معنى .. كروية الأرض
وهكذا نرى الإعجاز القرآنى .. فالقائل هو الله .. والخالق هو الله .. والمتكلم هو الله .. فجاء فى جزء من آية قرآنية ليخبرنا إن الأرض كروية وأنها تدور حول نفسها .. ولا ينسجم معنى هذه الآية الكريمة إلا بهاتين الحقيقتين معاً .. هل يوجد أكثر من ذلك دليل مادى على أن الله هو خالق هذا الكون؟
:ثم يأتى الحق سبحانه وتعالى ليؤكد المعنى فى هذه الحقيقة الكونية لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يُرى خلقه آياته فيقول
خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى
النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ
الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ
الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ 5
الآية 5 من سورة الزمر
وهكذا يصف الحق سبحانه وتعالى بأن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير .. وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض مهاً فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير .. إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية
بحيث يكون نصف الكرة مظلماً والنصف الآخر مضيئاً وهذه .حقيقة قرآنية أخرى تذكرنا لأنا أن نصف الأرض يكون مضيئاً والنصف الآخر مظلماً
فلو أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض غير متساويين فى المساحة .. بحيث كان أحدهما يبدو شريطاً رفيعاً .. فى حين يغطى الآخر معظم المساحة ، ما كان الاثنان معاً على هيئة كرة .. لأن الشؤيط الرفيع فى هذه الحالة سيكون فى شكل مستطيل أو مثلث أو مربع .. أو أى شكل هندسى آخر حسب المساحة التى يحتلها فوق سطح الأرض .. وكان من الممكن أن يكون الوضع كذلك باختلاف .(مساحة الليل والنهار .. ولكن قوله تعالى : (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل
دليل على أن نصف الكرة الأرضية يكون ليلا والنصف الآخر نهاراً .. وعندما تقدم العلم وصعد الإنسان إلى الفضاء ورأى الأرض .وصورها .. وجدنا فعلا أن نصفها مضئ ونصفها مظلم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى
:فإذا أردنا دليلا آخر على دوران الأرض حول نفسها لابد أن نلتفت إلى الآية الكريمة فى قوله تعالى
الآية 88 من سورة النمل
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا
جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي
أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ
88
.(عندما نقرأ هذه الآية ونحن نرى أمامنا الجبال ثابتة جامدة لا تتحرك نتعجب .. لأن الله سبحانه وتعالى يقول : (تحسبها جامدة
ومعنى ذلك أن رؤيتنا للجبال ليست رؤية يقينيه .. ولكن هناك شيئاً خلقه الله سبحانه وتعالى وخفى عن أبصارنا .. فمادمنا نحسب فليست هذه هى الحقيقة .. أى أن مانراه من ثبات الجبال وعدم حركتها .. ليس حقيقة كونية .. وإنما إتقان من الله سبحانه وتعالى وطلاقة قدرة منه بأنه خلق شيئاً جعلنا نراه على غير حقيقته وتلك طلاقة قدرة الخالق .. لأن الجبل ضخم كبير بحيث لا يخفى عن أى عين .. فلو كان حجم الجبل دقيقاً لقلنا لم تدركه أبصارنا كما يجب .. أو أننا لدقة حجمه لم نلتفت إليه هل هو متحرك أم ثابت .. ولكن .الله خلق الجبل ضخماً يراه أقل الناس إبصاراً حتى لا يتحجج أحد بأن بصره ضعيف لا يدرك الأشياء الدقيقة
.وفى نفس الوقت قال لنا أن هذه الجبال الثابتة تمر أمامكم مر السحاب
ولماذا استخدم الحق سبحانه وتعالى حركة السحب وهو يصف لنا تحرك الجبال ؟ .. لأن السحب ليست لها ذاتية الحركة .. فهى لا تتحرك من مكان إلى آخر بقدرتها الذاتية .. بل لابد أن تتحرك بقوة تحرك الرياح .. ولو سكنت الريح لبقيت السحب فى مكانها بلا .حركة .. وكذلك الجبال
الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعرف أن الجبال ليست لها حركة ذاتية أى أنها لاتنتقل بذاتيتها من مكان إلى آخر .. فلا يكون هناك جبل فى أوروبا ، ثم نجده بعد ذلك فى أمريكا أو آسيا .. ولكن تحركها يتم بقوة خارجة عنها هى التى تحركها .. وبما أن الجبال موجودة .فوق الأرض .. فلا توجد قوة تحرك الجبال إلا إذا كانت الأرض نفسها تتحرك ومعها الجبال التى فوق سطحها
وهكذا تبدو الجبال أمامنا ثابتة لأنها لاتغير مكانها .. ولكنها فى نفس الوقت تتحرك لأن الأرض تدور حول نفسها والجبال جزء من الأرض ، فهى تدور معها تماماً كما تحرك الريح السحاب .. ونحن لا نحس بدوران الأرض حول نفسها .. ولذلك لا نحس أيضا .بحركة الجبال
(وقوله تعالى : (وهى تمر مر السحاب
معناها أن هناك فترة ومنية بين كل فترة تمر فيها .. ذلك لأن السحاب لا يبقى دائماً بل تأتى فترات ممطرة وفترات جافة وفترات تسطع .فيها الشمس .. وكذلك حركة الجبال تدور وتعود إلى نفس المكان كل فترة
وإذا أردنا أن نمضى فالأرض مليئة بالآيات .. ولكننا نحن الذين لا نتنبه .. وإذا نبهنا أحد فإن الكفار يعرضون عن آيات الله .. تماماً كما :حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حين قال له الكفار فى قوله تعالى
من الآيتين 90 و 91 من سورة الإسراء
وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى
تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا 90 أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ
وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا 91 أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ
عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً
.وكان كل هذا معاندة منهم .. لأن الآيات التى نزلت فى القرآن الكريم فيها من المعجزات الكثير الذى يجعلهم يؤمنون
أعلى