التاركون للصوم
الحقيقي
وهؤلاء صنف من
الناس يصومون في شهر رمضان عن شهوتي
البطن والفرج فقط ويتركون العنان
لبقية جوارجهم الخمسة اللسان
والعين والأذن واليد والرجل لترعى
في معصية الله سبحانه وتعالى كما
شاءت وفي مثل هذا الصنف يقول النبي
صلى الله عليه وسلم
رب صائم حظه من صيامه الجوع
والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر
رواه الطبراني في الكبير
ترغيب ج2
ص 148
وقال صلى الله
عليه وسلم
من لم يدع قول الزور والعمل به
فليس لله حاجة في أن يدع طعامه
وشرابه
رواه البخاري
ترغيب ج
2 ص 146
قال الشاعر
إذا لم يكن في السمع مني
تـــــــصامم
وفي مقلتي غـــض وفي منطقي صمت
فحظي إذن من صومي الجوع
والظمأ
وإن قلت إني صمت يوما فما صمت
وفي الحديث النبوي
التالي سترى أيها المسلم وأيتها
المسلمة كيف تفسد المعصية الصوم
الحقيقي الذي حثنا عليه الشرع
وتخرج به عن المقصود من تهذيب النفس
وتقويم الخلق
فقد ورد عن عبيد مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن امرأتين
صامتا وأن رجلا قال يارسول الله إن
ههنا أمرأتين قد صامتا وأنهما قد
كادتا أن تموتا من العطش فأعرض عنه
أو سكت ثم عاد وأراه
قال بالهاجرة قال يانبي الله
إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن
تموتا
قال ادعهما
قال فجاءتا
قال فجئ بقدح أو عس فقال
لأحداهما قيئي فقاءت قيحا ودما
وصديدا ولحما حتى ملأت نصف القدح
ثم قال للأخرى قيئي فقاء من قيح
ودم وصديد ولحم عبيط وغيره حتى ملأت
القدح ثم قال إن هاتين صامتا عما
أحل الله لهما وأفطرتا على ماحرم
الله عليهما جلست إحداهما إلى
الأخرى فجعلتا تأكلان من لحوم
الناس
رواه أحمد وابن الدنيا وأبو يعلى
الترغيب ج
2 ص 148
|