ترهيب من ترك صيام
رمضان
اعلم أيها المسلم
وأيتها المسلمة أن الشخص الذي يفطر
في نهار رمضان من غير عذر شرعي يكون
قد ارتكب حرمة شديدة ومعصية عظيمة
وما ذلك إلا لأنه عصى الله رب
العالمين خالقه وخالق كل شئ ورازقه
ورازق كل شئ العالم بما ينفعه وبما يضره فإن
الله حين فرض الصوم على العباد يعلم
بشهوتهم في الأكل والشرب واللذة
البهيمية وقد تقدم أن ذكرنا
ماللصوم من فضائل جمة تعود على
الصائم في الدنيا والآخرة إذا فكل
من عصى ربه وأفطر في نهار رمضان
عمدا من غير عذر يكون قد ضيع
الفوائد التي ذكرناها ويكون قد عرض
لعقاب الله تعالى
وقد ورد عن أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال
من أفطر يوما من رمضان من غير
رخصة ولا مرض لم يقضه صوم الدهر كله
وإن صامه
رواه الترمذي وأبو داود
ترغيب ج
2 ص
108 وورد عن أبي أمامة الباهلي
رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول
بينا أنا نائم
أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي
جبلا وعرا فقالا اصعد فقلت إني
لاأطيقه فقالا إنا سنسهله لك فصعدت
حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا
بأصوات شديدة قلت ماهذه الأصوات
قالا هذا عواء أهل النار ثم انطلقا
بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم
مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما قال قلت من هؤلاء قالا الذي يفطرون
قبل تحلة صومهم
رواه ابن خزيمة و
ابن حبان ترغيب
ج 2 ص 109
ويمكننا تقسيم
الذين يتركون الصيام إلى ثلاثة
أقسام كل قسم قد ارتكب الحرمة
الشديدة وعصى الله ورسوله عليه
الصلاة والسلام وتجب عليه التوبة
والمبادرة إلى طاعة الله بالصوم
فورا وقبل فوات الأوان لأن الإنسان
إذا مات لايعطى فرصة أخرى ليرجع إلى
لدنيا ويتدارك مافات
قال الله تعالى
حَتَّى إِذَا جَاء
أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ 99 لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ
كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ
إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 100
سورة المؤمنون
الآيتان 99
100
كلمة برزخ تعني
حاجز وهي الفترة بين الموت والبعث
|