البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

أبو العباس السفاح أبو جعفر المنصور المهدي  الهادي
هارون الرشيد  الأمين المأمون  

   الهادي موسى بن المهدي بن المنصور 169 هـ ـ 170 هـ
الهادي : أبو محمد موسى بن المهدي بن المنصور ، و أمه أم ولد بربرية اسمها الخيزران ، ولد بالري سنة سبع و أربعين و مائة ، و بويع بالخلافة بعد أبيه بعهد منه .
قال الخطيب : و لم يل الخلافة قبله أحد في سنة ، فأقام فيها سنة و أشهراً ، و كان أبوه أوصاه يقتل الزنادقة ، فجد في أمرهم ، و قتل منهم خلقاً كثيراً ، و كان يسمى موسى أطبق لأن شفته العليا كانت تقلص ، فكان أبوه وكل به في صغره خادماً كلما رآه مفتوح الفم قال : موسى أطبق ، فيفيق على نفسه و يضم شفتيه ، فشهر بذلك .
قال الذهبي : و كان يتناول المسكر ، و يلعب ، و يركب حماراً فارهاً ، و لا يقيم أبهة الخلافة ، و كان مع ذلك فصيحاً ، قادراً على الكلام ، أديباً ، تعلوه هيبة ، و له سطوة و شهامة .
و قال غيره : كان جباراً ، و هو أول من مشت الرجال بين يديه بالسيوف المرهفة ، و الأعمدة ، و القسي الموترة ، فاتبعه عماله به في ذلك ، و كثر السلاح في عصره .
مات في ربيع الأخر سنة سبعين و مائة ، و اختلف في سبب موته ، فقيل : إنه دفع نديماً له من جرف على أصول قصب قد قطع ، فتعلق النديم به فوقع ، فدخلت قصبة في منخره ، فماتا جميعاً . و قيل : أصابته قرحة في جوفه ، و قيل : سمته أمه خيزران لما عزم على قتل الرشيد ليعهد إلى ولده ، و قيل : كانت أمه حاكمة مستبدة بالأمور الكبار ، و كانت المواكب تغدو إلى بابها ، فزجرهم عن ذلك ، و كلهما بكلام وقح ، و قال : لئن وقف ببابك أمير لأضربن عنقه ! أما لك مغزل يشغلك ، أو مصحف يذكرك ، أو سبحة ؟ فقامت ما تعقل من الغضب ، فقيل : إنه بعث إليها بطعام مسموم ، فأطعمت منه كلباً ، فانتثر ، فعملت على قتله لما وعك بأن غموا وجهه ببساط جلسوا على جوانبه ، و خلف سبعة بنين .
و من شعر الهادي في أخيه هارون لما امتنع من خلع نفسه :
نصحت لهارون ، فرد نصحتي       و كل امرئ لا يقبل النصح نادم
و أدعوه للأمر المؤلف بيننا       فيبعد عنه ، و هو في ذاك ظالم
و لولا انتظاري منه يوماً إلى غد       لعاد إلى ما قلته و هو راغم
و من أخبار الهادي : أخرج الخطيب عن الفضل قال : غضب الهادي على رجل ، فكلم فيه ، فرضي ، فذهب يعتذر ، فقال له الهادي : إن الرضا قد كفاك مؤنة الاعتذار .
و أخرج عن عبد الله بن مصعب قال : دخل مروان بن أبي حفصة على الهادي ، فأنشده مديحاً له ، حتى إذا بلغ قوله :
تشابه يوماً بأسه و نواله       فما أحد يدري لأيهما الفضل
فقال له الهادي : أيما أحب إليك ثلاثون ألف معجلة ، أو مائة ألف تدور في الديوان ؟ قال : تعجل الثلاثون ألفاً ، و تدور المائة ألفاً ، قال : بل تعجلان لك جميعاً ، فحمل له ذلك .
و قال الصولي : لا تعرف امرأة ولدت خليفتين إلا الخيزران أم الهادي و الرشيد ، و ولادة بنت العباس العبسية زوج عبد الملك بن مروان ولدت الوليد و سليمان ، و شاهفرند بنت فيروز بن يزدجرد بن كسرى ولدت للوليد بن عبد الملك يزيد الناقص و إبراهيم ، و وليا الخلافة . قلت : يزاد على ذلك باي خاتون سرية المتوكل الأخير ولدت العباس و حمزة و وليا لاخلافة و كزل سريته أيضاً ولدت داود و سليمان و ولياها .
ثم قال الصولي : لا يعرف خليفة ركب البريد إلا الهادي من جرجان إلى بغداد .
قال : و كان نقش خاتمه [ الله ثقة موسى وبه يؤمن ] .
قال الصولي : و لسلم الخاسر في الهادي بمدحه :
موسى المطر       غيث بكر
ثم انهمر       ألوى المرر
كم اعتسر       و كم قدر
ثم غفر       عدل السير
باقي الأثر       خير و شر
نفع و ضر       خير البشر
فرع مضر       بدر بدر
لمن نظر       هو الوزر
لمن حضر و المف      تخر لمن غبر
قال : و هذا على جزء جزء مستفعلن مستفعلن ، و هو أول من عمله ، و لم نسمع من قبله شعراً على جزء جزء .
و أسند الصولي عن سعيد بن سلم قال : إني لأرجو أن يغفر الله للهادي بشيء رأيته منه : حضرته يوماً و أبو الخطاب السعدي ينشده قصيدة في مدحه إلى أن قال :
يا خير من عقدت كفاه حجزته       و خير من قلدته أمرها مضر
فقال له الهادي : إلا من ويلك ؟ قال سعيد : و لم يكن استثنى في شعره ، فقلت : يا أمير المؤمنين إنما يعني من أهل هذا الزمان ، ففكر الشاعر فقال :
إلا النبي رسول الله ، إن له       فضلاً ، و أنت بذالك الفضل تفتخر
فقال : الآن أصبت و أحسنت ، و أمر له بخمسين ألف درهم .
و قال المدائني : عزى الهادي رجلاً في ابن له فقال : سرك و هو فتنة و بلية ، و يحزنك و هو ثواب و رحمة .
و قال الصولي : قال سلم الخاسر في الهادي جامعاً بين العزاء و الهناء :
لقد قام موسى بالخلافة و الهدى       و مات أمير المؤمنين محمد
فمات الذي غم البرية فقده       و قام الذي يكفيك من يتفقد
و قال مروان بن أبي حفصة كذلك :
لقد أصبحت تختال في كل بلدة       بقبر أمير المؤمنين المقابر
و لو لم تسكن بابنه بعد موته       لما برحت تبكي عليه المنابر
و لو لم يقم موسى عليها لرجعت       حنيناً كم حن الصفايا العشائر
حديث من رواية الهادي
قال الصولي : حدثني محمد بن زكريا هو الغلابي ، حدثني محمد بن عبد الرحمن المكي ، حدثنا قسورة بن السكن الفهري ، حدثنا المطلب بن عكاشة المري ، قال : قدمنا على الهادي شهوداً على رجل شتم قريشاً و تخطى إلى ذكر النبي صلى الله عليه و سلم ، فجلس لنا مجلساً أحضر فيه فقهاء زمانه ، و أحضر الرجل فشهدنا عليه ، فتغير وجه الهادي ، ثم نكس رأسه ثم رفعه فقال : سمعت أبي المهدي يحدث عن أبيه المنصور ، عن أبيه محمد ، عن أبيه علي ، عن أبيه عبد الله بن عباس ، قال : من أراد هوان قريش أهانه الله ، و أنت يا عدو الله ، لم ترض بأن أردت ذلك من قريش حتى تخطيت إلى ذكر النبي صلى الله عليه و سلم . اضربوا عنقه . أخرجه الخطيب من طريق الصولي ، و الحديث هكذا في هذه الرواية موقوف ، و قد ورد مرفوعاً من وجه آخر .
مات في أيام الهادي من الأعلام : نافع قارئ أهل المدينة ، و غيره .

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .