليل : بعد تسعة و ثلاثين
رجلاً و ثلاث و عشرين امرأة . و قيل : بعد خمسة و أربعين رجلاً و إحدى عشرة امرأة ،
فما هو إلا أن أسلم فظهر الإسلام بمكة و فرح به المسلمون .
قال : و هو أحد السابقين الأولين ، و أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، و أحد
الخلفاء الراشدين ، و أحد أصهار رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أحد كبار علماء
الصحابة و زهادهم .
روي له عن رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسمائة حديث و تسعة و ثلاثون حديثاً .
روى عنه عثمان بن عفان ، و علي ، و طلحة ، و سعد ، و عبد الرحمن بن عوف ، و ابن
مسعود ، و أبو ذر ، و عمر بن عبسة ، و ابنه عبد الله ، و ابن العباس ، و ابن الزبير
، و أنس ، و أبو هريرة ، و عمرو بن العاص ، و أبو موسى الأشعري ، و البراء بن عازب
، و أبو سعيد الخدري ، و خلائق آخرون من الصحابة و غيرهم ، رضي الله عنهم .
أقول : و أنا ألخص هنا فصولاً فيها جملة من الفوائد تتعلق بترجمته .
- الأخبار الواردة في
إسلامه
أخرج الترمذي عن ابن عمر أن النبي
صلى الله عليه و سلم قال : اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك : بعمر بن
الخطاب ، و أو بأبي جهل بن هشام و أخرجه الطبراني
من حديث ابن مسعود و أنس رضي الله عنهم .
و أخرج الحاكم عن ابن عباس أن
النبي صلى الله عليه و سلم قال : اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة و
أخرجه الطبراني في الأوسط
من حديث أبي بكر الصديق ، و في الكبير من حديث ثوبان .
و أخرج أحمد عن عمر قال : خرجت أتعرض رسول الله صلى
الله عليه و سلم ، فوجدته قد سبقني إلى المسجد ، فقمت خلفه ، فاستفتح سورة الحاقة ،
فجعلت أتعجب من تأليف القرآن ، فقلت : و الله هذا شاعر كما قالت قريش ، فقرأ :
إنه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون
الآيات ، فوقع في قلبي الإسلام كل موقع .
و أخرج ابن أبي شيبة عن جابر قال :
كان أول إسلام عمر أن عمر قال : ضرب أختي المخاض ليلاً ، فخرجت من البيت ، فدخلت في
أستار الكعبة ، فجاء النبي صلى الله عليه و سلم ، فدخل الحجر و عليه بتان و صلى لله
ما شاء الله ، ثم انصرف ، فسمعت شيئاً لم أسمع مثله ، فخرج ، فاتبعته ، فقال : من
هذا ؟ فقلت : عمر ، فقال : يا عمر ما تدعني لا ليلاً و لا نهاراً ؟ فخشيت أن يدعو
علي ، فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله ، فقال : يا عمر أسره قلت :
لا و الذي بعثك بالحق لأعلننه كما أعلنت الشرك .
و أخرج ابن سعد و أبو يعلى
و الحاكم و البيهقي
في الدلائل عن أنس رضي الله عنه قال : خرج عمر
متقلداً سيفه ، فلقيه رجل من بني زهرة ، فقال : أين تعمد يا عمر ؟ فقال : أريد أن
أقتل محمداً ، قال : و كيف تأمن من بني هاشم و بني زهرة و قد قتلت محمداً ؟ فقال :
ما أراك إلا قد صبأت ، قال : أفلا أدلك على العجب ، إن ختنك و أختك قد صبآ و تركا
دينك ، فمشى عمر ، فأتاهما و عندهما خباب ، فلما سمع بحس عمر توارى في البيت ، فدخل
، فقال : ما هذه الهيمنة ؟ و كانوا يقرؤون طه ، قالا : ما عدا حديثاً تحدثناه بيننا
، قال : فلعلكما قد صبأتما ، فقال له خنته : يا عمر ، إن كان الحق في غير دينك ،
فوثب عليه عمر ، فوطئه وطأ شديداً ، فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها ، فنفحها نفحة بيده
، فدمى وجهها ، فقالت ـ و هي غضبى ـ : و إن كان الحق في غير دينك ، إني أشهد أن لا
إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله ، فقال عمر : أعطوني الكتاب الذي هو عندكم ،
فأقرأه ـ و كان عمر يقرأ الكتاب ـ فقالت أخته : إنك نجس ، و إنه لا يمسه إلا
المطهرون فقم فاغتسل أو توضأ فقام فتوضأ ، ثم أخذ الكتاب ، فقرأ طه حتى انتهى إلى :
إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري
، فقال عمر : دلوني على محمد ، فلما سمع خباب قول عمر خرج : فقال : أبشر يا عمر ،
فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه و سلم لك ليلة الخميس
اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ، أو بعمرو بن هشام و
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في أصل الدار التي في أصل الصفا ، فانطلق عمر
حتى أتى الدار و على بابها حمزة و طلحة و ناس ، فقال حمزة : هذا عمر ، إن يريد الله
به خيراً يسلم ، و إن يريد غير ذلك يكن قتله علينا هيناً ، قال : و النبي صلى الله
عليه و سلم دخل يوحى إليه ، فخرج حتى أتى عمر ، فأخذ بمجامع ثوبه و حمائل السيف :
فقال : ما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي و النكال ما أنزل بالوليد بن
المغيرة ، فقال عمر : أشهد أن لا إله إلا الله و أنك عبد الله و رسوله .
و أخرج البزار و الطبراني
و أبو نعيم في الحلية و
البيهقي في الدلائل عن
أسلم قال : قال لنا عمر : كنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه و سلم فبينا
أنا في يوم حار بالهاجرة في بعض طريق مكة إذ لقيني رجل فقال : عجباً لك يا ابن
الخطاب ، إنك تزعم أنك و أنك ، و قد دخل عليك الأمر في بيتك ، قلت : و ما ذاك ؟ قال
أختك قد أسلمت ، فرجعت مغضباً حتى قرعت الباب ، قيل : من هذا ؟ قلت : عمر ،
فتبادروا فاختفوا مني ، و قد كانوا يقرؤون صحيفة بين أيديهم تركوها و نسوها ، فقامت
أختي تفتح الباب ، فقلت : يا عدوة نفسها أصبأت ؟ و ضربتها بشيء كان في يدي على
رأسها ، فسال الدم و بكت ، فقالت : يا ابن الخطاب ما كنت فاعلاً فافعل ، فقد صبأت ،
قال : و دخلت حتى جلست على السرير ، فنظرت إلى الصحيفة ، فقلت : ما هذا ؟ ناولينيها
، قالت : ليست من أهلها إنك لا تطهر من الجنابة ، و هذا كتاب لا يمسه إلا المطهرون
، فما زلت بها حتى ناولتنيها ، ففتحها فإذا فيها : بسم الله الرحمن الرحيم ، فلما
مررت باسم من أسماء الله تعالى ذعرت منه ، فألقيت الصحيفة ، ثم رجعت إلى نفسي
فتناولتها فإذا فيها : سبح لله ما في السماوات وما في الأرض
فذعرت ، فقرأت إلى آمنوا بالله ورسوله فقلت :
أشهد أن لا إله إلا الله ، فخرجوا إلي مبادرين و كبروا و قالوا : أبشر فإن رسول
الله صلى الله عليه و سلم دعا يوم الاثنين فقال : اللهم أعز
دينك بأحب الرجلين إليك : إما أبو جهل بن هشام ، و إما عمر و دلوني على
النبي صلى الله عليه و سلم في بيت بأسفل الصفا ، فخرجت حتى قرعت الباب ، فقالوا :
من ؟ قلت: ابن الخطاب و قد علموا شدتي على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فما
اجترأ أحد بفتح الباب حتى قال صلى الله عليه و سلم : افتحوا له
ففتحوا لي ، فأخذ رجلان بعضدي حتى أتيا بي النبي صلى الله عليه و سلم فقال : خلوا
عنه ثم أخذ بمجامع قميصي و جذبني إليه ، ثم قال : أسلم يا ابن الخطاب ، اللهم أهده
. فتشهدت ، فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بفجاج مكة ، و كانوا مستخفين ، فلم
أشأ أن أرى رجلا يضرب و يضرب إلا رأيته و لا يصيبني من ذلك شيء ، فجئت إلى خالي أبي
جهل بن هشام و كان شريفاً ، فقرعت عليه الباب ، فقال : من هذا ؟ فقلت : ابن الخطاب
، و قد صبأت ، فقال : لا تفعل ، ثم دخل و أجاف الباب دوني ، فقلت : ما هذا بشيء ،
فذهبت إلى رجل من عظماء قريش ، فناديته فخرج إلي فقلت له مثل مقالتي لخالي و قال لي
مثل ما قال خالي ، فدخل و أجاف الباب دوني ، فقلت ما هذا بشيء ، إن المسلمين يضربون
و أنا لا أضرب ، فقال لي رجل : أتحب أن يعلم بإسلامك ؟ قلت : نعم ، قال : فإذا جلس
الناس في الحجر فأت فلاناً ، لرجل لم يكن يكتم السر ، فقال بينك و بينه : إني قد
صبأت ، ، فإنه قل ما يكتم السر ، فجئت و قد اجتمع الناس في الحجر ، فقلت فيما بيني
و بينه : إني قد صبأ فبادروا إلي ، فما زلت أضربهم و يضربونني ، و اجتمع علي الناس
، فقال خالي : ما هذه الجماعة ؟ قيل : عمر قد صبأ ، فقام على الحجر فأشار بكمه ألا
إني قد أجرت ابن أختي ، فتكشفوا عني ، فكنت لا أشاء أن أدري أحداً من المسلمين يضرب
و يضرب إلا رأيته ، فقلت : ما هذا بشيء قد يصيبني فأتيت خالي ، فقلت : جوارك رد
عليك ، فما زلت أضرب و أضرب حتى أعز الله الإسلام .
و أخرج أبو نعيم في الدلائل
و ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
سألت عمر رضي الله عنه : لأي شيء سميت الفاروق ؟ فقال : أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام
، فخرجت إلى المسجد ، فأسرع أبو جهل إلى النبي صلى الله عليه و سلم يسبه ، فأخبر
حمزة ، فأخذ قوسه و جاء إلى المسجد إلى حلقة قريش التي فيها أبو جهل ، فاتكأ على
قوسه مقابل أبي جهل ، فنظر إليه ، فعرف أبو جهل الشر في وجهه ، فقال :
مالك يا أبا عمارة ؟ فرفع القوس ، فضرب به أخدعه فقطعه
، فسالت الدماء ، فأصلحت ذلك قريش مخافة الشر . قال : و رسول الله صلى الله عليه و
سلم مختف في دار الأرقم المخزومي ، فانطلق حمزة ، فأسلم ، فخرجت بعده بثلاثة أيام ،
فإذا فلان المخزومي ، فقلت له : أرغبت عن دين آبائك و اتبعت دين محمد ؟
فقال : إن فعلت فقد فعله من هو أعظم عليك حقاً مني ، قلت : و من هو ؟ قال : أختك و
ختنك ، فانطلقت فوجدت الباب مغلقا ، و سمعت همهمة ، ففتح لي الباب فدخلت ، فقلت :
ما هذا الذي أسمع عندكم ؟ قالوا : ما سمعت شيئاً ، فما زال الكلام بيننا حتى أخذت
برأسي ختني ، فضربته [ ضربة ] فأدميته ، فقامت إلى أختي ، فأخذت برأسي ، و قالت :
قد كان ذلك على رغم أنفك ، فاستحيت حين رأيت الدماء ، فجلست و قلت : أروني هذا
الكتاب ، فقالت : إنه لا يمسه إلا المطهرون ، فقمت فاغتسلت ، فأخرجوا إلي صحيفة
فيها بسم الله الرحمن الرحيم فقلت : أسماء طيبة طاهرة
طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلى قوله :
له الأسماء الحسنى قال : فتعظمت في صدري ، و قلت : من
هذا فرت قريش ، فأسلمت و قلت : أين رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالت : فإنه في
دار الأرقم ، فأتيت الدار ، فضربت الباب ، فاستجمع القوم ، فقال لهم حمزة : ما لكم
؟ قالوا : عمر ، قال : و إن كان عمر ، افتحوا له الباب ، فإن أقبل قبلنا منه و إن
أدبر قتلناه ، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فخرج
فتشهد عمر فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل مكة . قلت : يا رسول الله ألسنا على حق
؟ قال : بلى ، قلت : ففيم الإخفاء ؟ فخرجنا صفين أنا في أحدهما و حمزة في الآخر حتى
دخلنا المسجد ، فنظرت قريش إلي و إلى حمزة ، فأصابتهم كآبة شديدة لم يصبهم مثلها
فسماني رسول الله صلى الله عليه و سلم الفاروق يومئذ ، لأنه أظهر الإسلام و فرق بين
الحق و الباطل .
