البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

أبو العباس السفاح أبو جعفر المنصور المهدي  الهادي
هارون الرشيد  الأمين المأمون  

  الأمين محمد بن هارون الرشيد 193هـ ـ 198هـ
الأمين : محمد أبو عبد الله بن الرشيد ، كان ولي عهد أبيه ، فولي الخلافة بعده ، و كان من أحسن الشباب صورة ، أبيض ، طويلاً ، جميلاً ، ذا قوة مفرطة ، و بطش و شجاعة معروفة ، يقال : إنه قتل مرة أسداً بيده ، و له فصاحة ، و بلاغة ، و أدب ، و فضيلة ، لكن كان سيء التدبير ، كثير التبذير ، ضعيف الرأي ، أرعن ، لا يصلح للإمارة ، فأول ما بويع بالخلافة أمر ثاني يوم ببناء ميدان جوار قصر المنصور للعب بالكرة ، ثم في سنة أربع و تسعين عزل أخاه القاسم عما كان الرشيد ولاه ، و وقعت الوحشة بينه و بين أخيه المأمون ، و قيل ، إنه الفضل بن الربيع علم أن الخلافة إذا أفضت إلى المأمون لم يبق عليه ، فأغر الأمين به ، و حثه على خلعه ، و أن يولي العهد لأبنه موسى ، و لم بلغ المأمون عزل أخيه القاسم قطع البريد عن الأمين و أسقط اسمه من الطرز و الضرب ، ثم أمن الأمين أرسل إليه يطلب منه أن يقدم موسى على نفسه ، و يذكر أنه قد سماه الناطق بالحق ، فرد المأمون ذلك ، و أباه ، و خامر الرسول معه ، و بايعه بالخلافة سراً ، ثم كان يكتب إليه بالأخبار و يناصحه من العراق ، و لما رجع و أخبر الأمين بامتناع المأمون أسقط اسمه من ولاية العهد ، و طلب الكتاب الذي كتبه الرشيد و جعله بالكعبة ، فأحضره و مزقه ، وقويت الوحشة ، و نصح الأمين أولو الرأي ، و قال له خزيمة بن خازم : يا أمير المؤمنين ، لن ينصحك من كذبك ، و لن يغشك من صدقك ، لا تجرئ القواد على الخلع فيخلعوك ، و لا تحملهم على نكث العهد فينكثوا ببيعتك و عهدك ، فإن الغادر مغلول ، و الناكث مخذول ، فلم ينتصح ، و أخذ يستميل القواد بالعطاء ، و بايع بولاية العهد لابنه موسى ، و لقبه الناطق بالحق ، و هو إذ ذاك طفل رضيع ، فقال بعض الشعراء في ذلك :
أضاع الخلافة غش الوزير       و فسق الأمير و جهل المشير
لواط الخليفة أعجوبة       و أعجب منه حلق الوزير
فهذا يدوس و هذا يداس       كذاك لعمري خلاف الأمور
فلو يستعفان هذا بذاك       لكانا بعرضة أمر ستير
و أعجب من ذا و ذا أننا       نبايع للطفل فينا الصغير
و من ليس يحسن غسل استه       و لم يخل من بوله حجر ظير
و ما ذاك إلا بفضل و بكر       يريدان طمس الكتاب المنير
و ما ذان لولا انقلاب الزما       ن في العير هذان أو في النفير
و لما تيقن المأمون خلعه ، تسمى بإمام المؤمنين ، و كوتب بذلك ، و ولي الأمين علي بن عيسى بن ماهان بلاد الجبال همذان و نهاوند و قم و أصبهان في سنة خمس و تسعين ، فخرج علي بن عيسى من بغداد في نصف جمادى الآخر و معه الجيش لقتال المأمون في أربعين ألفاً في هيئة لم ير مثلها ، و أخذ معه قيد فضة ليقيد به المأمون بزعمه ، فأرسل المأمون لقتاله طاهر بن الحسين في أقل من أربعة آلاف ، فكانت الغلبة له ، و ذبح علي و هزم جيشه ، و حملت رأسه إلى المأمون فطيف بها في خراسان ، و سلم على المأمون بالخلافة ، و جاء الخبر الأمين و هو يتصيد السمك فقال للذي أخبره : ويلك ! دعني فإن كوثراً صاد سمكتين و أنا ما صدت شيئاً بعد ، و قال عبد الله بن صالح الجرمي : لما قتل أرجف الناس ببغداد إرجافاً شديداً ، و ندم الأمين على خلعه أخاه ، وطمع الأمراء فيه ، و شغبوا جندهم لطلب الأرزاق من الأمين ، و استمر القتال بينه و بين أخيه ، و بقي أمر الأمين كل يوم في الإدبار لا نهماكه في اللعب و الجهل ، و أمر المأمون في ازدياد إلى أن بايعه أهل الحرمين و أكثر البلاد بالعراق ، و فسد الحال على الأمين جداً ، و تلف أمر العسكر ، و نفذت خزائنه و ساءت أحوال الناس بسبب ذلك ، و عظم الشر ، و كثر الخراب و الهدم من القتال و رمي المجانيق و النفط حتى درست محاسن بغداد و عملت فيها المراثي ، و من جملة ما قيل في بغداد :
بكيت دماً على بغداد لما       فقدت غضارة العيش الأنيق
أصابتها من الحساد عين       فأفنت أهلها بالمنجنيق
و دام حصار بغداد خمسة عشر شهراً ، و لحق غالب العباسيين و أركان الدولة بجند المأمون ، و لم يبق مع الأمين يقاتل عنه إلا غوغاء بغداد و الحرافشة ، إلى أن استهلت سنة ثمان و تسعين ، فدخل طاهر بن الحسين بغداد بالسيف قصراً ، فخرج الأمين بأمه و أهله من القصر إلى مدينة المنصور ، و تفرق عامة جنده و غلمانه و قل عليهم القوت و الماء .
قال محمد بن راشد : أخبرني إبراهيم بن المهدي أنه كان مع الأمين بمدينة المنصور ، قال ،: فطلبني ليلة فقال : ما ترى طيب هذه الليلة ، و حسن القمر و ضوءه في الماء ؟ فهل لك في الشراب ؟ قلت : شأنك ، فشربنا ، ثم دعا بجارية اسمها ضعف ، فتطيرت من اسمها ، فأمرها أن تغني ، فغنت بشعر النابغة الجعدي :
كليب لعمري كان أكثر ناصراً       و أيسر ذنباً منك ضرج بالدم
فتطير بذلك ، و قال : غني غير هذا ، فغنت :
أبكى فراقهم عيني فأرقها       إن التفرق للأحباب بكاء
ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم       حتى تفانوا و ريب الدهر عداء
فاليوم أبكيهم جهدي و أندبهم       حتى أؤوب و ما في مقلتي ماء
فقال لها : لعنك الله ! ما تعرفين غير هذا ؟ فقالت : ظننت أنك تحب هذا ثم غنت :
أما ورب السكون و الحرك       إن المنايا كثيرة الشرك
ما اختلف الليل و النهار ، و لا      دارت نجوم السماء في الفك
إلا لنقل السلطان عن ملك       قد زال سلطانه إلى ملك
و ملك ذي العرش دائم أبداً       ليس بفان و لا بمشترك
فقال لها : قومي لعنك الله ! فقامت فعثرت في قدح بلور له قيمة فكسرته ، فقال : ويحك يا إبراهيم ! أما ترى ؟ و الله ما أظن أمري إلا قرب ، فقلت : بل يطيل الله عمرك ، و يعز ملكك ، فسمعت صوتاً من دجلة : قضي الأمر الذي فيه تستفتيان فوثب محمد مغتماً ، و قتل بعد ليلتين ، أخذ و حبس في موضع ثم أدخل عليه قوم من العجم ليلاً فضربوه بالسيف ، ثم ذبحوه من قفاه و ذهبوا برأسه إلى طاهر فنصبها على حائط بستان ، و نودي : هذا رأس المخلوع محمد ، و جرت جثته بحبل ، ثم بعث طاهر بالرأس و البرد و القضيب و المصلى و هو من سعف مبطن إلى المأمون ، و اشتد على المأمون قتل أخيه ، و كان يجب أن يرسل إليه حياً ليرى فيه رأيه ، فحقد بذلك على طاهر بن الحسين ، و أهمله نسياً منسباً إلى أن مات طريداً بعيداً ، و صدق قول الأمين فإنه كان كتب بخطه رقعة إلى طاهر بن الحسين لما انتدب لحربه فيها : يا طاهر ، ما قام لنا منذ قمنا قائم بحقنا فكان جزاؤه عندنا إلا السيف فانظر لنفسك أو دع : يلوح بأبي مسلم و أمثاله الذين بذلوا نفوسهم في النصح لهم فكان مآلهم القتل منهم ، و لإبراهيم بن المهدي في قتل الأمين :
