حقيقة
وصاية موسى
إلى
هنا ونأتي إلى النقطة الأخيرة وهي
فرض الصلاة وكل اركان الإسلام
وأحكامه جاءت بالوحى إلا الصلاة
فإنها فرضت بالأمر المباشر من الله
سبحانه وتعالى فالصلاة هي الصلاة بين
السماء والأرض وهي صلة العبد بربه
وهي الرمز لعبودية الإنسان للخالق
العظيم
وكما
قلنا فإن كل الرسالات السماوية جاءت
لتبين للناس كيف يعبدون الله العقل
البشرى يستطيع أن يصل إلى أن هناك
قوة كبرى هي التي خلقت وأوجدت هذا
الكون ولكنه لايستطيع أن يصل إلى
مايريده الله من خلقه وكيف يعبدونه
وماهو منهج الخالق العظيم
والصلاة
هي جامعة لأحكام الدين كله وأول
مايحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن
صلحت صلح الدين كله
ولذلك
لعظيم قدر الصلاة التي فيها
العبودية الحقة لله والسجود له فرضت
بالأمر المباشر من الله جل جلاله إلى
رسوله صلى الله عليه وسلم
وسنتحدث
تفصيلا عن الصلاة في كتب قادمة تصدر
عن هذه المكتبة إن شاء الله
الصلاة
المفروضة من الحق سبحانه وتعالى
عبادة تقربك من الله أو تقربك من
خالقك فهي لاتعطيك مالا ولا جاها ولا
أي شئ دنيوى والإنسان صناعة الله
تبارك وتعالى فالله هو خالقه وكل
صنعة تقف أمام مهندسها وموجدها كل
يوم خمس مرات لابد أن تكون على أوفى
شئ من الصلاح وإذا كان المهندس من
البشر يصلح الآلة بالماديات فالله
سبحانه وتعالى يصلح عبده الذي يقف بن
يديه خمس مرات كل يوم بالغيبيات فتجد
أنك بعد الصلاة قد ارتاحت نفسك وزالت
همومك وأصبحت قويا في مواجهة أحداث
الحياة
وأركان
الإسلام الأخرى قد تسقط عن العبد
فالفقير تسقط عنه الزكاة والمريض
يسقط عنه الصوم وغير المستطيع يسقط
عنه الحج ولكن الصلة لاتسقط عن
المؤمن أبدا فإنه إذا لم يستطع أن
يصلى واقفا صلى جالسا فإن لم يستطع
صلى راقدا فإذا لم يستطع أجرى الصلاة
على جوارحه ولذلك فهي لاتسقط أبدا
وإذا
أردنا أن ندخل في الموضوع وهو فرض
الصلاة فالروايات قالت إن الله
سبحانه وتعالى فرض خمسين صلاة في
اليوم والليلة وعندما التقى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو عائد
بموسى عليه السلام قال له ارجع إلى
ربك واسأله التخفيف وكرر هذا حتى
صارت خمسا في الأداء وخمسين في الثواب
هنا
يجب أن نفرق بين عداوتنا لليهود
وموسى عليه السلام فموسى رسول من
أولى العزم ولا يجب أن يكون في
نفوسنا له إلا الحب والتقدير بصرف
النظر عن شعورنا نحو اليهود الذين
بدلوا وغيروا في التوراة ولو أن
هؤلاء كانوا أتباع موسى حقا لآمنوا
بمحمد عليه الصلاة والسلام لأنه
مذكور عندهم في التوراة ولكن اليهود
أتباع موسى إسما وليسوا أتباعه حقا
لقد
قالوا إن لقاء رسولنا صلى الله عليه
وسلم بموسى وماتبعه من تخفيف الصلاة
هو فرض لوصاية موسى على الإسلام وهذا
غير صحيح
ماهي
الوصاية هي أن تفرض الشئ الذي تريده
ولو قهرا على صاحبه هل فرض موسى عليه
السلام شيئا على الإسلام قهرا أو
اختيار لم يحدث ذلك وكانت هذه
العبارة عبارة الوصاية تكون صحيحة
لو أن موسى هو الذي خفف الصلاة من
خمسين إلى خمس ولكن من الذي خفض عدد
الصلوات إنه الله جل جلاله هو سبحانه
وتعالى الذي فرض وهو سبحانه وتعالى
الذي خفف فأين الوصاية والأمر كله من
الله
رسولنا
صلى الله عليه وسلم عاد لمصدر
التشريع الأصلي ومنه أخذ الأمر ومنه
كان التشريع فيكف يقال إن هناك وصاية
من احد والأمر كله لله إذا كان هناك
شئ يستدل عن تخفيف عدد الصلوات
وإبقاء ثوابها دون أي نقصان فهو أن
الله سبحانه وتعالى كان رحيما بأمة
محمد عليه الصلاة والسلام فأبقى
الثواب كما هو لم ينقص مع تخفيف عدد
الصلوات
إذن
فالوصاية هنا هي لله سبحانه وتعالى
وحده فهو جل جلاله الذي شرع وهو الذي
خفف ولايمكن أن يقال أي تفسير آخر
إلى
هنا وننتهى من حديثنا عن معجزة
الإسراء والمعراج تلكم المعجزة التي
فاقت كل المعجزات فقد أسرى برسول
الله صلى الله عليه وسلم من المسجد
الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج به
إلى سدرة المنتهى ورأى من آيات ربه
الكبرى
وهنا
نلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قد قال
رأى من آيات ربه الكبرى ولم يقل
أريناه لماذا لأن رسول الله لى الله
عليه وسلم في هذه المنزلة العالية
رأى بنفسه ولم يكن في حاجة إلى إراءة
لأنها منزلة عالية جدا ليس فيها
مايحجب الرؤية
والله
نسأل التوفيق والهدى
|