البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

المقتدر بالله القاهر بالله الراضي بالله المتقي بالله
المستكفي بالله المطيع لله الطائع بالله القادر بالله

  الطائع بالله عبد الكريم بن المطيع بن المقتدر 363 هـ ـ 393 هـ
الطائع بالله : أبو بكر بن المطيع ، أمه أم ولد اسمها هزار ، نزل له أبوه عن الخلافة و عمره ثلاث و أربعون سنة ، فركب و عليه البردة و معه الجيش و بين يديه سبكتكين ، و خلع من الغد على سبكتكين خلع السلطنة ، و عقد له اللواء ، و لقبه [ نصر الدولة ] ثم وقع بين عز الدولة و سبكتكين الأتراك لنفسه فأجابوه ، و جرى بينه و بين عز الدولة حروب . و في ذي الحجة من هذه السنة ـ أي سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة ـ أقيمت الخطبة و الدعوة بالحرمين للمعز العبيدي . و في سنة أربع و ستين قدم عضد الدولة بغداد لنصرة عز الدولة على سبكتكين ، فأعجبته بغداد و ملكها ، فعمل عليها و استمال الجند ، فشغبوا على عز الدولة ، فأغلق بابه ، و كتب عضد الدولة ، عن الطائع إلى الآفاق باستقرار الأمر لعضد الدولة ، فوقع بين الطائع و بين عضد الدولة فقطعت الخطبة للطائع بسبب ذلك ببغداد و غيرها من يوم العشرين من جمادى الأولى إلى أن أعيدت في عاشر رجب .
و في هذه السنة و بعدها غلا الرفض و فار بمصر ، و الشام ، و المشرق ، و المغرب ، و نودي بقطع صلاة التراويح من جهة العبيدي .
و في سنة خمس و ستين نزل ركن الدولة بن بويه عما بيده من الممالك لأولاده ، فجعل لعضد الدولة فارس و كرمان ، و لمؤيد الدولة الري و أصبهان ، و لفخر الدولة همذان و الدينور .
و في رجب منها عمل مجلس الحكم دار السلطان عز الدولة و جلس قاضي القضاة ابن معروف و حكم ، لأن عز الدولة التمس ذلك ليشاهد مجلس حكمه كيف هو .
و فيها كانت وقعة بين عز الدولة و عضد الدولة ، و أسر فيها غلام تركي لعز الدولة ، فجن عليه ، و اشتد حزنه ، و امتنع من الأكل ، و أخذ في البكاء ، و احتجب عن الناس ، و حرم على نفسه الجلوس في الدست ، و كتب إلى عضد الدولة يسأله أن يرد الغلام إليه ، و يتذلل ، فصار ضحكة بين الناس ، و عوتب فما ارعوى لذلك ، و بذل في فداء الغلام جاريتين عوديتين كان قد بذل له في الواحدة مائة ألف دينار ، و قال للرسول إن توقف عليك في رده فزد ما رأيت ، و لا تفكر ، فقد رضيت أن آخذه و أذهب إلى أقصى الأرض فرده عضد الدولة عليه .
و فيها أسقط الخطبة من الكوفة لعز الدولة ، و أقيمت لعضد الدولة .
و فيها مات المعز لدين الله العبيدي صاحب مصر ، ، و أول من ملكها من العبيدين ، و قام بالأمر بعده ابنه نزار ، و لقب [ العزيز ] .
و في سنة ست و ستين مات المنتصر بالله الحكم بن الناصر لدين الله الأموي صاحب الأندلس ، و قام بعده ابنه المؤيد بالله هشام .
و في سنة سبع و ستين التقى عز الدولة و عضد الدولة ، فظفر عضد الدولة ، و أخذ عز الدولة أسيراً ، و قتله بعد ذلك و خلع الطائع على عضد الدولة خلع السلطنة و توجه بتاج مجوهر ، و طوقه ، و سوره ، و قلده سيفاً ، و عقد له لواءين بيده : أحدهما مفضض على رسم الأمراء ، و الآخر مذهب على رسم ولاة العهد ، و لم يعقد اللواء الثاني لغيره قبله ، و كتب له عهداً ، و قرئ بحضرته ، و لم يبق أحد إلا تعجب ، و لم تجر العادة بذلك ، و إنما كان يدفع العهد إلى الولاة بحضرة أمير المؤمنين ، فإذا أخذه قال أمير المؤمنين : هذا عهدي إليك فاعمل به .
