البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

القائم بأمر الله المقتدي بأمر الله المستظهر بالله المسترشد بالله
 الراشد بالله المقتفي لأمر الله المستنجد بالله المستضيء بأمر الله

القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله 422هـ ـ 467هـ
القائم بأمر الله : أبو جعفر عبد الله بن القادر .
ولد في نصف ذي القعدة سنة إحدى و تسعين و ثلاثمائة ، و أمه أم ولد أرمنية اسمها بدر الدجى ، و قيل : قطر الندى .
ولي الخلافة عند موت أبيه في يوم الاثنين الحادي عشر من ذي الحجة سنة اثنتين و عشرين ، و كان ولي عهده في الحياة ، و هو الذي لقبه بالقائم بأمر الله .
قال ابن الأثير : كان جميلاً ، مليح الوجه أبيض ، مشرباً حمرة ، حسن الجسم ، ورعاً ، ديناً ، عالماً ، قوي اليقين بالله تعالى ، كثير الصدقة و الصبر ، له عناية بالأدب ، و معرفة حسنة بالكتابة ، مؤثراً للعدل و الإحسان و قضاء الحوائج ، لا يرى المنع من شيء طلب منه .
قال الخطيب : و لم يزل أمر القائم بأمر الله مستقيماً إلى أن قبض عليه في سنة خمسين و أربعمائة .
و كان السبب في ذلك أن أرسلان التركي المعروف بالبساسيري ـ كان قد عظم أمره ، و استفحل شأنه لعدم نظراته ، و انتشر ذكره ، و تهيبته أمراء العرب و العجم ، و دعي له على المنابر ، و جبى الأموال ، و خرب القرى ، و لم يكن القائم يقطع أمراً دونه ، ثم صح عنده سوء عقيدته ، و بلغه أنه عزم على نهب دار الخلافة و القبض على الخليفة ، فكاتب الخليفة أبا طالب محمد بن مكيال سلطان الغز المعروف بطغرلبك ـ و هو بالري ـ يستنهضه في القدوم ، ثم أحرقت دار البساسيري .
و قدم طغرلبك في سنة سبع و أربعين ، فذهب البساسيري إلى الرحبة ، و تلاحق به خلق من الأتراك ، و كاتب صاحب مصر ، فـأمده بالأموال ، و كاتب تبال أخا طغرلبك ، و أطمعه بمنصب أخيه ، فخرج تبال و اشتغل به طغرلبك .
ثم قدم البسسيري بغداد في سنة خمسين و معه الرايات المصرية ، و وقع القتال بينه و بين الخليفة ، و دعي لصاحب مصر المستنصر بجامع المنصور ، و زيد في الأذان : حي على خير العمل ، ثم خطب له في كل الجوامع إلا جامع الخليفة ، و دام القتال شهراً .
ثم قبض البساسيري على الخليفة إلى ذي الحجة و سيره في غاية و حبسه بها ، و أما طغرلبك فظفر بأخيه و قتله ، ثم كاتب متولي غاية في رد الخليفة إلى داره مكرهاً ، فحصل الخليفة في مقر عزه في الخامس و العشرين من ذي القعدة ستة إحدى و خمسين ، و دخل بأبهة عظيمة و الأمراء و الحجاب بين يديه .
و جهز طغرلنك جيشاً فحاربوا السباسيري فظفروا به ، فقتل ، و حمل رأسه إلى بغداد .
و لما رجع الخليفة إلى داره لم ينم بعدها إلا على فراش مصلاه ، و لزم الصيام و القيام ، و عفا عن كل من آذاه ، و لم يسترد شيئاً مما نهب من قصره إلا بالثمن ، و قال : هذه أشياء احتسبناها عند الله بعدها على مخدة .
و لما نهب قصره لم يوجد فيه شيء من آلات الملاهي .
و روي أنه لما سجنه السباسبري كتب قصته و أنفذها إلى مكة ، فعلقت في الكعبة فيها : إلى الله العظيم من المسكين عبده اللهم إنك العلم بالسرائر ، المطلع على الضمائر ، اللهم غني بعلمك ، و إطلاعك على خلقك ، عن إعلامي هذا عبد قد كفر نعمك و ما شكرها ، و ألغى العواقب و ما ذكرها ، اطغاه حلمك ، حتى تعدى علينا بغياً ، و أساء إلينا عتوا و عدواً ، اللهم قل الناصر ، و اعتز الظالم ، و أنت المطلع العالم ، المنصف الحاكم ، بك نعتز عليه ، و إليك نهرب من بين يديه ، فقد تعزز علينا بالمخلوقين ، و نحن نعتز بك ، و قد حاكمناه إليك ، و توكلناه في إنصافنا منه عليك ، و رفعنا ظلامتنا هذه إلى حرمك ، و وثقنا في كشفها بكرمك ، فاحكم بيننا بالحق و أنت خير الحاكمين .
و في سنة ثمان و عشرين مات الظاهر العبيدي صاحب مصر ، و أقيم ابنه المستنصر بعده ـ و هو ابن سبع سنين ـ فأقام في الخلافة ستين و أربعة أشهر .
قال الذهبي : و لا أعلم أحداً في الإسلام لا خليفة و لا سلطاناً أقام هذه المدة . و في أيامه كان الغلاء بمصر الذي ما عهد مثله منذ زمان يوسف ، فأقام سبع سنين حتى أكل الناس بعضهم بعضاً ، و حتى قيل : إنه بيع رغيف بخمسين ديناراً .
و في سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة قطع المعز بن باديس الخطبة للعبيدي بالمغرب و خطب لبني العباس .
و في سنة إحدى و خمسين كان عقد الصلح بين السلطان إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة و بين السلطان جغري بك بن سلجوق أخي طغرلبك صاحب خراسان بعد حروب كثيرة ، ثم مات جغري بك في السنة ، و أقيم مكانه ابنه ألب أرسلان .
و في سنة أربع و خمسين زوج الخليفة ابنته لطغرلبك بعد أن دافع بكل ممكن ، و انزعج و استعفى ، ثم لان لذلك برغم منه ، و هذا أمر لم ينله أحد من ملوك بني بويه مع قهرهم الخلفاء و تحكمهم فيهم .
قلت : و الآن زوج خليفة عصرنا ابنته من واحد من مماليك السلطان فضلاً عن السلطان ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .
ثم قدم طغرلبك في سنة خمس و خمسين فدخل بابنة الخليفة ، و أعاد المواريث و المكوس ، و ضمن بغداد بمائة و خمسين ألف دينار ، ثم رجع إلى الري فمات بها في رمضان ، فلا عفا الله عنه . و أقيم في السلطنة بعده ابن أخيه عضد الدولة ألب أرسلان صاحب خراسان ، و بعث إليه القائم بالخلع و التقليد .
قال الذهبي : و هو أول من ذكر بالسلطان على منابر بغداد ، و بلغ ما لم ما يبلغه أحد من الملوك ، و افتتح بلاداً كثيرة من بلاد النصارى ، و استوزر نظام الملك ، فأبطل ما كان عليه الوزير قبله عميد الملك من سب الأشعرية ، و انتصر للشافعية ، و أكرم إمام الحرمين ، و أبا القاسم القشيري ، و بنى النظامية ، قيل و هي أول مدرسة بنيت للفقهاء .
و في سنة ثمان و خمسين ولدت بباب الأزج صغيرة لها رأسان و وجهان و رقبتان على بدن واحد .
و فيها ظهر كوكب كأنه دارة القمر ليلة تمامه بشعاع عظيم ، و هال الناس ذلك ، و أقام عشر ليال ، ثم تناقص ضوؤه و غاب .
و في سنة تسع و خمسين فرغت المدرسة النظامية ببغداد ، و قرر لتدريسها الشيخ أبو إسحاق الشيرازي ، فاجتمع الناس ، فلم يحضر و اختفى ، فدرس ابن الصباغ صاحب الشامل ، ثم تلطفوا بالشيخ أبي إسحاق حتى أجاب و درس .
و في سنة ستين كانت بالرملة الزلزلة الهائلة التي خربتها حتى طلع الماء من رؤوس الآبار ، و هلك من أهلها خمسة و عشرين ألفاً ، و أبعد البحر عن ساحله مسيرة يوم ، فنزل الناس إلى أرضه يلتقطون السمك ، فرجع الماء فأهلكهم .
و في سنة إحدى و ستين احترق جامع دمشق ، و زالت محاسنه ، و تشوه منظره ، و ذهبت سقوفه المذهبة .
و في سنة اثنتين و ستين و رد رسول أمير مكة على السلطان ألب أرسلان بأنه أقام الخطبة العباسية ، و قطع خطبة المستنصر المصري ، و ترك الأذان بحي على خير العمل ، فأعطاه السلطان ثلاثين ألف دينار و خلعاً .
