البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة الأســلاميه

1

خطبة المؤلف ، و فيها بيان الداعي إلى تأليف الكتاب
2 اعتذار المؤلف عن كونه لم يذكر الفاطميين بين الخلفاء
3 بيان أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يستخلف أحداً يلي الأمر بعده
4 بيان الأئمة من قريش
5 في مدة الخلافة في الإسلام
6 أحاديث منذرة بخلافة بني أمية
7 أحاديث تبشر بخلافة بني العباس
8 البردة النبوية التي تداولها الخلفاء
9 فوائد منثورة تقع في التراجم ، و رأى المؤلف ذكرها مجتمعة أنفع

 

 اعتذار المؤلف عن كونه لم يذكر الفاطميين بين الخلفاء
منها : أنهم غير قريشيين ، و إنما سمتهم بالفاطميين جهلة العوام ، و إلا فجدهم مجوسي ، قال القاضي عبد الجبار البصري : اسم جد الخلفاء المصريين سعيد ، و كان أبوه يهودياً حداداً نشابة ، و قال القاضي أبو بكر الباقلاني : القداح جد عبيد الله الذي يسمي علماء النسب ، و سماهم جهلة الناس الفاطميين ، قال ابن خلكان : أكثر أهل العلم لا يصححون نسب المهدي عبيد الله جد خلفاء مصر ، حتى إن العزيز بالله ابن المعز في أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة فوجد هناك ورقة فيها هذه الأبيات :
إنما سمعنا نسباً منكراً       يتلى على المنبر في الجامع
إن كنت فيما تدعي صادقاً      فاذكر أباً بعد الأب السابع
إن ترد تحقيق ما قلته       فانسب لنا نفسك كالطائع
أو لا دع الأنساب مستورة       و ادخل بنا في نفسك الواسع
فإن أنساب بني هاشم       يقصر عنها طمع الطامع
و كتب العزيز إلى الأموي صاحب الأندلس كتاباً سبه فيه و هجاه ، فكتب إليه الأموي [ أما بعد فإنك عرفتنا فهجوتنا ، و لو عرفناك لأجبناك ] فاشتد ذلك على العزيز فأفحمه عن الجواب ـ يعني أنه دعي لا تعرف قبيلته ـ قال الذهبي : المحققون متفقون على أن عبيد الله المهدي ليس بعلوي ، و ما أحسن ما قال حفيده المعز صاحب القاهرة ـ و قد سأله ابن طباطبا العلوي عن نسبهم ـ فجذب سيفه من الغمد و قال : هذا نسبي ، و نثر على الأمراء و الحاضرين الذهب و قال : هذا حسبي .
و منها : أن أكثرهم زنادقة خارجون عن الإسلام ، و منهم من أظهر سب الأنبياء ، و منهم من أباح الخمر ، و منهم من أمر بالسجود له ، و الخير منهم رافضي خبيث لئيم يأمر بسب الصحابة رضي الله عنهم ، و مثل هؤلاء لا تنعقد لهم بيعة ، و لا تصح لهم إمامة .
قال القاضي أبو بكر الباقلاني : كان المهدي عبيد الله باطنياً خبيثاً حريصاً على إزالة ملة الإسلام ، أعدم العلماء و الفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق ، و جاء أولاده على أسلوبه : أبا حوا الخمر و الفروج ، و أشاعوا الرفض .
و قال الذهبي : كان القائم بن المهدي شراً من أبيه زنديقاً ملعوناً أظهر سب الأنبياء ، و قال : و كان العبيديون على ملة الإسلام شراً من التتر .
و قال أبو الحسن القابسي : إن الذين قتلهم عبيد الله و بنوه من العلماء و العباد أربعة آلاف رجل ليردوهم عن الترضي عن الصحابة ، فاختاروا الموت ، فيا حبذا لو كان رافضياً فقط ، و لكنه زنديق .
و قال القاضي عياض : سئل أبو محمد القيرواني الكيزاني من علماء المالكية عمن أكرهه بنو عبيد ـ يعني خلفاء مصر ـ على الدخول في دعوتهم أو يقيل ؟ قال : يختار القتل ، و لا يعذر أحد في هذا الأمر ، كان أول دخولهم قبل أن يعرف أمرهم ، و أما بعد فقد وجب الفرار ، فلا يعذر أحد بالخوف بعد إقامته ، لأن المقام في موضع يطلب من أهله تعطيل الشرائع لا يجوز ، و إنما أقام من أقام من الفقهاء على المبانية لهم لئلا تخلو للمسلمين حدودهم فيفتنوهم عن دينهم .
و قال يوسف الرعيني : أجمع العلماء بالقيروان على أن حال بني عبيد حال المرتدين و الزنادقة ، لما أظهروا من خلاف الشريعة .
و قال ابن خلكان : و قد كانوا يدعون علم المغيبات ، و أخبارهم في ذلك مشهورة ، حتى إن العزيز صعد يوماً المنبر فرأى ورقة فيها مكتوب :
بالظلم و الجور قد رضينا       و ليس بالكفر و الحماقة
إن كنت أعطيت علم غيب       بين لنا كاتب البطاقة
و كتبت إليه امرأة قصة فيها : بالذي أعز اليهود بميشا ، و النصارى بابن نسطور ، و أذل المسلمين بك ، إلا نظرت في أمري ، و كان ميشا اليهودي عاملاً بالشام ، و ابن نسطور النصراني بمصر .
و منها : أن مبايعتهم صدرت و الإمام العباسي قائم موجود سابق البيعة فلا تصح ، إذ لا تصح البيعة لإمامين في وقت واحد ، و الصحيح المتقدم .
و منها : أن الحديث ورد بأن هذا الأمر إذا وصل إلى بني العباس لا يخرج عنهم حتى يسلموه إلى عيسى ابن مريم أو المهدي ، فعلم أن من تسمى بالخلافة مع قيامهم خارج باغ .
فلهذه الأمور لم أذكر أحداً من العبيديين و لا غيرهم من الخوارج ، و إنما ذكرت الخليفة المتفق على صحة إمامته و عقد بيعته ، و قد قدمت في أول الكتاب فصولاً فيها فوائد مهمة ، و ما أوردته من الوقائع الغريبة و الحوادث العجيبة فهو ملخص من تاريخ الحافظ الذهبي و العهدة في أمره عليه ، و الله المستعان .