و أخرج ابن سعد عن ذكوان قال : قلت لعائشة : من سمي
عمر الفاروق ؟ قالت : النبي صلى الله عليه و سلم .
و أخرج ابن ماجة و الحاكم
عن أبن عباس رضي الله عنهما قال : لما أسلم عمر نزل جبريل ، فقال : يا محمد ، لقد
استبشر أهل السماء بإسلام عمر .
و أخرج البزار و الحاكم و
صححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما أسلم عمر قال المشركون : قد انتصف القوم
اليوم منا ، و أنزل الله : يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك
من المؤمنين .
و أخرج البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ما
زلنا أعزة منذ أسلم عمر . و أخرج ابن سعد و
الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان إسلام
عمر فتحاً ، و كانت هجرته نصراً ، و كانت إمامته رحمة ، و لقد رأيتنا و ما نستطيع
أن نصلي إلى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا .
وأخرج ابن سعد و الحاكم
عن حذيفة قال : لما أسلم عمر كان الإسلام كالرجال المقبل لا يزداد إلا قرباً ، فلما
قتل عمر كان الإسلام كالرجل المدبر لا يزداد إلا بعداً .
و أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أول
من جهر بالإسلام عمر بن الخطاب ، إسناده صحيح حسن .
و أخرج ابن سعد عن صهيب قال : لما أسلم عمر رضي الله
عنه أظهر الإسلام و دعا إليه علانية ، و جلسنا حول البيت حلقاً ، و طفنا بالبيت و
انتصفنا ممن غلظ علينا ، و رددنا عليه بعض ما يأتي به .
و أخرج ابن سعد عن أسلم مولى عمر قال : أسم عمر في ذي
الحجة السنة السادسة من النبوة ، و هو ابن ست و عشرين سنة .
- هجـرتـه
أخرج ابن عساكر عن علي قال : ما علمت أحداً هاجر إلا
مختفياً إلا عمر بن الخطاب ، فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه ، و تنكب قوسه ، و
انتضى في يده أسهماً ، و أتى الكعبة و أشراف قريش بفنائها ، فطاف سبعاً ، ثم صلى
ركعتين عند المقام ، ثم أتى حلقهم واحدة واحدة فقال : شاهت الوجوه ، من أراد أن
تثكله أمه ، و ييتم و لده ، و ترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي ، فما تبعه منهم
أحد .
و أخرج عن البراء رضي الله عنه قال : أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير ،
ثم ابن مكتوم ، ثم عمر بن الخطاب في عشرين راكباً ، فقلنا : ما فعل رسول الله صلى
الله عليه و سلم ؟ قال : هو على أثري ، ثم قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و
أبو بكر رضي الله عنه معه .
قال النووي : شهد عمر مع رسول الله صلى الله عليه و
سلم المشاهد كلها ، و كان ممن ثبت معه يوم أحد .
- الأحاديث الواردة في
فضله
أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بينا أنا نائم رأيتني في الجنة
، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر ، قلت لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر ، فذكرت غيرتك
، فوليت مدبراً فبكى عمر و قال : أعليك أغار يا رسول الله ؟ .
و أخرج الشيخان عن ابن عمر أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال : بينا أنا نائم شربت ـ يعني اللبن ـ حتى أنظر الري
يجري في أظفاري ، ثم ناولته عمر ، قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال : العلم
.
