البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الأدلـــة المــادية على وجود الله سبحانه وتعالى

لفضيلـة الشيخ المرحـوم محمد متولـي الشعراوي طيب الله ثراه


الأدلة المادية

الكون ملئ بآيات العلم التى تدل على وجود الله - وليس معنى ذلك أننا نستبدل على صحة القرآن بالعلم - بل إن القرآن هو المهيمن والمسيطر وهو الحق .. وما العلم إلا كاشف لقدرة الله فى الكون .. فما جاء به القرآن نحن نؤمن به إيمانا غيبيا لا يرقى إليه أى شك .ولا نريد عليه دليلا .. لأن دليلنا ويقيننا أن الله هو الذى قال .. ولكننا نكتب هذا الكتاب لنرد على غير المؤمنين

ولذلك فنحن نأتى بالحجة والدليل المادى مالا يستطيعون أن يردوا عليه ونحن لانقدر أن نحيط بكل آيات الله فى الكون .. ذلك أن آيات .الله أكبر من أن يحيط بها بشر مهما كانت قدرته وعلمه

وفى جولة تشمل الكون المحيط بنا وحسب قدراتنا البشرية .. سنثبت أن لله آيات ومعجزات ذكرت فى القرآن الكريم .. واعترف غير ..المؤمنين أنه لا يمكن أن يكون منزل هذه الآيات إلا الله سبحانه وتعالى .. ولذلك فإننا سنجوب الكون لنعطى مثلا واحدا من عدة أماكن

..ففى خلق الإنسان آيات .. وفى الجبال آيات .. وإذا صعدنا إلى السماء وجدنا آيات .. وإذا نزلنا إلى باطن الأرض كانت هناك آيات

وإذا غصنا فى أعماق البحار كانت هناك آيات .. كل هذا موجود .. نحن سنعطى لمحات .. لأننا إذا أردنا أن نحيط بكل شئ فنحن .نحتاج إلى مجلدات كثيرة

وكما قلت فإن أى تصادم بين القرآن والعلم لا يمكن إلا أن تكون النظرية العلمية خاطئة .. أو يكون فهمنا للقرآن غير سليم .. وقد تحدثنا .عن ذلك فى الفصل السابق

:الله سبحانه وتعالى قال فى كتابه الكريم

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ 53

الآية 53 من سورة فصلت

(ومعنى سنريهم .. أى سيرون رؤية عين .. ورؤية يقين .. ومعنى قوله تعالى : (حتى يتبين لهم أنه الحق

هو ان الذين سيرون غير مؤمنين .. وإلا لو كانوا مؤمنين لعرفوا أنه الحق .. ولما احتاجوا إلى هذا الدليل المادى .. ولذلك فإن عددا من غير المؤمنين سيكشف الله لهم عن آياته فى الكون .. فلا يستطيعون أن ينكروا أنها من عند الله .. ولا يستطيعون أن يتكبروا ويقولوا ..أن هذا من عند أى بشر .. ولا يستطيعون أن يدعوا أنها المصادفة .. ولا يمكنهم إلا أن يعترفوا ولكنهم لا يؤمنون

ولقد اخترنا فى هذا الفصل أقوال عدد من العلماء الغربيين .. كلهم قبل أن يبدأوا الحديث قالوا  إننا علماء لا نصدق إلا ما نرى .. ولا نتعامل إلا مع الأشياء المادية البحتة . ولقد تجنبت الحديث عما قاله علماء مسلمون ولهم كشوفهم العلمية .. وبعضهم يعيش فى الغرب وله مكانته العلمية  ذلك أن الإنسان المؤمن مندفع بحماس الإيمان إلى أن يصل إلى نتائج .. لأنه يجب أن يظهر إعجاز القرآن وفيه حماس غيره يؤمنون .. ولذلك استبعدت كل ما قالوه .. وأخذت من أقوال الذين بدأوا جدلهم بأنه لا علاقة بين العلم والدين .. بل ادعوا .أنهما نقيضان لا يلتقيان

فلعلم يتحدث عن أشياء واقعية ترى وتشاهد .. والدين يتحدث عن أشياء غيبية بها الناس .. وكان هذا فى رأيهم هو نقطة عدم الالتقاء ولكننا نقول لهم : انه لا إلزام عليكم فأنتم غير مؤمنين  تستطيعون أن تقولوا إن ما جاء فى القرآن يختلف مع العلم ، ذلك أنه لا حرج عليكم فيما تقولون  وأنتم لن تخالفوا ضمائركم .. ونحن على يقين من أن الله سبحانه وتعالى هو خالق الكون .. وأن القرآن الكريم هو .كلام الله .. وإذا تكلم الخالق عن كونه فهو أعلم منا جميعا

أعلى

معجزة الجنين أذهلت العالم

إذا أردنا أن نبدأ بمعجزة الجنين وما ذكر عنها فى القراآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا .. وما كشفه العلم يقينا وصوره :وعرض علينا صوره .. إن علم الأجنة لم يعرفه العالم بشكل واضح إلا فى القرن العشرين .. ففى القرن السابع عشر كان العلم يقول

الإنسان يخلق خلقا كاملا فى الحيوان المنوى للرجل على صورته الإنسانية .. أى أنك إذا أخذت الحيوان المنوى واستطعت أن تكبره .وجدت فيه الإنسان بكل تفاصيله مخلقا خلقا كاملا .. أى أن الإنسان لا يخلق على أطوار فى بطن أمه بل يخلق مرة واحدة

ولكن فى القرن الثامن عشر تغيرت الصورة عندما اكتشفوا بويضة المرأة وركز العلم على دور المرأة فى الحمل وأهملوا دور الرجل.. وقالوا : إن بويضة المرأة هى التى فيها الإنسان الكامل لأنها الأكبر .. وأن نطفة الرجل هى مجرد عملية تلقيح فقط لاغير ..وظل هذا الرأى سائدا حتى القرن العشرين .. وجاء العلم الحديث ليغير الصورة تماماً .. ويعطينا صورة جديدة للجنين فى بطن أمه

.ويأتى بصور تثبت ذلك .. حتى إن العملية أصبحت أمرا يقيناً لأنه يمكن تصوير الجنين وهو يتطور وينمو فى بطن أمه

وكان للقرآن الكريم فى هذا كلمة .. ذلك القرآن جاء بوصف دقيق لأطوار الجنين منذ أربعة عشر قرنا  يوم أن كانت الدنيا كلها بكل .من فيها وما فيها لا تعرف شيئا عما فى بطن الأم .. وذكر القرآن لهذه الآيات لا يمكن أن يأتى إلا إذا كان هذا القرآن منزلا من عند الله

..ومحمد النبى الأمى صلى الله عليه وسلم لم يكن يملك من العلم البشري شيئا .. وحتى لو كان يملك فلم يكن علم البشر يعرف شيئـا

وكما قلت فإن المخاطرة بذكر شئ علمى فى القرآن لا يمكن أن يقدم عليها بشر .. لماذا ؟ .. لأن القرآن هو كلام الله الذى لا يتغير ولا يتبدل والمتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة .. فكيف يكون موقف الدين .. وموقف المسلمين إذا ذكر فى القرآن شئ يمس العلم البشري .. ثم جاءت الأبحاث وتقدمت العلوم واكتشفت أن هذا غير صحيح ؟ .. كانت ستضيع قضية الدين كله .. وما الذى يجعل محمد صلى الله .عليه يخوض فى هذه الأشياء التى كانت البشرية كلها تجهلها .. فيتطوع بإعطاء أعداء الدين ما يهدمونه به

أعلى

خلق الجنين فى القرآن

:ماذا قال القرآن الكريم عن أطوار الجنين ؟ .. قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ 12 ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ 13 ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ 14

الآيات من 12 - 14 من سورة المؤمنون

فإذا بدأنا بهذه الآية تفصيلا .. فهى تذكر أولا أن خلق الإنسان من طين .. ومعنى ذلك أنها حددت المادة التى خلق منها الإنسان وهى الطين والطين موجود فى كل مكان فى الأرض .. والعلماء أخذوا الطين وحللوه .. فوجدوه يتكون من ثمانية عشر عنصرا .. منها الحديد والبوتاسيوم والمغنسيوم وغير ذلك من المواد .. ثم درسوا جسم الإنسان فوجدوه يتكون من نفس هذه المواد .. وهى الثمانية عشر عنصرا التى يتكون منها الطين . وهكذا جاءت الحقيقة الأولى .. حقيقة مشاهدة معملية لا تخضع للجدل .. ثم بدأ القرآن فى :وصف خلق الإنسان فى بطن أمه . فتقول الآية الكريمة

ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة

والقرار المكين هو رحم الأم .. ثم تأتى مسألة العلقة . ونترك الحديث للبروفيسور الكندى كيث ل  مور .. وهو من أشهر علماء العالم فى علم الأجنة .. ورئيس قسم التشريح والأجنة بجامعة تورنتو بكندا .. ورئيس الا تحاد الكندى الأمريكى لعلماء الأجنة . وله عدة كتب مترجمة إلى ثمانى لغات  وهو الحائز على الجائزة الأولى فى العالم عن كتابه علم الأجنة .. هذه الجائزة التى تعطى لأحسن الكتاب ..تأليفا

قال الدكتور كيث ل . مور : إن الجنين عندما يبدأ فى النمو فى بطن أمه يكون شكله يشبه العلقة أو الدودة .. وعرض صورة بالأشعة لبداية خلق الجنين ومعها صورة للعلقة عند العرب معناها الدم المتجمد .. ذهل .. وقال إن ما ذكر فى القرآن ليس وصفا دقيقا فقط لشكل الجنين الخارجى .. ولكنه وصف دقيق لتكوينه .. ذلك أنه فى مرحلة العلقة تكون الدماء محبوسة فى العروق الدقيقة فى شكل .الدم المتجمد

(فإذا جئنا إلى المرحلة الثانية فى قوله تعالى : (فخلقنا العلقة مضغة

نعلم أن القرآن الكريم جاء بالوصف الدقيق .. فعندما عرضت صورة الأشعة المأخوذة للجنين وهو فى مرحلة المضغة .. وصورة قطعة من الصلصال أو اللبان الممضوغ .. وجد الشكل واحدا .. ثم أظهرت صورة الأشعة التى التقطت للجنين فى مرحلة المضغة وأن فيها تجويفات تشبه علامات الأنسان .. بل إن الله سبحانه وتعالى قد تجاوز مرحلة الشكل الخارجى إلى التكوين الداخلى .. فقال جل جلاله

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ

 الآية 5 من سورة الحج

وعندما جئ بالمضغة الآدمية من بطن الأم وطولها سنتيمتر واحد .. وتم تشريحها تحت الميكرسكوب الالكترونى .. وجد أن بعض أجهزة الجنين بدأت تتخلق وبعضها لم يتخلق ، ولو أن القرآن الكريم قال مضغة مخلقة .. لكان ذلك لا ينطبق على حقيقة التكوين.. لأن .فيها أجزاء غير مخلقة

أعلى

دقة التعبير القرآنى

ولو قال القرآن الكريم مضغة غير مخلقة .. لكان ذلك لا يطابق حقيقة التكوين لأن فيها أجزاء مخلقة .. ولكن الوصف الدقيق الوحيد .(الذى ينطبق على المضغة هو قوله تعالى : (مضغة مخلقة وغير مخلقة

ولقد عرض العالم الكندى كل أطوار الجنين فى بطن أمه .. والتى التقطت بأحدث الأجهزة العلمية ، فإذا هى تنطبق تماما على كل ما .ذكر فى القرآن الكريم . من مراحل تكوين العظام واللحم إلى غير ذلك

..ولما قيل للدكتور كيث ل. مور : هل كان من الممكن أن يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه التفصيلات عن أطوار الجنين ؟

قال : مستحيل إن العالم كله فى ذلك الوقت لم يكن يعرف أن الجنين يخلق أطوار .. فما بالكم بتحديد مراحل هذه الأطوار التى لم يستطع العلم حتى الأن أن يحددها بهذه السهولة والدقة .. بل إن العلم لم يستطع حتى الآن تسمية أطوار الجنين ، بل أعطاها أرقاما بشكل معقد غير مفهوم .. فى حين جاءت فى القرآن بأسماء محددة وبسيطة وغاية فى الدقة يتضح لى أن هذه الأدلة حتما جاءت لمحمد من عند الله .. وهذا يثبت لى أن محمدا رسول الله .. فقيل له : بعد أن قلت ما قلت .. أفلا تسلم ؟ .. فقال إنه مستعد أن يضع فى .الطبعات القادمة من كتبه إشارة إلى ما علمت

ولقد قرئ معنى الآيات التى جاءت فى القرآن الكريم على أكبر علماء الأجنة فى العالم .. فلم يجرؤ واحد منهم أن يدعى أن هناك .تصادما بين ما جاء فى القرآن الكريم وأحدث ما وصل إليه العلم

