مراتب الجهاد في الإسلام
الحكمة في المفعهوم
الإسلامي قد تكون بالرفق واللين والأساليب الحسنة الرقيقة وقد تكون
بالجهاد والسيف واللسان ولكن كل أسلوب يوضع في محله ويعامل به أهله
فالعاقل ذو الفطرة السليمة ينتفع بالبينة والبرهان ويقبل الحق بدليله
أما الظالم المعاند والمعتدي فلا يرده إلا السيف ولهذا يكون الجهاد
في سبيل الله أعظم حكمة في حق هؤلاء والجهاد في سبيل الله من أعظم
ماتقرب به العباد بعد الفرائض إلى الله تعالى يترتب لما عليه من نصر
المؤمنين وإعلاء كلمة الدين وقمع الكافرين المعاندين الظالمين
والمنافقين .
إلا أن مفهوم الجهاد في
الإسلام ، ليس في صورته الضيقة القتال فقط كما يفهم بعض الناس ذلك ،
بل هو مفهوم شامل له مراتبه وله ضوابطه ويوصف بالرحمة والإنسانية
وحتى في استعمال الجهاد في صورته القتالية يكون أشبه مايكون بتأديب
المربي لتلميذه والأب لابنه بالضرب لاليؤذيه وإنما ليصلح من حاله
ويؤدبه فالضرب في حق الولد حكمة من الأب والمربي ولهذا قالوا اللين
في وقت اللين حكمة والشدة في وقت الشدة حكمة أيضا لكن اللين في وقت
الشدة ضعف والشدة في وقت اللين فظاظة
ولشمول الجهاد وأنواعه
قال العلماء
الجهاد له أربع مراتب
جهاد النفس والشيطان والكفار والمنافقين وأصحاب الظلم والبدع
والمنكرات وتفصيل ذلك
أولا جهاد النفس له
أربع مراتب
1 جهادها على تعلم أمور
الدين والهدى
2 جهادا على العمل به
بعد علمه
3 جهادها على الدعوة
إليه ببصيرة
4 وجهادها على الصبر على
مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق
لقول الله تعالى {
والعصر إن الإنسان لفي خسر
إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
}
ثانيا جهاد الشيطان
وله مرتبتان
1 جهاده على دفع
مايلقى إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان
2 جهاده على
مايلقي من الشهوات والإرادات الفاسدة فالجهاد الأول بعد اليقين
والثاني بعد الصبر قال تعالى {
وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما
صبروا وكانوا بأياتنا يوقنون
}
وقال تعالى محذرا من
الشيطان الذي يثير الشهوات {
إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا
}
ثالثا جهاد الكفار
والمنافقين وله أربع مراتب
1 بالقلب 2 باللسان
3 بالمال 4 باليد وجهاد الكفار أخص باليد وجهاد المنافقين أخص
باللسان
رابعا جهاد
أصحاب الظلم والعدوان والبدع والمنكرات فيكون بالمراحل الثلاث التي
جاءت في الحديث الذي رواه مسلم (
من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع
فبقلبه وذلك أضعف الإيمان
) ولجهاد أعداء الله ضوابط
منها إن لم يقدر عليهم وادعهم المسلمون أو صالحوهم فإن قدروا عليهم
عرضوا عليهم الإسلام فإن أبوا دعوا إلى بذل الجزية فإن امتنعوا عن
ذلك كله استعان المسلمون عليهم بالله وقاتلوهم
ومن ضوابط الجهاد في
الإسلام ترك مانهى عنه الشرع من المثلة والغلول وقتل النساء والصبيان
والشيوخ الذين لارأي له ولاقتال والرهبان والمرضى والعمي وأصحاب
الصوامع وذلك عملا بقول الله تعالى {
ولاتعتدوا إن الله لايحب المعتدين }
وقول الرسول عليه الصلاة
والسلام في وصاياه لأمراء الجيوش والسرايا في الحديث الذي رواه
مسلم (اغزوا بسم الله في سبيل
الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولاتغلوا ولاتغدروا ولا تمثلوا
ولاتقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال
) |