البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

المقتدر بالله القاهر بالله الراضي بالله المتقي بالله
المستكفي بالله المطيع لله الطائع بالله القادر بالله

 المقتدر بالله جعفر بن المعتضد 295 هـ ـ 319 هـ
المقتدر بالله : أبو الفضل جعفر بن المعتضد ، ولد في رمضان سنة اثنتين و ثمانين و مائتين و أمه رومية ، و قيل : تركية ، اسمها غريب ، و قيل : شغب .
و لما اشتدت علة أخيه المكتفي سأل عنه ، فصح عنه أنه احتلم ، فعهد إليه ، و لم يل الخلافة قبله أصغر منه ، فإنه وليها و له ثلاثة عشر سنة ، فاستصباه الوزير العباس بن الحسن ، فعمل على خلعه و وافقه جماعة على أن يولوا عبد الله بن المعتز ، فأجاب ابن المعتز بشرط أن لا يكون فيها دم فبلغ المقتدر ذلك فأصلح حال العباس ، و دفع إليه أموالاً أرضته فرجع عن ذلك ، و أما الباقون فإنهم ركبوا عليه في العشرين من ربيع الأول سنة ست و المقتدر يلعب الأكرة ، فهرب و دخل و أغلقت الأبواب و قتل الوزير و جماعة ، و أرسل إلى ابن المعتز فجاء و حضر القواد و القضاة و الأعيان ، و بايعوه بالخلافة ، و لقبوه [الغالب بالله ] فاستوزر محمد بن داود بن الجراح ، و استقضى أبا المثنى أحمد بن يعقوب ، و نفذت الكتب بخلافة ابن المعتز .
قال المعافى بن زكريا الجريري : لما خلع المقتدر و بويع ابن المعتز دخلوا على شيخنا محمد بن جرير الطبري ، فقال : ما الخبر ؟ قيل : بويع ابن المعتز ، قال : فمن رشح للوزارة ؟ قيل : محمد بن داود ، قال : فمن ذكر للقضاة ؟ قيل : أبو المثنى ، فأطرق ثم قال : هذا الأمر لا يتم ، قيل له : و كيف ؟ قال : كل واحد ممن سميتم متقدم في معناه عالي الرتبة و الزمان مدبر و الدنيا مولية ، و ما أرى هذا إلا إلى اضمحلال ، و ما أرى لمدته طولاً .
و بعث ابن المعتز إلى المقتدر يأمره بالانصراف إلى دار محمد بن طاهر لكي ينتقل ابن المعتز إلى دار الخلافة ، فأجاب ، و لم يكن بقي معه إلا طائفة يسيرة ، فقالوا : يا قوم نسلم هذا الأمر و لا نجرب نفوسنا في دفع ما نزل بنا ، فلبسوا السلاح و قصدوا المخرم و به ابن المعتز ، فلما رآهم من حوله ألقى الله في قلوبهم الرعب ، فانصرفوا منهزمين بلا قتال ، و هرب ابن المعتز و وزيره و قاضيه ، و وقع النهب و القتل في بغداد ، و قبض المقتدر على الفقهاء و الأمراء الذين خلعوه ، و سلموا إلى يونس الخازن فقتلهم إلا أربعة منهم القاضي أبو عمر سلموا من القتل ، و حبس ابن المعتز ، ثم أخرج فيما بعد ميتاً ، و استقام الأمر للمقتدر فاستوزر أبا الحسن علي بن محمد بن الفرات ، فسار أحسن سير ، و كشف المظالم ، و حض المقتدر على العدل ، ففوض إليه الأمور لصغره ، و اشتغل باللعب و اللهو ، و أتلف الخزائن .
و في هذه السنة أمر المقتدر أن لا يستخدم اليهود و النصارى . و أن يركبوا بالأكف .
و فيها غلب أمر المهدي بالمغرب ، و سلم عليه بالإمامة ، و دعي له بالخلافة ، و بسط في الناس العدل و الإحسان ، فانحرفوا إليه ، و تمهدت له المغرب ، و عظم ملكه ، و بنى المهدية ، و هرب أمير إفريقية زيادة الله بن الأغلب إلى مصر ، ثم أتى العراق ، و خرجت المغرب عن أمر بني العباس من هذا التاريخ ، فكانت مدة ملكهم جميع الممالك الإسلامية مائة و بضعاً و ستين سنة ، و من هنا دخل النقص عليهم .
قال الذهبي : اختل النظام كثيراً في أيام المقتدر لصغره .
و في سنة ثلاثمائة ساخ جبل بالدينور في الأرض ، و خرج من تحته ماء كثير أغرق القرى .
و فيها ولدت بغلة فلواً ، فسبحان القادر على ما يشاء ! .
و في سنة إحدى و ثلاثمائة ولي الوزارة علي بن عيسى ، فسار بعفة و عدل و تقوى ، و أبطل الخمور ، و أبطل من المكوس ما ارتفاعه في العام خمسمائة ألف دينار .
و فيها أعيد القاضي أبو عمر إلى القضاء ، و ركب المقتدر من داره إلى الشماسية و هي أول ركبة ركبها و ظهر فيها للعامة .
و فيها أدخل الحسين الحلاج مشهوراً على جمل إلى بغداد ، فصلب حياً ، و نودي عليه : هذا أحد دعاة القرامطة فاعرفوه . ثم حبس إلى أن قتل في سنة تسع ، و أشيع عنه أنه ادعى الإلهية و أنه يقول بحلول اللاهوت في الأشراف ، و يكتب إلى أصحابه من النور الشعشعاني ، و نوظر فلم يوجد عنده شيء من القرآن ، و لا الحديث ، و لا الفقه .
و فيها سار المهدي الفاطمي يريد مصر في أربعين ألفاً من البربر ، فحال النيل بينه و بينها ، فرجع إلى الإسكندرية ، و أفسد فيها و قتل ، ثم رجع فسار إلى جيش المقتدر إلى برقة ، و جرت لهم حروب ، ثم ملك الفاطمي الإسكندرية و الفيوم من هذا العام .
و في سنة اثنتين ختن المقتدر خمسة من أولاده ، فغرم على ختانهم ستمائة ألف دينار ، و ختن معهم طائفة من الأيتام ، و أحسن إليهم .
و فيها صلي العيد في جامع مصر ، و لم يكن يصلي فيه العيد قبل ذلك ، فخطب بالناس علي بن أبي شيخة من الكتاب نظراً ، و كان من غلطه أن قال : اتقوا الله حق تقاته و لا تموين إلا و أنتم مشركون .
و فيها أسلم الديلم على يد الحسن بن علي العلوي الأطروش ، و كان مجوسياً .
و في سنة أربع وقع الخوف ببغداد من حيوان يقال له الزيزب ذكر الناس أنهم يرونه بالليل على الأسطحة ، و أنه يأكل الأطفال ، و يقطع ثدي المرأة ، فكانوا يتحارسون و يضربون بالطاسات ليهرب ، و اتخذ الناس لأطفالهم مكاب و دام عدة ليال .
و في سنة خمس قدمت رسل ملك الروم بهدايا ، و طلبت عقد هدنة ، فعمل المقتدر موكباً عظيماً ، فأقام العسكر وصفهم بالسلاح ـ و هم مائة و ستون ألفاً ـ من باب الشماسية إلى دار الخلافة ، و بعدهم الخدام و هم سبعة آلاف خادم ، و يليهم الحجاب و هم سبعمائة حاجب ، و كانت الستور التي نصبت على حيطان دار الخلافة ثمانية و ثلاثين ستر من الديباج و البسط اثنين و عشرين ألفاً ، و في الحضرة مائة سبع في السلاسل ، إلى غير ذلك .
و في هذه السنة وردت هدايا صاحب عمان ، و فيها طير أسود يتكلم بالفارسية و الهندية أفصح من الببغا .
و في سنة ست فتح مارستان أم المقتدر ، و كان مبلغ النفقة فيه في العام سبعة آلاف دينار .
و فيها صار الأمر و النهي لحرم الخليفة و لنسائه لركاكته ، و آل الأمر إلى أن أمرت أم المقتدر بمثل القهرمانة أن تجلس للمظالم و تنظر في رقاع الناس كل جمعة ، فكانت تجلس و تحضر القضاة و الأعيان و تبرز التواقيع و عليها خطها .
و فيها عاد القائم محمد بن المهدي الفاطمي إلى مصر فأخذ أكثر الصعيد .
و في سنة ثمان غلت الأسعار ببغداد و سغبت العامة لكون حامد بن العباس ضمن السواد ، و جدد المظالم ، و وقع النهب ، و ركب الجند فيها ، و شتتهم العامة ، و دام القتال أياماً ، و أحرق العامة الحبس ، و فتحوا السجون ، و نهبوا الناس ، و رجموا الوزير ، و اختلفت أحوال الدولة العباسية جداً .
و فيها ملكت جيوش القائم الجزيرة من الفسطاط ، و اشتد قلق أهل مصر ، و تأهبوا للحروب ، و جرت أمور و حروب يطول شرحها .
و في سنة تسع قتل الحلاج بإفتاء القاضي أبي عمر و الفقهاء و العلماء أنه حلال الدم ، و له في أحواله السنية أخبار أفردها الناس بالتنصيف .