أعلى

النطفة .. والوراثة

ولكن أحدهم أثار أن الوراثة أو البرنامج الوراثى للإنسان يوجد فى نطفة الرجل .. ويتحدد فيها تفاصيل الإنسان الذى سيولد أذكر أم أنثى .. ما هو لون العينين ولن الجلد ولون الشعر إلى آخره  أى أن الإنسان تكون صفات خلقه موجودة فى شفرة خاصة فى نطفة الرجل .. فلما قرئت عليه الآيات الكريمة

 قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ 17 مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ 18 مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ 19

الآيات 17 و18 و19 من سورة عبس

.قال : لا يمكن أن يكون هذا إلا من عند الله

هذه الأبحاث كلها التى ذكرتها وشهادات العلماء مدونة ومسجلة بالصوت والصورة فى المؤتمرات المتعاقبة عن الإعجاز فى القرآن الكريم .. وهى مؤتمرات عقدت فى الدول الإسلامية المختلفة  ويستطيع كل من يريد أن يرجع إلى هذه الأشرطة ويشاهد هؤلاء العلماء وهم يتحدثون ويتكلمون  بل إن عالما منهم شهر إسلامه ، وشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أمام الحاضرين فى أحد هذه المؤتمرات وهو البروفيسور التايلاندى تاجاثات تاجاسن .. وهو من أكبر علماء العالم فى علم التشريح .. وذلك عندما كان يتحدث عن الأعصاب .. وكيف أنها موجودة تحت الجلد مباشرة .. بحيث إذا احترق الجلد انتهى الإحساس بالألم تماما .. والله سبحانه وتعالى يقول عن أهل النار

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا 56

الآية 56 من سورة النساء

ذلك أن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أن عذاب النار .. عذاب دائم ومستمر لا يخفف ولا يتوقف .. ولما كان فى علمه سبحانه وتعالى وهو الخالق .. أن الجلود إذا احترقت انتهى إحساس الإنسان بالألم .. نبهنا أن جلود أهل النار كلما احترقت بدلهم الله جلودا ..غيرها ليستمر شعورهم بالعذاب

أعلى

قدرة القرآن فى الحاضر والمستقبل

وعندما عرض معنى هذه الآيات على البروفيسور تاجاثات جاسن .. قال : أهذا الكلام قيل منذ أربعة عشر قرنا ؟ .. قالوا نعم .. قال إن هذه الحقيقة لم يعرفها العلم إلا حديثا .. ولا يمكن أن يكون قائلها بشرا .. بل هى من الله سبحانه وتعالى .. حان الوقت لأن أشهد أن لا .إله إلا الله وأن محمدا رسول الله

:ولنا أن نتأمل فى هذه الآية الكريمة

كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب

ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الله سبحانه وتعالى لم يلفتنا إلى أنه كلما احترقت جلود أهل النار بدلهم غيرها .. أكان من الممكن أن !نعرف كيف سيستمر عذاب أهل النار بلا توقف وأن احساسهم بالعذاب دائم؟

الحقيقة العلمية تقول : إن الأعصاب موجودة تحت الجلد .. فإذا احترق الجلد فلن يحس الإنسان بالألم .. وهذا ما بينه لنا القرآن الكريم عن كيفية استمرار العذاب .. كان الكفار العاصون سيقولون سنعذب فترة قصيرة حتى تحترق جلودنا .. ثم بعد ذلك لا نحس بأى عذاب أو ألم  ولكان هذا تشجيعا للإنسان على الاستهانة بعذاب الله فى الآخرة .. لأنه لن يستمر العذاب إلا لفترة قصيرة يحترق فيها الجلد وتموت تحته الأعصاب وينتهى العذاب .. لوجد هناك تصادم بين القرآن الكريم والحقائق العلمية .. فى أن الكفار سيخلدون فى عذاب جهنم .. وذلك فى قوله تعالى

إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ 74 لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ 75 

الآيتان 74 و75 من سورة الزخرف

ولا يفتر معناها لا يخفف .. فكيف يقول الله سبحانه وتعالى : إن أهل جهنم سيخلدون فى العذاب  وأنه لن يخفف عنهم .. مع أنهم إذا احترقت جلودهم فقدوا الإحساس بالعذاب والألم .. ومن الذى أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة العلمية حول الإحساس بالألم ..وهذا ما لم يعرفه البشر إلا حديثا .. ألا يكفى هذا كدليل مادى على أن القرآن الكريم من عند الله ؟ .. ألا يكفى هذا أيضا كدليل ..مادى .. على أن الذى خلق هو الذى قال ؟ .. وإذا كان هذا قد دفع عالما من أكبر علماء علم التشريح وهو العارف بأسرار هذا العلم

..أن يعلن إسلامه أمام الناس فى مؤتمر عام .. وقد بهره الإعجاز الإلهى ووجد بين يديه الدليل المادى على وجود الله فنطق بالشهادتين

ألا يكفى هذا ليؤمن العالم كله ويؤمن أهل الأرض جميعا ؟

أعلى

الأصل الواحد للكون

ونحن نكتفى بهذا الجزء بالنسبة للإنسان .. ذلك أننا نريد أن نتحدث عن آيات أخرى فى الكون بالنسبة لغير الإنسان .. بالنسبة للكون ..نفسه .. والأصل الواحد للكون

:يقول الله سبحانه وتعالى

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ 30  

الآية 30 من سورة الأنبياء

لقد عرض معنى هذه الآية فى مؤتمر الإعجاز القرآنى فى السعودية على الدكتور الفريد كرونر ، وهو من أشهر علماء العالم فى .الجيولوجيا .. وعندما قرأ المعنى أخذ يصيح : مستحيل .. مستحيل أن تكون هذه الحقائق قد ذكرت فى أى كتاب منذ أربعة عشر قرنا

إننا لم نصل إلى هذه الحقيقة العلمية إلا منذ سنوات .. وباستخدام وسائل علمية متقدمة جدا وبعد دراسات معقدة طويلة خاصة بعلم الطبيعة النووية .. والأصل الواحد للكون لا يمكن أن يكون قد توصل إليه بشر منذ ألف واربعمائة سنة .. ولكن الوسائل العلمية الحديثة .الآن فى وضع تستطيع أن تثبت ما قاله محمد منذ ألف وأربعمائة سنة

ولعلنا جميعا ما زلنا نذكر تجربة صعود الإنسان إلى القمر .. وكيف كان العلماء يحملون قبل إتمام هذه التجربة بالعناصر النادرة التى سيجدونها على سطح القمر .. وبالمواد التى سيحضرونها  وكيف أنه سيكون فيها مواد تشفى أمراضا لا يوجد لها دواء علـى الأرض.. ومواد إذا أضيفت لعناصر الأرض نتجت عنها عناصر جديدة لم تعرفها البشرية وأخذت أحلامهم تزداد عما سيضيفونه إلى .الكرة الأرضية من عناصر غير موجودة .. واشتد الخيال وامتلأت الرؤوس بالاحلام

أعلى

وجدوا على القمر لا إله إلا الله

ثم ماذا حدث ؟ .. صعد الإنسان إلى القمر ومشى فوق سطحه .. وجاء بعينات من الصخور التى على السطح . ومن الصخور الموجودة تحت السطح وعادوا بها إلى الأرض . وإذا بهم يكتشفون أن سطح القمر مكون من نفس عناصر سطح الأرض ، وأن .!صخور القمر فى تركيباتها هى نفس صخور الأرض وأنهما من أصل واحد

ألم يكن هذا كافيا كدليل مادى قوى لكى يؤمنوا ؟ .. ألم يكن إثبات نظرية الأصل الواحد للسموات والأرض .. الذى أخبرنا الله به سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم .. منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة دليلا كافيا على وجود الله .. وعلى أنه الخالق ؟ .. إن العالم الذى قال : إن الوسائل العلمية الحديثة الآن فى وضع تستطيع أن تثبت ما قاله محمد منذ ألف وأربعمائة سنة ، وهو البروفيسور ألفريد ..كرونر .. عالم مراوغ جدا .. حتى إنه كان يحاول أن يتهرب من الإجابة .. لكيلا يشهد بأن هذا العلم قد أنزل من الله سبحانه وتعالى

حتى أنه فى كل ما قاله كان يقول : ( إن ما قاله محمد ) فقالوا له : سنثبت لك أن محمد لم يكن ينطق إلا بوحى من الله .. وأنه فى عدد ..من الأحاديث النبوية إعجاز نرجو أن تفسره لنا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث رواه أبو هريرة وجاء فى البخارى ومسلم .. روى حديثا يقول فى جزء منه : ( لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ) .. أى مزارع وبساتين وأنهارا .. ولما سئل الدكتور كرونر هل كانت أرض العرب بساتين وأنهارا كما روى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم .. فقيل متى كان ذلك ؟ .. قال فى العصر الجليدى الأول الذى مر ..به العالم فى عصوره الأولى

وسئل كرونر من الذى أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة ؟ .. قال : ربما علم ذلك من الرومان الذين كانوا متقدمين فى هذه العلوم .. فسألوه هل تعود بلاد العرب بساتين وأنهارا مرة أخرى ؟ .. قال : نعم هذه حقيقة علمية .. قالوا كيف تقول على شئ سيقع فى المستقبل أنه حقيقة علمية  قال لأن العصر الجليدى الثانى بدأ .. ومن مقدماته ذلك الشتاء القارس والعواصف الثلجية التى بدأت تزحف على أوربا فى السنوات الأخيرة وكل شتاء سيأتى سيكون أقسى من الذى قبله ، فكتلة الجليد فى القطب الشمالى بدأت تزحف ببطء نحو الجنوب .. وهى فى كل عام تقترب .. ولكن ببطء جدا من المنطقة التى فيها بلاد العرب .. عندما يزداد هذا الاقتراب بعد .فترة طويلة من منطقة بلاد العرب ستعود بساتين وأنهارا

والعجيب أنه حدث أن غمرت الثلوج بعض أراضى السعودية لأول مرة منذ قرون طويلة .. وصلت درجة الحرارة فى بعض هذه .المناطق إلى عدة درجات تحت الصفر

..وعندما سئل الدكتور كرونر : هل الرومان هم الذين أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن بلاد العرب ستعود بساتين وأنهارا ؟

.قال : لا يمكن أن يحدث ذلك إلا بوحى من السماء

أعلى

إعجاز .. يتلوه إعجاز

(نعود إلى الآية الكريمة : ( أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حى أفلا يؤمنون

.فى هذه الآية أعطانا الله سرا من أسرار الحياة وهو الماء

ولقد أصبح هذا حقيقة علمية يعترف بها العالم أجمع .. فالصور الحديثة التى تلتقط بالأقمار الصناعية وسفن الفضاء والكواكب القريبة من الأرض .. يستطيع العلماء أن يتنبأوا إذا كان فى هذه الكواكب حياة أم لا رغم أن هذه الصور لا تأتى بالتفاصيل الدقيقة التى تبين إذا ..كانت هناك مخلوقات موجودة على سطح هذا الكوكب أم لا

ولكن مجرد علمهم بأن الصور لا تدل على وجود الماء على سطح الكواكب فإنهم يؤكدون أنه لا حياة فيه  فإذا كان هناك ما يشير إلى أن الماء موجود تحدثوا عن احتمالات الحياة .. وعملية وجود الماء هى من قدرة الله سبحانه وتعالى التى احتفظ بها لنفسه .. وهى عندنا فى الأرض تتم دون عمل من الإنسان .. بل هى عطاء من الله .. بخار الماء يصعد من المحيطات والبحار .. ويتكثف فى طبقات الجو العليا وينزل مطرا .. ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الواقعة

أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ 68 أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ 69 لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ 70

الآيات من 67 - 70 من سورة الواقعة

إذن الماء هو رزق من السماء بقدرة الله .. وكل من يدعى غير ذلك نطالبه أن ينشئ لنا نهرا صغيرا وسط الصحراء .. ويملأه بالماء إن كان يستطيع . ولن يستطيع .. ولكن اعتراف العلم ويقينه من أن وجود الماء معناه وجود الحياة .. لم يلفتهم إلى ما ذكره القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا .. وكان يجب أن يلتفتوا إلى هذا الإعجاز .. فيؤمنوا بالله خالقا وموجودا وإلها واحدا .. ولذلك يقول الحق جل جلاله  أفلا يؤمنون

أعلى

السماء والدخان وأصل الخلق

لقد قدم لهم الدليل المادى فى الأصل الواحد فى السموات والأرض .. ومن أن الماء هو سر الحياة .. فإن لم يؤمنوا ، حينئذ يكون عدم .إيمانهم مكابرة وعنادا .. ويكون عذابهم فى جهنم عدلا من الله .. الذى أعطاهم الدليل تلو الدليل .. ومع ذلك لا يؤمنون

وقبل أن نترك السماء وآياتها .. لابد أن نتحدث عن الإعجاز فى خلق السموات والأرض .. نحن ننظر إلى السماء ونرى أشياء وتغيب عنا أشياء مثلا عندما عرض معنى الآية الكريمة

 ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ 11

الآية 11 من سورة فصلت

قرأ البروفيسور يوشيدى كوزاى مدير مرصد طوكيو هذا الكلام وقال : إن العلم لم يصل إلا منذ فترة بسيطة جدا إلى أن السماء كانت دخانا وقد أصبح هذا شيئا مشهودا زمرئيا الآن . بعد إطلاق سفن الفضاء والأقمار الصناعية وعرض صور التقطت لنجم فى السماء وهو يتكون .. وقد بدا كتلة من الدخان فى وسطها تكون الجزء المضئ من النجم وحوله الدخان وتحيط بالدخان حافة حمراء دليل على ..ارتفاع درجة الحرارة

وقال : لقد كنا نعتقد منذ سنوات فقط أن السماء كانت ضبابا ولكننا عرفنا الآن بعد التقدم العلمى بأنها ليست ضبابا ولكنها دخان .. لأن الضباب خامد وبارد .. والدخان حار وفيه حركة .. وهذا يدل على أن السماء كانت دخانا .. وقال إننى متأثر جدا باكتشاف هذه الحقيقة .فى القرآن

أعلى

الحديد نزل من السماء

وإذا كنا نريد أن نمضى فى التفاصيل .. ليقتنع من لم يقتنع .. فإننا نستعرض بسرعة بعض ما قاله أشهر علماء العالم فى مؤتمرات الإعجاز العلمى للقرآن الكريم .. الدكتور استروخ وهو من أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء .. قال : لقد أجرينا أبحاثا كثيرة على معادن الأرض وأبحاثا معملية .. ولكن المعدن الوحيد الذى يحير العلماء هو الحديد .. قدرات الحديد لها تكوين مميز .. إن الالكترونات والنيترونات فى ذرة الحديد لكى تتحد فهى محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة فى مجموعتنا الشمسية .. ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض .. ولابد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها .. فلما ترجموا له معنى الآية الكريمة

من الآية 25 من سورة الحديد

لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ 25

.قال : ان هذا الكلام لا يمكن أن يكون من كلام بشر

فإذا تركنا السماء وأسرارها ونزلنا إلى أعماق البحار وجدنا شيئا عجيبا .. إن الصور الحديثة التى التقطت للبحار قد اثبتت أن بحار الدنيا ليست موحدة التكوين .. بل هى تختلف فى الحرارة والملوحة والكثافة ونسبة الاكسوجين .. وفى صورة التقطت بالأقمار الصناعية .. ظهر كل بحر بلون مختلف عن البحر الآخر .. فبعضها أزرق قاتم ، وبعضها أسود وبعضها أصفر .. وذلك بسبب اختلاف درجات الحرارة فى كل بحر عن الآخر .. وقد التقطت هذه الصورة بالخاصية الحرارية  وبالأقمار الصناعية ومن سفن الفضاء .. وظهر خط أبيض رفيع يفصل بين كل بحر وآخر .. فإذا قرأت الآية الكريمة

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ 19 بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ 20

الآيتان 19 و 20 من سورة الرحمن

نجد أن وسائل العلم الحديثة قد وصلت إلى تصوير البرزخ بين البحرين .. وبينت معنى {لايبغيان} .. بأن مياه أى بحر حين تدخل إلى البحر الآخر عن طريق البرزخ .. فإنها تأخذ وقت دخولها خصائص البحر الذى تدخل فيه .. فلا تبغى مياه بحر على مياه بحر آخر .فتغيرها

أعلى

موج .. من فوقه موج

ولقد تم الوصول إلى هذه الحقائق بعد إقامة مئات من المحطات البحرية .. والتقاط الصور بالأقمار الصناعية .. والذى قال هذا الكلام هو البروفيسور شرايدر ، وهو من أكبر علماء البحار بألمانيا الغربية .. كان يقول : إذا تقدم العلم فلابد أن يتراجع الدين .. لكنه عندما .سمع معانى آيات القرآن بهت وقال  إن هذا لا يمكن أن يكون كلام بشر

ويأتى البروفيسور دورجاروا أستاذ علم جيولوجيا البحار ليعطينا ما وصل إليه العلم فى قوله تعالى

 أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ 40  

الآية 40 من سورة النور

فيقول لقد كان الإنسان فى الماضى لا يستطيع أن يغوص بدون استخدام الآلآت أكثر من عشرين مترا .. ولكننا نغوص الآن فى أعماق ..البحار بواسطة المعدات الحديثة .. فنجد ظلاما شديدا على عمق مائتى متر

..(الآية الكريمة تقول  (بحر لجى) .. كما أعطتنا اكتشافات أعماق البحار صورة لمعنى قوله تعالى  (ظلمات بعضها فوق بعض

فالمعروف أن ألوان الطيف سبعة .. منها الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والبرتقالى إلى آخره  فإذا غصنا فى أعماق البحر .تختفى هذه الألوان واحدا بعد الآخر .. واختفاء كل لون يعطى ظلمة

فالأحمر يختفى أولا ثم البرتقالى ثم الأصفر .. وآخر الألوان اختفاء هو اللون الأزرق على عمق مائتى متر .. كل لون يختفى يعطى جزءا من الظلمة حتى تصل إلى الظلمة الكاملة .. أما قوله تعالى  (موج من فوقه موج) .. فقد ثبت علميا أن هناك فاصلا بين الجزء العميق من البحر والجزء العلوى  وأن هذا الفاصل ملئ بالأمواج .. فكأن هناك أمواجا على حافة الجزء العميق المظلم من البحر .وهذه لا نراها وهناك أمواج على سطح البحر وهذه نراها .. فكأنها موج من فوقه موج .. وهذه حقيقة علمية مؤكدة

.ولذلك قال البروفيسور دورجاروا عن هذه الآيات القرآنية  إن هذا لا يمكن أن يكون علما بشريا

أعلى

الجبال .. والأوتاد

وإذا كانت العلوم الحديثة أكدت أن للجبال جذورا عميقة فى الأرض .. وهو ما لم يكن معروفا .. ففى كل الخرائط الجغرافية تظهر الجبال بلا جذور ممتدة داخل الأرض .. ولكن الصور الأخيرة التى التقطت للجبال .. ظهر فيها أن لكل جبل وتدا يقويه يسميه العلماء جذرا .. وأن هذا الجذر يمتد إلى أعماق بعيدة .. وهكذا ظهر إعجاز الآية الكريمة

الآية 7 من سورة النبأ

أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا 6 وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا 7

:ثم جاءت حقيقة أخرى فى قوله تعالى

الم 1 غُلِبَتِ الرُّومُ 2 فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ 3

الآية 1 ومن الآية الثانية من سورة الروم

وقد فسرت أدنى على أساس أنها قريبة من أرض العرب .. فقد حدثت المعركة قرب بيت المقدس  وجاءت الخرائط الجيولوجية التى صورت أخيرا بالأقمار الصناعية .. لتثبت أن المنطقة التى دارت فيها المعركة هى أكثر الأماكن انخفاضا على سطح الأرض .. لأن .أدنى تعنى المكان المنخفض

لقد أوردنا عددا من الأبحاث التى تمت فى مؤتمرات الإعجاز العلمى للقرآن الكريم .. والتى شارك فيها عدد من أكبر علماء العالم فى مختلف فروع العلم من غير المؤمنين .. والذين شهدوا جميعا أن الآيات القرآنية التى قرئت عليهم معانيها .. لا يمكن أن تكون إلا من وحى إلهى .. ومن خالق لهذا الكون .. نقول للناس جميعا : يكفى ان كل ما قلنا كأدلة علمية على وجود الله .. كلها جاءت من أفواه ..الذين لا يؤمنون .. ورفضوا الإيمان حتى بعد أن سمعوا هذا الإعجاز القرآنى

إن كل ما أوردنا ليس مجال بحث ولكنه قائم على المشاهدة والرؤية .. وعلى صور عرضت وقدمت .. ولم يكن الذين قدموا هذه الصور يهمهم إثبات معجزات وآيات القرآن الكريم .. بل إن معظمهم كان يقول : إذا جاء العلم فليتراجع الدين .. وبعضهم عارض فى .أول الأمر فى الاشتراك فى حوار يدخل فيه الدين

وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد استخدم غير المؤمنين فى إثبات قضية الإيمان .. فلابد أن نعلم أن المؤمن والكافر .. كليهما يخدم قضية .الإيمان فى الكون

أعلى