البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة الأســلاميه

1

خطبة المؤلف ، و فيها بيان الداعي إلى تأليف الكتاب
2 اعتذار المؤلف عن كونه لم يذكر الفاطميين بين الخلفاء
3 بيان أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يستخلف أحداً يلي الأمر بعده
4 بيان الأئمة من قريش
5 في مدة الخلافة في الإسلام
6 أحاديث منذرة بخلافة بني أمية
7 أحاديث تبشر بخلافة بني العباس
8 البردة النبوية التي تداولها الخلفاء
9 فوائد منثورة تقع في التراجم ، و رأى المؤلف ذكرها مجتمعة أنفع

 

   أحاديث تبشر بخلافة بني العباس
قال البزار : حدثنا يحيى بن يعلي بن منصور حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد ابن إسماعيل بن أبي فديك عن محمد بن عبد الرحمن العامري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس : فيكم النبوة و المملكة ، العامري ضعيف ، و قد أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ، و ابن عدي في الكامل ، و ابن عساكر من طريق عن ابن أبي فديك .
و قال الترمذي : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ثور بن يزيد عن مكحول عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس : إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت و ولدك حتى أدعو لهم بدعوة ينفعك الله بها و ولدك ، فغدا و غدونا معه ، و ألبسنا كساء ثم قال : اللهم اغفر للعباس و لولده مغفرة ظاهرة و باطنة لا تغادر ذنباً ، اللهم احفظه في ولده هكذا أخرجه الترمذي في جامعه ، و زاد رزين العبدري في آخره [ و اجعل الخلافة باقية في عقبه ] . قلت هذا الحديث و الذي قبله أصلح ما ورد في هذا الباب .
و قال الطبراني : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثنا إسحاق عن إبراهيم بن أبي النضر عن يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : رأيت بني مروان يتعاورون على منبري ، فسائني ذلك ، و رأيت بني العباس يتعاورون على منبري ، فسرني ذلك .
و قال أبو نعيم في الحلية : حدثنا محمد بن المظفر ، حدثنا عمر بن الحسن بن علي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبيد ، حدثنا محمد بن صالح العدوي ، حدثنا ابن جعفر التميمي ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، أخبرني علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فتلقاه العباس ، فقال : ألا أبشرك يا أبا الفضل ؟ قال بلى يا رسول الله ، قال : إن الله افتتح بي هذا الأمر ، و بذريتك يختمه إسناده ضعيف .
و قد ورد من حديث علي بإسناد أضعف من هذا أخرجه ابن عساكر من طريق محمد بن يونس الكدمي ـ هو وضاع ـ عن إبراهيم بن سعيد الأشقر عن خليفة عن أبي هاشم عن محمد ابن الحنفية عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال للعباس : إن الله فتح هذا الأمر بي ، و يختمه بولدك و ورد أيضا من حديث ابن عباس أخرجه الخطيب في التاريخ و لفظه [ بكم يفتح هذا الأمر و بكم يختم ] و سيأتي بسنده في ترجمة المهتدي بالله ، و ورد أيضاً من حديث عمار بن ياسر ، أخرجه الخطيب .
و قال في الحلية : حدثنا محمد بن المظفر ، حدثنا نصر بن محمد ، حدثنا علي ابن أحمد السواق ، حدثنا عمر بن راشد ، حدثنا عبد الله بن محمد بن صالح ، عن أبيه عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يكون من ولد العباس ملوك تكون أمراء أمتي يعز الله بهم الدين عمر بن راشد ضعيف .
و قال أبو نعيم في الدلائل : حدثنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد ، حدثنا المنتصر بن نصر بن المنتصر ، حدثنا أحمد بن راشد بن خثيم ثنا عمي سعيد بن خثيم عن حنظلة عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : حدثتني أم الفضل رضي الله عنها قالت : مررت بالنبي صلى الله عليه و سلم فقال : إنك حامل بغلام ، فإذا ولدت فأتيني به ، فلما ولدته أتيت به النبي صلى الله عليه و سلم ، فأذن في أذنه اليمنى ، و أقام في أذنه اليسرى ، و ألبأه من ريقه ، و سماه عبد الله ، و قال : اذهبي بأبي الخلفاء ، فأخبرت العباس و كان رجلاً لباساً ـ فلبس ثيابه ثم أتى إلى النبي صلى الله عليه و سلم فلما بصر به قام فقبل بين عينيه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال : هو ما أخبرتك ، هو أبو الخلفاء حتى يكون منهم السفاح ، حتى يكون منهم المهدي ، حتى يكون منهم من يصلي بعيسى ابن مريم عليه السلام .
و قال الديلمي في مسند الفردوس : أخبرنا عبدوس بن عبد الله كتابة ، أخبرنا الحسن بن فتحويه ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن يعقوب المقري ، حدثنا العباس بن علي النسائي ، حدثنا يحيى بن يعلي الرازي ، حدثنا سهل بن تمام ، حدثنا الحارث ابن شبل ، حدثتنا أم النعمان عن عائشة رضي الله عنهما مرفوعاً [ سيكون لبني العباس راية ، و لن تخرج من أيديهم ما أقاموا الحق ] .