عوجا بمغنى طل داثر       بالخلد ذات الصخر و الآجر
و المرمر المسنون يطلى به و الباب باب الذهب الناضر
و أبلغا عني مقالاً إلى ال مولى عن المأمور و الآمر
قولا له : با ابن ولي الهدى طهر بلاد الله من طاهر
لم يكفه أن حز أوداجه       ذبح الهدايا بمدى الجازر
حتى أتى يسحب أوصاله      في شطن ، هذا مدى السائر
قد برد الموت على جفنه       فطرفه منكسر الناظر
و مما قيل فيه :
لم نبكيك ؟ لماذا ؟ للطرب       يا أبا موسى و ترويج اللعب
و لترك الخمس في أوقاتها       حرصاً منك على ماء العنب
و شنيف أنا لا أبكي له       و على كوثر لا أخشى العطب
لم تكن تصلح للملك ، و لم       تعطك الطاعة بالملك العرب
لم نبكيك لما عرضتنا       للمجانيق و طوراً للسلب
و لخزيمة بن الحسن على لسان زبيدة قصيدة يقول فيها :
أتى طاهر لا طهر الله طاهراً       فما طاهر فيما أتى بمطهر
فأخرجني مكشوفة الوجه حاسراً و أنهب أموالي و أخرب أدؤري
يعز على هارون ما قد لقيته       و مربي من ناقص الخلق أعور
تذكر أمير المؤمنين قرابتي       فديتك من ذي حرمة متذكر
قال ابن جرير : لما ملك الأمين اتباع الخصيان ، و غالى بهم ، و صيرهم لخلوته و رفض النساء و الجواري .
و قال غيره : لما ملك وجه إلى البلدان في طلب الملهين و أجرى لهم الأرزاق ، و اقتنى الوحش و السباع و الطيور ، و احتجب عن أهل بيته و أمرائه ، و استخف بهم ، و محق ما في بيوت الأموال ، و ضيع الجواهر و النفائس ، و بنى عدة قصور للهو في أماكن ، و أجاز مرة من غنى له :
هجرتك حتى قلت : لا يعرف القلى       و زرتك حتى قلت : ليس له صبر
بملء زورقة ذهباً ، و عمل خمس حراقات ـ جمع حراقة : بالفتح و التشديد ، ضرب من السفن فيها مرامي نيران يرمي به العدو ـ على خلقه الأسد ، و الفيل ، و العقاب ، و الحية ، و الفرس ، و أنفق في عملها أموالاً ، فقال أبو نواس :
سخر الله للأمين مطايا       لم تسخر لصاحب المحراب
فإذا ما ركابه سرن براً       سار في الماء راكباً ليث غاب
أسداً باسطاً ذراعيه يهوي      أهرت الشدق كالح الأنياب
قال الصولي : حدثنا أبو العيناء ، حدثنا محمد بن عمرو الرومي ، قال : خرج كوثر خادم الأمين ليرى الحرب ، فأصابته رجمة في وجهه ، فجعل الأمين يمسح الدم عن وجهه ثم قال :
ضربوا قرة عيني       و من أجلي ضربوه
أخذ الله لقلبي       من أناس أحرقوه
و لم يقدر على زيادة ، فأحضر عبد اللع بن التيمي الشاعر ، فقال له : قل عليهما ، فقال :
ما لمن أهوى شبيه       فبه الدنيا تتيه
و صله حلو ، و لكن       هجره مر كريه
من رأى الناس له الفض       ل عليهم حسدوه
مثل ما قد حسد القا       ئم بالملك أخوه
فأوقر له ثلاث بغال دراهم ، فلما قتل الأمين جاء التيمي إلى المأمون و امتدحه ، فلم يأذن له ، فالتجأ إلى الفضل بن سهل ، فأوصله إلى المأمون ، فلما سلم عليه قال : هيه يا تيمي :
مثل ما قد حسد القا       ئم بالملك أخوه
فقال التيمي :
نصر المأمون عبد الله       لما ظلموه
نقض العهد الذي قد       كان قدماً أكدوه
لم يعالمه أخوه       بالذي أوصى أبوه
فعفا عنه ، و أمر له بعشرة آلاف درهم .
و قيل : إن سليمان بن منصور رفع إلى الأمين أن أبا نواس هجاه ، فقال : يا عم أقتله بعد قوله :
أهدى الثناء إلى الأمين محمد       ما بعده بتجارة متربص
صدق الثناء على الأمين محمد       و من الثناء تكذب و تخرص
قد ينقص البدر المنير إذا استوى       و بهاء نور محمد ما ينقص
و إذا بنو المنصور عد خصالهم       فمحمد يا قوتها المتخلص
قال أحمد بن حنبل : إني لأرجو أن يرحم الله الأمين بإنكاره على إسماعيل بن علية ، فإنه أدخل عليه ، فقال له : يا ابن الفاعلة أنت الذي تقول : كلام الله مخلوق ؟ .      
قال المسعودي : ما ولي الخلافة إلى و وقتنا هذا هاشمي ابن هاشمية سوى علي بن أبي طالب ، و ابنه الحسن ، و الأمين ، فإن أمه زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور ، و اسمها أمة العزيزة ، و زبيدة لقب لها .
و قال إسحاق الموصلي : اجتمعت في الأمين خصائل لم تكن في غيره ، كان أحسن الناس وجهاً ، و أسخاهم ، و أشرف الخلفاء أباً و أماً ، حسن الأدب ، عالماً بالشعر ، لكن غلب عليه الهوى و اللعب ، و كان مع سخائه بالمال بخيلاً بالطعام جداً .
و قال أبو الحسن الأحمر : كنت ربما أنسيت البيت الذي يستشهد في النحو ، فينشدنيه ، و ما رأيت في أولاد الملوك أذكى منه و من المأمون ، و كان قتله في المحرم سنة ثمان و تسعين و مائة ، و له سبع و عشرون سنة .
مات في أيامه من الأعلام : إسماعيل بن علية ، و غندر ، و شقيق البلخي الزاهد ، و أبو معاوية الضرير ، و مؤرج السدوسي ، و عبد الله بن كثير المقرئ ، و أبو نواس الشاعر ، و عبد الله بن وهب صاحب مالك ، و ورش المقرئ ، و وكيع ، و آخرون .
و قال علي بن محمد النوفلي و غيره : لم يدع للسفاح ، و لا للمنصور ، و لا للمهدي ، و لا للهادي ، و لا الرشيد ، على المنابر بأوصافهم ، و لا كتبت في كتبهم حتى ولي الأمين ، فدعي له بالأمين على المنابر ، و كتب عنه : من عبد الله محمد أمير المؤمنين ، و كذا قال العسكري في الأوائل ، أول من دعي له بلقبه على المنابر الأمين .
و من شعر الأمين يخاطب أخاه المأمون و يعيره بأمه لما بلغ عنه أنه لما بلغه عنه أنه يعدد مثالبه و يفضل نفسه عليه ، أنشده الصولي :
لا تفخرن عليك بعد بقية       والفخر يكمل للفتى المتكامل
و إذا تطاولت الرجال بفضلها فأربع فإنك لست بالمتطاول
أعطاك ربك ما هويت ، و إنما تلقى خلاف هواك عند مراجل
تعلو المنابر كل يوم آملاً       ما لست من بعدي إليه بواصل
فتعيب من يعلو عليك بفضله      و تعيد في حقي مقال الباطا
قلت : هذا نظم عال ، فإن كان له فهو أحسن من نظم أخيه و أبيه .
قال الصولي : و مما رواه جماعة له في خادمه كوثر ، و قد سقاه ، و هو على بساط نرجس و البدر قد طلع ، و قد رواه بعضهم للحسين بن الضحاك الخليع ، و كان نديمه لا يفارقه :
وصف البدر حسن وجهك حتى       خلت أني أراه لست أراكا
و إذا ما تنفس النرجس الغ       ض توهمته نسيم ثناكا
خدع للمني تعللني في       ك بإشراق ذا و نكهة ذاكا
لأقيمن ما حييت على الشــــــــــــــــــــكر لهذا و ذاك إذ حكياكا
و له في خادمة أيضاً :
ما يريد الناس من ص       ب بمن يهوى كثيب
كوثر ديني و دنيا       ي و سقمي و طبيبي
أعجز الناس الذي يلح       ى محباً في حبيب
و له لما يئس من الملك و علا عليه طاهر :
يا نفس قد حق الحذر       أين المفر من القدر ؟
كل امرئ مما يخا       ف و يرتجيه على خطر
من يرتشف صفو الزما       ن يغص يوماً بالكدر
و أسند الصولي أن الأمين قال لكتابه : اكتب [ من عبد الله محمد أمير المؤمنين إلى طاهر بن الحسين : سلام عليك ، أما بعد ، فإن الأمر قد خرج بيني و بين أخي إلى هتك الستور ، و كشف الحرم ، و لست آمن أن يطمع في هذا الأمر السحيق البعيد لشتات ألفتنا و اختلاف كلمتنا ، و قد رضيت أن تكتب لي أماناً لأخرج إلى أخي ، فإن تفضل علي فأهل لذلك ، و إن قتلني فمروة كسرت مروة ، و صمصامة قطعت صمصامة ، و لأن يفترسني السبع أحب إلي أن ينبحني الكلب ] فأبى طاهر عليه .
و أسند عن إسماعيل بن أبي محمد اليزيدي قال : كان أبي يكلم الأمين و المأمون بكلام يتفصحان به و يقول : كان أولاد الخلفاء من بني أمية يخرج بهم إلى البدو حتى يتفصحوا ، و أنتم أولى بالفصاحة منهم .
قال الصولي : و لا نعرف للأمين رواية في الحديث إلا هذا الحديث الواحد : حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي قال : رأيت عند الحسين بن الضحاك جماعة من بني هاشم فيهم بعض أولاد المتوكل ، فسألوه عن الأمين و أدبه ، فوصف الحسين أدباً كثيراً ، قيل : فالفقه ، قال المأمون أفقه منه ، قيل : فالحديث ، قال : ما سمعت منه حديثاً إلا مرة ، فغنه نعي إليه غلام له مات بمكة ، فقال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن المنصور ، عن أبيه ، عن علي بن عبد الله ، عن ابن عباس ، عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : من مات محرماً حشر ملبياً .
قال الثعالبي في لطائف المعارف : كان أبو العيناء يقول : لو نشرت زبيدة ضفائرها ما تعلقت إلا بخليفة أو ولي عهد ، فإن المنصور جدها ، و السفاح أخو جدها ، و المهدي عمها ، و الرشيد زوجها ، و الأمين ابنها ، و المأمون و المعتصم ابنا زوجها ، و الواثق و المتوكل ابنا ابن زوجها . و أما ولاة العهود فكثيرة .
و نظيرتها من بني أمية عاتكة بنت يزبد بن معاوية : يزيد أبوها ، و معاوية جدها ، و معاوية بن يزيد أخوها ، و مروان بن الحكم حموها ، و عبد الملك زوجها ، و يزيد ابنها ، و الوليد بن يزيد ابن ابنها ، و الوليد و هشام و سليمان بنو زوجها ، و يزيد و إبراهيم ابنا الوليد بن عبد الملك ابنا ابن زوجها .      

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .