آيات
السماء
قبل
أن نبدأ في الحديث عن المعراج وصعود
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
السماء السابعة وإلى سدرة المنتهى
وما رآه عليه الصلاة والسلام في
ملكوت السموات لابد من وقفة تقرب هذا
كله إلى العقل ذلك أن المعراج هو فوق
طاقة وقدرات العقل البشرى ومن رحمة
الله سبحانه وتعالى أنه أعطانا
أشياء حسية تقرب الغيب إلى عقولنا
وترد على كل كافر منكر
كل
خلق من خلق الله سبحانه وتعالى له
قانون يتحكم فيه والقانون يتغير
بتغير الخلق أو بتغير حالة المخلوق
فهناك من له أكثر من قانون كل قانون
ينطبق عليه في مرحلة من مراحل حياته
فالبشر
مثلا لهم قانون يحكمهم مناسب
لطبيعتهم البشرية والجان لهم قانون
يحكمهم مناسب لأنهم خلقوا من نار
فمادتهم التي خلقوا منها وهي النار
شفافة أكثر من الطين ولذلك فإن لهم
قانونا يختلف عن قانون البشر إنهم
أكثر سرعة في الحركة وأكثر قدرة على
اختراق الجدران والأبينة والانتقال
من مكان إلى آخر ولهم قدرة على
التشكل ويرون مالانرى إذن هم أكثر
قدرة منا طبقا لقوانين خلقهم
والملائكة
خلقوا من نور ولهم قوانين أقوى من
قوانين الجان وقدرة على الصعود إلى
السماء والنزول منها وهم يرون
مالانرى ولاترى الجان
إذن
لكل مخلوق من مخلوقات الله سبحانه
وتعالى قوانينه التي تختلف عن
قوانين غيره من المخلوقات والتي
تحكمه فلا يخرج من إطارها إلا بإذن
الله
وإذا
أردنا أن نعرف ذلك فلنرجع إلى قصة
سليمان حين أراد إحضار عرش بلقيس
ملكة سبأ قبل أن تصل الملكة إلى
مجلسه وكانت بلقيس ملكة سبأ قد غادرت
مملكتها في طريقها إلى سليمان
يروى
لنا القرآن الكريم هذه القصة فيقول
قَالَ
يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ
يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن
يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
الآية
38 سورة النمل
من
هم الملأ الذين كان يخاطبهم سليمان
ويطلب منهم أن يأتونه بعرش ملكة سبأ
الله سبحانه وتعالى يذكر لنابعضا
منهم في قوله عز وجل
وَحُشِرَ
لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ
الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ
فَهُمْ يُوزَعُونَ
الآية
17 من سورة النمل
إذن
عرفنا من هذه الآية الكريمة أن جنود
سلميان من الجن والإنس وغيرهم
هل
عندما تكلم سليمان وطلب إحضار عرش
ملكة سبأ قام إنسان وقال أنا سأحضره
هل قام إنسان يمتاز بقوة شديدة وخفة
في الحركة وقال سأحضره لك لا سكت
الإنس جميعا حتى أقوى إنسان موجود في
مجلس سليمان لم يجرؤ على أن يفتح فمه
لأنه يعرف أنه عاجز عن أن يأتي بعرش
بلقيس لأن قوانين مادته تحكمه فهو
غير كفئ لهذه العملية
|