و قال الدار قطني في الأفراد : حدثنا عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي ، حدثنا محمد بن هرون السعدي . حدثنا أحمد بن إبراهيم الأنصاري ، عن أبي يعقوب بن سليمان الهاشمي ، قال : سمعت المنصور يقول : حدثني أبي عن جدي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال للعباس : إذا سكن بنوك السواد ، و لبسوا السواد ، و كان شيعتهم أهل خراسان ، لم يزل الأمر فيهم حتى يدفعوه إلى عيسى ابن مريم .
أحمد بن إبراهيم ليس بشيء، و شيخه مجهول ، و الحديث ضعيف ، حتى إن ابن الجوزي ذكره في الموضوعات ، و له شاهد أخرجه الطبراني في الكبير : عن أحمد بن داود المكي ، عن محمد بن إسماعيل بن عون النبلي ، عن الحارث بن معاوية بن الحارث ، عن أبيه ، عن جده أبي أمه ، عن أم سلمة رضي الله عنها مرفوعاً : [ الخلافة في ولد عمي و صنو أبي حتى يسلموها إلى المسيح ] ، و أخرجه الديلمي من وجه آخر عن أم سلمة رضي الله عنها .
و قال العقيلي في كتاب الضعفاء : حدثنا أحمد بن محمد النصيبي ، حدثنا إبراهيم بن المستمر العروقي ، حدثنا أحمد بن سعيد الجبيري ، حدثنا عبد العزيز بن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن جده أبي بكرة رضي الله عنه مرفوعاً [ يلي ولد العباس من كل يوم تليه بنو أمية يومين ، و من كل شهر شهرين ] .
هذا حديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات و أعله ببكار و ليس كما قال ، فإن بكاراً لم يتهم بكذب و لا وضع ، بل قال فيه ابن عدي : هو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم ، ثم قال : و أرجو أنه لا بأس به ، و لعمري فليس معنى الحديث ببعيد ، فإن دولة العباسيين في حال علوها و نفوذ كلمتها في أقطار الأرض شرقاً و غرباً ما عدا أقصى المغرب ، كانت من سنة بضع و ثلاثين و مائة إلى سنة بضع و تسعين و مائتين ، حتى تولى المقتدر ، و في أيامه انخرم النظام ، و خرجت المغرب بأسرها عن أمره ، ثم تتابع الفساد و الاختلال في دولته و بعده كما سيأتي ، فكانت أيام شموخ دولتهم و مملكتهم مائة و بضعاً و ستين سنة ، وهي ضعف أيام بني أمية الشامخة ، فإنها كانت اثنتين و تسعين سنة ، منها تسع سنين الأمر فيها لابن الزبير ، فصفت ثلاثا ً و ثمانين سنة و كسراً ، و هي ألف شهر سواء .
ثم وجدت للحديث شاهداً قال الزبير بن بكار في [ الموفقيات ] : حدثني علي بن صالح ، عن جدي عبد الله بن مصعب ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما أنه قال لمعاوية : لا تملكون يوماً إلا ملكنا يومين ، و لا شهراً إلا ملكنا شهرين و لا حولاً إلا ملكنا حولين . و قال الزبير في [ الموفقيات ] : حدثني علي بن المغيرة عن ابن الكلبي ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الرايات السود لنا أهل البيت ، و قال : لا يجيء هلاكها إلا من قبل المغرب .
و قال ابن العساكر في تاريخ دمشق : أنبأنا أبو القاسم بن بنان ، أخبرنا أبو علي ابن شاذان ، حدثنا جعفر بن محمد الواسطي ، حدثنا محمد بن يونس الكديمي ، حدثنا عبد الله بن سوار العنبري ، حدثنا أبو الأشهب جعفر بن حيان ، عن أبي رجاء العطاردي ، عن عبد الله بن عباس ، عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له : اللهم انصر العباس و ولد العباس قالها ثلاثاً ، ثم قال : يا عم ، أما شعرت أن المهدي من ولدك موفقاً راضياً مرضياً الكديمي وضاع .
و قال ابن سعد في الطبقات ، حدثنا محمد بن عمر ، حدثنا عمر بن عقبة الليثي ، عن شعبة مولى ابن عباس رضي الله عنهما قال : أرسل العباس بن عبد المطلب إلى بني عبد المطلب ، فجمعهم عنده ، و كان علي عنده بمنزلة لم يكن أحد بها ، فقال العباس : يا بن أخي إني قد رأيت رأياً لم أحب أن أقطع فيه شيئاً حتى أستشيرك ، فقال علي : ما هو ؟ قال : تدخل على النبي صلى الله عليه و سلم تسأله إلى من هذا الأمر من بعده ؟ فإن كان فينا لم نسلمه و الله ما بقي في الأرض منا طارق ، و إن كان في غيرنا لم نطلبها بعد أبداً ، قال علي : يا عم و هل هذا الأمر إلا إليك ؟ و هل أحد ينازعكم في هذا الأمر ؟ .
قال الديلمي في مسند الفردوس : أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، حدثنا أحمد ابن علي ، حدثنا بشرى بن عبد الله الرومي ، حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الفامي ـ يعرف بغندر ـ قال : قرئ على أبي شاكر مسرة بن عبد الله : حدثنا الحسن بن يزيد ، حدثنا ابن المبارك ، حدثنا الأعمش ، حدثنا إبراهيم بن جعفر الأنصاري ، حدثنا أنس بن مالك مرفوعاً : [ إذا أراد الله أن يخلق خلقاً للخلافة مسح على ناصيته بيمينه ] .
مسرة ذاهب الحديث متروك ، و قد ورد من حديث أبي هريرة ، أخرجه الديلمي من ثلاث طرق ، عن ابن أبي ذئب ، عن ابن أبي صالح مولى التوأمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً ، و أخرجه الحاكم في مستدركه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .