بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله سبحانه وتعالى
{ وقولوا للناس حسنا
}
وقال عز وجل {
ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي
بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم
}
ويقول صلى الله عليه
وسلم ( صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك)
المقدمة
الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله ومن والاه
وبعد
الإنسان مدني بطبعه
لايستطيع أن يعيش وحيدا بمفرده بل من سروره وسعادته أن يخالط الناس
ويجالس الأصدقاء ويصاحب الرفقاء وهو بحاجة إلى أن يتعامل مع غيره
بحكم المصالح المشتركة وحاجة كل إنسان لأخيه الإنسان
الناس للنـاس من بـدو
وحاضرة بـعض لبـعض وإن لم يشعـروا خدم
ولقد أكد الإسلام هذه
الحقيقة الاجتماعية عند الإنسان وأبان الغرض الحقيقي الذي ينبغي أن
يجتمع عليه الناس قال الله تعالى {
إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم
عن الله أتقاكم
}
وقضية التعامل بين
الناس من أهم القضايا التي يجب أن تتوجه إليها جهود العلماء
والمفكرين والمصلحين ليقوموا بدورهم في معالجة هذه القضية التي باتت
كغيرها مهددة بالتردي والانحطاط إن كثيرا من المجتمعات وأعدادا من
الناس لايزالون إلى اليوم يتعاملون مع غيرهم معاملة سيئة منافية لكل
أدب بعيدة عن كل مروءة وذوق فتجد إنسانا يكلمك وهو مشغول بأمر آخر
ووالد يحاسب ابنه على كل خطأ بقسوة ومدرس يستخدم الضرب مع طلابه
لأتفه الأسباب وامرأة تتعامل مع وليدها الصغير بدلال زائد فلا تفارقه
ولا تتركه وحده حتى لايتأذي وخطيب يرفع صوته أكثر من حاجة السامعين
ولايبالي أطال الوقت أم قصر ومدير يحاسب موظفيه على كل تقصير
ولايشكرهم على إنجاز العمل وزائر يدخل عليه بشعر ثائر ومظهر مشين
ورائحة كريهة ورجل يجالس الناس فيمد رجله أمام الحاضرين وآخر يقص
أظفاره في المجلس أو يمتخط بين رفقائه أو يستاك بالسواك في وجوه
الناس وزائر يطرق الباب بعنف ورب عمل لايسمح للموظفين عنده بأداء
الصلاة في وقتها ومتحدث يتكلم مع جلسائه ولايكاد يسكت وإمام يصلي
بالناس فيطيل ومسؤول عابس بوجهه لايكاد يبتسم وشخص يسلم عليك
والمفتاح أو القلم بيده وهكذا أمثلة كثيرة من الواقع تدل على
الممارسات الخاطئة في سلوك التعامل والتعامل الخاطئ مع الآخرين لايقف
عند حد التخلق بصفات ذميمة وذوقيات فاسدة وإنما يتعدى إلى فساد كبير
فتتردى أخلاق الناس وتتقطع أواصر المودة والمحبة وتنتشر البغضاء
ويعجب كل ذي رأي برأيه وينقلب الصدق إلى كذب والأمانة إلى خيانة
ويقرب السفيه وينحى الصالح ويتصدر الرويبضة ومن أجل إصلاح هذا الفساد
وغيره كانت مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم التي عبر عنها بوضوح "
إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " |