كيف تتعامل مع الأقارب
الأقارب والأرحام لهم في
الإسلام منزلة كبيرة تلي منزلة الوالدين قال الله تعالى {
واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى
واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب
وابن السبيل }
ومن أجل هذه المنزلة وللحفاظ على الروابط الاجتماعية والعلاقات
الأسرية دعا الإسلام إلى معاملة الأقارب وفق السلوك الآتي
صلة الأرحام مصدر خير في
الدنيا والآخرة ففي الدنيا تزيد العمر وتبارك الرزق وفي الآخر تثمر
الجنة فعن أبي أيوب الأنصاري أن رجلا قال يارسول الله أخبرني بعمل
يدخلني الجنة فقال النبي عليه الصلاة والسلام (
لاتعبد الله ولاتشرك به شيئا وتقيم
الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم
) متفق عليه
وعن أنس رضي الله عنه أن
رسول الله عليه الصلاة والسلام قال (
من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له
في أثره فليصل رحمه ) متفق
عليه
إكرام ذوي القربى مقدم
على غيره لما جاء في حديث الترمذي من قول رسول الله عليه الصلاة
والسلام (
الصدقة على المسكين صدقة وعلى
ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة )
ومن سماحة الإسلام صلة
الأرحام ولو كانوا غير مسلمين لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في
الحديث المتفق عليه ( إن آل
أبي فلان ليسوا بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين ولكن لهم رحم
أبلها ببلالها ) أي أصلها
بالمعروف اللائق بها
وصلة الأرحام في مفهومها
الواسع ليست مقصور على بذل المال فحسب وإنما تكون أيضا بالسلام
والتواصي بالحق ومن ذلك قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه
البزار عن ابن عباس( بلوا أرحامكم ولو بالسلام
)
ومن حسن معاملة الأقارب
أن تصلهم ولو لم يصلوك وهذه قمة المعاملة لاينتظر صاحبها إلا ثواب
الله والقرب منه ولقد أكد الرسول عليه الصلاة والسلام هذا المعنى في
المسلم الحق فقال في الحديث الذي رواه البخاري ( ليس الواصل بالمكافئ
ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) وفي الحديث الذي رواه مسلم
فقد جاء رجل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال يارسول الله إن
لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون
على فقال عليه الصلاة والسلام (
لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل أي الرماد الحار ولايزال معك من
الله ظهير عليهم مادمت على ذلك
)
ومن هنا كان المسلم على
صلة وثيقة بأقاربه وأرحامه لايقاطعهم ولايهاجرهم جاء في الحديث
المتفق عليه ( الرحم معلقة
بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله
)
|