البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الأدلـــة المــادية على وجود الله سبحانه وتعالى

لفضيلـة الشيخ المرحـوم محمد متولـي الشعراوي طيب الله ثراه

 وفي كل شيئ دليل الأدلة الماديه وفي الأرض آيات الدليل الغيبي ........وفي أنفسكم أسبـاب الوجود

أسباب الوجود

الله سبحانه وتعالى وضع في كونه كله آيات تنطق بوجوده ، وتنطق بعظمته ، وتنطق بأنه هو الخالق .. الجماد يشهد أن لا إله إلا الله .. والنبات يشهد أن لا إله إلا الله .. والحيوان يشهد أن لا إله إلا الله  والإنسان يشهد أن لا إله إلا الله .. وكل هذا يشهد بأدلة ناطقة لا .. .تحتاج حتى إلى مجرد البحث والتفكير والعمق

ولقد خاطب الله سبحانه وتعالى كل العقول في كل الأزمان ، فجعل هذه الأدلة التي تنطق بوجوده من أول الخلق .. ثم كلما تقدم الإنسان ، وارتقت الحضارة .. وكشف الله من علمه ما يشاء لمن يشاء  ازدادت القضية رسوخاً وازدادت الآيات وضوحاً .. ذلك أن الله شاء عدله أن يخاطب كل العقول .. فجاءت آيات الله في الكون الناطقة بألوهيته وحده ليفهمها العقل البسيط ، والعقل المرتقي في .الكون  ولا اعتقد أن أحداً يستطيع أن يجادل في هذه الأدلة ولا أن ينكر وجودها

ولقد أوجد الله سبحانه وتعالى في هذا الكون أدلة مادية وأدلة عقلية وأدلة نصل إليها بالحواس  كلها تنطق بوحدانية الله ووجوده

ولقد جعل الله الأداة الأولى لإدراك وجوده هي العقل .. العقل هو الذي يدرك وجود الله .. بالدليل العقلي الذي وضعه الخالق في الكون.. ولكن مهمة العقل بالنسبة لهذا الوجود محدودة .. ذلك أننا بالعقل ندرك أن هناك خالقاً مبدعاً قادراً .. ولكننا لا نستطيع أن ندرك ماذا يريد الخالق منا .. وكيف نعبده  وكيف نشكره .. وماذا أعد لنا من جزاء .. يثيب به من أطاعه ، ويعاقب به من عصاه .. فهذا كله فوق قدرة العقل

ولذلك كان لابد أن يرسل الله الرسل ليبلغونا عن الله .. لماذا خلق الله هذا الكون .. ولماذا خلقنا  وما هو منهج الحياة الذي رسمه لنا لنتبعه .. وماذا أعد لنا من ثواب وعقاب ؟. فتلك مهمة فوق قدرات عقولنا ، وتلك مهمة لو استخدمنا فيها العقل لما وصلنا إلى شئ

وجاء الرسل ومعهم المعجزات من الله بصدق رسالاتهم ومعهم المنهج .. وقاموا بإبلاغ الناس .. ولكننا لن نتحدث هنا عن معجزات الرسل .. وعما جاءوا به .. ولن نتكلم عن أي شئ غيبي

ولكننا سنتحدث عن الماديات وحدها .. ونتكلم عن الأدلة المادية ، بما فيها تلك الأدلة التي ترينا فتجعلنا نوقن أن الغيب موجود .. وأن ما لا نراه يعيش حولنا .. كل هذا بالعقل وليس بالإيمان

فالله سبحانه وتعالى وضع الدليل الإيماني في الكون كما وضع الدليل العقلي .. ولكننا سنحتكم للعقل وحده .. ليرى الناس جميعاً أن الاحتكام للعقل يعطينا آلاف الأدلة

     ..هذه الأدلة هي من آيات الله ، وكلها تشهد أنه لا إله إلا الله

أعلى

الوجود .. والانسان

وإذا أردنا أن نبدأ بالأدلة المادية فلابد أن نبدأ بالخلق .. ذلك الدليل الذي نراه جميعاً أمام أعيننا ليلا ونهاراً .. ونلمسه لأننا نعيشه .. فالبداية هي أن هذا الكون بكل ما فيه قد وجد أولا قبل أن يخلق الإنسان .. وتلك قضية لا يستطيع أحد أن يجادل فيها .. فلا أحد يستطيع أن يقول إن خلق السموات والأرض تم بعد خلق الإنسان .. بمعنى أن الإنسان جاء ولم تكن هناك أرض يعيش عليها  ولا شمس تشرق .. ولا ليل ولا نهار .. ولا هواء يتنفسه .. بل إن الإنسان جاء وكل شئ قد أعد له قبل أن يأتي ، وقبل أن يوجد ، وليس فقط أن ..كل شئ قد أعد له .. بل إن هناك أشياء أكبر من قدرة الإنسان خلقت وسخرت لتخدمه وتعطيه كل متطلبات الحياة بدون مقابل

وأشياء أخرى خلقت وسخرت للإنسان تعطيه ما يشاء ولكنها محتاجة الى جهد الإنسان وعمله ، وذلك حتى تتم عمارة الأرض

إذن فباستخدام العقل وحده لا أحد يستطيع أن يجادل في أن هذا الكون قد خلق وأُعد لحياة الإنسان قبل أن يخلق الإنسان نفسه .. فإذا : جاء الحق سبحانه وتعالى وقال لناالآية 

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم   مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 29

29 من سورة البقرة 

لا يستطيع أحد أن يجادل عقلياً في هذه القضية .. لأن الكون تم خلقه قبل خلق الإنسان .. فكيف يكون للإنسان عمل قبل أن يوجد ويخلق؟

:وتأتي الآية الكريمة

 وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خليفه

من الآية 30 من سورة البقرة 

نقول : إن هذا يؤكد الحقيقة بأن الكون أُعد للإنسان قبل أن يخلق .. وهذه قضية يؤكدها العقل .. ولا يستطيع أن يجادل فيها

وبذلك نكون قد وصلنا إلى النقطة الأولى ، وهي أن الله سبحانه وتعالى بكمال صفاته وقدراته قد خلق هذا الكون وأوجده ونظمه غير مستعين بأحد من خلقه .. ولا محتاج لأحد من عباده .. وأننا نحن جميعاً - أي البشر - قد جئنا إلى كون معد لنا إعدادا كاملا

..ولكن قدرة هذا الكون لا تخضع لنا ولا لقدراتنا .. بل هي أكبر من هذه القدرات بكثير. فالشمس مثلا أقوى من قدرة البشرجميعاً

وكذلك الأرض والبحار والجبال .. إذن فلابد أن تكون هذه الأشياء قد أُخضعت لنا بقدرة من خلقها وليس بقدرتنا نحن .. ذلك أنها مسخرة لنا لا تستطيع أن تعصى أمراً .. فلا الشمس تستطيع أن تشرق يوماً وتغيب يوماً حسب هواها لتعطي الدفئ ووسائل استمرار الحياة لمن تريد .. وتمنعه عمن تشاء  ولا الهواء يستطيع أن يهب يوماً ويتوقف يوماً .. ولا المطر يستطيع أن يمتنع عن الأرض فتنعدم الحياة ويهلك الناس .. ولا الأرض تستطيع أن تمتنع عن إنبات الزرع .. لا شئ من هذا يمكن أن يحدث  ولا تستطيع البشرية كلها أن تدعى أن لها دخلا في مهمة هذا الكون .. لأنه لا خلق هذه الأشياء ولا استمرارها في عطائها يخضع لإرادة البشر

فإذا جئنا إلى الإنسان وجدناه هو الأخر لابد أن يشهد بأن له خالقاً وموجداً فلا يوجد من يستطيع أن يدعى أنه خلق إنساناً .. ولا من .يستطيع أن يدعى أنه خلق نفسه

أعلى

قضية الخلق محسومة

..إذن فقضية الخلق محسومة لله سبحانه وتعالى لا يقبل فيها جدل عقلي .. فإذا جاء بعض الناس وقالوا : إن هذا الكون خُلق بالمصادفة

نقول : إن المصادفة لا تنشئ نظاماً دقيقاً كنظام الكون .. لا يختل رغم مرور ملايين السنين

وإذا جاء بعض العلماء ليدعى أنه كانت هناك ذرات ساكنة ثم تحركت وتكثفت واتحدت .. نقول من الذي أوجد هذه الذرات .. ومن الذي حركها من السكون ؟. وإذا قيل إن الحياة بدأت بخلية واحدة في الماء نتيجة تفاعلات كيماوية .. نقول من الذي أوجد هذه التفاعلات لتصنع هذه الخلية؟

ونحن لن ندخل مع هؤلاء في جدل عقيم .. وإنما نقول لهم: إن من إعجاز الخالق .. أنه أنبأنا بمجيئهم قبل أن يأتوا .. وأنبأنا أكثر من ذلك أن هؤلاء يضلون .. أي ليسوا على حق ، ولكنهم على ضلال 

 وفي ذلك يقول الحق سبحانه تعالىمن الآية 

مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا 51  

51من سورة الكهف

وهكذا نرى من يأتي ليضل الناس بنظريات كاذبة عن أصل خلق السموات والأرض .. وأصل خلق الإنسان .. ومن يدعى أن أصل الإنسان قرد .. وهى نظرية يملؤها الغباء .. فنحن لن نشهد قرداً تحول لإنسان  وإذا كان أصل الإنسان قرداً .. فلماذا بقيت القرود على حالها حتى الأن ولم تتحول إلى بشر ؟! ومن الذي منعها أن يحدث لها هذا التحول ما دام قد حدث في الماضي؟! ولقد نسى هؤلاء أن الوجود لابد أن يكون من ذكر وأنثى والإ انقرض النوع .. وهؤلاء لم يقولوا لنا عندما ادعوا أن قرداً تحول إلى إنسان .. من أين ..جاء القرد الذي تحول إلى مرأة ليتم التكاثر

وبدون الدخول فى جدل لا يفيد .. نقول لهؤلاء جميعاً: لقد جئتم مثبتين للإيمان ومثبتين لكلام الله .. فلو أنه لم يأت من يضل بنظريات كاذبة فى خلق السموات والأرض وفى خلق الإنسان  لقلنا إن الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا في القرآن الكريم .. أنه سيأتي من يضل فى خلق السموات والأرض وفى خلق الإنسان ، ولكن لم يأت أحد يفعل ذلك .. ولكن كونهم جاءوا وكونهم أضلوا  يجعلنا نقول

سبحان ربنا .. لقد أخبرنا عن المضلين وجاءوا فعلا بعد قرون كثيرة من نزول القرآن .. فكأن هؤلاء الذين جاءوا ليحاربوا قضية الإيمان .. قد أثبتوها واقاموا الدليل عليها

على أننا نقول لكل من جاء يتحدث عن خلق السموات والأرض وخلق الإنسان مدعياً أن الله ليس هو الخالق .. نقول له: أشهدت الخلق؟.. فإذا قال: لا .. نسأله : ففيم تجادل ؟

على أن قضية الخلق محسومة لله سبحانه وتعالى لأنه هو وحده سبحانه الذي قال إنه خلق .. ولم يأت أحد ولن يجرؤ أحد على أن .يدعى أنه الخالق

وإذا كان من يفعل شيئاً يحرص على الإعلان عما فعل .. فلا يوجد شئ صغير اخترعه البشر في الدنيا .. الإ وحرص صاحبه على الإعلان عن نفسه

أعلى

الله وحده الخالق

فإذا كان ذلك الذي اخترع المصباح قد حرص على أن يعرف العالم كله اسمه وتاريخه وقصة اختراعه  أيكون الذي أوجد الشمس غافلا عن أن يخبرنا أنه هو الذي خلقها .. وإذا كانت هناك قوة أخرى قد أوجدت أفلا تعلن عن نفسها ؟

إذن قضية الخلق محسومة لله سبحانه وتعالى .. لأنه وحده سبحانه الذي قال إنه خلق .. حتى يأتى من يدعى الخلق .. ولن يأتي .. فإن الله سبحانه هو وحده الخالق بلا جدال .. وحتى الكفار لم يستطيعوا أن يجادلوا فى هذه القضية 

  ولذلك يأتى القرآن في سورة  العنكبوت ليقول في الآيه 61

 وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ 61

:ثم يقول الحق تبارك وتعالى

وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ 63

جزء من الآية 63 من سور العنكبوت

وهذه الآيات نزلت في الكافرين والمشركين .. وهم رغم كفرهم وإشراكهم لم يستطيعوا أن يجادلوا فى خلق الكون والإنسان

إذن فقضية الخلق محسومة لله .. لأنه سبحانه وتعالى هو الذى خلق .. وهو الذى أخبرنا بأنه هو الذى خلق

ولكن القضية لا تقف عند الكون وحده .. بل تمتد إلى كل ما فى الدنيا حتى الأشياء التى يقدر عليها الإنسان .. فأصل الوجود كله.. بكل ما فيه من خلق الله سبحانه وتعالى .. والله سبحانه وتعالى يقول

 ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ 102

الآية 102 من سورة الأنعام

ومادام الحق سبحانه وتعالى قد قال : أنه (خالق كل شئ) فما من شئ في هذا الوجود إل هو خالقه

ولنأخذ هذه القضية فى كل ما حولنا .. فى كل ما فى هذا الكون .. لنأخذ مثلا الخشب .. شجرة الخشب التي تعطينا كل الأخشاب التى ..نستعملها في بيوتنا وأثاثنا إلى غير ذلك .. هذه الشجرة من أين جاءت ؟ .. تسأل تاجر الخشب من أين جاءت ؟ .. يقول من السويد

وتسأل أهل السويد يقولون من الغابة .. وتذهب إلى الغابة فيقولون لك من شتلات نعدها .. وتسأل من أين جاءت هذه الشتلات ؟ .. من جيل سابق من الأشجار .. والجيل السابق من جيل سبقه .. وتظل تمضى حتى تصل إلى الشجرة الأولى التى تأخذ منها هذا كله .. من الذى أوجد الشجرة الأولى ؟ .. إنه الله .. فلا أحد يستطيع أن يدعى أنه خلق الشجرة الأولى أو أوجدها من عدم

فإذا انتقلنا إلى باقى أنواع الزرع لنبحث عن التفاحة الأولى والبرتقالة الأولى .. والتمرة الأولى  وحبة القمح الأولى .. وشجرة القطن الأولى .. نجد أنها وغيرها من كل ما تنتجه الأرض .. كلها من خلق الله خلقاً مباشراً .. ثم بعد ذلك استمر وجودها بالأسباب التى خلقها الله فى الكون .. قد يقال : إن هناك تهجيناً وتحسيناً وخلطاً بين الأنواع لتنتج نوعاً أكثر جودة .. نقول : إن هذا كله لا ينفي أن الثمرة الأولى مخلوقة خلقاً مباشراً من الله .. وقد يدعى بعض العلماء أنهم حسنوا أو استنبطوا أنواعاً جديدة .. نقول لهم : كل هذا لا ينفى أن الوجود الأول من الله .. وانهم استخدموا ما خلق الله بالعلم المتاح من الله فى كل ما فعلوه .. ولكن أحداً لا يستطيع أن يدعى أنه أوجد أى شئ في الأرض من عدم .. فكل هذه الاكتشافات العلمية هى من موجود .. ولا يوجد اكتشاف علمى واحد من عدم

وإذا انتقلنا من النبات إلى الحيوان .. نجد أن كل الحيوانات والطيور والحشرات بدأت بخلق من الله سبحانه وتعالى .. وبخلق من ذكر وأنثى .. وهذه هى بداية الخلق جميعاً .. ولا يستطيع أحد أن يدعى أنه خلق من عدم ذكراً وأنثى من عدم ذكراً وأنثى من أى نوع من النبات أو الحيوان .. والله سبحانه وتعالى يلفتنا فى القرآن الكريم فيقول

وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 49

من الآية 49 من سورة الذاريات

أعلى

الله يتحدى علماء الدنيا

إننا نريدهم - ونحن نتحدى علماء الدنيا كلها - أن يأتى عالم فيقول لنا إنه أوجد من عدم .. أو أنه خلق ذكراً وأنثى من أي شئ موجود في هذا الكون .. وما أكثر الموجودات في كون الله .. وهنا تأتى الحقيقة القرآنية تتحدى في قوله تعالىالآية 

يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ 73

73 من سورة الحج

هذا هو التحدى الإلهى الذى سيبقى قائماً حتى يوم القيامة .. فلن يستطيع علماء الدنيا ولو اجتمعوا أن يخلقوا ذبابة

ولقد وصل الإنسان إلى القمر ، وقد يصل إلى المريخ ، وقد يتجاوز ذلك ولكنه سيظل عاجزاً عن خلق ذبابة مهما كشف الله له من العلم.. فلن يعطيه القدرة على خلق ذبابة .. وهذا من إعجاز الله .. لأنه وحده الذى خلق كل شئ ، والعلم كاشف لقدرات الله فى الأرض، ولكنه ليس موجداً لشئ .. ولذلك يقول القرآن الكريم

 ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ 102

من الآية 102 من سورة الأنعام

بهذا نكون قد أثبتنا بالدليل العقلى أن الله خالق كل شئ فى الدنيا .. فإذا كان الله قد خلق من هم من دون الإنسان من نبات وجماد وحيوان فكيف بالإنسان بما له من إدراكات وعقل وفكر وتمييز  سنتحدث عنه تفصيلا فى فصل قادم .. ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى

أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ 35

الآية 35 من سورة الطور

وإذا كان كل شئ فى هذا الكون من خلق الله سبحانه وتعالى .. فإن قوانين الكون أيضاً .. تلك القوانين التي يسير عليها الكون هى من ..وضع الله سبحانه وتعالى .. إلا ما شاء الله أن يجعل للإنسان فيه اختيارا .. فالقوانين التى يمضى عليها الكون هى من وضع الله

..والأسباب التى تتم بها الأشياء هى من وضع الله .. فالشمس والقمر والنجوم والأرض لا تتبع قوانين البشر .. بل تتبع القانون الإلهى

.والذى خلقها وضع لها القانون الأمثل لتؤدى مهمتها فى الكون

..فالشمس لها حركة كونية .. ولها تحرك آخر فى فلك خلقه الله لها .. وكذلك القمر ، وكذلك الأرض  وكذلك الرياح وكذلك النجوم

:ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى

الرَّحْمَنُ 1 عَلَّمَ الْقُرْآنَ 2 خَلَقَ الْإِنسَانَ 3 عَلَّمَهُ الْبَيَانَ 4 الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ 5 وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ 6 وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ 7

الآيات من 1 إلى 7 من سورة الرحمن

إذن الشمس والقمر والنجوم تتحرك بحساب دقيق فلا تتأخر الشمس عن موعد شروقها ثانية ولا تتقدم ثانية منذ ملايين السنين .. وكذلك القمر فى دورته الشهرية .. وكذلك النجوم فى حركتها  ثم يقول الحق سبحانه وتعالى

لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ 40

الآية 40 من سورة يس

أى أن كل هذه الأجرام لها فلك معين أو مسار معين تمضى فيه بإذن الله .. ولا تستطيع البشرية كلها أن تؤخر شروق الشمس ثانية ، أو أن تقدمها ثانية .. أو أن توقف دوران الأرض أو تسرع بها أو تبطئ إلى غير ذلك

.إذن فثبات قوانين الكون دليل على دقة الخالق وإبداعه وعظمته وقدرته .. وهذا مالا يستطيع أحد أن ينكره

أعلى

الثابت والمتغير

يأتي الفلاسفة ليقوموا : إن الثبات وحده لا يعطى القدرة الكاملة للحق سبحانه وتعالى .. ذلك أن الإله بقدرته لابد أن يستطيع أن يخرج عن ميكانيكيته .. فذلك هو دوام القدرة أو طلاقة القدرة .. أما بقاء الثابت على ثباته .. فإن ذلك قد يعطى الدليل على دقة القدرة وإبداع ..الخالق .. ولكنه لا يعطي الدليل على طلاقة القدرة

نقول : إن الله قد أعطى فى كونه الدليل على طلاقة القدرة .. ولكنه لم يعطيه فى القوانين الكونية  لأنه لو أعطاه فى القوانين الكونية فأشرقت الشمس يوماً ، وغابت أياماً .. ودارت الأرض ساعات وتوقفت ساعات .. وتغير مسار النجوم لفسد الكون .. إذن فمن كمال الخلق أن تكون القوانين الكونية بالنسبة للنظام الأساسى للكون ثابتة لا تتغير ، والإ ضاع النظام ، وضاع معه الكون كله .. فلا يقول أحد إن ثبات النظام الكونى يحمل معه الدليل على عدم طلاقة القدرة .. بل هو يحمل الدليل على طلاقة القدرة التى تبقى هذا النظام ليصلح الكون

والله سبحانه وتعالى لا يريد كوناً فاسداً في نظامه .. ولكنه يريد كوناً يتناسب مع عظمة الخالق وقدرته وإبداعه .. فيبقى بطلاقة قدرته الثبات فى قوانين هذا الكون .. ويظهر بطلاقة قدرته أنه قادر على أن يغير ، ويخرق النواميس بما لا يفسد الحياة فى الكون .. ولكن بما .يلفت خلقه إلى طلاقة قدرته

ولنتحدث قليلا عن طلاقة قدرة الله فى كونه .. أول مظاهر طلاقة القدرة هى المعجزات التى أيد بها الله رسله وأنبياءه .. ولكننا لن نتحدث عنها هنا .. فنحن مع العقل وحده .. لنؤكد بالدليل العقلى أن كل ما فى هذا الكون يؤكد أنه لا إله الإ الله .. وأنه هو الخالق ..والموجد .. نأتى إلى الأشياء التى تنطق بطلاقة القدرة وهى فى كل شئ .. وإذا جاز لنا أن نبدأ بالإنسان فإننا نبدأ بميلاد الإنسان أولاً

الإنسان ككل شئ فى هذا الكون يوجد من ذكر وأنثى .. فإذا اجتمع الذكر والأنثى جاء الولد .. هذا هو قانون الأسباب .. فيأتى الله سبحانه وتعالى ويلتقى الذكر والأنثى ولا يأتى الولد .. مصدقاً لقوله سبحانه وتعالىالآيتان  من سورة الشورى

لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ 49 أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ 50  

إذن الله سبحانه وتعالى جعل فى قوانين الأسباب أنه متى تزوج الذكر والأنثى يأتي الولد .. ولكن أبقى لنفسه سبحانه طلاقة القدرة فجعل هناك ذكراً وأنثى يتزوجان أعواماً طويلة ولا يرزقان بالولد .. فمع قوانين الأسباب كانت هناك طلاقة القدرة .. ولم يجعلها الله سبحانه وتعالى عامة بل جعلها فى أمثلة قليلة لتلفتنا إلى طلاقة قدرته .. حتى لا نحسب أننا نعيش بالأسباب وحده

أعلى

..طلاقة القدرة فى الكون

..ولم تقف طلاقة قدرة الله فى خلق الإنسان عند هذا الحد .. بل امتدت لتشمل كل أوجه الخلق  فالأصل فى الإيجاد من ذكر وأنثى

..ولكن الله سبحانه وتعالى بطلاقة قدرته خلق إنساناً بدون ذكر أو أنثى وهو آدم عليه السلام  وخلق من ذكر بدون أنثى وهى حواء

خلقها من ضلع من آدم عليه السلام .. وخلق إنساناً من أنثى بدون ذكر وهو عيسى عليه السلام .. وهذه كلها حدثت مرة واحدة لإثبات طلاقة القدرة .. وهى لا تتكرر .. لأنها تلفتنا إلى طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى .. وأنه ليس على قدرته قيود ولا حدود .. فهو جل جلاله خالق الأسباب .. وقدرته تبارك وتعالى فوق الأسباب .. على أن هناك أشياء كثيرة عن طلاقة قدرة الله بالنسبة للإنسان سنتحدث عنها تفصيلا فى فصل قادم

نأتى إلى طلاقة قدرة الله تعالى فى ظواهر الكون .. لو أخذنا المطر مثلا .. الله سبحانه وتعالى بأسباب كونه جعل مناطق ممطرة فى الكون .. ومناطق لا ينزل فيها المطر .. والعلماء كشف الله لهم من علمه ما جعلهم يضعون خريطة للأسباب تحدد المناطق الممطرة وغير الممطرة

يأتى الله سبحانه وتعالى فى لفتة إلى طلاقة قدرته .. فتجد المناطق الممطرة لا تنزل فيها قطرة ماء وتصاب بالجدب ، ويهلك الزرع والحيوان ، وقد يموت الإنسان عطشاً .. بالرغم من أن هذه المناطق كان المطر ينزل فيها وربما سار فى أنهار ليروى غيرها من البلاد التى لا ينزل فيها المطر. فنجد مثلا منابع النيل التى هى مناطق غزيرة المطر .. تأتى فيها سنوات جدب فلا يجد الناس الماء  ونجد بلاداً كالولايات المتحدة وبلاد أوربا يصيبها الجدب فى سنوات .. ولا يحدث هذا بشكل مستمر .. بل فى سنوات متباعدة .. لو أن هذا المطر ينزل بالأسباب وحدها ما وقع هذا الجدب في المناطق غزيرة المطر  ولكن الله يريد أن يلفتنا إلى طلاقة قدرته وإلى أن الماء الذى ينزل من السماء ليس خاضعاً للأسباب وحدها .. ولكن الذى يحكمه هو طلاقة قدرة الله .. حتى لا نعتقد أننا أخذنا الدنيا وملكناها بالأسباب  ولكى نعرف أن هناك طلاقة لقدرة الله سبحانه وتعالى هى التى تعطى وتمنع .. وأنه جل جلاله فوق الأسباب وهو سبحانه .المسبب يغير ويبدل كما يشاء

فإذا جئنا إلى الزرع .. ذلك الذى فيه عمل للإنسان نجد مظاهر طلاقة القدرة .. فالإنسان يزرع الزرع والله يعطيه كل الأسباب.. الماء موجود والكيماويات متوافرة .. والأرض جيدة .. ثم بعد ذلك تأتى آفة لا يعرف أحد عنها شيئاً ، ولا يحسب حسابها ، فتقضى على هذا الزرع تماماً .. وفى ذلك يقول الحق سبحانه وتعالىالآية 42 من سورة الكهف

وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا 42

ونحن نعرف أن الآفات تصيب كل مكان فى الأرض لا يعلو عليها علم مهما بلغ .. وهكذا حتى نعرف أن الأرض لا تعطينا الثمر بالأسباب وحدها ، ولكن بقدرة الله سبحانه وتعالى التى هى فوق الأسباب لكيلا نعبد الأسباب وننسى المسبب وهو الله سبحانه وتعالى

فإذا انتقلنا إلى الحيوان نجد طلاقة القدرة واضحة .. فهناك من الحيوان ما تزيد قوته على الإنسان مرات ومرات .. ولكن الله سبحانه وتعالى قد أخضعه وذللـه للأنسان .. فتجد الصبى الصغير يقود الجمل أو الحصان ويضربه .. والجمل  يستطيع بضربة قدم واحدة أن يقضى على هذا الطفل ولكنه لا يفعل شيئاً ويمضى ذليلا مطيعاً ولا يرد على الإيذاء رغم قدرته على ذلك .. ونجد الكلب مثلا يحرس صاحبه ويدافع عنه لأن الله ذللـه له

فإذا جئنا إلى الذئب أو الثعلب من نفس فصيلة الكلب نجده يفترس الإنسان ويقتله .. ولو أن هذا التذليل للحيوان بقدرة الإنسان لاستطاع كما ذلك الجمل والبقرة والكلب أن يذلل الذئب والثعلب وغيرها من الحيوانات .. ولكن الله يريد أن يلفتنا إلى أن هذا التذليل بقدرته سبحانه وتعالى .. إن الثعبان الصغير وهو حشرة ضئيلة الحجم يقتل الإنسان .. دون أن يستطيع أن يذللـه .. وهذه علامة من علامات طلاقة القدرة فى الكون .. ليلفتنا الحق سبحانه وتعالى إلى أن كل شئ بقدرته ومنه  وليس بالأسباب وليس بقدرة الإنسان .. بل إن الله تبارك وتعالى هو الذى خلق وهو الذى جعل هذا فى خدمة الإنسان .. وهذا يمكن أن يؤذى الإنسان .. وجعل موازين القوة والخاقة تختل .. حتى لا يقال إن هذا الحيوان قوى بحجمه أو بالقوة التى خلقت له .. بل جعل أضعف الأشياء يمكن أن يكون قاتلا للبشر

أعلى

الجماد والحياة

..ثم نأتى إلى الجماد .. الأرض من طبيعتها ثبات قشرتها حتى يستطيع الناس أن يعيشوا عليها ، ويبينوا مساكنهم ، ويمارسوا حياتهم

..ولو أن قشرة الأرض لم تكن ثابتة لاستحالت الحياة عليها ، ولاستحالت عمارتها .. والله سبحانه وتعالى يريد منا عمارة الأرض

..ولذلك جعل قشرتها ثابتة صلبة .. ولكن في بعض الأحيان تتحول هذه القشرة الثابتة إلى عدم ثبات .. فتنفجر البراكين ملقية بالحمم

وتحدث الزلازل التى تدمر كل ما على المكان الذي تقع فيه .. ويتقدم العلم ويكشف الله بعضا من علمه لبعض خلقه ما يشاء .. ولكن يبقى الإنسان عاجزاً عن أن يتنبأ بالزلازل فى أكثر بلاد الدنيا تقدماً ليفاجئ أهلها دون أن يشعروا بقرب وقوعه .. بل إنه من طلاقة قدرة الله أنه أعطى بعض الحيوانات .. التى ليس لها عقول تفكر ، ولا علم ولا حضارة .. أعطاها غريزة الإحساس بقرب وقوع الزلزال  ولذلك فهى تسارع بمغادرة المكان أو يحدث لها هياج .. إن كانت محبوسة فى أقفاص أو حضائر مغلقة .. وذلك ليلفتنا الله سبحانه وتعالى إلى أن العلم يأتى منه سبحانه ولا يحصل عليه الإنسان بقدرته .. فيعطى سبحانه من لا قدرة له على الفكر والكشف العلمى مالا يعطيه لذلك الذى ميزه بالعقل والعلم

لماذا ؟ لنعلم أن كل شئ من الله فلا نعبد قدراتنا .. ولا نقول : انتهى عصر الدين والإيمان وبدأ عصر العلم .. بل نلتفت إلى أن الله .يعطى لمن هم دوننا فى الخلق علماً لا نحن اليه .. فنعرف أن كل شئ بقدرته وحده سبحانه وتعالى

ومظاهر طلاقة قدرة الله فى كونه كثيرة .. فهو وحده الذى ينصر الضعيف على القوى ، وينتقم للمظلوم من الظالم .. وكل ما فى الكون خاضع لطلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى .. على أن طلاقة القدرة فى تغيير ما هو ثابت من قوانين الكون إنما يأتى عند نهاية الحياة على ..الأرض .. حينئذ يغير الله القوانين كلها ويحدث الدمار وتنتهى الحياة

:وذلك مصدقاً لقوله تعالىالآية من 1 - 5 من سورة الانفطار

إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ 1 وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ 2 وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ 3 وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ 4 عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ 5

.وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم .. تنبئنا بما سيحدث عندما تقوم القيامة

إذن الذين يقولون : إن عظمة الله سبحانه وتعالى فى خلقه هى الثبات والدقة التى لا تتأثر بالزمن  والتى تبقى ملايين السنين دون أن تختل ولو ثانية واحدة ، نقول لهم : هذه موجودة وانظروا إلى القوانين الكونية ودقتها وكيف أنها لم تتأثر بالزمن.. والذين يقولون : إن عظمة الحق سبحانه وتعالى فى طلاقة قدرته فى كونه.. وألا تكون الأسباب مقيدة لقدرة الخالق والمسبب .. نقول لهم  انظروا فى الكون وحولكم مظاهر طلاقة القدرة .. وليست هذه المظاهر مختفية أو مستورة .. بل هى ظاهرة أمامنا جميعاً وليست فى أحداث بعيدة عن حياتنا .. بل هى تحدث لنا كل يوم

وإذا صاح إنسان من قلبه : (ربنا كبير) .. أو (ربنا موجود) .. أو (ربنا يمهل ولا يهمل).. فمعنى ذلك أنه رأى طلاقة قدرة الله ، تنصف مظلوماً أوأنتقم من ظالم .. أو تنصر ضعيفاً على قوى .. أو تأخذ قوياً وهو محاط بكل قوته النووية

فالإنسان لا يتذكر قدرة الله عندما يرى الكون أمامه يمضى بالأسباب  ذلك أن هذا شئ عادى لا يوجب التعجب .. فانتصار القوى على الضغيف لا يثير فى النفس اندهاشاً .. والأجر المعقول للعمل شئ عادى .. والأحداث بالأسباب هو ما يعيشه الناس .. ولكننا نتذر قدرة الله إذا اختلت الأسباب أمامنا  وجاء المسبب ليعطينا ما لا يتفق مع الأسباب ولا مع قواينها

:فى هذا الفصل استعرضنا بعض أسباب الوجود التى تثبت قضية الإيمان بالدليل العقلي  ولكن الله سبحانه وتعالى يقول

من الآية 21 من سورة الذاريات

 وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ 21

على أن بعض الأنسان ينظر إلى نفسه فلا يرى شيئاً .. فما معنى هذه الآية الكريمة؟

.هذا هو موضوع الفصل القادم

أعلى