البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

 

المكتبـــة العـــامـــه

العولمــة في المنظــور الأسلامـي

المقد مه

تفاصيل مخططــات العولمة ونتائجها 

العالمية والعولمة 

معارضة العولمة 

جذور العولـمة

المنظـور الإسلامي تجاه العو لمه

قـيادة الـعولمة 

ماذا يمـكن أن تـفعل العولمـة بـالمسـلمين ؟

نحو وحدة الأمه

 

يكاد يجمع الباحثون في مختلف أنحاء العالم على اختلاف مشاربهم السياسية والفكرية على أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تقود العولمة الجديدة في العالم ، لاسيما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، القطب الثاني ، حيث انفردت أمريكا بالقوة وفرضت سيادتها وهيمنتها على العالم 

يقول الدكتور أدورد سعيد : " ونحن نرى القطبية الغربية الأمريكية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي تتركز يوماً بعد يوم ونرى عمليات ( التفتيت ) و ( التقتيل ) و ( الإبادة الجماعية ) تتناول دول العالم الثالث والعالم الثاني سابقاً في الوقت الذي تزداد فيه وحدة العالم الأول تماسكاً ليفوز بالسيادة المطلقة والهيمنة على المعمورة 

والحق إن الأمريكيين كانوا يعدون أنفسهم لهذا الدور منذ بدء تأسيس دولتهم ، كأنهم كانوا يؤمنون بنظرية ( القدر المتجلي ) من ذلك الوقت . فأول رئيس أمريكي جورج ( واشنطن ) يقول في خطابه الرئاسي عام 1789م " إنه موكل بمهمة عهدها الله إلى الشعب الأمريكي 

ويسمي رئيس أمريكي آخر هو ( توماس جفرسون ) في خطابه الرئيس هذه المهمة بمهمة "شعب الله المختار "

ويقول الرئيس ايزنهاور في خطابه السياسي عام 1953م "لمواجهة تحديات عصرنا حمّل القدر بلدنا مسؤلية قيادة العالم الحر " وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية قال الرئيس الأمريكي روزفلت "الآن يجب أمركة العالم "

ويقول الكاتب الأمريكي (نعوم جومسكي ) : إن الفرضية الضمنية هي أن النظام الأمريكي الخاص بالتنظيم الاجتماعي والسلطة والعقيدة التي تصاحبه يجب أن يكون عاماً . إن أي شيء اقل من هذا لايعد مقبولاً . ولايمكن التسامح مع أي تحد ، إن كل عمل والحال هذه تتخذه الولايات المتحدة لنشر نظامها وعقيدتها هو عمل دفاعي 

ويقول ( جوشيا ميرفيك ) أحد أبرز باحثي السياسة الخارجية الأمريكية : " إن بإمكان الولايات المتحدة أن تلعب دوراً في نشر الفهم الغربي لحقوق الإنسان من خلال الديبلوماسية الهادئة والمساعدات ، وحتى من خلال العمل العسكري إن لزم الأمر 

إذن فالخضوع لنمط الديمقراطية الأمريكية ونظام السوق الأمريكي وعدم معاداة المصالح الأمريكية وإضفاء الطابع الأمريكي على الثقافات والهويات والإعلام والاقتصاد ، وأنماط التفكير والسلوك والذوق والاستهلاك ومحاربة الإرهاب من وجهة النظر الأمريكية والسيطرة على المعرفة والاتصالات والمعلومات والتحكم في الفضاء وبث الصور والأفلام الأمريكية عن طريق الأقمار الصناعية هي جوهر العولمة الحاضرة التي تقودها أمريكا اليوم 

وقد يسأل باحث ، فيقول : ماالعوامل التي جعلت من أمريكا سيدة العالم دون الدول الأوربية الأخرى الحليفة لها ؟

أولاً 

إن أمريكا بطاقاتها البشرية الكبيرة ، وقضائها الوحشي على الحضارات الأمريكية الاصلية ، بنت نفسها منذ تأسيسها بمعزل عما كان يدور في القارات الأخرى . ولم تتعرض بسبب عزلة بلادها الجغرافية إلى حروب كاسحة تدمر المنشئات الفوقية والتحتية ، وإنما دخلت في السنة الأخيرة في الحرب العالمية الأولى والثانية ، عندما كان يظهر لها رجحان كفة الحلفاء ، فكانت تجني ثمار الانتصار ، وتتزعم الدولة الحليفة المنهكة الخارجة من الحرب ، ولاسيما انها كانت القوة النووية الأولى التي كسبت الحرب ضد اليابان 

ثانياً 

القوة الاقتصادية الهائلة لامريكا حيث إنها تسيطر على نسبة كبيرة من الناتج الاقتصادي العالمي ، وتمتلك ثروات هائلة من خلال شركاتها العملاقة ، وتسيطر على البنك والنقد الدوليين والتجارة العالمية 

ثالثاً 

سيطرتها الإعلامية على شبكة الاتصالات العالمية الفضائية الحديثة ، وإنتاجها الهائل للأشرطة والأفلام السينمائية 

رابعاً 

قيادتها العالم الغربي ضد الاتحاد السوفيتي في سنوات الحرب الباردة باعتبارها أكبر قوة عسكرية تكنولوجية حربية في العالم 

خامساً 

إن الشعب الأمريكي ليس شعباً حضارياً عريقاً . فتكوينه بدأ من مهاجري شعوب أوروبا الذين هاجروا إلى أمريكا إما هرباً من الاضطهاد الديني والسياسي أو طلباً للمال والثروة ، فكان همهم الأكبر السيطرة على القارة الأمريكي والقضاء على الآخر . وكان هذا الآخر هو الشعب الأمريكي الأصلي الذي سمي بالهنود الحمر ، فقضى المهاجرون المشردون الحاقدون الطامعون المسلحون على حضارة الهنود الحمر بوحشية فائقة ودموية رهيبة ، لافتقار هؤلاء المهاجرين إلى أية قيمة أخلاقية إنسانية عالية . مما شكل عبر الحوادث والأيام النفسية الحاقدة المتمرة التي تريد أن تحقق المنفعة بأي ثمن وتسيطر على الآخرين دون رادع من دين او خلق 

سادساً 

من المعلوم أن ملايين من اليهود الخزر الذين هاجروا إلى أمريكا في القرون الأخيرة تسللوا إلى الحياة الاقتصادية والإعلامية والسياسية والعسكرية الأمريكية ، حتى تمت لهم لسيطرة على تلك المؤسسات سيطرة كاملة . ولاسيما إذا قلت إن المذهب البروتستانتي الذي هو دين معظم الأمريكيين والذي كان في رأي الكثيرين من أهل العلم من صنع اليهود في أوربا ، يعد نفسه طائفة من اليهود أو قريباً منهم ، مابالغت في ذلك . والدليل انتشار الطائفة الصهيونية الإنجيلية بين أكثر من تسعين مليون أمريكي ، والذين يناصرون اليهود والكيان الصهيوني بكل قوة 

ولقد كتب (غارودي) فصلاً وثائقياً مهمً في "كتابه العولمة " في تبيان هذه العلاقة التاريخية والصميمية والمصلحية بين اليهود والحكومات الأمريكية حيث يقول 

" العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست من ذات الطبيعة للتحالفات العادية بين الدول  توجد بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ذات الوقت وحدة في الأصول ن ووحدة في الأهداف وتواصلات في ذات الوقت لاهوتياً وسياسياً في رؤيتهما وعلاقتهما في العالم ، سواء تعلق الأمر بـ "الشعب المختار " بالنسبة للإسرائيليين أو القدر المبين للولايات المتحدة الأمريكية 

إن اليهود بكل مايملكون من قوى اقتصادية وإعلامية وتآمرية خفية من خلال جمعياتهم السرية المنتشرة في أمريكا وأوربا وكثير من دول العالم ، يقفون وراء أمريكا ، بل يقودونها في قيادة هذه العولمة التي سيتبين بعض تفاصيلها في الصفحات الآتية 

إن اليهود في عقد التسعينات من القرن العشرين ، الذي هو عقد انفضاح ظهور أجنحة العولمة ، هم الذين يسيطرون على السياسة الأمريكية سيطرة كاملة ، لأجل تمشية مصالحم الاقتصادية والسيطرة على ثروة العالم واستبعاد الامم وإسناد دولهم للكيان الصهيوني المسماة بـ "إسرائيل " اليوم 

 
 

يتبع لطفا"