فقـــه التعـــامل مع النــاس

 المقدمة
 التعامل مع الناس
 معاملة الإنسان لنفسه
 معاملة الوالدين
 معاملة الزوجة
 معاملة الأولاد
كيف تتعامل مع الأقارب
 كيف تتعامل مع الأصدقاء
 الأخوة حقوق وواجبات
 كيف تعامل جيرانك
 التعامل مع المجتمع
 معاملة المسؤول
 كيف يعامل المسؤول موظفيه
 منهج التعامل مع العلماء
 الأسلوب التربوي في المعاملة
 التعامل مع الشباب
 من آداب جيل الصحابة
 كيف تعامل اليتيم
 معاملة المريض والمصاب
 معاملة الخدم
 من أخلاق التجار
 إنزال الناس منازلهم
 علاج الأخطاء والعثرات
 من آداب الدعوة إلى الإسلام
 أدب التحدث والاستماع
 التبليغ بالسيرة الحسنة
 مواقف في نجاح الدعوة
مراتب الجهاد في الإسلام
 مراعاة المشاعر والأحاسيس
 

علاج الأخطاء والعثرات

يقع بعض الناس في أخطاء ومخالفات تضر بأنفسهم وبغيرهم ونقصد بأصحاب هذه الأخطاء من عندهم أصل الإيمان

بشهادة أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول اله ولكنهم لايقومون بحقوق هذه الشهادة كاملة فهم يخالفون بعض أوامر الشرع ويرتكبون بعض نواهيه ومنهم المكثر من المعاصي ومنهم المقل ومنهم بين ذلك على درجات كثيرة

يتعامل المسلم الصادق مع أصحاب هذه المخالفات بروح المشفق الرحيم بهم فهو يراهم كالواقفين على حافة واد عميق سحيق في ليلة ظلماء يخاف عليهم من السقوط ويعمل جهده لتخليصهم من الهلاك وهو في سبيل هذه الغاية يتجاوز عن إساءتهم  إن كانت معصيتهم في حقه ولايعيرهم ولا يشمت بهم ولايحتقرهم افتخارا بنفسه عليهم وإدلالا بطاعته ولكن له أن يستصغرهم لمعصيتهم وتجاوزهم حدود الشرع وأن يغضب لهذا التجاوز لا لانفسه جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت ( وما انتقم رسول الله عليه الصلاة والسلام لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم بها لله )

ويسلك المسلم في معاملته مع هؤلاء سلوكا إسلاميا يبتغي من وراءه عودتهم إلى رشدهم وصوابهم من ذلك

تذكيرهم برحمة الله الواسعة ومغفرته الكثيرة لقول الله تعالى

{ قل ياعبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا }

وقوله عز وجل { وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدى }

تذكيرهم بالتوبة عن الأخطاء الظاهرة والباطنة والمعلوم منها والمجهول لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم ( الله اغفر لي ذنبي كله دقه وجله خطأه وعمده سره وعلانيته أوله وآخره )

تذكيرهم بأن التوبة من الذنوب سبيل النجاة والفلاح وهي مطلوبة في كل الأوقات وسواء علم العبد ذنبه أو لم يعلمه قال الله سبحانه وتعالى  { وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون }

فإذا أصر العبد على معصيته ولم يتب فقد ظلم نفسه قال الله تعالى { ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون }  

وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو أتقى الناس وأخشاهم لله يقول ( فوالله إني لأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة ) كما رواى ذلك مسلم

ومن لوازم التوبة التي ينبغي أن يذكر بها أهل الخطيئة الاعتراف بالذنب والندم عليه وعدم العودة إليه ورد المظالم إلى أصحابها

وأن يذكروا أن للتوبة علامات ومن علاماتها أن يكون العبد بعد التوبة خيرا مما كان عليه قبلها وأن يكون خوفه من الذنب وندمه عليه مستمرا