البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة الأســلاميه

1

خطبة المؤلف ، و فيها بيان الداعي إلى تأليف الكتاب
2 اعتذار المؤلف عن كونه لم يذكر الفاطميين بين الخلفاء
3 بيان أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يستخلف أحداً يلي الأمر بعده
4 بيان الأئمة من قريش
5 في مدة الخلافة في الإسلام
6 أحاديث منذرة بخلافة بني أمية
7 أحاديث تبشر بخلافة بني العباس
8 البردة النبوية التي تداولها الخلفاء
9 فوائد منثورة تقع في التراجم ، و رأى المؤلف ذكرها مجتمعة أنفع

 

  فوائد منثورة تقع في التراجم ، و رأى المؤلف ذكرها مجتمعة أنفع
قال ابن الجوزي : ذكر الصولي أن الناس يقولون : إن كل سادس يقوم للناس يخلع .
قال : فتأملت هذا فرأيته عجباً ، أعتقد الأمر لنبينا صلى الله عليه و سلم ، ثم قام به بعده أبو بكر ، و عمر ، و عثمان ، و علي ، و الحسن فخلع ، ثم معاوية ، و يزيد بن معاوية ، و معاوية بن يزيد ، و مروان ، و عبد الملك بن مروان ، و ابن الزبير فخلع ثم الوليد ، و سليمان ، و عمر بن عبد العزيز ، و يزيد ، و هشام ، و الوليد فخلع ، ثم لم ينتظم لبني أمية أمر ، فولي السفاح ، و المنصور ، و المهدي ، و الهادي ، و الرشيد ، و الأمين فخلع ، ثم المأمون ، و المعتصم ، و الواثق ، و المتوكل ، والمنتصر ، و المستعين فخلع ، ثم المعتز ، و المهتدي ، و المعتمد ، و المعتضد ، و المكتفي ، و المقتدر فخلع مرتين ثم قتل ، ثم القاهر ، و الراضي ، و المتقي ، و المستكفي ، و المطيع ، و الطائع فخلع ، ثم القادر ، و القائم ، و المقتدي ، و المستظهر ، و المسترشد ، و الراشد فخلع . هذا آخر كلام ابن الجوزي ، قال الذهبي : و ما ذكره ينخرم بأشياء :
أحدهما : قوله : و عبد الملك ، و ابن الزبير ، و ليس الأمر كذلك ، بل ابن الزبير خامس ، و بعده عبد الملك ، أو كلاهما خامس ، أو أحدهما خليفة ، و الآخر خارج لأن ابن الزبير سابق البيعة عليه ، و إنما صحت خلافة عبد الملك من حين قتل ابن الزبير .
و الثاني : تركه لعد يزيد الناقص و أخيه إبراهيم الذي خلع و مروان ، فيكون الأمين باعتبار عددهم تاسعاً .
قلت : قد تقدم أن مروان ساقط من العدد لأنه باغ ، و معاوية بن يزيد كذلك لأن ابن الزبير بويع له بعد موت يزيد ، و خالف عليه معاوية بالشام فهما واحد ، و إبراهيم الذي بعد يزيد الناقص لم يتم له أمر ، فإن قوماً بايعوه بالخلافة ، و آخرين لم يبايعوه ، و قوم كانوا يدعونه بالإمارة دون الخلافة ، و لم يقم سوى أربعين يوماً أو سبعين يوماً ، فعلى هذا مروان الحمار سادس ، لأنه الثاني عشر من معاوية ، و الأمين بعده سادس .
و الثالث : أن الخلع ليس مقتصرا على كل سادس ، فإن المعتز خلع ، و كذا القاهر ، و المتقي ، و المستكفي .
قلت : لا انخرام بهذا ، فإن المقصود أن السادس لابد من خلعه ، و لا ينافي هذا كون غيره أيضاً يخلع . و يقال زيادة على ما ذكره ابن الجوزي : ولي بعد الراشد المقتفي ، و المستنجد ، و المستضيء و الناصر ، و الظاهر ، و المستنصر و هو السادس فلم يخلع ، ثم المستعصم ، و هو الذي قتله التتار ، و كان آخر دولة الخلفاء ، و انقطعت الخلافة بعده إلى ثلاث سنين و نصف ، ثم أقيم بعده المستنصر فلم يقم في الخلافة ، بل بويع بمصر ، و سار إلى العراق ، فصادف التتار فقتل أيضاً ، و تعطلت الخلافة بعده سنة ، ثم أقيمت الخلافة بمصر ، فأولهم الحاكم ، ثم المستكفي ، ثم الواثق ، ثم الحاكم ، ثم المعتضد ، ثم المتوكل و هو السادس فخلع ، و ولي المعتصم ، ثم خلع بعده بخمسة عشر يوماً ، و أعيد المتوكل ثم خلع ، و بويع الواثق ، ثم المعتصم ، ثم خلع و أعيد المتوكل ، فاستمر إلى أن مات ، ثم المستعين ، ثم المعتضد ، ثم المستكفي ، ثم القائم ، و هو السادس من المعتصم الأول و من المعتصم الثاني فخلع ، ثم المستنجد خليفة العصر ، و هو الحادي و الخمسون من خلفاء بني العباس .
فوائد      
يقال : لبني العباس فاتحة ، و واسطة و خاتمة : فالفاتحة المنصور ، و الواسطة المأمون ، و الخاتمة المعتضد خلفاء بني العباس كلهم أبناء سراري ، إلا السفاح ، و المهدي و الأمين .
و لم يل الخلافة هاشمي ابن هاشمية إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه و ابنه الحسن ، و الأمين ، قال الصولي .
و لم يل الخلافة من اسمه علي إلا علي بن أبي طالب ، وعلي المكتفي .
قال الذهبي : قلت : غالب أسماء الخلفاء أفراد ، و المثنى منهم قليل ، و المتكرر كثير : عبد الله ، و أحمد ، و محمد . و جميع ألقاب الخلفاء أفراد إلى المستعصم آخر خلفاء العراقيين ، ثم كررت الألقاب في الخلفاء المصرين ، فكرر المستنصر ، و المستكفي ، و الواثق ، و الحاكم ، و المعتضد ، و المتوكل ، و المستعصم ، و المستعين ، و القائم ، و المستنجد . و كلها لم يتكرر غير مرة واحدة إلا المستكفي ، و المعتضد ، فكررا مرة أخرى ، فتلقب بها من الخلفاء العباسيين ثلاثة ، و لم يتلقب أحد من خلفاء بني العباس بلقب أحد من بني عبيد إلا القائم ، و الحاكم ، و الظاهر ، و المستنصر ، و أما المهدي و المنصور فسبق التلقب به لبني العباس قبل وجود بني عبيد .
قال بعضهم : و ما تلقب أحد بالقاهر فأفلح ، لا من الخلفاء و لا من الملوك .
قلت : و كذا المستكفي و المستعين لقب بكل منهما اثنان من بني العباس فخلعا و نفيا ، و المعتضد من أجل الألقاب و أبركها لمن يلقب به .
و لم يل الخلافة أحد بعد ابن أخيه إلا المقتفي بعد الراشد ، و المستنصر بعد المعتصم ، قاله الذهبي
قال : و لم يل الخلافة ثلاثة إخوة إلا أولاد الرشيد : الأمين ، و المأمون ، و المعتصم ، و أولاد المتوكل : المستنصر ، و المعتز ، و المعتمد ، و أولاد المقتدر : الراضي ، و المقتفي و المطيع .
قال : و ولي الأمر من أولاد عبد الملك أربعة ، و لا نظير لذلك إلا في الملوك .
قلت : بل له نظير في الخلفاء بعد النبي صلى الله عليه و سلم ، فولي الخلافة من أولاد المتوكل محمد أربعة ، بل خمسة : المستعين ، و المعتضد ، و المستكفي ، و القائم ، و المستنجد خليفة العصر .
و لم يل الخلافة أحد في حياة أبيه إلا أبو بكر الصديق ، و أبو بكر الطائع بن المطيع ، حصل لأبيه فالج فنزل لابنه عنها طوعاً .
قال العلماء : أول من ولي الخلافة و أبوه حي : أبو بكر ، و هو أول من عهد بها .
و أول من اتخذ بيت المال ، و أول من سمى المصحف مصحفاً .
و أول من سمي بأمير المؤمنين : عمر بن الخطاب ، و هو أول من اتخذ الدرة ، و أول من أرخ من الهجرة ، و أول من أمر بصلاة التراويح ، و أول من وضع الديوان .
و أول من حمى الحمى : عثمان ، و هو أول من أقطع الإقطاعات أي أكثر من ذلك ، و أول من زاد الآذان في الجمعة ، و أول من رزق المؤذنين ، و أول من أرتج عليه في الخطبة ، و أول من اتخذ صاحب شرطة .
و أول من استخلف ولي العهد في حياته : معاوية ، و هو أول من اتخذ الخصيان لخدمته .
و أول من حملت إليه الرؤوس : عبد الله بن الزبير .
و أول من ضرب اسمه على السكة : عبد الملك بن مروان .
و أول من منع من ندائه باسمه : الوليد بن عبد الملك . و أول ما حدثت الألقاب لبني العباس .
و قال ابن فضل الله : زعم بعضهم أن لبني أمية ألقاباً مثل ألقاب بني العباس .
قلت : و كذا ذكر بعض المؤرخين أن لقب معاوية : الناصر لدين الله ، و لقب يزيد المستنصر ، و لقب معاوية ابنه : الراجع إلى الحق ، و لقب مروان : المؤتمن بالله ، و لقب عبد الملك : الموفق لأمر الله ، و لقب ابنه الوليد : المنتقم بالله و لقب عمر بن عبد العزيز : المعصوم بالله و لقب يزيد بن عبد الملك : القادر بصنع الله و لقب يزيد الناقص : الشاكر لأنعم الله .
أول ما تفرقت الكلمة في دولة السفاح .
أول خليفة قرب المنجمين و عمل بأحكام النجوم : المنصور ، و هو أول خليفة استعمل مواليه في الأعمال و قدمهم على العرب
أول من أمر بتصنيف الكتب في الرد على المخالفين : المهدي .
أول من مشت الرجال بين يديه بالسيوف و الأعمدة : الهادي .
أول من لعب بالصوالجة في الميدان : الرشيد .
أول من دعي و كتب للخليفة بلقبه في أيامه : الأمين .
و أول من أدخل الأتراك الديوان : المعتصم .
و أول من أمر بتغيير أهل الذمة زيهم : المتوكل .
و أول من تحكمت الأتراك في قتله : المتوكل ، و ظهر بذلك تصديق الحديث النبوي كما أخرج الطبراني بسند جيد عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اتركوا الترك ما تركوكم ، فإن أول من يسلب أمتي ملكهم و ما خولهم الله بنو قنطوراء .
أول من أحدث لبس الأكمام الواسعة و صغر القلانس : المستعين .
أول خليفة أحدث الركوب بحلية الذهب : المعتز .
أول خليفة قهر و حجر عليه و وكل به : المعتمد .
أول من ولي الخلافة من الصبيان : المقتدر .
آخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش و الأموال : الراضي ، و هو آخر خليفة له شعر مدون ، و آخر خليفة خطب و صلى بالناس دائماً ، و آخر خليفة جالس الندماء ، و آخر خليفة كانت نفقته و جوائزه و عطاياه و خدمه و جراياته و خزائنه و مطابخه و مشاربه و مجالسه و حجابه و أموره جارية على ترتيب الخلافة الأولية ، و هو آخر خليفة سافر بزي الخلفاء القدماء .
أول ما كررت الألقاب من المستنصر الذي تولى بعد المستعصم .
في الأوائل للعسكري : أول خليفة ولي في حياة أمه عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ثم الهادي ، ثم الرشيد ، ثم الأمين ، ثم المتوكل ، ثم المنتصر ، ثم المستعين ثم المعتز ، ثم المعتضد ، ثم المطيع ، و لم يل الخلافة في حياة أبيه غير أبي بكر الصديق رضي الله عنه و زيد عليه الطائع .
و قال الصولي : لا نعرف امرأة ولدت خليفتين إلا ولادة أم الوليد و سليمان ابني عبد الملك ، و شاهين أم يزيد الناقص و إبراهيم ابني الوليد ، و الخيزران أم الهادي و الرشيد .
قلت : و يزاد أم العباس ، و حمزة ، و أم داود و سليمان أولاد المتوكل الأخير .
فائدة : المتسمون بالخلافة من العبيديين أربعة عشر : ثلاثة بالمغرب : المهدي و القائم ، و المنصور . و أحد عشر بمصر : المعز ، و العزيز ، و الحاكم ، و الظاهر ، و المستنصر ، و المستعلي ، و الآمر ، و الحافظ ، و الظافر ، و الفائز و العاضد . و كان ابتداء أمر مملكتهم سنة بضع و تسعين و مائتين ، و انقراضها في سنة سبع و ستون و خمسمائة . قال الذهبي : و هي الدولة المجوسية و اليهودية ، لا العلوية ، و الباطنية لا الفاطمية ، و كانوا أربعة عشر متخلفاً لا مستخلفاً ، انتهى .
فائدة : المتسمون بالخلافة من الأمويين بالمغرب كانوا أحسن حالاً من العبديين بكثير إسلاماً و سنة و عدلاً و فضلاً و علماً و جهاداً و غزواً ، و هم كثير حتى إنه اجتمع بالأندلس في عصر واحد ستة كلهم تسمى بالخلافة .
فائدة : أفرد تواريخ الخلفاء بالتأليف جماعة من المتقدمين : منها تاريخ الخلفاء لنفطويه النحوي ، مجلدان انتهى إلى أيام القاهر ، و الأوراق للصولي ذكر فيه العباسيين فقط و انتهى إليه .
قلت : و قد وقفت عليه ، و تاريخ خلفاء بني العباس لابن الجوزي ، رأيته أيضاً انتهى إلى أيام الناصر ، و تاريخ الخلفاء لأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر المروزي الكاتب أحد فحول الشعراء مات في سنة ثمانين و مائتين ، و تاريخ خلفاء بني العباس للأمير أبي موسى هرون بن محمد العباسي .
فائدة : أخرج الخطيب في التاريخ بسنده عن محمد بن عبادة قال : لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء إلا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، و المأمون .
قلت : و هذا الحصر ممنوع ، بل حفظه أيضاً الصديق رضي الله عنه على الصحيح و صرح به جماعة منهم النووي في تهذيبه ، و علي رضي الله عنه ورد من طريق أنه حفظه كله بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم .
فائدة : قال ابن الساعي حضرت مبايعة الخليفة الظاهر فكان جالساً في شباك القبة بثياب بيض ، و عليه الطرحة ، و على كتفه بردة النبي صلى الله عليه و سلم ، و الوزير قائم بين يديه على منبر ، و أستاذ الدار دونه بمرقاة و هو يأخذ البيعة على الناس .
و لفظ المبايعة : أبايع سيدنا و مولانا الإمام المفترض الطاعة على جميع الأنام أبا نصر محمداً الظاهر بأمر الله ، على كتاب الله و سنة نبيه و اجتهاد أمير المؤمنين و أن لا خليفة سواه ، انتهى .