الأدلة المادية
الكون ملئ بآيات العلم التى تدل على وجود الله - وليس معنى ذلك أننا نستبدل على صحة القرآن بالعلم - بل إن القرآن هو المهيمن والمسيطر وهو الحق .. وما العلم إلا كاشف لقدرة الله فى الكون .. فما جاء به القرآن نحن نؤمن به إيمانا غيبيا لا يرقى إليه أى شك .ولا نريد عليه دليلا .. لأن دليلنا ويقيننا أن الله هو الذى قال .. ولكننا نكتب هذا الكتاب لنرد على غير المؤمنين
ولذلك فنحن نأتى بالحجة والدليل المادى مالا يستطيعون أن يردوا عليه ونحن لانقدر أن نحيط بكل آيات الله فى الكون .. ذلك أن آيات .الله أكبر من أن يحيط بها بشر مهما كانت قدرته وعلمه
وفى جولة تشمل الكون المحيط بنا وحسب قدراتنا البشرية .. سنثبت أن لله آيات ومعجزات ذكرت فى القرآن الكريم .. واعترف غير ..المؤمنين أنه لا يمكن أن يكون منزل هذه الآيات إلا الله سبحانه وتعالى .. ولذلك فإننا سنجوب الكون لنعطى مثلا واحدا من عدة أماكن
..ففى خلق الإنسان آيات .. وفى الجبال آيات .. وإذا صعدنا إلى السماء وجدنا آيات .. وإذا نزلنا إلى باطن الأرض كانت هناك آيات
وإذا غصنا فى أعماق البحار كانت هناك آيات .. كل هذا موجود .. نحن سنعطى لمحات .. لأننا إذا أردنا أن نحيط بكل شئ فنحن .نحتاج إلى مجلدات كثيرة
وكما قلت فإن أى تصادم بين القرآن والعلم لا يمكن إلا أن تكون النظرية العلمية خاطئة .. أو يكون فهمنا للقرآن غير سليم .. وقد تحدثنا .عن ذلك فى الفصل السابق
:الله سبحانه وتعالى قال فى كتابه الكريم
سَنُرِيهِمْ
آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ
لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
53
الآية 53 من سورة فصلت
(ومعنى سنريهم .. أى سيرون رؤية عين .. ورؤية يقين .. ومعنى قوله تعالى : (حتى يتبين لهم أنه الحق
هو ان الذين سيرون غير مؤمنين .. وإلا لو كانوا مؤمنين لعرفوا أنه الحق .. ولما احتاجوا إلى هذا الدليل المادى .. ولذلك فإن عددا من غير المؤمنين سيكشف الله لهم عن آياته فى الكون .. فلا يستطيعون أن ينكروا أنها من عند الله .. ولا يستطيعون أن يتكبروا ويقولوا ..أن هذا من عند أى بشر .. ولا يستطيعون أن يدعوا أنها المصادفة .. ولا يمكنهم إلا أن يعترفوا ولكنهم لا يؤمنون
ولقد اخترنا فى هذا الفصل أقوال عدد من العلماء الغربيين .. كلهم قبل أن يبدأوا الحديث قالوا
إننا علماء لا نصدق إلا ما نرى .. ولا نتعامل إلا مع الأشياء المادية البحتة . ولقد تجنبت الحديث عما قاله علماء مسلمون ولهم كشوفهم العلمية .. وبعضهم يعيش فى الغرب وله مكانته العلمية
ذلك أن الإنسان المؤمن مندفع بحماس الإيمان إلى أن يصل إلى نتائج .. لأنه يجب أن يظهر إعجاز القرآن وفيه حماس غيره يؤمنون .. ولذلك استبعدت كل ما قالوه .. وأخذت من أقوال الذين بدأوا جدلهم بأنه لا علاقة بين العلم والدين .. بل ادعوا .أنهما نقيضان لا يلتقيان
فلعلم يتحدث عن أشياء واقعية ترى وتشاهد .. والدين يتحدث عن أشياء غيبية بها الناس .. وكان هذا فى رأيهم هو نقطة عدم الالتقاء ولكننا نقول لهم : انه لا إلزام عليكم فأنتم غير مؤمنين
تستطيعون أن تقولوا إن ما جاء فى القرآن يختلف مع العلم ، ذلك أنه لا حرج عليكم فيما تقولون
وأنتم لن تخالفوا ضمائركم .. ونحن على يقين من أن الله سبحانه وتعالى هو خالق الكون .. وأن القرآن الكريم هو .كلام الله .. وإذا تكلم الخالق عن كونه فهو أعلم منا جميعا
أعلى