البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

المعتصم  الواثق بالله  المتوكل على الله المنتصر بالله
 المستعين بالله  المعتز بالله المهتدي بالله  المعتمد على الله
المعتضد بالله المكتفي بالله    

  المعتصم محمد بن هارون الرشيد 218هـ ـ 227هـ
المعتصم بالله : أبو إسحاق ، محمد بن الرشيد . ولد سنة ثمانين و مائة ، كذا قال الذهبي . و قال الصولي : في شعبان سنة ثمان و سبعين . و أمة أم ولد ، من مولدات الكوفة ، اسمها ماردة ، و كانت أحظى الناس عند الرشيد .
روى عن أبيه ، و أخيه المأمون ، و روى عنه : إسحاق الموصلي ، و حمدون بن إسماعيل ، و آخرون .
و كان ذا شجاعة ، وقوة ، وهمة ، و كان عرياً من العلم .
فروى الصولي ، عن محمد بن سعيد ، عن إبراهيم بن محمد الهاشمي ، قال : كان مع المعتصم غلام في الكتاب يتعلم معه ، فمات الغلام ، فقال له الرشيد أبوه : يا محمد مات غلامك ، قال : نعم يا سيدي و استرح من الكتاب ، فقال : و إن الكتاب ليبلغ منك هذا ، دعوه لا تعلموه ، قال : فكان يكتب و يقرأ قراءة ضعيفة .
و قال الذهبي : كان المعتصم من أعظم الخلفاء و أهيبهم ، لولا ما شان سؤدده بامتحان العلماء بخلق القرآن .
و قال نفطوية و الصولي : للمعتصم مناقب ، و كان يقال له : المثمن ، لأنه ثامن الخلفاء من بني العباس ، و الثامن من ولد العباس ، و ثامن أولاد الرشيد ، و ملك سنة ثمان عشرة ، و ملك ثمان سنين و ثمانية أشهر و ثمانية أيام ، و مولده سنة ثمان و سبعين ، و عاش ثمانياً و أربعين سنة ، و طالعه العقرب ، و هو ثامن برج ، و فتح ثمانية فتوح ، و قتل ثمانية أعداء ، و خلف ثمانية أولاد و من الإناث كذلك . و مات لثمان بقين من ربيع الأول .
و له محاسن ، و كلمات فصيحة ، و شعر لا بأس به ، غير أنه إذا غضب لا يبالي من قتل .
و قال ابن أبي دؤاد : كان المعتصم يخرج ساعده إلي ، و يقول : يا أبا عبد الله عض ساعدي بأكثر قوتك ، فأمتنع ، فيقول : إنه لا يضرني ، فأروم ذلك ، فإذا هو لا تعمل فيه الأسنة فضلاً عن الأسنان .
و قال نفطويه : و كان من أشد الناس بطشاً ، كان يجعل زند الرجل بين أصبعيه فيكسره .
و قال غيره : هو أول خليفة أدخل الأتراك الديوان .
و كان يتشبه بملوك الأعاجم ، و يمشي مشيهم ، و بلغت غلمانه الأتراك بضعة عشر ألفاً .
و قال ابن يونس هجا دعبل المعتصم ثم نذر به ، فخاف و هرب حتى قدم مصر ثم خرج إلى المغرب ، و الأبيات التي هجاه بها هذه :
ملوك بني العباس في الكتب سبعة       و لم يأتينا في ثامن منهم الكتب
كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة       غداة ثووا فيها و ثامنهم كلب
و إني لأزهى كلبهم عنك رغبة       لأنك ذو ذنب ، وليس له ذنب
لقد ضاع أمر الناس حيث يسوسهم       و صيف و أشناس ، و قد عظم الخطب
و إني لأرجو أن ترى من مغيبها       مطالع شمس قد يغص الشرب
و همك تركي عليه مهانة       فأنت له أم ، و أنت له أب
بويع له بالخلافة بعد المأمون ، وفي شهر رجب سنة ثمان عشرة و مائتين ، فسلك ما كان المأمون عليه و ختم به عمره من امتحان الناس بخلق القرآن ، فكتب إلى البلاد بذلك ، و أمر المعلمين أن يعلموا الصبيان ذلك ، و قاسى الناس منه مشقة في ذلك ، و قتل عليه خلقاً من العلماء ، و ضرب الإمام أحمد بن حنبل ، و كان ضربه في سنة عشرين .
و فيها تحول المعتصم من بغداد و بنى [ سر من رأى ] ، و ذلك أنه اعتنى باقتناء الترك ، فبعث إلى سمرقند و فرغانة و النواحي في شرائهم ، و بذل فيهم الأموال ، و ألبسهم أنواع الديباج و مناطق الذهب ، فكانوا يطردون خيلهم في بغداد و يؤذون الناس ، و ضاقت بهم البلد ، فاجتمع إليه أهل بغداد و قالوا : إن لم تخرج عنا بجندك حاربناك ، قال : و كيف تحاربونني ؟ قالوا : بسهام الأسهار ، قال : لا طاقة لي بذلك ، فكان ذلك سبب بنائه [ سر من رأى ] و تحوله إليها .
و في سنة ثلاث و عشرين غزا المعتصم الروم ، فكأنهم نكاية عظيمة لم يسمع بمثلها لخليفة ، و شتت جموعهم ، و خرب ديارهم ، و فتح عمورية بالسيف ، و قتل منها ثلاثين ألفاً و سبى مثلهم ، و كان لما تجهز لغزوها حكم المنجون أن ذلك طالع نحس ، و أنه يكسر ، فكان من نصره و ظفره ما لم يخف ، فقال في ذلك أبو تمام قصيدته المشهورة ، و هي هذه :
السيف أصدق أنباء من الكتب       في حده الحد بين الجد و اللعب
و العلم في شهب الأرماح لامعة       بين الخميسين لا في السبعة الشهب
أين الرواية ؟ أم أين النحوم ؟ و ما صاغوه من زخرف فيها و من كذب
تخرصاً و أحاديثاً ملفقة       ليست بعجم إذا عدت و لا عرب
مات المعتصم يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة سبع و عشرين ، و كان قد ذلل العدو بالنواحي ، و يقال : إنه قال في مرض موته : [ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ] و لما احتضر جعل يقول : ذهبت الحيلة فليس حيلة ، و قيل : جعل يقول : أوخذ من بين هذا الخلق ، و قيل : إنه قال : اللهم إنك تعلم أني أخافك من قبلي ، و لا أخافك من قبلك ، و أرجوك من قبلك ، و لا أرجوك من قبلي ، و من شعره :
قرب النحام و اعجل يا غلام       و اطرح السرج عليه و اللجام
أعلم الأتراك أني خائض       لجة الموت فمن شاء أقام
و كان قد عزم على المسير إلى أقصى الغرب ليملك البلاد التي لم تدخل في ملك بني العباس لاستيلاء الأموي عليها ، فروى الصولي عن أحمد بن الخصيب قال : قال لي المعتصم : إن بني أمية ملكوا و ما لأحد منا ملك ، و ملكنا نحن و لهم بالأندلس هذا الأموي ، فقدر ما يحتاج إليه لمحاربته ، و شرع في ذلك ، فاشتدت علته و مات .
و قال الصولي : سمعت المغيرة بن محمد يقول : يقال : إنه لم يجتمع الملوك بباب أحد قط اجتماعها بباب المعتصم ، و لا ظفر ملك قط كظفره ، أسر ملك أذربيجان ، و ملك طبرستان ، وملك استيسان ، و ملك الشياصح ، و ملك فرغانة ، و ملك طخارستان ، و ملك الصفة ، و ملك كابل .
و قال الصولي : و كان نقش خاتمه [ الحمد لله الذي ليس كمثله شيء ] .
و من أخبار المعتصم : أخرج الصولي عن أحمد اليزيدي قال : لما فرغ المعتصم من بناء قصره بالميدان و جلس فيه دخل عليه الناس ، فعمل إسحاق الموصلي قصيدة فيه ما سمع أحد بمثلها في حسنها ، إلا أنه افتتحها بقوله :
يا دار غيرك البلى و محاك       يا ليت شعري ما الذي أبلاك ؟
فتطير المعتصم ، و تطير الناس ، و تغامزوا ، و يعجبوا كيف ذهب هذا على إسحاق مع فهمه و علمه و طول خدمته للملوك ؟ و خرب المعتصم القصر بعد ذلك .
و أخرج عن إبراهيم بن العباس قال : كان المعتصم إذا تكلم بلغ ما أراد و زاد عليه .
و كان أول من ثرد الطعام و كثره ، حتى بلغ ألف دينار إلى اليوم .
و أخرج عن أبي العيناء قال : سمعت المعتصم يقول : إذا نصر الهوى بطل الرأي .
و أخرج عن إسحاق قال : كان المعتصم يقول : من طلب الحق بما له و عليه أدركه .
و أخرج عن محمد بن عمر الرومي قال : كان المعتصم غلام يقال له عجيب ، لم يرى الناس مثله قط ، و كان مشغوفاً به ، فعمل فيه أبيات ، ثم دعاني ، و قال : قد علمت أني دون أخوتي في الأدب لحب أمير المؤمنين لي و ميلي إلى اللعب و أنا حدث ، فلم أنل ما نالوا ، و قد عملت في عجيب أبياتاً ، فإن كانت حسنة و إلا فاصدقني حتى أكتمها ، ثم أنشد شعراً :
لقد رأيت عجيباً       يحكي الغزال الربيبا
الوجه منه كبدر       و القد يحكي القضيبا
و إن تناول سيفاً       رأيت ليثاً حريبا
و إن رمى بسهام       كان المجيد المصيبا
طبيب ما بي من الحب فلا عدمت الطبيبا
إني هويت عجيباً       هوى أراه عجيبا
فحلفت له بأيمان البيعة أنه شعر مليح من أشعار الخلفاء الذين ليسوا بشعراء ، فطابت نفسه ، و أمر لي بخمسين ألف درهم .
و قال الصولي : حدثنا عبد الواحد بن العباس الرياشي قال : كتب ملك الروم إلى المعتصم كتاباً يهدده فيه ، فلما قرئ عليه قال للكاتب : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد فقد قرأت كتابك ، و سمعت خطابك ، و الجواب ما ترى ، لا ما تسمع ، و سيعلم الكفار لمن عقبى الدار .
و أخرج الصولي عن الفضل اليزيدي قال : وجه المعتصم إلى الشعراء ببابه : من منكم يحسن أن يقول فينا كما قال منصور النمري في الرشيد ؟ :
إن المكارم و المعروف أودية       أحلك الله منها حيث تجتمع
من لم يكن بأمين الله معتصماً       فليس بالصلوات الخمس ينتفع
إن أخلف القطر لم تخلف فواضله       أو ضاق أمر ذكرناه فيتسع
فقال أبو وهيب : فينا من يقول خيراً منه فيك ، و قال :
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها :       شمس الضحى ، و أبو إسحاق ، و القمر
تحكي أفاعيله في كل نائبة       الليث ، و الغيث ، و الصمصامة الذكر
و لما مات رثاه وزيره محمد بن عبد الملك ، جامعاً بين العزاء و الهناء ، فقال :
قد قلت إذ غيبوك و اصطفت       عليك أيد بالترب و الطين
اذهب فنعم الحفيظ كنت على ال      دنيا و نعم الظهير للدين
ما يجبر الله أمة فقدت       مثلك إلا بمثل هارون
       حديث رواه المعتصم
قال الصولي : حدثنا العلائي ، حدثنا عبد الملك بن الضحاك ، حدثني هشام بن محمد ، حدثني المعتصم ، قال : حدثني أبي الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس رضي الله عنهما [ عن أبيه ] : [ أن النبي صلى الله عليه و سلم نظر إلى القوم من بني فلان يتبخترون في مشيهم ، فعرف الغضب في وجهه ، ثم قرأ : والشجرة الملعونة في القرآن فقيل له : أي شجرة هي يا رسول الله حتى نجتثها ؟ فقال : ليست بشجرة نبات إنما هم بنو أمية ، إذا ملكوا جاروا ، وإذا اؤتمنوا خانوا ، و ضرب بيده على ظهر عمه العباس ، فقال : يخرج الله من ظهرك يا عم رجلاً يكون هلاكهم على يده .
قلت : الحديث موضوع ، و آفته العلائي .
و قال ابن عساكر : أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدثنا عبد العزيز بن أحمد ، حدثني علي بن الحسين الحافظ ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن طالب البغدادي ، حدثنا ابن خلاد ، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر الضبيعي ، حدثنا إسحاق بن يحيى بن معاذ ، قال : كنت عند المعتصم أعوده ، فقلت : أنت في عافية ، فقال : كيف و قد سمعت الرشيد يحدث عن أبيه المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده ، عن ابن عباس مرفوعاً : [ من احتجم في يوم الخميس فمرض فيه ، مات فيه ] .
قال ابن عساكر : سقط منه رجلان بين ابن الضبيعي و إسحاق ، ثم أخرجه من طريق أخرى عن الضبيعي ، عن أحمد بن محمد بن الليث ، عن منصور بن النضر ، عن إسحاق .
و ممن مات في أيام المعتصم من الأعلام : الحميدي شيخ البخاري ، و أبو نعيم الفضل بن دكين ، و أبو غسان المهدي ، و قالون المقرئ ، و خلاد المقرئ ، و آدم بن أبي إياس ، و عفان ، و القعنبي ، و عبدان المروزي ، و عبد الله بن صالح كاتب الليث ، و إبراهيم بن المهدي ، و سليمان بن حرب ، و علي بن محمد المدائني ، و أبو عبيد القاسم بن سلام ، و قرة بن حبيب ، و عارم ، و محمد بن عيسى الطباع الحافظ ، و أصبغ بن الفرج الفقيه المالكي ، و سعدويه الواسطي ، و أبو عمر الجرمي النحوي ، و محمد بن سلام البيكندي ، و سنيد ، و سعيد بن كثير بن عفير ، و يحيى بن يحيى التميمي ، و آخرون .

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .