فقـــه التعـــامل مع النــاس

 المقدمة
 التعامل مع الناس
 معاملة الإنسان لنفسه
 معاملة الوالدين
 معاملة الزوجة
 معاملة الأولاد
كيف تتعامل مع الأقارب
 كيف تتعامل مع الأصدقاء
 الأخوة حقوق وواجبات
 كيف تعامل جيرانك
 التعامل مع المجتمع
 معاملة المسؤول
 كيف يعامل المسؤول موظفيه
 منهج التعامل مع العلماء
 الأسلوب التربوي في المعاملة
 التعامل مع الشباب
 من آداب جيل الصحابة
 كيف تعامل اليتيم
 معاملة المريض والمصاب
 معاملة الخدم
 من أخلاق التجار
 إنزال الناس منازلهم
 علاج الأخطاء والعثرات
 من آداب الدعوة إلى الإسلام
 أدب التحدث والاستماع
 التبليغ بالسيرة الحسنة
 مواقف في نجاح الدعوة
مراتب الجهاد في الإسلام
 مراعاة المشاعر والأحاسيس
 

التبليغ بالسيرة الحسنة

السيرة الحسنة للداعية المسلم تجعل منه قدوة صالحة لغيره يتأثرون بقوله ويسمعون لكلامه ويؤمنون بفكرته وأسلوب القدوة الحسنة من أنجح الأساليب في دعوة الناس إلى الإسلام وهذا مايفسر انتشار الإسلام في كثير من البلدان كأندونسيا وماليزيا ودول شرق آسيا إذ انتشر الإسلام فيها من خلال السمعة الطيبة والسيرة الحسنة لمجموعة من تجار المسلمين الذين وفدوا إلى تلك البلاد وأخذوا يعاملون أهلها وفق تعاليم الإسلام ومبادئه السمحة

وللقدوة الحسنة آثار ظاهرة يلمسها كل من يعامل الداعية إلى الله فهذه خديجة بنت خويلد عندما أخبرها الرسول عليه الصلاة والسلام بما حصل له في غار حراء قالت له ( أبشر والله لايخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتعين على نوائب الدهر ) في أوصاف أخر جميلة عدتها من أخلاقه تصديقا منها له وإعانة على الخير وروي أن أعرابيا جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال له من أنت قال أنا محمد بن عبد الله قال الأعرابي أأنت الذي يقال عنك أنك كذاب فقال أنا الذي يزعمونني كذلك فقال الأعرابي ليس هذا الوجه وجه كذاب وماالذي تدعو إليه فذكر له رسول الله مايدعو إليه من أمور الإسلام فقال له الأعرابي آمنت بك وأشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله  فالأعرابي استدل بسمة رسول الله عليه الصلاة والسلام ووجه المنير الذي يكون عليه أهل الصدق والأخلاق الكريمة استدل بذلك على صدقه فيما يدعو إليه عليه الصلاة والسلام ومن أجل ذلك كانت دعوة الأنبياء والمرسلين تقوم على هذا الأسلوب المهم في دعوة الناس إلى الإسلام

قال الله تعالى على لسان شعيب عليه السلام

{ وما أريد أن أخالفكم إلى ماأنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب }

وهذا رسول الله عليه الصلاة والسلام جعله الله قدوة حسنة للمسلمين يتبعون هداه ويقتفون أثره

 { كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا}

ومما يعين على إظهار القدوة الحسنة أمام الناس أمران الأول حسن الخلق من حلم وصبر على الأذى وصدق وعفو كما قال الله تعالى { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}

والثاني موافقة العمل للقول وقد حذرنا الله تعالى أن نخالف ذلك فقال

{ ياأيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون   كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا  تفعلون  }