فقـــه التعـــامل مع النــاس

 المقدمة
 التعامل مع الناس
 معاملة الإنسان لنفسه
 معاملة الوالدين
 معاملة الزوجة
 معاملة الأولاد
كيف تتعامل مع الأقارب
 كيف تتعامل مع الأصدقاء
 الأخوة حقوق وواجبات
 كيف تعامل جيرانك
 التعامل مع المجتمع
 معاملة المسؤول
 كيف يعامل المسؤول موظفيه
 منهج التعامل مع العلماء
 الأسلوب التربوي في المعاملة
 التعامل مع الشباب
 من آداب جيل الصحابة
 كيف تعامل اليتيم
 معاملة المريض والمصاب
 معاملة الخدم
 من أخلاق التجار
 إنزال الناس منازلهم
 علاج الأخطاء والعثرات
 من آداب الدعوة إلى الإسلام
 أدب التحدث والاستماع
 التبليغ بالسيرة الحسنة
 مواقف في نجاح الدعوة
مراتب الجهاد في الإسلام
 مراعاة المشاعر والأحاسيس
 

منهج التعامل مع العلماء

للعلماء مكانة متميزة في الإسلام فدرجاتهم من أعلى الدرجات لقول الله تعالى { يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } ومقامهم يأتي بعد مقام النبوة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( العلماء ورثة الأنبياء )

والإسلام يدعو إلى احترام العلماء والاستفادة منهم والاجتهاد في طلب العلم بين ايديهم وإنزالهم المنزلة اللائقة بهم

من صور التعامل مع العلماء

النفرة إليهم لطلب العلم وسؤالهم في حالة الجهل لقول الله تعالى { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين } ولقوله عز وجل { فسئلوآ أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون }

محبتهم وتوقيرهم لأنهم أكثر الناس خشية لله   لقوله تعالى { إنما يخشى الله من عباده العلماء } قال طاووس بن كيسان ( من السنة أن يوقر العالم وذلك لرفع درجاتهم عن الله )

ومن ذلك طاعتهم والاقتداء بهم قال الله تعالى { وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منك } قال أهل العلم  وأولي الأمر هم العلماء والأمراء والعلماء هم ورثة الأنبياء كما قال عليه الصلاة والسلام يبلغون عن الله ويدعون الناس إلى الخير والهدى وقد أمرنا الله بالاقتداء بهم

فقال تعالى { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده }

ومن ذلك عدم معاداة العلماء أو إيذائهم لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه عن ربه ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) وقد قال الإمام أبو حنيفة والشافعي رحمهما الله (( إن لم يكن الفقهاء أولياء الله ليس لله ولي ))

وفي ترك معاداة العلماء يقول ابن عساكر رحمه الله إن لحوم العلماء  مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وإن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } والذي يطلق لسانه على العلماء إنما يؤذي رسول الله عليه الصلاة والسلام وينتقص من الإسلام قال ابن عباس رضي الله عنهما من آذى فقيها فقد آذى رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن آذى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقد آذى الله عز وجل والمتأمل في طعون الناس للعلماء ودعاة الحق يجد أنها لاتخرج عن واحدة من هذه الأسباب

إما حسدا لما يتمتع به العلماء من الفضل والعلم والهدي كما قال الإمام الذهبي كلام الأقران بعضهم في بعض لايعبأ به لاسيما إذا كان لحسد أو مذهب وهوى

وإما تعصبا أو انحيازا وقد قال الإمام أبو حامد الغزالي في ذم التعصب (( وهذه عادة ضعفاء العقول يعرفون الحق بالرجال لاالرجال بالحق )) وإما نفاقا وانسياقا وراء أعداء الإسلام الذين يحاربون الإسلام في علمائه ودعاته ليشوهوا صورة الإسلام وقد قال الله تعالى موضحا فعل إخوانهم المنافقين { وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون }