فقـــه التعـــامل مع النــاس

 المقدمة
 التعامل مع الناس
 معاملة الإنسان لنفسه
 معاملة الوالدين
 معاملة الزوجة
 معاملة الأولاد
كيف تتعامل مع الأقارب
 كيف تتعامل مع الأصدقاء
 الأخوة حقوق وواجبات
 كيف تعامل جيرانك
 التعامل مع المجتمع
 معاملة المسؤول
 كيف يعامل المسؤول موظفيه
 منهج التعامل مع العلماء
 الأسلوب التربوي في المعاملة
 التعامل مع الشباب
 من آداب جيل الصحابة
 كيف تعامل اليتيم
 معاملة المريض والمصاب
 معاملة الخدم
 من أخلاق التجار
 إنزال الناس منازلهم
 علاج الأخطاء والعثرات
 من آداب الدعوة إلى الإسلام
 أدب التحدث والاستماع
 التبليغ بالسيرة الحسنة
 مواقف في نجاح الدعوة
مراتب الجهاد في الإسلام
 مراعاة المشاعر والأحاسيس
 

أدب التحدث والاستماع

يسلك المسلم في حديثه مع الناس سلوكا رفيعا يلتزم فيه صدق اللهجة ويخاطبهم بأرق العبارات وأحسن الكلمات ويستمع إلى حديثهم بكل أدب واحترام

فالحديث الذي يتكلم به يكون واضحا مفهوما اقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام ففي الحديث الذي أخرجه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قال ( كان كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام كلاما فصلا يفهمه كل من سمعه )  ومعنى فصلا أي واضحا

وفي الحديث المتفق عليه ( أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحدث حديثا لوعده العاد لأحصاه )

ويتجنب المسلم في حديثه مع الناس التكرار والإطالة خشية أن ينفر الناس أو يملوه أو يملهم فقد روى الشيخان عن شفيق بن سلمة رضي الله عنه أنه قال كان عبد الله يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل ( ياأبا عبد الرحمن لوددت ذكرتنا كل يوم قال أما أنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يتخولنا بها مخافة السآمة علينا )

ويحرص المسلم في حديثه مع الآخرين على اختيار الكلام الطيب فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) متفق عليه

ومن أدب المستمع لحديث غيره الإقبال عليه وعدم مقاطعته حتى ولو كان حديثه معروفا من قبل إلا إذا أخطأ المتكلم فعليه أن يصحح خطأه بأدب ذكر عن عطاء بن رباح أحد العلماء أنه قال ( إن الشاب ليحدثني حديثا فاستمع له كأني لم أسمعه وقد سمعته  قبل أن يولد )

فإذا استدعى مقام الحديث والحوار والنقاش التزم المسلم بالهدوء وخفض الصوت عملا بقول الله تعالى على لسان لقمان

{ واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير }

ورائد المسلم في الحوار والمناقشة هو الوصول إلى الحق وحده ولقد أثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله (( ماحاججت أحدا إلا وتمنيت أن يكون الحق على لسانه ))

ويبتعد المسلم عن الجدال المفضي إلى الخصام لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الترمذي ( ماضل قوم بعد هدي كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) ثم تلا رسول الله عليه الصلاة والسلام هذه الآية { ماضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون }

ومن أدب الحديث عند المسلم تجنب السباب والشتائم لما ورد في الحديث المتفق عليه (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )

وأخرج البخاري في الأدب المفرد ( ليس المؤمن بالطعان واللعان ولاالفاحش ولا البذيء )