البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

ماهي المعجزه
لاشئ زاد في الكون
العقل قاصر....ومحدود
المعجزه....للتحدي
استمرارية الرساله
معجزة القرأن
معجزات حسيه لا تتكرر
الفرق بين معجزات الرسل
معجزة حرب الروم والفرس
القرأن خاطب كل الاجناس
المعجزات الماديه لرسول الله
تنبؤات المستقبل اعجاز للرسول
العلامات الصغرى للآخره تحققت
معجزه حسيه ومعجزه مستقبليه
الرسول انفرد بمعجزة كبرى
عالم الجــن
معجزات مع أجناس الارض
حساب الزمن يختلف
ونبع الماء من بين أصابعه
أنين الجذع في المسجد
البركه في الطعام
معجزات بلا حصر
ومعجزات مع الكائنات الحيه
أحناس الكون وشهادتها للرسول
البركه....للرسول الكريم
ومعجزات لم تحدث
ولكن...هل اجدت المعجزات
ولو أستجاب لهلكو
آيات تحققت لغيرهم
المعجزه الرابعه لن تفيد شيئا"
الصعود الى السماء

 
 

المكتبـــة العـــامـــه

معجــزات الرســــول- صلى الله عليه وسلم

 

 
 

للامام الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي

 
 

 
 
أجناس الكون وشهادتها للرسول


إن كل جنس من أجناس الكون مقهور .. ولأنها مقهورة فإنها ترى مالا نرى وتعرف مالا نعرف .. ولقد أعطانا القرآن الكريم مثلاً في أن الهدهد عرف مالم يعرفه سليمان عليه السلام .. واقرأ قوله تعالى :
 { فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأٍ يقين إني وجدت امرأةً تملكهم وأوتيت من كل شيءٍ ولها عرش عظيم وجدتها  وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايهتدون } .
                                                            (الآيات من 22ـ24سورة النمل)
من أين عرف الهدهد وهو في نظرنا طير لايعقل ؟ .. من أين عرف أن هذه مملكة سبأ .. وأنهم يسجدون للشمس من دون الله .. وأن الشيطان زين لهم أعمالهم فهم لايهتدون ، إنها طلاقة قدرة الله الذي لم يقصر علمه على خلق دون آخر أو جنس دون غيره من الأجناس .
بعض الناس قد يسأل عن موقف العقل من هذه المعجزات ؟ .. نقول وما دخل العقل في المعجزة ؟!إن العقول بطبيعتها تعجز عن ادراكها أو ايجاد تفسير لها . . لأنها لو كانت أمرا" عاديا" متكررا" متفقا" مع العقل ماكانت معجزة ..لأن المعجزة خرق لقوانين الكون المألوفة للانسان وإلا فقل لي : هل يتفق مع العقل أن النار لاتحرق ؟ كما حدث لابراهيم عليه السلام .. أو أن البحر ينشق بعصا موسى ثم يعود مرة أخرى ؟ أوسكينة حادة ثم لاتذبح كما حدث لاسماعيل ، أوالأبرص والأكمه يشفيان بلمسة من عيسى عليه السلام ؟ ..
كل هذه أشياء مقصود بها أن تكون معجزة فعلا" .. تعجز فيها كل العقول .. ولا تستطيع أن تصل اليها ولا أن تعرف أسرارها ..
إن الله سبحانه وتعالى وهو يثبت رسله إنما يثبتهم بمعجزات تفوق قدرات العقول البشرية حتى يعرف الناس كل الناس أنها من قدرات الله وليست من قدرات البشر .
ولو حاولنا أن نقيس المعجزات بعقولنا لأخرجناها من كونها معجزة .. فحدود العقل في أمور الدنيا فقط ، ثم تتوقف بعد ذلك .. واذا حاول أحدنا أن يقيس المعجزة بعقله نقول له قف .. فليست هذه مهمة العقل ، ولا في مقدوره .
هل تستطيع بالعقل أن تفسر كيف رفع الله الجبل فوق موسى وقومه ؟ وهل الجبل أقل كثافة من الهواء حتى يسبح ويرتفع فيه وقرأ قوله سبحانه وتعالى :
{ وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ماّأتنيناكم بقوة واذكروا مافيه لعلكم تتقون } .
                                                                  (الآية 171 سورة الأعراف}
اذا استخدمت عقلك هل تستطيع أن تصل إلى سر هذا " الجواب بالقطع لا .. لأن هذه المسألة تحتاج إلى ايمان بأن الله على كل شيء خلقه الله سبحاه وتعاله فيه حياة .. نوع من الحياة التي تتناسب مهمته والتي لانفهمها نحن .. وكل شيء مسبح لله خضع لإرادته .
وكما بكى جذع النخلة وسمع انينه ، كذلك مشت الشحرة إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام .. وكما قلت أن هذه المعجزات من المعجزات الحسية مقصود بها من رآها ، وكل ماهو مطلوب منا أن نتأكد أن الذي شاهدها ورواها لنا من الثقات الأولين . أما المعجزات التي ذكرت في القرآن فهي موثقة بالقرآن الكريم .. كلام الله سبحانه وتعالى الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكفى بالله شهيدا .
وعن معجزاته عليه الصلاة والسلام مع عالم الحيوا ن.. روى لنا الإمام أحمد عن يعلي بن مرة الثقفي رضي الله عنه قال : (بينما نحن نسير مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في سفر مررنا ببعير يسقي أصحابه عليه .. فلما رأى البعير النبي عليه الصلاة والسلام أصدر صوتا" عالياً ، فوقف النبي عليه الصلاة والسلام وقال أين صاحب البعير ؟ . فجاء صاحبه .. فطلب منه عليه الصلاة والسلام أن يبيعه له .. فقال صاحب الجمل بل نهبه لك يارسول الله .. وأنه لأهل بيت مالهم معيشة غيره (أي يستعينون به في حياتهم ) ..فقال النبي عليه الصلاة والسلام .. أما إذ ذكرت هذا من أمره فإنه شكا كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه ) .
هذه هي معجزة لرسول الله عليه الصلاة والسلام ، وكيف لايشكو البعير لمن جاء رحمة للعالمين لكل أجناس الكون .
هذا البعير يعلم أن رسول الله عليه الصلاة والسلام جاء رحمة للعالمين . فشكى إليه ظلم الإنسان .. والله سبحانه وتعالى أعلم رسوله عليه الصلاة والسلام مايقوله البعير .. حتى يؤدي مهمته بالنسبة لأجناس الكون كلها .. فتدخل رسول الله عليه الصلاة والسلام لأنه رحمة مهداة ورفع الظلم عن الجمل .
قد يقول بعض الناس . هل فهم الصحابة كلام البعير ؟..
نقول سواء فهموه أو أخبرهم به رسول الله عليه الصلاة والسلام .. فانه مجرد إخبار الرسول عليه الصلاة والسلام به يجعلنا نصدق ونتأكد أنه حدث .. لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لاينطق  إلا حقا" وماينطق عن الهوى .. والمطلوب منا فقط أن نتأكد أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد قال .. فإن قال فقد صدق .
وإذا كنا سنتحدث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام الرحمة للعالمين .. فإننا لابد أن نذكر تلك الحمرة (طائر صغير كالعصفور ) التي أخذ بعض القوم بيضها من عشها .. فجاءت إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام تشكو .. فقال عليه الصلاة والسلام من فجع هذه بفرخيها ؟.. قالوا نحن ..قال :ردوهما رحمة بها .
وتلك الظبية التي مر بها رسول الله عليه الصلاةوالسلام وهي مربوطة إلى خباء أعرابي (مكان إقامته ) فقالت يارسول الله خلي عني حتى أذهب لأرضع خشفي (يعني أولادها والخشف مثل ولد الغزال ) .. ثم أرجع فتربطني .. فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام أنت صيد قوم وربيطة قوم .. وحلها فما مكثت إلا قليلا" حتى جاءت ونقضت مافي ضرعها (أي اختفى اللبن الذي كان يملأ الضرع ) فربطها رسول الله عليه الصلاة والسلام وذهب إلى أصحابها فاستوهبها منهم فوهبوها له فأطلقها) .
وذلك الضب الذي جاء به أعرابي في مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال : والللات والعزى لاآمنت بك حتى يؤمن بك هذا الضب .. واخرج الضب من كمه وطرحه بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام ! فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ياضب .. فأجاب الضب بلسان عربي يسمعه القوم جميعا" : لبيك وسعديك يازين من وافى قيامه .. فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام :من تعبد ياضب ؟ .. قال الضب : الذي في السماء عرشه ، وعلى الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي الجنة رحمته ، وفي النار عقابه . فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : فمن أنا ياضب ؟.. فقال : أنت رسول رب العالمين وخاتم النبيين .. لقد أفلح من صدقك ، وقد خاب من كذبك . فآمن الأعرابي .
بعض الناس  يتساءل كيف يستطيع الضب أن يتكلم بلغة عربية ويقول هذا الكلام ؟ نقول لهؤلاء جميعا" : ألم تقرأوا قول الحق سبحانه وتعالى :
{ وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم داّبة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بأياتنا لايوقنون}
                                                                    (الآية 82 من سورة النمل )
إذن فهناك آية كبرى ستحدث قرب قيام الساعة ، وعندما تتقدم الحضارة والمدنية ويظن الناس أنهم أصبحوا يحكمون كل شيء بذاتهم .. فيأتي الله تبارك وتعالى بمعجزة تتحداهم ، والعلم قد وصل إلى القمر وإلى المريخ .. وقد يكشف الله سبحانه وتعالى من أسرار علمه للبشر مايجعلهم يغترون بعلمهم وذواتهم .. فيأتي الله جل جلاله بمعجزة تتحداهم ولايقدرون عليها ..
إن العلم الذي وهبه الله لخلقه ودلهم عليه قد يحقق الكثير .. ولكنه علم محدود .. قاصر .. فهو لايمكن أن يجعل الدابة تتكلم .. فيأتي الله سبحانه وتعالى بدابة من الأرض تكلمهم .. ليريهم عجزهم أمام قدراته جل جلاله .. وإذا كان كلام الدابة يقينا في القرآن الكريم ولو لم يأت وقته بعد .. فلا تتعجب إذا كان الله تبارك وتعالى يؤيد رسوله بنفس المعجزة .. ليملأ الايمان قلوب الموجودين في أي مكان وأي زمان !
روينا في الفصول السابقة بعض معجزاته عليه الصلاة والسلام بالنسبة لبعض أجناس الكون في السماء والأرض .. من جماد ونبات وحيوان وطير .. إلخ .. وكان لرسول الله صلى  الله عليه وسلم مع الانسان أيضا" معجزات كثيرة ... نذكر من بينها ساعة خروجه صلى الله عليه وسلم من بيته مهاجرا" .. قفد أحاط ببيته فتية قريش أو أقوى فتيانها يحملون سيوفهم ليقتلوا سيد المرسلين ، ولم يكن هناك ـ بأسباب الدنيا ـ نجاة من الخطر . فالرسول عليه الصلاة والسلام داخل بيته ، وهؤلاء الفتية يحيطون بالبيت ..ولكن الله سبحانه وتعالى أخذ النور من عيونهم ساعة خروج الرسول عليه الصلاة والسلام .. فلم تعد عيونهم ترى شيئا" ويخرج الرسول عليه الصلاة والسلام ويمسك حفنة من التراب ويلقيها عليهم وهو يقول شاهت الوجوه وهم لايتحركون .. بل كأنهم قد سلبت منهم الحياة .
بعض الناس يقول أنهم ألقى عليهم النوم ، ونقول : هل ينام الانسان وهو واقف ؟.. إنه قد ينام وهو جالس أو وهو مضطجع أو وهو راقد .. ولكنه لاينام وهو واقف .. وإذا حدث أنه نام وهو واقف فإنه يسقط على الأرض في الحال .. ولكن هؤلاء الكفرة من قريش ظلوا واقفين وسيوفهم في أيديهم ..ولكنهم لم يروا شيئا" ولم يسمعوا شيئا" .. حتى بعد أن ألقى الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم التراب فوق رؤوسهم لم يتنبهوا بشيء ولم يحسوا إلا بعد أن أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيدا" وأصبحوا لاينالونه .
تلك إحدى معجزات الهجرة التي حدثت لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. ذلك أن العين لاتبصر إلا بإذن الله .. واليد لاتتحرك إلا بإذن الله .. والقدم لاتخطو إلا بإذن الله .. وقد سلب الله سبحانه وتعالى من عيون هؤلاء الواقفين حول بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قوة الابصار ..وسلب منن أجسامهم قدرة الحركة .. وعندما أفاقوا كان كل شيء قد انتهى .
ومن معجزات يوم الهجرة أنه عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر الصديق سرا" .. جن جنون قريش فأرسلت مناديا" ينادي في قبائل البدو أن من يظفر بمحمد وصاحبه ويعود بهما إلى مكة سنعطيه مائتين من النوق والحوامل .
وطمع سراقة بن مالك وكان فارسا قويا" ، في الحصول على هذه الجائزة ، فركب فرسه وانطلق يريد اللحاق بالنبي وصاحبه .. وحين رآهما واقترب منهما ساخت فرسه في الرمال إلى ركبتيها (أي غاصت أرجلها في الرمال حتى ركبتيها ) فسقط عنها .. وحاول أن ينهضها فساخت مرة أخرى .. فاستغاث سراقة بمن كان يريد قتله (!!) واستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم فنهضت فرسه .
لكن سراقة لم يفارقه طمعه في الثروة بعد النجاة !! فحاول اللحاق بالنبي وصاحبه .. فساخت فرسه مرة أخرى ، فاستغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكرر المحاولة للمرة الثالثة فحدث نفس الشيء!! حيئئذ عرف أن الله يحفظ رسوله . فمشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرض سراقة عليه أن يأخذ من ماله ماشاء ، ولكنه رفض .. فقال يارسول الله سأرجع من حيث أتيت . . وأريد أن تكتب لي كتاب أمان .. فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً ثم قال له : كيف أنت ياسراقة اذا لبست سوارى كسرى ؟ (أي ماكان يلبسه في يديه ) .. فقال سراقة كسرى بن هرمز ؟ .. قال النبي نعم ..
ومرت الأيام وجاء عهد عمر بن الخطاب .. وانتصر المسلمون على الفرس ، وفر كسرى هارباً .. تاركاً كل مافي قصره من كنوز بينها سوارى كسرى .. ولما جيء بالغنائم إلى عمر بن الخطاب وكان سراقة جالساً عنده فألبسه عمر السوارين .. وعندئذ تذكر سراقة ماقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ففاضت عيناه بالدموع .
وفي غار حراء والرسول مهاجر إلى المدينة .. وصل الكفار إلى باب الغار ..  وقال قصاص الأثر :  إن آثار الأقدام قد انتهت هنا .. ( أي عند مدخل الغار ) .. وقال أبو بكر رضي الله عنه .. لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لرآنا .. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : ماظنك ياأبا بكر باثنين الله ثالثهما ..
إن الرسول الكريم يريد أن يلفت أبا بكر إلى أنهما في معية الله تحيط بهما عنايته .. والله سبحانه وتعالى لايرى .. ولذلك فإن كل من في معيته لايراهم أحد ولايستطيع أن يعرف مكانهم .. ولذلك فإنه مهما نظر الكفار فانهم لن يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر الصديق .
ولم يكن نسيج العنكبوت أو بيض الحمامة ، ليمنع الكفار إن دخلوا الغار ، فلو أن عقولهم تقول إنه من غير المعقول أن يكون رسول الله عليه الصلاة والسلام مختبئا" في هذا الغار .. فإنه كان من الممكن ــ للتأكد ـ ا، يدخلوا الغار لتطمئئن قلوبهم إلى أنه لايوجد أحد بداخله .. ولكن الله سبحانه وتعالى وهو المتحكم في الخواطر واللعقول .. جعل ذلك لايخطر على بالهم .. وحتى لو دخلوا .. لمنعهم معية الله من الرؤية .