الله يتحدى علماء الدنيا
إننا نريدهم - ونحن نتحدى علماء الدنيا كلها - أن يأتى عالم فيقول لنا إنه أوجد من عدم .. أو أنه خلق ذكراً وأنثى من أي شئ موجود في هذا الكون .. وما أكثر الموجودات في كون الله .. وهنا تأتى الحقيقة القرآنية تتحدى في قوله تعالىالآية
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ
فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن
يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ
الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ
وَالْمَطْلُوبُ 73
73 من سورة الحج
هذا هو التحدى الإلهى الذى سيبقى قائماً
حتى يوم القيامة .. فلن يستطيع علماء الدنيا ولو اجتمعوا أن يخلقوا ذبابة
ولقد وصل الإنسان إلى القمر ، وقد يصل إلى المريخ ، وقد يتجاوز ذلك ولكنه سيظل عاجزاً عن خلق ذبابة مهما كشف الله له من العلم.. فلن يعطيه القدرة على خلق ذبابة .. وهذا من إعجاز الله .. لأنه وحده الذى خلق كل شئ ، والعلم كاشف لقدرات الله فى الأرض، ولكنه ليس موجداً لشئ .. ولذلك يقول القرآن الكريم
ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ
شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
102
من الآية 102 من سورة الأنعام
بهذا نكون قد أثبتنا بالدليل العقلى أن الله خالق كل شئ فى الدنيا .. فإذا كان الله قد خلق من هم من دون الإنسان من نبات وجماد وحيوان فكيف بالإنسان بما له من إدراكات وعقل وفكر وتمييز سنتحدث عنه تفصيلا فى فصل قادم .. ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى
أَمْ خُلِقُوا
مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ
35
الآية 35 من سورة الطور
وإذا كان كل شئ فى هذا الكون من خلق الله سبحانه وتعالى .. فإن قوانين الكون أيضاً .. تلك القوانين التي يسير عليها الكون هى من ..وضع الله سبحانه وتعالى .. إلا ما شاء الله أن يجعل للإنسان فيه اختيارا .. فالقوانين التى يمضى عليها الكون هى من وضع الله
..والأسباب التى تتم بها الأشياء هى من وضع الله .. فالشمس والقمر والنجوم والأرض لا تتبع قوانين البشر .. بل تتبع القانون الإلهى
.والذى خلقها وضع لها القانون الأمثل لتؤدى مهمتها فى الكون
..فالشمس لها حركة كونية .. ولها تحرك آخر فى فلك خلقه الله لها .. وكذلك القمر ، وكذلك الأرض وكذلك الرياح وكذلك النجوم
:ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى
الرَّحْمَنُ 1 عَلَّمَ
الْقُرْآنَ 2 خَلَقَ الْإِنسَانَ
3 عَلَّمَهُ الْبَيَانَ
4 الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ
5 وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ
6 وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ
7
الآيات من 1 إلى 7 من سورة الرحمن
إذن الشمس والقمر والنجوم تتحرك بحساب دقيق فلا تتأخر الشمس عن موعد شروقها ثانية ولا تتقدم ثانية منذ ملايين السنين .. وكذلك القمر فى دورته الشهرية .. وكذلك النجوم فى حركتها
ثم يقول الحق سبحانه وتعالى
لَا
الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ
سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ
يَسْبَحُونَ 40
الآية 40 من سورة يس
أى أن كل هذه الأجرام لها فلك معين أو مسار معين تمضى فيه بإذن الله .. ولا تستطيع البشرية كلها أن تؤخر شروق الشمس ثانية ، أو أن تقدمها ثانية .. أو أن توقف دوران الأرض أو تسرع بها أو تبطئ إلى غير ذلك
.إذن فثبات قوانين الكون دليل على دقة الخالق وإبداعه وعظمته وقدرته .. وهذا مالا يستطيع أحد أن ينكره
أعلى
|