|
|
المعتضد بالله داود بن
المتوكل 815 هـ ـ 824 هـ
المعتضد بالله : أبو الفتح داود بن المتوكل ، أمه أم ولد تركية اسمها كزل .
بويع بالخلافة بعد خلع أبيه سنة خمس عشرة ، و السلطان حينئذ المؤيد ، فاستمر إلى أن
مات في محرم سنة أربع و عشرين ، فقلد السلطنة ابنه أحمد ، و لقب [ المظفر ] و جعل
نظامه ططر ، ثم قبض عليه ططر في شعبان ، فقلد الخليفة السلطنة ، و لقب [ الظاهر ]
ثم مات ططر من عامه في ذي الحجة ، فقلد ابنه محمداً و لقب [ الصالح ] و جعل نظامه
برسباي .
ثم وثب برسباي على الصالح فخلعه ، و قلده الخليفة السلطنة في ربيع الآخر سنة خمس و
عشرين ، فاستمر إلى أن مات في ذي الحجة سنة إحدى و أربعين ، فقلد ابنه يوسف و لقب [
العزيز ] و جعل جقمق نظامه ، فوثب جقمق على العزيز و قبض عليه في ربيع الأول سنة
اثنتين و أربعين ، فقلد الخليفة و لقب [ الظاهر ] فمات الخليفة في أيامه .
و كان المعتضد من سروات الخلفاء ، نبيلاً ، ذكياً ، فطناً ، يجالس العلماء و
الفضلاء و يستفيد منهم ، و يشاركهم فيما هم فيه ، جواداً سمحاً إلى الغاية .
مات في يوم الأحد رابع ربيع الأول سنة خمس و أربعين و قد قارب السبعين ، قاله
ابن حجر ، و أخبرتني ابنة أخيه أنه عاش ثلاثاً و ستين
.
و من الحوادث الغريبة في أيامه : سنة ست عشرة ، تولى الحسبة صدر الدين ابن الآدمي ،
مضافة للقضاء ، و هو أول من جمع بين القضاء و الحسبة .
و فيها سنة تسع عشرة وليها منكلى بغا ، و هو أول من ولي الحسبة من الأتراك في
الدنيا . و فيها ظهر بمصر شخص يدعي أنه يصعد إلى السماء و يشاهد الباري تعالى و
يكلمه ، و اعتقده جمع من العوام ، فعقد له مجلس ، و استتيب فلم يتب ، فعلق المالكي
الحاكم بقتله على شهادة اثنين بأنه حاضر العقل ، فشهد جماعة من أهل الطب أنه مختل
العقل ، فقيد في البيمارستان .
و في سنة إحدى و عشرين ولدت ببلبيس جاموسة مولوداً برأسين و عنقين و أربعة أيد و
سلسلتي ظهر و دبر واحد و رجلين اثنتين لا غير و فرج واحد أثنى و الذنب المفروق
باثنتين ، فكانت من بديع صنع الله .
و في سنة اثنتين و عشرين وقع زلزلة عظيمة بارزنكان ، و هلك بسببها عالم كثير . و
فيها تمت المدرسة المؤيدية ، و جعل شيخها الشمس ابن المديري ، و حضر السلطان درسه ،
و باشر ولد السلطان إبراهيم فرش سجادة الشيخ بيده .
و في سنة ثلاث و عشرين ذبح جمل بغزة فأضاء لحمه كما يضيء الشمع ، و رمي منه قطعة
لكلب فلم يأكلها .
و في سنة أربع و عشرين استمرت زيادة النيل إلى آخر هاتور ، و غرق بذلك زرع كثير .
و في سنة خمس و عشرين ولدت فاطمة بنت القاضي جلال الدين البلقيني ولداً خنثى له ذكر
و فرج ، و له يدان زائدتان في كفه ، و في رأسه قرنان كقرني الثور ، مات بعد ساعة .
و فيها زلزلت القاهرة زلزلة لطيفة .
و فيها كثر النيل في ثامن عشري أبيب .
و ممن مات في أيامه من الأعلام : الشهاب ابن حجة فقيه الشام ،
و البرهان بن رفاعة الأديب ، و الزين أبو بكر المراغي فقيه المدينة و محدثها ، و
الحسام الأبيودري ، و الجمال ابن ظهيرة حافظ مكة ، و المجد الشيرازي صاحب القاموس ،
و خلف النحريري من كبار المالكية ، و الشمس ابن القباني من كبار الحنيفة ، و أبو
هريرة بن النقاش ، و الوانوغي ، و الأستاذ عز الدين بن جماعة ، و ابن هشام العجمي ،
و الصلاح الأفقهسي ، و الشهاب الغزي أحد أئمة الشافعية ، و الجلال البلقيني ، و
البرهان البيجوري ، و الوالي العراقي ، و الشمس ابن المديري ، و الشرف القباني ، و
العلاء بن المعلى ، و البدر بن الدماميني ، و التقي الحصني شارح أبي شجاع ، و
الهروي ، و السراج قارىء الهداية ، و المنجم ابن حجي ، و البدر البشتكي ، و الشمس
البرماوي ، و الشمس الشطنوفي ، و التقي الفاسي ، و الزين القمني ، و النظام يحيى
السيرافي ، و قراء يعقوب الرومي ، و الشرف ابن مفلح الحنبلي ، و الشمس ابن القيشري
، و ابن الجزري شيخ القراءات ، و ابن خطيب الدهشة ، و الشهاب الإبشيطي ، و الزين
التفهني ، و البدر القدسي ، و الشرف بن المقري عالم اليمن صاحب [ عنوان الشرف ] و
التقي ابن حجة الشاعر ، و الجلال المرشدي نحوي مكة ، و الهمام الشيرازي تلميذ
الشريف ، و الجمال ابن الخياط عالم اليمن ، و البوصيري المحدث ، والشهاب ابن الحمرة
، و العلاء البخاري ، و الشمس البساطي ، و الجمال الكازروني عالم طيبة ، و المحب
البغدادي الحنبلي ، و الشمس ابن عمار ، و آخرون . |
|
|