كيف نعامل البالغ
المراهق
البلوغ مرحلة انتقالية
من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج وفي هذه المرحلة تحدث عدة تغيرات
في حياة البالغ من تغيرات عضوية جسمانية وتغيرات فسيولوجية في وظائف
الأعضاء وتغيرات اجتماعية في العلاقة مع الآخرين
والبلوغ يبدأ من سن 9 -
13 سنة عند البنات وقد يتأخر إلى مابعد الثالثة عشر أما بلوغ الفتى
فيتراوح مابين 12 - 15 سنة وقد يصاحب حالة البلوغ مايسمى بالمراهقة
والتي غالبا ماتبدأ مع سن البلوغ إلى الثامنة عشر وقد تصل إلى
العشرين وتغلب على بعض المراهقين صفات وتصورات وسلوكيات خاطئة كسرعة
الغضب وطلب العزلة وإهمال الدراسة وشرود الذهن وكثرة السرحان والميل
إلى النوم الكثير بالنهار والقليل بالليل وإذا لم يجد المراهق من
يعينه على التخلص من هذه السلبيات فقد تتطور به الحالة وتصدر منه بعض
المخالفات التي تضر بالنفس والمجتمع كالتمرد على القيم والأخلاق
والخروج عن المألوف وعقوق الوالدين وإهمال الصلاة أو هجرها والرغبة
في اللهو والمغامرة والانجذاب إلى أصحاب السوء والتأخير في الدراسة
والميل إلى الشهوات والرغبة في العدوان وإيذاء الآخرين والتحلل من
مسؤوليات البيت والمجتمع والوطن وهناك بعض الأسباب التي تساهم في
وصول المراهق إلى هذه الحال
من ذلك ضعف التربية أو
فقدانها
رفقة السوء وخاصة
الجانحين منهم
حالة الفقر والحاجة تدفع
بعض المراهقين إلى الانحراف
معاملة الوالدين
للمراهقين بقسوة وشدة
تفكك أسرة المراهق
وانعدام القدوة
وجود المهيجات والمغريات
كالاختلاط والعرى والإباحية والأفلام المثيرة والمسرحيات الهابطة
والأغاني الفاحشة
تفضيل بعض الأبناء وغبن
البعض الآخر
غيبة الأبوين عن تربية
أبنائهم وإسناد هذه المسؤولية عند البعض لدى الخادمات
الخطأ في التعامل وعدم
تقدير مراحل تطور النمو عند الأولاد والأسلوب الإسلامي التربوي في
التعامل مع البالغين والمراهقين يبدأ من خلال تعليم الولد الثقافة
الجنسية منذ أن يميز الأحكام الشرعية المتصلة بالجانب الجنسي الغريزي
ويستوي في ذلك الذكر والأنثى وهذه المسؤولية تقع على عاتق المربين من
آباء وأمهات معلمين فالولد إذا بلغ ونزل منه مني ذو دفق وشهوة أصبح
بالغا ومكلفا شرعا ويجب عليه مايجب على الرجال الكبار من مسؤوليات
وتكاليف وكذلك البنت إذا بلغت سن التاسعة فما فوق وتذكرت احتلاما
ورأت الماء الرقيق الأصفر على ثوبها بعد الاستيقاظ أصبحت بالغة
ومكلفة شرعا يجب عليها مايجب على النساء الكبار من مسؤوليات وتكاليف
التعامل مع الشباب
مرحلة الشباب من أدق
مراحل العمر فيها قوة الطموح وقوة التعلم وقوة في الاكتشاف وقوة في
النشاط وقوة في التحول والتغير من أجل ذلك كان الأسلوب التربوي
الرفيع والمعاملة الحسنة الراقية والتدرج في التربية هو المناسب لهذه
المرحلة وقد ضرب لنا الرسول عليه الصلاة والسلام المثل الرفيع في
التعامل مع هذه الشريحة من المجتمع وجعل من أخلاقه الكريمة عليه
الصلاة والسلام مايحبب إليه دعوته وسيرته حتى قالوا (
كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس
خلقا لم يكن فاحشا ولامتفحشا ولاصخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة
مثلها ولكن يعفو ويصفح ولايكاد يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه وماضرب
شيئا قط بيده ولاامرأة ولاخادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وإذا
استلف سلفا قضى خيرا منه وماسئل رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال
لا وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالك يكن إثما
)
ومن معاملة الرسول عليه
الصلاة والسلام والتي تدل على حسن خلقه معهم مايلي
الرفق بهم والشفقة عليهم
جاء في صحيح البخاري عن أبي سليمان مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال
أتينا النبي عليه الصلاة والسلام ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده
عشرين ليلة فظن أنا اشتقنا أهلنا وسألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه
وكان رفيقا رحيما فقال (
ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي وإذا حضرت
الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم
)
الابتسام لهم والترحيب
بهم عن جرير بن عبد الله قال ماحجبني رسول الله عليه الصلاة والسلام
منذ أسلمت ولارآني إلا تبسم في جهي أخرجه مسلم
تقديرهم واحترام حقوقهم
جاء في الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله
عليه الصلاة والسلام أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره
الأشياخ فقال للغلام ( أتأذن
لي أن أعطي هؤلاء ) فقال
الغلام والله يارسول الله لاأؤثر بنصيبي منك أحدا قال فتله أي وضعه
رسول الله عليه الصلاة والسلام في يده
دعاؤهم بأحب الأسماء
إليهم وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يدعو عليا بأبي تراب
جاء في صحيح مسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال كان لعلي اسم أحب
ليه من أبي تراب وإن كان ليفرح إذا دعي به
عيادة مرضاهم جاء في
صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان غلام يهودي يخدم
رسول الله عليه الصلاة والسلام فمرض فأتاه النبي عليه الصلاة والسلام
يعوده فقعد عن رأسه فقال له (أسلم)
فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال يابني أطع أبا القاسم عليه الصلاة
والسلام فأسلم فخرج النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقول (الحمد
لله الذي أنقذه من النار )
|