البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

 ماهي البدايه
 جدل عقيم
 في عالم الذر
 صور الخلق
 الموت والحياة
 ماهي قوانين النوم
 بدايات الحياة
 عطاء الحياة في الروح
 الوجود وادراك الوجود
 ماهي الحياة
 الجماد يبكي ويسمع ويتكلم
 والنبات أيضا
 النمله تتكلم والهدهد يعلم
 حياة لكن لا نعرفها
 علم الله وعلم البشر
 كل ما في الكون حي
 ماهو الموت
 الحياة في القبر
 حياة البرزخ خارج الزمن
 وحده يحيي ويميت
 النمرود وادعاء الحياة والموت
 الانسان والخلود
 سر الحياة ونهايتها
 دورنا الخلق
 أسماء الذات وثبوت الصفات
 كنا قبل أن نكون
 المنتحر والخلود في النار
الحياة الدنيا
لعبوديه الحقه وكيف تكون
من يعد لنا الطعام
المنهج قبل الخلق
مهمة الانسان في الحياة
قوانين الله وعقل الانسان
الحياة من ذكر وأنثى
الحياة الاخره
العقل لا والقدره نعم
السجل لايضيع
البعث بالدليل المادي
الجنـــــــه

 
 

المكتبـــة العـــامـــه

الحــيـاة...........والمــــــــوت

 

 
 

للامام الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي

 
 

 
 
علم اللـه وعلم البشـر
حين أراد سليمان عليه السلام أن ينقل عرش بلقيس بعد أن غادرت مملكتها في طريقها إلى سليمان .. ماذا قال لأعوانه من الجن والإنس ؟ قال كما يروي لنا القرآن الكريم :
{ أيكمْ يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين } .
(من الآية 38 سورة النمل )
لقد تسابقت الأجناس لاحضار عرش بلقيس لسليمان عليه السلام سكت الإنسان لإنه من طين لايملك خفة الحركة ولاسرعتها ، والجن العادي سكت أيضاً .. لكن الذي تكلم هو عفريت من الجن فماذا قال ؟ يروي القرآن هذه الواقعة بقوله تبارك وتعالى :
{ قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الجِن أنَا ءاتيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُوْمَ مِن مقَامِكَ } .
(من الآية 40 سورة النمل )
وقبل أن يكمل جملته كان عرش بلقيس موجوداً عند سليمان !!
إذن هناك من العلم مايجعل الإنسان قادراً على أن ينقل شيئاً من مكان إلى آخر في ثوان ، ولكن العلم ليس متاحاً إلا لمن خصهم الله سبحانه وتعالى به ،  ومعنى أنه نقل العرش في ثوان .. إنه ناداه أو أصدر إليه الأمر فانتقل من قصر بلقيس في اليمن إلى مجلس سليمان في الشام !
 إن هذا يدفعنا إلى أن نسلم بكل مايأتينا الله به من أشياء لانراها ، ولاينبغي لنا أن ننكر وجودها ولا حياتها لأننا لاندركها ..لماذا ؟ لأنا عندنا بالدليل القاطع مئات الأشياء التي لم نكن نراها ولم نكن ندرك وجودها ، ثم أدركنا هذا الوجود فإذا هي  حقيقة ثابتة في الكون .
هناك كذلك حياة في أجسادنا ونحن لاندركها ، أعضاء الجسم : اليد والقدم واللسان والجلد ، وكل أعضاء أجسادنا لها حياة نعتقد أنها مأخوذة منا ، بمعنى أننا نأمرها فتطيع ، القدم تأمرها بالسير إلى المسجد فتطيع ،  وتأمرها بالسير إلى الخمارة فتطيع ، واليد تعين عاجزاً على عبور الطريق ، وتبطش بها وتقتل الناس وتعتدي عليهم ، واللسان تقول الصدق فيطيعك ، وتقول الكذب فيطيعك أيضاً .
هذه الأعضاء أنت ـ في الظاهر ـ مسيطر عليها تفعل لك ماتشاء ، ولكن في الحقيقة أن لها حياتها الخاصة فهي مسبحة ومؤمنة ، ولها لغة تتكلم بها ، هي مسخرة لك في الحياة الدنيا فقط ، فاذا انتهت .. فلا سلطان لك عليها .. ففي الآخرة لاتأتمر ولا تخضع لمشيئتك ، بل تشهد عليك وتلعنك إن سخرتها فيما يغضب الله ، واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى :
{ حَتىّ إذَا مَاجَاءءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُدُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتمُْ عَلَيْنَا قَالُواّْ أَنطَقَنَا اللهُ الذِيّ أنطَقَ كُل شَيءٍ } .
( الآية 20 ومن الآية 21 سورة فصلت )
إن من أدى فريضة الحج يتعجب للنشاط الذي يغمر الحجاج ، فرغم المشقة ورغم أنهم لايحصلون على النوم فترة كافية ، تجدهم في منتهى النشاط ، بينما هم يفتقدون ذلك النشاط في بلادهم رغم مايجدونه من راحة !!
نقول إن ذلك يحدث لأن هذه الأعضاء لاتريد أن تنام ولا تريد أن تستريح ، بل تريد أن تظل ذاكرة عابدة لله ، فأثناء أداء المشاعر لايشغل الإنسان إلا ذكر الله ، وهذه الأعضاء تتمنى أنها لم تغب عن الذكر بالنوم ، حتى تظل مسبحة ، بينما أعضاء الكافر العاصي تدفعه إلى النوم حتى تستريح من معصيته .
قد يقول بعض الناس كيف يمكن لهذه الأعضاء الصماء أن تتكلم ؟ ونقول إن الآية الكريمة تقول :
{ أنْطَقَنَا اللهُ الذيّ أَنطَقَ كُل شَيءٍ }
( من الآية 21 سورة فصلت )
إذن كل مايسمى "شيء" في الدنيا له لغة ينطقه الله بها فالكون كله مسبح لله سبحانه ، وإذا تعجبت من أن جلدك ويديك وقدميك ولسانك تشهد عليك ، وأن لها لغة ولها تمييز ، نقول إن الله سبحانه وتعالى قد لفتنا إلى ذلك ، إننا نجد أعضاء الجسد يعرف بعضها بعضاً معرفة يقينية بواسطة لغة خاصة أو شفرة خاصة ، فإذا فقدت جزءاً من جلدك مثلاً وأردت إن تعوضه بجزء من جلد إنسان أخر ، فإن الجسد لايقبله ويلفظه ، بينما إذا جرحت أنت أو فقدت عدداً من خلاياك بسبب جرح عميقٍ أو حرقٍ فإن جسدك يعمل كله بمنتهى القوى لينسج نسيجاً جديداً من نفس نوع نسيجك القديم ، ليعوضك عما فقدت .
إذن فكل جسد يعرف أجزاءه جيداً ، ويطرد الخلايا الغيبة عنه ، ومعنى ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد علمه كيف يميز بين خلاياه وخلايا جسد آخر .