البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

المقتدر بالله القاهر بالله الراضي بالله المتقي بالله
المستكفي بالله المطيع لله الطائع بالله القادر بالله

الراضي بالله محمد بن المقتدر بن المعتضد 322هـ ـ 329 هـ
الراضي بالله : أبو العباس محمد بن المقتدر بن المعتضد بن طلحة بن المتوكل .
ولد سنة سبع و تسعين و مائتين ، و أمه أم ولد رومية اسمها ظلوم ، بويع له يوم خلع القاهر ، فأمر ابن مقلة أن يكتب كتاباً في مثالب القاهر و يقرأ على الناس .
و في هذا العام ـ أي عام اثنتين و عشرين و ثلاثمائة ـ من خلافته مات مرداويج مقدم الديلم بأصبهان ، و كان قد عظم أمره ، و تحدثوا أنه يريد قصد بغداد ، و أنه مسالم لصاحب المجوس ، و كان يقول : أنا أرد دولة العجم ، و أمحق دولة العرب .
و فيها بعث علي بن بويه إلى الراضي يقاطعه على البلاد التي استولى عليها بثمان مائة ألف ألف درهم كل سنة ، فبعثه له لواء و خلعاً ، ثم أخذ ابن بويه يماطل بحمل المال .
و فيها مات المهدي صاحب المغرب ، و كانت أيامه خمساً و عشرين سنة ، و هو جد خلفاء المصريين الذين يسمونهم الجهلة الفاطميين ، فإن المهدي هذا ادعى أنه علوي ، و إنما جده مجوسي ، قال القاضي أبو بكر الباقلاني : جد عبيد الله الملقب بالمهدي مجوسي ، دخل عبيد الله المغرب و ادعى أنه علوي ، و لم يعرفه أحد من علماء النسب ، و كان باطنياً خبيثاً ، حريصاً على إزالة ملة الإسلام ، أعدم العلماء و الفقهاء ، ليتمكن من إغواء الخلق ، و جاء أولاده على أسلوبه : أباحوا الخمور و الفروج ، و أشاعوا الرفض ، و قام بالأمر بعد موت هذا ابنه القائم بأمر الله أبو القاسم محمد .
و في هذه السنة ظهر محمد بن علي الشمغاني المعروف بابن أبي القراقر ، و قد شاع عنه يدعي الإلهية ؟ و أنه يحيى الموتى ، فقتل وصلت و قتل معه جماعة من أصحابه .
و فيها توفى أبو بكر جعفر السجزي أحد الحجاب ، قيل : بلغ من العمر مائة و أربعين سنة و حواسه جيدة .
و فيها انقطع الحج من بغداد إلى سنة سبع و عشرين .
و في سنة ثلاث و عشرين تمكن الراضي بالله و قلد ابنيه أبا الفضل و أنا جعفر المشرق و المغرب .
و فيها كانت واقعة ابن شنبوذ المشهورة و استتابته عن القراءة بالشاذ و المحضر الذي كتب عليه ، و ذلك بحضرة الوزير أبي علي بن مقلة . و فيها في جمادى الأولى ريح عظيمة ببغداد ، و اسودت الدنيا ، و أظلمت من العصر إلى المغرب .
و فيها في ذي القعدة انقضت النجوم سائر الليل انقضاضاً عظيماً ما رثي مثله .
و في سنة أربع و عشرين تغلب محمد بن رائق أمير واسط و نواحيها ، و حكم على البلاد ، و بطل أمر الوازرة و الدواوين ، و تولى هو الجميع و كتابه ، و صارت الأموال تحمل إليه ، و بطلت بيوت المال ، و بقي الراضي معه صورة و ليس من الخلافة إلا الاسم .
و في سنة خمس و عشرين اختل الأمر جداً و صارت البلاد بين خارجي قد تغلب عليها ، أو عامل لا يحمل مالاً ، و صاروا مثل ملوك الطوائف ، و لم يبق بيد الراضي غير بغداد و السواد مع كون يد ابن رائق عليه ، و لما ضعف أمر الخلافة في هذه الأزمان و وهت أركان الدولة العباسية ، و تغلبت القراطمة و المبتدعة على الأقاليم ، قويت همة صاحب الأندلس الأمير عبد الرحمن بن محمد الأموي المرواني و قال : أنا أولى الناس بالخلافة ، و تسمى بأمير المؤمنين الناصر لدين اله ، و استولى على أكثر الأندلس ، و كانت له الهيبة الزائدة و الجهاد و الغزو و السيرة المحمودة ، استأصل المتغلبين ، و فتح سبعين حصناً ، فصار المسمون بأمير المؤمنين في الدنيا ثلاثة : العباسي ببغداد ، و هذا بالأندلس و المهدي بالقيروان .
و في سنة ست و عشرين خرج بحكم على ابن رائق ، فظهر عليه ، و اختفى ابن رائق ، فدخل بحكم بغداد ، فأكرمه الراضي ، و رفع منزلته ، و لقبه أمير الأمراء ، و قلده إمارة بغداد و خراسان .
و في سنة سبع و عشرين كتب أبو علي عمر بن يحيى العلوي إلى القرمطي ، و كان يحبه ، أن يطلق طريق الحاج و يعطيه عن كل جمل خمسة دنانير ، فأذن و حج الناس ، و هي أول سنة أخذ فيها المكس من الحجاج .
و في سنة ثمان و عشرين بغداد غرقاً عظيماً حتى بلغت زيادة الماء تسعة عشر ذراعاً ، و غرق الناس و البهائم ، و انهدمت الدور .
و في سنة تسع اعتل الراضي ، و مات في شهر ربيع الآخر ، و له إحدى و ثلاثون سنة و نصف ، و كان سمحاً ، كريماً ، أديباً شاعراً ، فصيحاً ، محباً للعلماء ، و له شعر مدون ، و سمع الحديث من البغوي و غيره .
قال الخطيب : للراضي فضائل : منها آخر خليفة له شعر مدون ، و آخر خليفة خطب يوم الجمعة ، و آخر خليفة جالس الندماء ، و كانت جوائزه و أموره على ترتيب المتقدمين ، و آخر خليفة سافر بزي القدماء ، و من شعره :
كل صفو إلى كدر       كل أمر إلى حذر
و مصير الشباب للـ       ـموت فيه أو الكدر
در در المشيب من       واعظ ينذر البشر
أيها الآمل الذي       تاه في لجه الغرر
أين من كان قبلنا ؟       ذهب الشخص و الأثر
رب فاغفر خطيئتي       أنت يا خير من غفر
ذكر أبو الحسن بن زرقويه عن إسماعيل الخطبي قال : وجه إلي الراضي ليلة الفطر ، فجئت إليه فقال : يا إسماعيل قد عزمت في غد على الصلاة بالناس ، فما الذي أقول إذا انتهيت إلى لنفسي ؟ فأطرقت ساعة ثم قلت : قل يا أمير المؤمنين رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي الآية فقال لي : حسبك ثم تبعني خادم فأعطاني أربعمائة دينار .
مات في أيامه من الأعلام : نفطويه ، و ابن مجاهد المقرئ ، و ابن كاس الحنفي ، و ابن أبي حاتم ، و مبرمان ، و ابن عبد ربه صاحب العقد ، و الإصطخري شيخ الشافعية ، و ابن شنبوذ ، و أبو بكر الأنباري .

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .