الفعل .. والمشيئة
فإذا كان هذا هو الشأن فى الجسد البشري .. فآمن بالله الذى هو يملك كل خيوطك فإذا كنت لا تؤمن بجنته ولا تريد ثوابه .. فاخش .عقابه . وإذا كنت لا تؤمن بالآخرة فاخش عقابه فى الدنيا .. فهو الذى يملك كل خيوط حياتك ويستطيع أن يفعل بك ما يشاء
..على أن الله سبحانه وتعالى له لفتات أخرى .. يلفتنا لقدرته وعظمته ووجوده .. إذا كنت تتأبى على الإيمان بالله وتقول أنا سيد نفسى
فإذا جاءك قدر الله بالمرض فامنعه عن نفسك . وقل لن امرض .. وإذا جاءك قدر الله بالموت فامنعه عن نفسك ، وقل لن أموت وإذا .جاءك قدر الله فى مكروه كأن تصاب فى حادث .. أو ان تسقط من مكان فتتهشم عظامك فقل لن أسقط
هذا هو قهر القدرة الذى لا تستطيع أن تقف أمامه .. وتقول سأفعل ولا أفعل .. لأن الله لم يعطك الاختيار فى أن تفعل أو لا تفعل فى الأقدار التى تقع عليك .. فقدر الله عليك ينفذ رغم إرادتك
وأنت خاضع لقدر الله سواء رضيت أو لم ترض .. ففى الكون أحداث تقع .لا تملك فيها اختياراً
بعض الناس يجادل فى هذا ، ويقول : إن الإنسان القوى يستطيع أن يصنع قدره .. نقول إن القرآن الكريم قد رد على هؤلاء فى قول :الحق سبحانه وتعالىالآية
قُلِ
اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء
وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ
مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
26
26 من سورة آل عمران
:ولابد أن نلتفت إلى قول الحق سبحانه وتعالى
وتنزع الملك ممن تشاء
..اى انه لا يوجد إنسان يتخلى عن الملك أو عن المنصب والجاه بإرادته بل لابد أن ينزع منه انتزاعاً ولذلك تأتى الثورات والانقلابات
لتنزع الملك من أولئك الذين اعتقدوا أنهم ملكوا الدنيا .. وأنهم قادرون على أن يفعلوا ما يشاءون بمجرد كلمة أو امر او إشارة .. فيأتى الله سبحانه وتعالى لينزع منهم هذا رغماً عنهم .. فتجد الواحد منهم الذى كان يحتمى به الناس عاجزاً عن أن يحمى نفسه .. يهرب من .مكان إلى آخر .. وتجده وهو المعتز بالدنيا يتمنى لو أخذ الناس كل ما يملك ، وأبقوا على حياته
إن هذا يحدث ليلفتنا الحق جل جلاله غلى انه لا احد يأخذ الملك أو المركز العالى بإرادته وتخطيطه
وإنما هى أقدار يجريها الله على خلقه .. فإذا أتى أمر اله نزع منه كل شئ .. ولو كان الأمر بذاته لما استطاع أحد ان ينزع منه .. ولا يوجد إنسان فى هذا الكون يستطيع ان يدعى انه فى منعة من قدر الله .. فإذا كانت هذه هى الحقيقة فهى الدليل المادى على ان الإنسان تحكمه قدرة خالقه .. وأنه .لا يستطيع لنفسه نفعاً ولا ضرا إلا ما شاء الله
:فإذا انتقلنا بعد ذلك إلى فعل الإنسان وعمله الدنيوى .. تجد بعض الناس يقول : إننى سأفعل كذا وكذا .. وسأقوم بتنفيذ كذا .. نقول له
..إنك اعجز أن تفعل إلا ان يشاء الله .. فالفعل محتاج إلى زمان .. ومحتاج إلى مكان .. ومحتاج إلى فاعل ، ومحتاج إلى مفعول به
وأنت لا تملك شيئاً من هذا كله .. فإذا جئنا إلى الفاعل فأنت لا تملك حتى اللحظة التى تعيش فيها .. ولا تضمن أن يمتد بك العمر ثانية واحدة .. حتى ولو كانت كل الشواهد الصحية تدل على ذلك .. ألا يوجد من لا يشكو من شئ ، ثم يسقط فجأ ميتاً ويقال جاءته جلطة !فى المخ .. أو سكته قلبية .. أو أصيب بهبوط حاد فى الدورة الدموي ؟
:هذه كلها أسباب .. ولكن السبب الحقيقي هو أن الأجل قد انتهى .. مصدقاً لقوله تعالى
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ
فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ
يَسْتَقْدِمُونَ
34
الآية 34 من سورة الأعراف
.إذن ساعة أن صدر الأمر من المسبب وهو الله جل جلاله انتهى العمر
أعلى