البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

المستكفى بالله الواثق بالله الحاكم بأمر الله المعتضد بالله
المتوكل على الله      

   الواثق بالله إبراهيم بن المستمسك بالله محمد بن الحاكم 740هـ ـ 742هـ
الواثق بالله : إبراهيم ابن ولي العهد المستمسك بالله أبي عبد الله بن الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد ، كان جده الحاكم عهد إلى ابنه محمد ، و لقبه المستمسك ، فمات في حياته ، فعهد إلى ابنه إبراهيم هذا ظناً أنه يصلح للخلافة ، فرآه غير صالح لها لما هو فيه من الانهماك في اللعب و معاشرة الأرذال ، فعدل عنه ، و عهد إلى المستكفي ابنه ـ أعني ابن الحاكم ـ و هو عم إبراهيم ، فكان إبراهيم هو السبب في الوقيعة بين الخليفة المستكفي و السلطان بعد أن كانا كالأخوين كما كان يحمله إليه من النميمة به حتى جرى ما جرى .
فلما مات المستكفي بقوص ، عهد إلى ابنه أحمد ، فلم يلتفت السلطان إلى ذلك ، و بايع إبراهيم هذا ، و لقب بالواثق إلى أن حضرت السلطان الوفاة فندم على ما صدر منه ، و عزل إبراهيم هذا ، و بايع ولي العهد أحمد ، و لقب الحاكم ، و ذلك في أول المحرم سنة اثنتين و أربعين .
قال ابن حجر : راجع الناس السلطان في أمر إبراهيم هذا و وسموه بسوء السيرة فلم يلتفت إلى ذلك ، و لم يزل بالناس حتى بايعوه ، و كان العامة يلقبونه المستعطي بالله .
و قال ابن فضل الله في المسالك في ترجمة الواثق : عهد إليه جده ظناً أنه يكون صالحاً أو يجيب لداعي الخلافة صائحاً ، فما نشأ إلا في تهتك ، و لا دان إلا بعد تنسك ، أغري بالقاذورات ، و فعل ما لم تدع إليه الضرورات ، و عاشر السفلة و الأراذل و هان عليه من عرضه ما هو باذل ، و زين له سوء عمله فرآه حسناً ، و عمي عليه فلم ير مسيئاً إلا محسناً ، و غواه اللعب بالحمام ، و شرى الكباش للنطاح ، و الديوك للنقار ، و المنافسة في المعز الزرائبية الطوال الآذان ، و أشياء من هذا ، و مثله مما يسقط المروءة و يثلم الوقار ، و انضم هذا إلى سوء معاملة ، و مشترى سلع لا يوفي أثمانها ، و استئجار دور لا يقوم بأجرها ، و تحيل على درهم يملأ به كفه ، و سحت يجمع به فمه ، و حرام يطعم منه و يطعم حرمه ، حتى كان عرضة للهوان ، و أكلة لأهل الأوان .
فلما توفي المستكفي و السلطان عليه في حدة غضبه ، و تياره المتحامل عليه في شدة غلبه ، طلب هذا الواثق المغتر ، و المائق إلا أنه غير المضطر ، و كان ممن يمشي إلى السلطان في عمه بالنميمة ، و يعقد مكائده على رأس عقد التميمة ، فحضر إليه و أحضر معه عهد جده ، فتمسك السلطان في مبايعته بشبهته ، و صرف في وجه الخلافة إلى جهته ، و كان قد تقدم نقض ذلك العهد ، و نسخ ذلك العقد ، و قام قاضي القضاة أبو عمر بن جماعة في صرف رأي السلطان عن إقامة الخطبة باسم الواثق فلم يفعل ، و اتفق الرأيان على ترك الخطبة للاثنين ، و اكتفي فيها بمجرد اسم السلطان ، فرحل بموت المستكفي اسم الخلافة عن المنابر كأنه ما علا ذروتها ، و خلا الدعاء للخلفاء من المحاريب كأنه ما قرع بابها و مروتها ، فكأنما كان آخر خلفاء بني العباس و شعارها عليه لباس الحداد ، و أغمدوا تلك السيوف الحداد ، ثم لم يزل الأمر على هذا حتى حضرت السلطان الوفاة ، و قرع الموت صفاه ، فكان مما أوصى به رد الأمر إلى أهله ، و إمضاء عهد المستكفي لابنه ، و قال الآن حصحص الحق ، و حنا على مخاليفه ورق ، و عزل إبراهيم و هزل ، و كان قد رعى البهم ، و ستر اللؤم بثياب أهل الكرم ، و تسمن و شحمه ورم ، و تسمى بالواثق و أين هو من صاحب هذا الاسم ؟ الذي طال ما سرى رعبه في القلوب ، و أقضت هيبته مضاجع الجنوب ، و هيهات لا تعد من النسر التماثيل ، و لا الناموسة و إن طال خرطومها كالفيل ، و إنما سوق الزمان قد ينفق ما كسد ، و الهر يحكي انتفاخاً صورة الأسد ، و قد عاد الآن يعض يديه ، و من يهن يسهل الهوان عليه . هذا آخر كلام ابن فضل الله .      

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .