لماذا
كانت غيبا
قبل
أن نمضى في حديث الإسراء والمعراج
هناك سؤالان هامان لابد من الإجابة
عليهما السؤال الأول لما تم الإسراء
ليلا ولم يتم في وضح النهار
والسؤال
الثاني لماذا أخذا الإسراء زمنا
والله لازمن عنده
حادثة
الإسراء بدأت عندما كان رسول الله
عليه الصلاة والسلام نائما في
الكعبة وقيل في بيته وقيل في بيت أم
هانئ وكل الروايات صحيحة لأن رؤيا
الأنبياء صادقة وتثبيت الأنبياء قبل
المعجزات يأتي من الله سبحانه
وتعالى حتى لايفاجأ الرسول بالمعجزة
فمثلا
موسى عليه السلام أراد الله سبحانه
وتعالى ان يرسله إلى فرعون والله
تبارك وتعالى يعلم أن موسى سيواجه
سحرة فرعون لذلك اراد الحق جل جلاله
قبل أن يلقي موسى عصا فتتحول إلى حية
تلقف حبال السحرة أراد الله جل جلاله
أن يدرب موسى عليه السلام على هذه
التجربة حتى إذا واجه السحرة وألقى
عصاه فتحولت إلى حية لاينزعج ولا
تأخذه المفاجأة فيخاف ولكن الله
أراد لموسى أن يكون ثابتا وقت
المعجزة ولذلك فإن الحق سبحانه
وتعالى دربه عليها
فلما
كان موسى عائدا إلى مصر مع زوجته رأى
نارا فذهب ليأتي بجذوة من النار
يتدفأ بها هو وزوجته لأن الليل في
شتاء الصحراء يكون شديد البرودة
وحينئذ
كلمه الحق سبحانه وتعالى فما ذا قال
له
قال
سبحانه وتعالى
وما
تلك بيمينك ياموسى قال هي عصاى
وَمَا
تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى*
قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ
الآية
17 وجزء من الآية 18 سورة طه
والسؤال
هنا يثير الاستغراب في النفس والله
سبحانه وتعالى حينما يسأل موسى وما
تلك بيمينك ياموسى هل لايعرف الحق جل
جلاله أن مافي يمين موسى هي عصا نعم
يعرف ولكن هذا ليس هو الهدف من
السؤال إنما يهدف إلى أن يتأكد موسى
يقينا أن مافي يمينه هي العصا حتى
إذا تغيرت صورتها إلى هيئة أخرى
لايهزه الحدث بل يتأكد من هذه معجزة
من الله وإذا رآها تحدث أمامه مرة
ثبت في المرة الثانية ولذلك قال له
الحق جلا جلاله
قَالَ
أَلْقِهَا يَا مُوسَى*
فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ
تَسْعَى
الآيتان
19 و 20 من سورة طه
لماذا
لأن الله سبحان وتعالى يريد أن يمر
موسى بتجربة تحول العصا إلى حية حتى
إذا وقع هذا أمام فرعون والسحرة فإن
موسى لايخاف وينزعج ولقد خاف موسى
أثناء التجربة دخل الخوف إلى نفسه
وهو يرى العصى تتحول إلى حية فثبته
الحق سبحانه وتعالى وقال
قَالَ
خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا
سِيرَتَهَا الْأُولَى
الآية
21 سورة طه
وذلك
حتى لايخاف موسى أمام فرعون والسحرة
ويلتقط الحية وهو واثق أنها ستتحول
مرة أخرى إلى عصا بل إن التجربة تعدت
ذلك أنها أخذت أكثر من شكل واقرأ قول
الحق تبارك وتعالى
وَأَنْ
أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا
تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ
وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ
يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ
إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ
الآية
31 سورة القصص
وهكذا
نرى ان العصا خلال التجرة أخذت مرة
شكل حية ومرة شكل جان وأن موسى خاف
وجرى بعيدا من المفاجأة وكان هذا
أثناء التجربة ولكن عندما تمت
العجزة أمام السحرة وفرعون كان موسى
ثابتا وهكذا فإن الحق سبحانه وتعالى
في المعجزات يثبت أنبياءه بتجربة
تحدث قبل المعجزة
|