و سبب ذلك ذلة المصريين بالقحط المفرط سنين متوالية حتى أكل الناس الناس ، و بلغ الإردب مائة دينار ، و بيع الكلب بخمسة دنانير ، و الهر بثلاثة دنانير .
و حكى صاحب [ المرآة ] : أن امرأة خرجت من القاهرة و معها مد جوهر ، فقالت : من يأخذه بمدبر ؟ فلم يلتفت إليها أحد .
و قال بعضهم يهنئ القائم :
و قد علم المصري أن جنوده       سنو يوسف فيها و طاعون عمواس
أقامت به حتى استراب بنفسه       و أوجس منها خيفة أي إيجاس
و في سنة ثلاث و ستين خطب بحلب للقائم ، و للسلطان ألب أرسلان ، لما رأوا قوة دولتهما و إدبار دولة المستنصر .
و فيها كانت وقعة عظيمة بين الإسلام و الروم ، و نصر المسلمون ، و لله الحمد ، و مقدمهم السلطان ألب أرسلان ، و أسر ملك الروم ، ثم أطلقه بمال جزيل ، و هادنه خمسين سنة .
و لما أطلق قال السلطان : أين جهة الخليفة ؟ فأشار له ، فكشف رأسه ، و أوما إلى الجهة بالخدمة .
و في سنة أربع و ستين كان الوباء في الغنم إلى الغاية .
و في سنة خمس و ستين قتل السلطان ألب أرسلان ، و قام في الملك بعده ملكشاه ، و لقب [ جلال الدولة ] ، ورد تدبير الملك إلى نظام الملك ، و لقبه [ الأتابك ] ، و هو أول من لقبه ، و معناه الأمير الوالد .
و فيها اشتد الغلاء بمصر ، حتى أكلت امرأة رغيفاً بألف دينار ، و كثر الوباء إلى الغاية .
و في سنة ست و ستين كان الغرق العظيم ببغداد ، و زادت دجلة ثلاثين ذراعاً ، و لم يقع مثل ذلك قط ، و هلكت الأموال و الأنفس و الدواب ، و ركبت الناس في السفن ، و أقيمت الجمعة في الطيار على وجه الماء مرتين ، و قام الخليفة يتضرع إلى الله ، و صارت بغداد ملقة واحدة ، و انهدم مائة ألف دار أو أكثر .
و في سنة سبع و ستين مات الخليفة القائم بأمر الله ليلة الخميس الثالث عشر من شعبان ، و ذلك أنه افتصد و نام ، فانحل موضع الفصد ، و خرج منه دم كثير ، فاستيقظ و قد انحلت قوته ، فطلب حفيده ولي العهد عبد الله بن محمد و وصاه ، ثم توفي . و مدت خلافته خمس و أربعون سنة .
مات في أيامه من الأعلام : أبو بكر البرقاني ، و أبو الفضل الفلكي ، و الثعلبي المفسر ، و القدوري شيخ الحنفية ، و ابن سينا شيخ الفلاسفة ، و مهيار الشاعر ، و أبو نعيم صاحب [ الحلية ] ، و أبو زيد الدبوسي ، و البرادعي المالكي صاحب [ التهذيب ] ، و أبو الحسين البصري المعتزلي ، و مكي صاحب [ الإعراب ] ، و الشيخ أبو محمد الجويني ، و المهدوي صاحب التفسير ، و الإفليلي ، و الثمانيني ، و أبو عمر الداني ، و الخليل صاحب [ الإرشاد ] ، و سليم الرازي ، و أبو العلاء المعري ، و أبو عثمان الصابوني ، و ابن بطال شارح البخاري ، و القاضي أبو الطيب الطبري ، و ابن شيطا المقرئ ، و الماوردي الشافعي ، و ابن باب شاذ ، و القضاعي صاحب [ الشهاب ] ، و ابن برهان النحوي ، و ابن حزم الظاهري ، و البيهقي ، و ابن سيده صاحب [ المحكم ] ، و أبو يعلى بن الفراء شيخ الحنابلة ، و الحضرمي من الشافعية ، و الهذلي صاحب [ الكامل ] في القراءات ، و الفريابي ، و الخطيب البغدادي ، و ابن رشيق صاحب [ العمدة ] ، و ابن عبد البر .

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .