ماهي
البركة
رحلة
الإسراء كانت من المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى وقصى يعنى بعيد وأقصى
يعنى أبعد وكما قلنا إن المسجد
الأقصى كان أبعد مكان تصل إليه
القوافل قبل الإسلام وإذا أكملنا
الآية الكريمة نجد أن الحق سبحانه
وتعالى يقول
إِلَى
الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي
بَارَكْنَا حَوْلَهُ
من
الآية الأولى سورة الاسراء
ماهي
البركة البركة هي أن يعطي الشئ أكثر
مما هو متوقع له فمثلا إذا أتينا
بطعام يكفي ثلاثة أشخاص واجتمع حول
المائدة عشرة أشخاص وأكلوا وشبعوا
نقول إن هذا الطعام فيه بركة لأنه
كان متوقعا أن يكفي ثلاثة أشخاص
ولكنه كفى عشرة وكذلك كل شئ يعطي
أكثر مما هو متوقع له
المال
القليل إذا كفاك فترة طويلة يكون فيه
بركة والثوب إذا ظل معك سنوات وسنوات
دون أن يبلى يكون فيه بركة والبركة
مادية دنيوية أو روحية دينية البركة
التي ينتفع بها المؤمن والكافر
دنيوية فقط أم البركة الدينية فلا
ينتفع بها إلا المؤمن وفي ذلك يلفتنا
الحق تبارك وتعالى في قوله
قُلْ
مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ
الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ
وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ
قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً
يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ
نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ
الآية
32 سورة الأعراف
هذه
الآية الكريمة تلفتنا إلى أن نِعَمَ
الله سبحانه وتعالى في الدنيا هي
للمؤمن والكافر أما في الآخرة فهي
للمؤمنين وحدهم
المؤمن
والكافر في الحياة الدنيا يشرب
الماء العذب البارد ليطفئ ظمأه أما
في الآخرة فإن الكافر إذا طلب الماء
جاءوا له بماء يغلى ومن شدة غليانه
فإن مجرد اقتراب كوب الماء من وجهه
يشوى وجهه فإذا شربه فإن الماء يغلي
في بطنه
والدنيا
فيها طعام مختلف ألوانه للمؤمن
والكافر كل يختار حسب مايشتهي وحسب
الرزق الميسر له فإذا جاءت الآخرة
كان للكافر طعام من ضريع ملئ بالشوك
لايسد جوعه ولكنه يقطع أمعاءه
والمؤمن
والكافر في الدنيا يتمتعان بالثياب
كل حسب قدراته هذا يلبس حريرا وهذا
يلبس صوفا وهذا يلبس قطنا فإذا جاءت
الآخرة وطلب الكافر الثياب فثيابه
من نار تشوى جسده
وكل
منا في الدنيا يذهب إلى فراشه ليلا
ليستريح وينام على فراش من قطن أو من
ريش أو غير ذلك كل حسب مقدرته فإذا
جاءت الآخرة كان للكافر فراش من نار
من فوقه ومن تحته لاتجعله ينام أبدا
وهذا
معنى الآية الكريمة التي تبين لنا أن
النعم في الدنيا للمؤمن والكفار أما
في الآخرة فهي للمؤمن وحده
إذن
البركة الدنيوية ينتفع بها المؤمن
والكافر لأنها عطاء ربوبية من الله
رب العالمين الذي خلق البشر كلهم
واستدعاهم لكونه وكفل لهم أرزاقهم
ولذلك فهو يعطيهم من كل الخير أيا
كانت صوره دون تفرقة بين مؤمن وكافر
وهناك
بركة دينية يختص بها الله عباده
المؤمنين فقط
المسجد
الأقصى جعل الله سبحانه وتعالى حوله
بركة دنيوية وبركة دينية لأنه شهد
رسل الله كلهم ابراهيم واسحق ويعقوب
وزكريا ويحيى وموسى وعيسى وهو مهبط
الوحي على كل هؤلاء ومن هنا كانت فيه
بركة دينية
ومعنى
قول الحق الذي باركنا حوله اي اوجدنا
حوله بركتين بركة مادية فيما تعطي
الأرض وفيما يأتي إليه من ثمرات
وبركة دينية خاصة بالقيم التي
أُنزلت من السماء ومن اتبعها أخذ
بركة الآخرة وكانت له نعم في الآخرة
لاتعد ولاتحصى فكأن الكافر يأخذ
بركة الدنيا والمؤمن يأخذ بركتي
الدنيا والآخرة
|