و أخرج الشيخان عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : بينا أنا نائم رأيت
الناس عرضوا علي و عليهم قمص ، فمنها ما يبلغ الثدي ، و منها ما يبلغ دون ذلك ، و
عرض علي عمر و عليه قميص يجره ، قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال : الدين
.
و أخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص
قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا ابن الخطاب ، و الذي نفسي بيده ما
لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك .
و أخرج البخاري عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لقد كان فيما قبلكم من الأمم و قبله .
قال ابن عمر : [ و ما نزل بالناس أمر قط فقالوا و قال ، إلا نزل القرآن على نحو ما
قال عمر ] .
و أخرج الترمذي و الحاكم
و صححه عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم : لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب . و أخرجه
الطبراني عن أبي سعيد الخدري ، و عصمة بن مالك ، و أخرجه
ابن عساكر من حديث ابن عمر .
و أخرج الترمذي عن عائشة رضي الله
عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إني لأنظر إلى شياطين الجن و
الإنس قد فروا من عمر .
و أخرج ابن ماجة و الحاكم
عن أبي كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أول من
يصافحه الحق عمر ، و أول من يسلم عليه ، و أول من يأخذ بيده فيدخل الجنة .
و أخرج ابن ماجة و الحاكم
عن أبي ذر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن
الله وضع الحق على لسان عمر يقول به .
و أخرج أحمد و البزار
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن
الله جعل الحق على لسان عمر و قلبه . و أخرجه الطبراني
من حديث عمر بن الخطاب ، و بلال ، و معاوية بن أبي سفيان ، و عائشة رضي الله
عنهم . و أخرجه ابن عساكر من حديث ابن عمر .
و أخرج ابن منيع في مسنده عن علي رضي الله عنه قال :
كنا أصحاب محمد لا نشك أن السكينة تنطق على لسان عمر .
و أخرج البزار عن ابن عمر قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عمر سراج أهل الجنة .
و أخرج البزار عن قدامة بن مظعون ،
عن عمه عثمان بن مظعون قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هذا غلق الفتنة ،
و أشار بيده إلى عمر ، لا يزال بينكم و بين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش هذا بين
أظهركم .
و أخرج الطبراني في الأوسط
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : [ جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و
سلم ، فقال : أقرئ عمر السلام ، و أخبره أن غضبه عز ، و رضاه حكم ] .
و أخرج ابن عساكر عن عائشة رضي
الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن الشيطان يفرق من عمر .
و أخرج أحمد من طريق بريدة أن النبي صلى الله عليه و
سلم قال : إن الشيطان ليفرق منك يا عمر .
و أخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما في السماء ملك إلا و هو
يوقر عمر ، و لا في الأرض شيطان إلا و هو يفرق من عمر .
و أخرج الطبراني في الأوسط
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم : إن الله باهى بأهل عرفة عامة ، و باهى بعمر خاصة . و أخرج في
الكبير مثله من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .
و أخرج الطبراني و الديلمي
عن الفضل بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم الحق بعدي مع عمر حيث كان .
و أخرج الشيخان عن ابن عمر ، و أبي
هريرة رضي الله عنه قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بينا أنا نائم
رأيتني على قليب عليها دلو ، فنزعت منها إلى ما شاء الله ، ثم أخذها أبو بكر فنزع
ذنوباً أو ذنوبين ، و في نزعه ضعف ، و الله يغفر له ، ثم جاء عمر فاستقى ، فاستحالت
في يده غرباً ، فلم أر عبقرياً من الناس ، و ضربوا بعطن .
قال النووي في تهذيبه : قال العلماء : هذا إشارة إلى
خلافة أبي بكر و عمر ، و كثرة الفتوح ، و ظهور الإسلام في زمن عمر .
و أخرج الطبراني عن سديسة قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه
. و أخرجه الدار قطني في
الأفراد من طريق سديسة عن حفصة .
و أخرج الطبراني عن أبي كعب قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال لي جبريل : ليبك الإسلام على موت عمر
.
و أخرج الطبراني في الأوسط
عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم : من أبغض عمر فقد أبغضني ، و من أحب عمر فقد أحبني ، و إن الله باهى بالناس
عشية عرفة عامة و باهى بعمر خاصة ، و إنه لم يبعث الله نبياً إلا كان في أمته محدث
، و إن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر ، قالوا : يا رسول الله كيف محدث ؟ قال :
تتكلم الملائكة على لسانه . إسناده حسن .
- أقوال الصحابة و السلف
فيه
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : ما على ظهر الأرض رجل أحب إلي من عمر ، أخرجه
ابن عساكر .
و قيل لأبي بكر في مرضه : ماذا تقول لربك و قد وليت عمر ؟ قال : أقول له : وليت
عليهم خيرهم ، أخرجه ابن سعد .
و قال علي رضي الله عنه : إذا ذكر الصالحون فحيهلاً بعمر ، ما كنا نبعد أن السكينة
تنطق على لسان عمر ، أخرجه الطبراني في
الأوسط .
و قال ابن عمر رضي الله عنه ، ما رأيت أحداً قط بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم
من حين قبض أحد و لا أجود من عمر ، أخرجه ابن سعد .
و قال ابن مسعود رضي الله عنه : لو أن علم عمر وضع في
كفه ميزان و وضع علم أحياء الأرض في كفة لرجح علم عمر بعلمهم ، و لقد كانوا يرون
أنه ذهب بتسعة أعشار العلم ، أخرجه الطبراني في
الكبير ، و الحاكم .
و قال حذيفة رضي الله عنه : كأن علم الناس كان مدسوساً
في حجر عمر .
و قال حذيفة : و الله ما أعرف رجلاً لا تأخذه في الله
لومة لائم إلا عمر .
و قالت عائشة رضي الله عنها ـ و ذكرت عمر ـ كان و الله أحوذياً نسيج و حده .
و قال معاوية رضي الله عنه : أما أبو بكر فلم يرد الدنيا و لم ترده ، و أما عمر
فأرادته الدنيا و لم يردها ، و أما نحن فتمرغنا فيها ظهراً لبطن ، أخرجه
الزبير بن بكار في الموفقيات
.
و قال جابر رضي الله عنه : دخل علي على عمر ـ و هو
مسجى ـ فقال : رحمة الله عليك ! ما من أحد أحب إلي أن ألقى الله بما في صحيفته بعد
صحبة النبي صلى الله عليه و سلم من هذا المسجى ، أخرجه الحاكم
.
و قال ابن مسعود رضي الله عنه : إذا ذكر الصالحون
فحيهلاً بعمر ، إن عمر كان أعلمنا بكتاب الله و أفقهنا في دين الله تعالى ، أخرجه
الطبراني و الحاكم .
و سئل ابن عباس عن أبي بكر ، فقال : كان كالخير كله ، و سئل عن عمر ، فقال : كان
كالطير الحذر الذي يرى أن له بكل طريق شركاً يأخذه ، و سئل عن علي ، فقال : ملئ
عزماً و حزماً و علماً و نجدة . أخرجه في الطيوريات .
و أخرج الطبراني عن عمير بن ربيعة أن عمر بن الخطاب
قال لكعب الأحبار : كيف تجد نعتي ؟ قال : أجد نعتك قرناً من حديد ، قال : و ما قرن
من حديد ؟ قال : أمير شديد لا تأخذه في الله لومة لائم ، قال : ثم مه ؟ قال : ثم
يكون من بعدك خليفة تقتله فئة ظالمة ، قال : ثم مه ؟ قال : ثم يكون البلاء .
و أخرج أحمد و البزار و
الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : فضل عمر
بن الخطاب الناس بأربع : بذكر الأسرى يوم بدر ، أمر بقتلهم فأنزل الله :
لولا كتاب من الله سبق الآية ، و بذكر الحجاب ، أمر نساء
النبي صلى الله عليه و سلم أن يحتجبن ، فقالت له زينب : و إنك علينا يا ابن الخطاب
والوحي ينزل علينا في بيوتنا ، فأنزل الله : وإذا سألتموهن
متاعا الآية ، و بدعوة النبي صلى الله عليه و سلم :
اللهم أيد الإسلام بعمر و برأيه في أبي بكر ، كان أول من بايعه .
و أخرج ابن عساكر عن مجاهد قال : قال : كنا نحدث أن
الشياطين كانت مصفدة في إمارة عمر ، فلما أصيب بثت .
و أخرج عن سالم بن عبد الله قال : أبطأ خبر عمر على أبي موسى ، فأتى امرأة في بطنها
شيطان ، فسألها عنه ، فقالت : حتى يجيئني شيطاني ، فجاء ، فسألته عنه فقال : تركته
مؤتزراً بكساء يهنأ إبل الصدقة ، و ذاك رجل لا يراه شيطان إلا خر لمنخريه ، الملك
بين عينيه ، و روح القدس ينطق بلسانه .
قال سفيان الثوري : من زعم أن علياً كان أحق بالولاية
من أبي بكر و عمر فقد أخطأ ، و خطأ أبا بكر ، و المهاجرين ، و الأنصار .
و قال شريك : ليس يقدم علياً على أبي بكر و عمر أحد
فيه خير .
و قال أبو أسامة : أتدرون من أبو بكر ، و عمر ؟ هما
أبو الإسلام و أمه .
و قال جعفر الصادق : أنا بريء ممن ذكر أبا بكر و عمر
إلا بخير .
- موافقات القرآن لآراء
عمر
قد أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين .
أخرج ابن مردويه عن مجاهد قال : كان عمر يرى الرأي
فينزل به القرآن .
و أخرج ابن عساكر عن علي قال : إن في القرآن لرأياً من
رأي عمر .
و أخرج عن ابن عمر مرفوعاً : ما قال الناس في شيء و قال فيه عمر إلا جاء القرآن
بنحو ما يقول عمر .
و أخرج الشيخان عن عمر قال : وافقت ربي في ثلاث : قلت
: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى ، فنزلت :
واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى و قلت : يا رسول الله يدخل على نسائك البر و
الفاجر فلوا أمرتهن يحتجبن ، فنزلت آية الحجاب ، و اجتمع نساء النبي صلى الله عليه
و سلم في الغيرة ، فقلت : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن ، فنزلت
كذلك .
و أخرج مسلم عن عمر قال : وافقت ربي في ثلاث في الحجاب
، و في أسارى بدر ، و في مقام إبراهيم ، ففي هذا الحديث خصلة رابعة .
و في التهذيب للنووي : نزل القرآن بمواقفه في أسرى بدر
، و في الحجاب ، و في مقام إبراهيم ، و في تحريم الخمر ، فزاد خصلة خامسة ، و
حديثها في السنن و مستدرك الحاكم أنه قال : اللهم بين
لنا في الخمر بياناً شافياً ، فأنزل الله تحريمها .
و أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن أنس ، قال : عمر :
وافقت ربي في أربع ، نزلت هذه الآية : ولقد خلقنا الإنسان من
سلالة من طين الآية ، فلما نزلت قلت أنا : فتبارك الله أحسن الخالقين ،
فنزلت : فتبارك الله أحسن الخالقين فزاد في هذا الحديث
خصلة سادسة ، و للحديث طريق آخر عن ابن عباس أوردته في
التفسير المسند .
ثم رأيت في كتاب فضائل الإمامين لأبي عبد الله
الشيباني قال : وافق عمر ربه في أحد و عشرين موضعاً ، فذكر هذه الستة ، و زاد
سابعاً قصة عبد الملك بن أبي .
قلت : حديثها في الصحيح عنه ، قال : لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى
الله عليه و سلم للصلاة عليه ، فقام إليه ، فقمت حتى وقفت حتى وقفت في صدره ، فقلت
: يا رسول الله أو على عدو الله ابن أبي القائل يوم كذا كذا ؟ فو الله ما كان إلا
يسيراً حتى نزلت ولا تصل على أحد منهم مات أبدا الآية .
و ثامناً يسألونك عن الخمر
و تاسعاً يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة الآية ،
قلت : هما مع آية المائدة خصلة واحدة ، و الثلاثة في الحديث السابق .
و عاشراً : لما أكثر رسول الله صلى الله عليه و سلم من الاستغفار لقوم قال عمر :
سواء عليهم ، فأنزل الله : سواء عليهم أستغفرت لهم الآية
، قلت : أخرجه الطبراني عن ابن عباس .
الحادي عشر : لما استشار صلى الله عليه و سلم الصحابة في الخروج إلى بدر أشار عمر
بالخروج ، فنزلت : كما أخرجك ربك من بيتك بالحق .
الثاني عشر : لما الصحابة في قصة الإفك قال عمر : من زوجكها يا رسول الله ؟ قال :
الله ، قال : أفتظن أن ربك دلس عليك فيها ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم فنزلت كذلك .
الثالث عشر : قصته في الصيام لما جامع زوجته بعد الانتباه ، و كان ذلك محرماً في
أول الإسلام ، فنزل : أحل لكم ليلة الصيام الآية .
قلت أخرجه أحمد في مسنده .
الرابع عشر : قوله تعالى : من كان عدوا لجبريل الآية .
قلت : أخرجه ابن جرير و غيره من طريق عديدة ، و أقربها
للموافقة ما أخرجه ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن ابن أبي
ليلى : أن يهودياً لقي عمر فقال : إن جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا ، فقال له
عمر : من كان عدواً لله و ملائكته و رسله و جبريل و ميكال فإن الله عدو للكافرين ،
فنزلت على لسان عمر .
الخامس عشر : قوله تعالى : فلا وربك لا يؤمنون الآية .
قلت : أخرج قصتها ابن أبي حاتم و ابن مردويه عن أبي
الأسود ، قال : اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، فقضى بينهما ، فقال
الذي قضى عليه : ردنا إلى عمر بن الخطاب ، فأتيا إليه ، فقال الرجل : قضى لي رسول
الله صلى الله عليه و سلم على هذا فقال : ردنا إلى عمر ، فقال : أكذاك ؟ قال : نعم
، فقال عمر : مكانكما حتى أخرج إليكما ، فخرج إليهما مشتملاً على سيفه ، فضرب الذي
قال [ ردنا إلى عمر ] فقتله ، و أدبر الآخر ، فقال : يا رسول الله ، قتل عمر ـ و
الله ـ صاحبي : فقال ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن ، فأنزل الله :
فلا وربك لا يؤمنون الآية ، فأهدر دم الرجل و برئ عمر من
قتله ، و له شاهد موصول أوردته في التفسير المسند .
السادس عشر : الاستئذان في الدخول ، و ذلك أنه عليه غلامه ، و كان نائماً ، فقال :
اللهم حرم الدخول ، فنزلت آية الاستئذان .
السابع عشر : قوله في اليهود : إنهم قوم بهت .
الثامن عشر : قوله تعالى : ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين
.
قلت : أخرج قصتها ابن عساكر في
تاريخه عن جابر بن عبد الله ، و هي في أسباب النزول
.
التاسع عشر : رفع تلاوة : الشيخ و الشيخة إذا زنيا الآية .
العشرون : قوله يوم أحد لما قال أبو سفيان : أفي القوم فلان ؟ لا نجيبنه ، فوافقه
رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قلت : أخرج قصته أحمد في
مسنده .
قال : و يضم إلى هذا ما أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي
في كتاب [ الرد على الجهمية ] من طريق ابن شهاب عن
سالم بن عبد الله أن كعب الأحبار قال : ويل لملك الأرض من ملك السماء ، فقال عمر :
إلا من حاسب نفسه ، فقال كعب : و الذي نفسي بيده إنها في التوراة لتابعتها ، فخر
عمر ساجداً .
ثم رأيت في الكامل لابن عدي من طريق عبد الله بن نافع ـ و هو ضعيف ـ عن أبيه عن عمر
أن بلالاً كان يقول ـ إذا أذن ـ أشهد أن لا إله إلا الله ، حي على الصلاة ، فقال له
عمر : قل في أثرها : أشهد أن محمداً رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه و
سلم : قل كما قال عمر .
|