و في سنة ثمان و ستين أمر الطائع بأن تضرب الدبادب على باب عضد الدولة في وقت الصبح و المغرب و العشاء ، و أن يخطب له على منابر الحضرة .
قال ابن الجوزي : و هذان أمران لم يكونا من قبله ، و لا أطلقا لولاة العهود ، و قد كان معز الدولة أحب أن تضرب له الدبادب بمدينة السلام ، فسأل المطيع في ذلك ، فلم يأذن له ، و ما حظي عضد الدولة بذلك إلا لضعف أمر الخلافة .
و في سنة تسع و ستين ورد رسول العزيز صاحب مصر إلى بغداد ، و سأل عضد الدولة الطائع أن يزيد في ألقابه [ تاج الملة ] ، و يجدد الخلع عليه و يلبسه التاج ، فأجابه . و جلس الطائع على السرير و حوله مائة بالسيوف و الزينة ، و بين يديه مصحف عثمان ، و على كتفه البردة ، و بيده القضيب ، و هو متقلد بسيف رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ضربت ستارة بعثها عضد الدولة ، و سأل أن يكون حجاباً للطائع حتى لا يقع عليه الأشراف ، و أصحاب المراتب من الجانبين ، ثم أذن لعضد الدولة فدخل ، ثم رفعت الستارة و قبل عضد الدولة الأرض ، فارتاع زياد القائد لذلك ، و قال لعضد الدولة : ما هذا أيها الملك ؟ أهذا هو الله ؟ فالتفت إليه و قال : هذا خليفة الله في الأرض ثم استمر يمشي و يقبل الأرض سبع مرات ، فالتفت الطائع إلى خالص الخادم ، و قال : استدنه فصعد عضد الدولة ، فقبل الأرض مرتين ، فقال له ادن إلي ، فدنا ، و قبل رجله ، و ثنى الطائع يمينه عليه و آمره ، فجلس على الكرسي بعد أن كرر عليه : اجلس : و هو يستعفي ، فقال له : أقسمت عليك لتجلسن ، فقبل الكرسي و جلس ، فقال له الطائع : قد رأيت أن أفوض إليك ما وكل الله إلي من أمور الرعية في شرق الأرض و غربها ، و تدبيرها في جميع جهاتها سوى خاصتي و أسبابي ، فتول ذلك ، فقال : يعينني الله على طاعة مولانا أمير المؤمنين و خدمته ، ثم أفاض عليه الخلع و انصرف .
قلت : انظر إلى هذا الأمر ، و هو الخليفة المستضعف الذي لم تضعف الخلافة في زمن أحد ما ضعفت في زمنه ، و لا قوي أمر سلطان ما قوي أمر عضد الدولة . و قد صار الأمر في زماننا إلى أن الخليفة يأتي السلطان يهنئه برأس الشهر ، فأكثر ما يقع من السلطان في حقه أن ينزل عن مرتبته ، و يجلسا معاً خارج المرتبة ، ثم يقوم الخليفة يذهب كأحد الناس ، و يجلس السلطان في دست مملكته .
و لقد حدثت أن السلطان الأشرف برسباي لما سافر إلى آمد لقتال العدو و صحب الخليفة معه كان الخليفة راكباً أمامه يحجبه و الهيبة و العظمة للسلطان ، و الخليفة كآحاد الأمراء الذين في خدمة السلطان .
و في سنة سبعين خرج من همذان عضد الدولة ، و قدم بغداد ، فتلقاه الطائع ، و لم تجر عادة بخروج الخلفاء لتلقي أحد .
فلما توفيت بنت معز الدولة ركب المطيع إليه ، فعزاه ، فقبل الأرض ، و جاء رسول عضد الدولة يطلب من الطائع أن يتلقاه ، فلما وسعه التأخر .
و في سنة اثنتين و سبعين مات عضد الدولة ، فولى الطائع مكانه في السلطنة ابنه صمصام الدولة ، و لقبه [ شمس الملة ] ، و خلع عليه سبع خلع ، و توجه ، و عقد له لواءين .
ثم في سنة ثلاث و سبعين مات مؤيد الدولة أخو عضد الدولة .
و في سنة خمس و سبعين هم صمصام الدولة أن يجعل المكس على ثياب الحرير و القطن مما ينسج ببغداد و نواحيها ، و وقع له في ضمان ذلك ألف ألف درهم في السنة ، فاجتمع الناس في جامع المنصور ، و عزموا على منع صلاة الجمعة ، و كاد البلد يفتتن فأعفاهم من ضمان ذلك .
و في سنة ست و سبعين قصد شرف الدولة أخاه صمصام الدولة ، فانتصر عليه و كحله ، و مال العسكر إلى شرف الدولة ، و قدم بغداد ، و ركب الطائع إليه يهنئه بالبلاد ، و عهد إليه بالسلطنة ، و توجه ، و قرئ عهده و الطائع يسمع .
و في سنة ثمان و سبعين أمر شرف الدولة برصد الكواكب السبعة في سيرها كما فعل المأمون .
و فيها اشتد الغلاء ببغداد جداً ، و ظهر الموت بها ، و لحق الناس بالبصرة حر و سموم تساقط منه .
و جاءت ريح عظيمة بفم الصلح حرقت الدجلة ، حتى ذكر أنه بانت أرضها ، و أغرقت كثيراً من السفن ، و احتملت زورقاً منحدراً و فيه دواب ، فطرحت ذلك في أرض جوخى فشوهد بعد أيام .
و في سنة تسع و سبعين مات شرف الدولة ، و عهد إلى أخيه أبي نصر ، فجاءه الطائع و حضر الأعيان ، فخلع الطائع على أبي نصر سبع خلع أعلاها سوداء ، و عمامة سوداء ، و في عنقه طوق كبير ، و في يده سواران ، و مشى الحجاب بين يديه بالسيوف ، ثم قبل الأرض بين يدي الطائع ، و على كرسي ، و قرىء عهده ، و لقبه الطائع [بهاء الدولة ، و ضياء الملة ] .
و في سنة إحدى و ثمانين قبض على الطائع ، و سببه : أنه حبس رجلاً من خواص بهاء الدولة ، فجاء بهاء الدولة و قد جلس الطائع في الرواق متقلداً سيفاً ، فلما قرب بهاء الدولة قبل الأرض و جلس على كرسي ، و تقدم أصحاب بهاء الدولة ، فجذبوا الطائع من سريره ، و تكاثر الديلم ، فلفوه في كساء و أصعد إلى دار السلطنة ، و ارتج البلد ، و رجع بهاء الدولة ، و كتب على الطائع أيماناً بخلع نفسه ، و أنه سلم الأمر إلى القادر بالله ، و شهد عليه الأكابر و الأشراف ، و ذلك في تاسع عشر شهر شعبان ، و نفذ إلى القادر ليحضر و هو بالبطيحة .
و استمر الطائع في دار القادر بالله مكرماً محترماً في أحسن حال ، حتى إنه حمل إليه شمعة قد أوقد نصفها ، فأنكر ذلك ، فحملوا إليه غيرها إلى أن مات ليلة عيد الفطر سنة ثلاث و تسعين .
و صلى عليه عبد القادر بالله في داره و شيعه الأكابر و الخدم ، و رثاه الشريف الرضي بقصيدة .
و كان شديد الانحراف على آل أبي طالب ، و سقطت الهيبة في أيامه جداً حتى هجاه الشعراء .
مات في أيام الطائع من الأعلام : ابن السني الحافظ ، و ابن عدي ، و القفال الكبير ، و السيرافي النحوي ، و أبو سهل الصعلوكي ، و أبو بكر الرازي الحنفي ، و ابن خالويه ، و الأزهري إمام اللغة ، و أبوا إبراهيم الفارابي صاحب ديوان الأدب ، و الرفاء الشاعر ، و أبوا زيد المرزوي الشافعي ، و الداركي ، و أبو علي الأبهري شيخ المالكية ، و أبو الليث السمرقندي إمام الحنفية ، و أبو علي الفارسي النحوي ، و ابن الجلاب المالكي .      

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .