المعجزة
الرسول
والرسالة
أيد
الله سبحانه وتعالى رسوله محمدا
عليه الصلاة والسلام بمعجزات كثيرة
هذه المعجزات بعضها مادي يراه الناس
فقد نبع الماء من بين أصابعه الشريفة
وكان الغمام يظلله أينما سار وانشق
له القمر وغيرها كثير
ولكن
هناك معجزة كبرى لم يتح لبشر أن يطلع
عليها بلغ فيها رسول الله عليه
الصلاة والسلام سدرة المنتهى
وتجاوزها ليرى الآية الكبرى لله في
السموات ووصل عليه الصلاة والسلام
الى منزلة أعلى من منزلة جبريل عليه
السلام أقرب الملائكة الى الله جل
جلاله فعند سدرة المنتهى توقف جبريل
ليتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال جبريل للرسول الكريم أنت
يارسول الله إن تقدمت اخترقت وأنا إن
تقدمت احترقت
وهذا
الكتاب عن المعجزة الكبرى التي خص
بها الله رسوله عليه الصلاة والسلام
وهي الاسراء والمعراج فما من نبي صعد
إلى السموات حتى بلغ سدرة المنتهى
وتجازوها ثم عاد في نفس الليلة ليكمل
حياته على الأرض إلا خاتم الأنبياء
والمرسلين محمد عليه الصلاة والسلام
وحينما
نتحدث عن معجزة الإسراء والمعراج
فلابد أن يسبق ذلك حديث عن الأسباب
التي سبقت المعجزة أو التي حدثت من
أجلها المعجزة رسول الله صلى الله
عليه وسلم خاتم الأنبياء وصاحب
الخلق العظيم بعث بالرسالة الخاتم
إلى الدنيا كلها وأ‘ُعدَّ صلى الله
عليه وسلم إعداد إلهياً لتحمل
الرسالة الكبرى خاتم رسالات السماء
إلى الأرض فجعله ربه أمياً لايقرأ
ولايكتب حتى لايقال إنه أخذ عن
حضارات الأمم السابقة أو أنه تعلم
على يد معلم فروى له وعلمه ولكن الله
سبحانه وتعالى أراد أن يكون هو وحده
المعلم لرسوله الكريم وأن يكون تلقى
العلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم
من الله جل جلاله مباشرة ودون أي
حضارة أرضية وكانت هذه في حد ذاتها
معجزة أن يختار الله سبحانه وتعالى
رسولا أميا ثم يجعله معلما للبشرية
كلها إلى يوم القيامة
وهكذا
نشأ محمد عليه الصلاة والسلام لم
يجلس إلى معلم ولم يعرف عن حضارة
الدنيا شيئا ولم يقرأ حرفا في حياته
ولذلك عندما نزل جبريل عليه السلام
بأول آية من القرآن الكريم وقال :
إقرأرد رسول الله صلى الله عليه وسلم
بفطرته السليمة ماأنا بقارئ أي
لاأعرف القراءة والكتابة
ولكن الملك ضم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وقال له
إقرأللمرة الثانية
ورد الرسول الكريم عليه الصلاة
والسلام قائلا ماأنا بقارئ
وتكرر
نفس المشهد للمرة الثالثة
والسؤال
هنا ألم يكن الحق سبحانه وتعالى الذي
أرسل جبريل عليه السلام يعرف أن
محمدا عليه الصلاة والسلام لايقرأ
ولايكتب إنه هو الذي اختاره أميا
وأعلن ذلك في التوراة والإنجيل وفي
الكتب السماوية قبل أن تبدأ حياة
رسولنا الكريم على هذه الأرض بوقت
طويل
وإذا
قرأت قول الحق سبحانه وتعالى
الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ
النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي
يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ
فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ
من
الآية 157 سورة الأعراف
تجد
أن هذه الآية الكريمة قد نزلت بعد أن
حكى الحق سبحانه وتعالى قصة اليهود
عندما عبدوا العجل وكيف أن موسى عليه
السلام اختار من قومه سبعين رجلا
وكلمة
إختار معناها أن مافعله موسى هو فعل
اختياري يستخدم فيه العقل إختار
موسى عليه السلام سبعين رجلا رجل من
كل سِبْطٍ من أسباط اليهود حتى تكون
كل فرق اليهود ممثلة وفي الموعد
المحدد للقاء الله أراد الله جل
جلاله أن ينبه قوم موسى بخطورة
مافعلوه بعبادتهم العجل فأخذتهم
الرجفة وهي الزلزال الشديد الذي يهز
الانسان هزا عنيفا بحيث يحس أن روحه
تكاد تغادر جسده
وكانت
هذه الرجفة عقابا على أن هؤلاء
الرجال لم يقاوموا اليهود الذين
عبدوا العجل مقاومة جدية وعنيفة
وهنا تضرع موسى إلى ربه وقال يارب
أنت أرحم من أن تهلكنا بما فعل
السفهاء منا فاكتب لنا رحمة في
الدنيا والآخرة ثم أنبأ الحق سبحانه
وتعالى موسى ليبلغ قومه بأن رحمة
الله مكتوبة للذين يتبعون الرسول
النبي الأمى وهكذا نعرف أن الله
سبحانه وتعالى إختار رسوله أميا منذ
الأزل وهذا إعجاز للرسول الكريم
صلوات الله عليه حتى لايقال إنه قرأ
في كتب الأولين أوجلس إلى معلم
إذن
فجبريل ناطقا بالوحى مرسلا بكلام
الله قائلا إقرأ كان يقصد معنى غير
القراءة والكتابة الدنيوية ولذلك
جاءت الآية الكريمة
اقْرَأْ
بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ
الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ
وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي
عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ
الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
الآيات
من 1 ـ 5 سورة العلق
فالحق
تبارك وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أن
رسوله الكريم الأمى سيعلمه الله
ليكون معلما للبشرية كلها إلى يوم
القيامة
|