و في سنة إحدى عشرة أمر المقتدر برد المورايث إلى ما صيرها المعتضد من توريث ذوي الأرحام .
و في سنة ثنتي عشرة فتحت فرغانة على يد والي خراسان .
و في سنة أربع عشرة دخلت الروم ملطية بالسيف .
و فيها جمدت دجلة بالموصل ، و عبرت عليها الدواب ، و هذا لم يعهد .
و في سنة خمس عشرة دخلت الروم دمياط ، و أخذوا من فيها و ما فيها ، و ضربوا الناقوس في جامعها .
و فيها ظهرت الديلم على الري و الجبال فقتل خلق و ذبحت الأطفال .
و في سنة ست عشرة بني القرمطي داراً سماها [ دار الهجرة ] و كان في هذه السنين قد كثر فساده و أخذه البلاد و فتكه بالمسلمين ، و اشتد الخطب به ، و تمكنت هيبته في القلوب ، و كثر أتباعه ، و بث السريا ، و تزلزل له الخليفة ، و هزم جيش المقتدر غير مرة ، و انقطع الحج في هذه السنين خوفاً من القرامطة ، و نزح أهل مكة عنها ، و قصدت الروم ناحية خلاط ، و أخرجوا المنبر من جامعها و جعلوا الصليب مكانه .
و في سنة سبع عشرة خرج مؤنس الخادم الملقب بالمظفر على المقتدر لكونه بلغه أنه يريد أن يولي إمرة الأمراء هارون بن غريب مكان مؤنس ، و ركب معه سائر الجيش و الأمراء و الجنود ، و جاؤوا إلى دار الخلافة ، فهربت خواص المقتدر و أخرج المقتدر بعد العشاء و ذلك في ليلة رابع عشر المحرم من داره ، و أمه و خالته ، و حرمه ، و نهب لأمه ستمائة ألف دينار ، و أشهد عليه بالخلع ، و أحضر محمد بن المعتضد ، و بايعه مؤنس و الأمراء ، و لقبوه [ القاهر بالله ] و فوضت الوزارة إلى أبي علي بن مقلة ، و ذلك يوم السبت ، و جلس القاهر يوم الأحد ، و كتب الوزير عنه إلى البلاد ، و عمل الموكب يوم الاثنين ، فجاء العسكر يطلبون رزق البيعة و رزق السنة ، و لم يكن مؤنس يطلبون المقتدر ليردوه إلى الخلافة ، فحملوه على أعناقهم من دار مؤنس إلى قصر الخلافة ، و أخذ القاهر فجيء به و هو يبكي و يقول : الله الله في نفسي ، فاستدناه و قبله ، و قال له : يا أخي أنت و الله لا ذنب لك ، و الله لا جرى عليك مني سوء أبداً ، فطب نفساً ، و سكن الناس ، و عاد الوزير فكتب إلى الأقاليم بعود الخلافة إلى خلافته ، و بذل المقتدر الأموال في الجند .
و في هذه السنة سير المقتدر ركب الحاج مع منصور الديلمي ، فوصلوا إلى مكة سالمين ، فوافاهم يوم التروية عدو الله أبو طاهر القرمطي ، فقتل الحجيج في المسجد الحرام قتلاً ذريعاً ، و طرح القتلى في بئر زمزم ، و ضرب الحجر الأسود بدبوس فكسره ، ثم اقتلعه ، و أقام بها أحد عشر يوماً ، ثم رحلوا و بقي الحجر الأسود عندهم أكثر من عشرين سنة ، و دفع لهم فيه خمسون ألف دينار ، فأبوا حتى أعيد في خلافة المطيع .
و قيل : إنهم لما أخذوه هلك تحته أربعون جملاً من مكة إلى هجر ، فلما أعيد حمل على قعود هزيل فسمن .
قال محمد بن الربيع بن سليمان : كنت بمكة سنة القرامطة ، فصعد رجل لقلع الميزاب و أنا أراه ، فعيا صبري و قلت : يا رب ما أحلمك ، فسقط الرجل على دماغه فمات ، و صعد القرمطي على باب الكعبة و هو يقول :
أنا بالله و بالله أنا       يخلق الخلق و أفنيهم أنا
و لم يفلح أبو طاهر القرمطي بعدها ، و تقطع جسده بالجدري .
و في هذه السنة هاجت فتنة كبرى ببغداد ، بسبب قوله تعالى : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ، فقالت الحنابلة : معناها يقعده الله على عرشه ، و قال غيرهم : بل هي الشفاعة ، و دام الخصام ، و اقتتلوا جماعة كثيرة .
و في سنة تسع عشرة نزل القرمطي الكوفة ، و خاف أهل بغداد من دخوله إليها فاستغاثوا و رفعوا أصواتهم و المصاحف ، و سبوا المقتدر .
و فيها دخلت الديلم الدينور فسبوا و قتلوا .
و في سنة عشرين ركب مؤنس على المقتدر ، فكان معظم جند مؤنس البربر ، فلما التقى الجمعان رمى بربري المقتدر بحربة سقط منها إلى الأرض ، ثم ذبحه بالسيف ، و شيل رأسه على رمح ، و سلب ما عليه ، و بقي مكشوف العورة حتى ستر بالحشيش ، ثم حفر له بالموضع و دفن ، و ذلك يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال .
و قيل : إن وزيره أخذ له ذلك اليوم طالعاً ، فقال له المقتدر : أي وقت هو قال : وقت الزوال ، فتطير و هم بالرجوع ، فأشرفت خيل مؤنس ، و نشبت الحرب ، و أما البربري الذي قتله فإن الناس صاحوا عليه ، فسار نحو دار الخلافة ليخرج القاهر فصادفه حمل شوك فزحمه إلى دكان لحام فعلقه كلاب ، و خرج الفرس من مشواره من تحته فمات فحطه الناس و أحرقوه بالحمل الشوك .
و كان المقتدر جيد العقل ، صحيح الرأي ، لكنه كان مؤثراً للشهوات و الشراب مبذراً ، و كان النساء غلبن عليه ، فأخرج عليهن جميع جواهر الخلافة و نفائسها ، و أعطى بعض حظاياه الدرة اليتيمة و وزنها ثلاثة مثاقيل ، و أعطى زيدان القهرمان سبحة جوهر لم ير مثلها ، و أتلف أموالاً كثيرة ، و كان في داره أحد عشر ألف غلام خصيان غير الصقالبة و الروم و السود ، و خلف اثني عشر ولداً ذكر ، و ولي الخلافة من أولاده ثلاثة : الراضي ، و المتقي ، و المطيع ، و كذلك اتفق للمتوكل ، و الرشيد . و أما عبد الملك فولي الأمر من أولاده أربعة ، و لا نظير لذلك إلا في الملوك ، كذا قال الذهبي .
قلت : في زماننا ولي الخلافة من أولاد المتوكل خمسة : المستعين العباس ، و المعتضد داود ، و المستكفي سليمان ، و القائم حمزة ، و المستنجد يوسف ، و لا نظير لذلك .
و في لطائف المعارف للثعالبي ـ نادرة : لم يل الخلافة من اسمه جعفر إلا المتوكل و المقتدر ، فقتلا جميعاً : المتوكل ليلة الأربعاء ، و المقتدر يوم الأربعاء .
و من محاسن المقتدر ما حكاه ابن شاهين أن وزيره علي بن عيسى أراد أن يصلح بين ابن صاعد و بين أبي بكر بن أبي داود السجستاني ، فقال الوزير : يا أبا بكر أبو محمد أكبر منك ، فلو قمت إليه ، قال : لا أفعل ، فقال الوزير : أنت شيخ زيف ، فقال ابن أبي داود : الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : من ؟ فقال : هذا ، ثم قام ابن أبي داود و قال : تتوهم أني أذل لك لأجل أن رزقي يصل إلي على يدك ، و الله لا أخذت من يدك شيئاً أبداً ، فبلغ المقتدر ذلك ، فصار يزن رزقه بيده ، و يبعث به في طبق على يد الخادم .
مات في أيام المقتدر من الأعلام : محمد بن أبي داود الظاهري ، و يوسف بن يعقوب القاضي ، و ابن شريح شيخ الشافعية ، و الجنيد شيخ الصوفية ، و أبو عثمان الحيري الزاهد ، و أبو بكر البرديجي ، و جعفر الفريابي ، و ابن بسام الشاعر ، و النسائي صاحب السنن ، و الجبائي شيخ المعتزلة ، و ابن المواز النحوي ، و ابن الجلاء شيخ الصوفية ، و أبو يعلى الموصلي صاحب المسند ، و الأشناني المقرئ ، و أبن سيف من كبار قراء مصر ، و أبو بكر الروياني صاحب المسند ، و ابن المنذر الإمام ، و ابن جريري الطبري ، و الزجاج النحوي ، و ابن خزيمة ، و ابن زكريا الطبيب ، و الأخفش الصغير ، و بنان الجمال ، و أبو بكر بن أبي داود السجستاني ، و ابن السراج النحوي ، و أبو عوانة صاحب الصحيح ، و أبو القاسم البغوي المسند ، و أبو عبيد بن حربوية ، و الكعبي شيخ المعتزلة ، و أبو عمر القاضي ، و قدامة الكاتب ، و خلائق آخرون .

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .