البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

ماهي المعجزه
لاشئ زاد في الكون
العقل قاصر....ومحدود
المعجزه....للتحدي
استمرارية الرساله
معجزة القرأن
معجزات حسيه لا تتكرر
الفرق بين معجزات الرسل
معجزة حرب الروم والفرس
القرأن خاطب كل الاجناس
المعجزات الماديه لرسول الله
تنبؤات المستقبل اعجاز للرسول
العلامات الصغرى للآخره تحققت
معجزه حسيه ومعجزه مستقبليه
الرسول انفرد بمعجزة كبرى
عالم الجــن
معجزات مع أجناس الارض
حساب الزمن يختلف
ونبع الماء من بين أصابعه
أنين الجذع في المسجد
البركه في الطعام
معجزات بلا حصر
ومعجزات مع الكائنات الحيه
أحناس الكون وشهادتها للرسول
البركه....للرسول الكريم
ومعجزات لم تحدث
ولكن...هل اجدت المعجزات
ولو أستجاب لهلكو
آيات تحققت لغيرهم
المعجزه الرابعه لن تفيد شيئا"
الصعود الى السماء

 
 

المكتبـــة العـــامـــه

معجــزات الرســــول- صلى الله عليه وسلم

 

 
 

للامام الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي

 
 

 
 
 لاشيء زاد في الكون


وهذا يدل على أن الانسان لم يزد شيئا" أساسيا" في هذا الكون .. لأن الأساسيات خلقها الله تبارك وتعالى .. وكل مافعله الانسان أنه أخذ هذه الأساسيات وبدأ يرتقي بها بما أودعه الله فيه من العقل ..  فبعد أن يذهب الى البئر لاحضار الماء .. استطاع أن يجعل الماء يصل اليه وهو في منزله ، ذلك ترف الحياة ، لأن ضرورة الحياة ـ وهي الماء ـ كانت موجودة في البئر أو في النهر ، وكل مافعله الانسان أنه جعل عملية الوصول الى الماء فيها ترف بألا تتعب حتى تذهب الى البئر أو النهر .. وفيها اختصار للزمن بأن يصل اليك الماء في وقت أقل وبلا أي مجهود ..
وكان الانسان يغسل ملابسه بيده ، وهو الآن يستخدم الغسالة الكهربائية .. هذه الغسالة ارتقت به فجعلت الوقت أقل والراحة أكثر .
وهكذا كل الاختراعات .. أيضا" المصعد يجعلك تصعد أو تهبط بسهولة وسرعة وراحة .. وكذلك كل الأشياء التي تريد أن تحصل عليها .. ماعليك الا أن تضغط على زر فيأتيك ماتطلب من مأكولات أو مشروبات أو مسموعات أو مرئيات ، الخ ماوفره العلم الحديث للانسان .. أما الأساسيات فهي من صنع الله سبحانه وتعالى .
لقد أتاح العلم للانسان أن يستنبط أصنافا" من التفاح أو الموز أو الخضراوات أو غيرها ، أكثر حلاوة أو أزهى لونا" أو الذ طعما" ..وهذا ترف .. ولكن الثمرة الأولى من التفاح خلق الله ، جاءتك هدية من السماء ،ولولا هذه الثمرة الأولى ماكنت مستطيعا" أن توجد تفاحة واحدة .. ولكن لو لم يخلق الله هذا النوع من الفاكهة أو الخضراوات .. لما استطعت أن تستنبط وتطور .. لكنه خلقها .. وكما كان بامكانك أن تعيش على الثمرة الأولى كما خلقها الله لك دون أن تشعر بأي نقص في ضروريات حياتك.
اذن فمهمة الانسان أن يأخذ من الموجود ليرتقي . ولكن الايجاد في الكون هو من الله تبارك وتعالى وحده .. انك لو تتبعت أي نعمة من نعم الله تجد أن الموجد لها ليس هو الانسان ، ولكنه الله سبحانه وتعالى .
الثمار الموجودة من أين جاءت ؟ .. من الشجرة التي قبلها .. والشجرة التي قبلها أخذتها من الشجرة التي قبلها ، وهكذا حتى تصل في آخر الأمر الى بداية الوجود لهذه الشجرة .. من أين جاءت ولم يكن هناك موجود قبلها ؟  .. لقد جاءت خلقا" مباشرا" من الله جل جلاله ، ولذلك فمن الواجب على الانسان عندما يتساءل : من الذي  أوجد لي كل هذا ؟ .. من الذي خلق لي هذا الكون المبدع ؟
اذن القضية هنا محسومة ، لأن أكثر الناس كذبا" لايستطيع أن يدعي أنه خلق هذا الكون بسمائه وأرضه ونعمه . وهناك من خَلْقِ الله من أشرك ومن كفر .. ومن افترى على الله كذبا" .. ومن حارب دين الله ورسله ، ولكن هؤلاء جميعا" ـ على كثرتهم ـ لايستطيع واحد منهم أن ينسب لنفسه أنه خلق الكون .. أو خلق نفسه ، ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى عنهم ..
{ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله} .
                               (من الآية 38سورة الزمر )
فأكثر  الناس كفرا" لايمكنه أن ينسب خلق السماوات والأرض لغير الله . لأن في هذا الكون أشياء تعجز عن ادراكها قدرة كل مخلوقات الله . فلا أحد يستطيع أن يصل الى الشمس أو النجوم أو القمر ليتحكم في دورانها .. أو السيطرة عليها أو تغيير مسارها !
وكان على الانسان عندما وجد هذا الكون الهائل ، المليء النعم التي تخدمه أن يتساءل من الذي خلقه ؟ أن يفتح عينيه ويرهف سمعه للرسول الذي يرسله الحق سبحانه وتعالى لكي يعرفنا أن خالق هذا الكون هو الله . وأنه يريد منا أن نعبده ، ونتبع منهجه . ولو استخدم الانسان العقل السليم ، ولم يتبع هواه لآمن بالرسل ، لأنهم جاءوا ليعرفوه مالايعرفه عن الله سبحانه وتعالى . وكان الرسول أمرا" ضروريا" ، لأننا لانستطيع أن نصل بعقولنا لنعرف من الذي خلق هذا الكون . غاية ادراك العقول أن تتأمل آيات الله في الخلق ، وأن تعرف أنه لابد أن هناك خالقا" عظيما" خلقه وأوجده ، وهنا تتوقف العقول ، ويبدأ دور الرسل ، فهم الذين ينبئوننا أن خالق هذا الكون هو الله جل جلاله ، وأن صفاته كذا وكذا ، وأنه يريد منا كذا وكذا .