|
|
الأمين محمد بن هارون
الرشيد 193هـ ـ 198هـ
الأمين : محمد أبو عبد الله بن الرشيد ، كان ولي عهد أبيه ، فولي الخلافة بعده ، و
كان من أحسن الشباب صورة ، أبيض ، طويلاً ، جميلاً ، ذا قوة مفرطة ، و بطش و شجاعة
معروفة ، يقال : إنه قتل مرة أسداً بيده ، و له فصاحة ، و بلاغة ، و أدب ، و فضيلة
، لكن كان سيء التدبير ، كثير التبذير ، ضعيف الرأي ، أرعن ، لا يصلح للإمارة ،
فأول ما بويع بالخلافة أمر ثاني يوم ببناء ميدان جوار قصر المنصور للعب بالكرة ، ثم
في سنة أربع و تسعين عزل أخاه القاسم عما كان الرشيد ولاه ، و وقعت الوحشة بينه و
بين أخيه المأمون ، و قيل ، إنه الفضل بن الربيع علم أن الخلافة إذا أفضت إلى
المأمون لم يبق عليه ، فأغر الأمين به ، و حثه على خلعه ، و أن يولي العهد لأبنه
موسى ، و لم بلغ المأمون عزل أخيه القاسم قطع البريد عن الأمين و أسقط اسمه من
الطرز و الضرب ، ثم أمن الأمين أرسل إليه يطلب منه أن يقدم موسى على نفسه ، و يذكر
أنه قد سماه الناطق بالحق ، فرد المأمون ذلك ، و أباه ، و خامر الرسول معه ، و
بايعه بالخلافة سراً ، ثم كان يكتب إليه بالأخبار و يناصحه من العراق ، و لما رجع و
أخبر الأمين بامتناع المأمون أسقط اسمه من ولاية العهد ، و طلب الكتاب الذي كتبه
الرشيد و جعله بالكعبة ، فأحضره و مزقه ، وقويت الوحشة ، و نصح الأمين أولو الرأي ،
و قال له خزيمة بن خازم : يا أمير المؤمنين ، لن ينصحك من كذبك ، و لن يغشك من صدقك
، لا تجرئ القواد على الخلع فيخلعوك ، و لا تحملهم على نكث العهد فينكثوا ببيعتك و
عهدك ، فإن الغادر مغلول ، و الناكث مخذول ، فلم ينتصح ، و أخذ يستميل القواد
بالعطاء ، و بايع بولاية العهد لابنه موسى ، و لقبه الناطق بالحق ، و هو إذ ذاك طفل
رضيع ، فقال بعض الشعراء في ذلك :
أضاع الخلافة غش الوزير و فسق الأمير و جهل المشير
لواط الخليفة أعجوبة و أعجب منه حلق الوزير
فهذا يدوس و هذا يداس كذاك لعمري خلاف الأمور
فلو يستعفان هذا بذاك لكانا بعرضة أمر ستير
و أعجب من ذا و ذا أننا نبايع للطفل فينا الصغير
و من ليس يحسن غسل استه و لم يخل من بوله حجر ظير
و ما ذاك إلا بفضل و بكر يريدان طمس الكتاب المنير
و ما ذان لولا انقلاب الزما ن في العير هذان أو في
النفير
و لما تيقن المأمون خلعه ، تسمى بإمام المؤمنين ، و كوتب بذلك ، و ولي الأمين علي
بن عيسى بن ماهان بلاد الجبال همذان و نهاوند و قم و أصبهان في سنة خمس و تسعين ،
فخرج علي بن عيسى من بغداد في نصف جمادى الآخر و معه الجيش لقتال المأمون في أربعين
ألفاً في هيئة لم ير مثلها ، و أخذ معه قيد فضة ليقيد به المأمون بزعمه ، فأرسل
المأمون لقتاله طاهر بن الحسين في أقل من أربعة آلاف ، فكانت الغلبة له ، و ذبح علي
و هزم جيشه ، و حملت رأسه إلى المأمون فطيف بها في خراسان ، و سلم على المأمون
بالخلافة ، و جاء الخبر الأمين و هو يتصيد السمك فقال للذي أخبره : ويلك ! دعني فإن
كوثراً صاد سمكتين و أنا ما صدت شيئاً بعد ، و قال عبد الله بن صالح الجرمي : لما
قتل أرجف الناس ببغداد إرجافاً شديداً ، و ندم الأمين على خلعه أخاه ، وطمع الأمراء
فيه ، و شغبوا جندهم لطلب الأرزاق من الأمين ، و استمر القتال بينه و بين أخيه ، و
بقي أمر الأمين كل يوم في الإدبار لا نهماكه في اللعب و الجهل ، و أمر المأمون في
ازدياد إلى أن بايعه أهل الحرمين و أكثر البلاد بالعراق ، و فسد الحال على الأمين
جداً ، و تلف أمر العسكر ، و نفذت خزائنه و ساءت أحوال الناس بسبب ذلك ، و عظم الشر
، و كثر الخراب و الهدم من القتال و رمي المجانيق و النفط حتى درست محاسن بغداد و
عملت فيها المراثي ، و من جملة ما قيل في بغداد :
بكيت دماً على بغداد لما فقدت غضارة العيش الأنيق
أصابتها من الحساد عين فأفنت أهلها بالمنجنيق
و دام حصار بغداد خمسة عشر شهراً ، و لحق غالب العباسيين و أركان الدولة بجند
المأمون ، و لم يبق مع الأمين يقاتل عنه إلا غوغاء بغداد و الحرافشة ، إلى أن
استهلت سنة ثمان و تسعين ، فدخل طاهر بن الحسين بغداد بالسيف قصراً ، فخرج الأمين
بأمه و أهله من القصر إلى مدينة المنصور ، و تفرق عامة جنده و غلمانه و قل عليهم
القوت و الماء .
قال محمد بن راشد : أخبرني إبراهيم بن المهدي أنه كان
مع الأمين بمدينة المنصور ، قال ،: فطلبني ليلة فقال : ما ترى طيب هذه الليلة ، و
حسن القمر و ضوءه في الماء ؟ فهل لك في الشراب ؟ قلت : شأنك ، فشربنا ، ثم دعا
بجارية اسمها ضعف ، فتطيرت من اسمها ، فأمرها أن تغني ، فغنت بشعر النابغة الجعدي :
كليب لعمري كان أكثر ناصراً و أيسر ذنباً منك ضرج بالدم
فتطير بذلك ، و قال : غني غير هذا ، فغنت :
أبكى فراقهم عيني فأرقها إن التفرق للأحباب بكاء
ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم حتى تفانوا و ريب الدهر
عداء
فاليوم أبكيهم جهدي و أندبهم حتى أؤوب و ما في مقلتي ماء
فقال لها : لعنك الله ! ما تعرفين غير هذا ؟ فقالت : ظننت أنك تحب هذا ثم غنت :
أما ورب السكون و الحرك إن المنايا كثيرة الشرك
ما اختلف الليل و النهار ، و لا دارت نجوم السماء في الفك
إلا لنقل السلطان عن ملك قد زال سلطانه إلى ملك
و ملك ذي العرش دائم أبداً ليس بفان و لا بمشترك
فقال لها : قومي لعنك الله ! فقامت فعثرت في قدح بلور له قيمة فكسرته ، فقال : ويحك
يا إبراهيم ! أما ترى ؟ و الله ما أظن أمري إلا قرب ، فقلت : بل يطيل الله عمرك ، و
يعز ملكك ، فسمعت صوتاً من دجلة : قضي الأمر الذي فيه تستفتيان
فوثب محمد مغتماً ، و قتل بعد ليلتين ، أخذ و حبس في موضع ثم أدخل عليه قوم
من العجم ليلاً فضربوه بالسيف ، ثم ذبحوه من قفاه و ذهبوا برأسه إلى طاهر فنصبها
على حائط بستان ، و نودي : هذا رأس المخلوع محمد ، و جرت جثته بحبل ، ثم بعث طاهر
بالرأس و البرد و القضيب و المصلى و هو من سعف مبطن إلى المأمون ، و اشتد على
المأمون قتل أخيه ، و كان يجب أن يرسل إليه حياً ليرى فيه رأيه ، فحقد بذلك على
طاهر بن الحسين ، و أهمله نسياً منسباً إلى أن مات طريداً بعيداً ، و صدق قول
الأمين فإنه كان كتب بخطه رقعة إلى طاهر بن الحسين لما انتدب لحربه فيها : يا طاهر
، ما قام لنا منذ قمنا قائم بحقنا فكان جزاؤه عندنا إلا السيف فانظر لنفسك أو دع :
يلوح بأبي مسلم و أمثاله الذين بذلوا نفوسهم في النصح لهم فكان مآلهم القتل منهم ،
و لإبراهيم بن المهدي في قتل الأمين :
عوجا بمغنى طل داثر بالخلد ذات الصخر و الآجر
و المرمر المسنون يطلى به و الباب باب الذهب الناضر
و أبلغا عني مقالاً إلى ال مولى عن المأمور و الآمر
قولا له : با ابن ولي الهدى طهر بلاد الله من طاهر
لم يكفه أن حز أوداجه ذبح الهدايا بمدى الجازر
حتى أتى يسحب أوصاله في شطن ، هذا مدى السائر
قد برد الموت على جفنه فطرفه منكسر الناظر
و مما قيل فيه :
لم نبكيك ؟ لماذا ؟ للطرب يا أبا موسى و ترويج اللعب
و لترك الخمس في أوقاتها حرصاً منك على ماء العنب
و شنيف أنا لا أبكي له و على كوثر لا أخشى العطب
لم تكن تصلح للملك ، و لم تعطك الطاعة بالملك العرب
لم نبكيك لما عرضتنا للمجانيق و طوراً للسلب
و لخزيمة بن الحسن على لسان زبيدة قصيدة يقول فيها :
أتى طاهر لا طهر الله طاهراً فما طاهر فيما أتى بمطهر
فأخرجني مكشوفة الوجه حاسراً و أنهب أموالي و أخرب أدؤري
يعز على هارون ما قد لقيته و مربي من ناقص الخلق أعور
تذكر أمير المؤمنين قرابتي فديتك من ذي حرمة متذكر
قال ابن جرير : لما ملك الأمين اتباع الخصيان ، و غالى
بهم ، و صيرهم لخلوته و رفض النساء و الجواري .
و قال غيره : لما ملك وجه إلى البلدان في طلب الملهين و أجرى لهم الأرزاق ، و اقتنى
الوحش و السباع و الطيور ، و احتجب عن أهل بيته و أمرائه ، و استخف بهم ، و محق ما
في بيوت الأموال ، و ضيع الجواهر و النفائس ، و بنى عدة قصور للهو في أماكن ، و
أجاز مرة من غنى له :
هجرتك حتى قلت : لا يعرف القلى و زرتك حتى قلت : ليس له
صبر
بملء زورقة ذهباً ، و عمل خمس حراقات ـ جمع حراقة : بالفتح و التشديد ، ضرب من
السفن فيها مرامي نيران يرمي به العدو ـ على خلقه الأسد ، و الفيل ، و العقاب ، و
الحية ، و الفرس ، و أنفق في عملها أموالاً ، فقال أبو نواس :
سخر الله للأمين مطايا لم تسخر لصاحب المحراب
فإذا ما ركابه سرن براً سار في الماء راكباً ليث غاب
أسداً باسطاً ذراعيه يهوي أهرت الشدق كالح الأنياب
قال الصولي : حدثنا أبو العيناء ، حدثنا محمد بن عمرو
الرومي ، قال : خرج كوثر خادم الأمين ليرى الحرب ، فأصابته رجمة في وجهه ، فجعل
الأمين يمسح الدم عن وجهه ثم قال :
ضربوا قرة عيني و من أجلي ضربوه
أخذ الله لقلبي من أناس أحرقوه
و لم يقدر على زيادة ، فأحضر عبد اللع بن التيمي الشاعر ، فقال له : قل عليهما ،
فقال :
ما لمن أهوى شبيه فبه الدنيا تتيه
و صله حلو ، و لكن هجره مر كريه
من رأى الناس له الفض ل عليهم حسدوه
مثل ما قد حسد القا ئم بالملك أخوه
فأوقر له ثلاث بغال دراهم ، فلما قتل الأمين جاء التيمي إلى المأمون و امتدحه ، فلم
يأذن له ، فالتجأ إلى الفضل بن سهل ، فأوصله إلى المأمون ، فلما سلم عليه قال : هيه
يا تيمي :
مثل ما قد حسد القا ئم بالملك أخوه
فقال التيمي :
نصر المأمون عبد الله لما ظلموه
نقض العهد الذي قد كان قدماً أكدوه
لم يعالمه أخوه بالذي أوصى أبوه
فعفا عنه ، و أمر له بعشرة آلاف درهم .
و قيل : إن سليمان بن منصور رفع إلى الأمين أن أبا نواس هجاه ، فقال : يا عم أقتله
بعد قوله :
أهدى الثناء إلى الأمين محمد ما بعده بتجارة متربص
صدق الثناء على الأمين محمد و من الثناء تكذب و تخرص
قد ينقص البدر المنير إذا استوى و بهاء نور محمد ما ينقص
و إذا بنو المنصور عد خصالهم فمحمد يا قوتها المتخلص
قال أحمد بن حنبل : إني لأرجو أن يرحم الله الأمين
بإنكاره على إسماعيل بن علية ، فإنه أدخل عليه ، فقال له : يا ابن الفاعلة أنت الذي
تقول : كلام الله مخلوق ؟ .
قال المسعودي : ما ولي الخلافة إلى و وقتنا هذا هاشمي
ابن هاشمية سوى علي بن أبي طالب ، و ابنه الحسن ، و الأمين ، فإن أمه زبيدة بنت
جعفر بن أبي جعفر المنصور ، و اسمها أمة العزيزة ، و زبيدة لقب لها .
و قال إسحاق الموصلي : اجتمعت في الأمين خصائل لم تكن
في غيره ، كان أحسن الناس وجهاً ، و أسخاهم ، و أشرف الخلفاء أباً و أماً ، حسن
الأدب ، عالماً بالشعر ، لكن غلب عليه الهوى و اللعب ، و كان مع سخائه بالمال
بخيلاً بالطعام جداً .
و قال أبو الحسن الأحمر : كنت ربما أنسيت البيت الذي
يستشهد في النحو ، فينشدنيه ، و ما رأيت في أولاد الملوك أذكى منه و من المأمون ، و
كان قتله في المحرم سنة ثمان و تسعين و مائة ، و له سبع و عشرون سنة .
مات في أيامه من الأعلام : إسماعيل بن علية ، و غندر ، و شقيق البلخي الزاهد ، و
أبو معاوية الضرير ، و مؤرج السدوسي ، و عبد الله بن كثير المقرئ ، و أبو نواس
الشاعر ، و عبد الله بن وهب صاحب مالك ، و ورش المقرئ ، و وكيع ، و آخرون .
و قال علي بن محمد النوفلي و غيره : لم يدع للسفاح ، و
لا للمنصور ، و لا للمهدي ، و لا للهادي ، و لا الرشيد ، على المنابر بأوصافهم ، و
لا كتبت في كتبهم حتى ولي الأمين ، فدعي له بالأمين على المنابر ، و كتب عنه : من
عبد الله محمد أمير المؤمنين ، و كذا قال العسكري في الأوائل
، أول من دعي له بلقبه على المنابر الأمين .
و من شعر الأمين يخاطب أخاه المأمون و يعيره بأمه لما بلغ عنه أنه لما بلغه عنه أنه
يعدد مثالبه و يفضل نفسه عليه ، أنشده الصولي :
لا تفخرن عليك بعد بقية والفخر يكمل للفتى المتكامل
و إذا تطاولت الرجال بفضلها فأربع فإنك لست بالمتطاول
أعطاك ربك ما هويت ، و إنما تلقى خلاف هواك عند مراجل
تعلو المنابر كل يوم آملاً ما لست من بعدي إليه بواصل
فتعيب من يعلو عليك بفضله و تعيد في حقي مقال الباطا
قلت : هذا نظم عال ، فإن كان له فهو أحسن من نظم أخيه و أبيه .
قال الصولي : و مما رواه جماعة له في خادمه كوثر ، و
قد سقاه ، و هو على بساط نرجس و البدر قد طلع ، و قد رواه بعضهم للحسين بن الضحاك
الخليع ، و كان نديمه لا يفارقه :
وصف البدر حسن وجهك حتى خلت أني أراه لست أراكا
و إذا ما تنفس النرجس الغ ض توهمته نسيم ثناكا
خدع للمني تعللني في ك بإشراق ذا و نكهة ذاكا
لأقيمن ما حييت على الشــــــــــــــــــــكر لهذا و ذاك إذ
حكياكا
و له في خادمة أيضاً :
ما يريد الناس من ص ب بمن يهوى كثيب
كوثر ديني و دنيا ي و سقمي و طبيبي
أعجز الناس الذي يلح ى محباً في حبيب
و له لما يئس من الملك و علا عليه طاهر :
يا نفس قد حق الحذر أين المفر من القدر ؟
كل امرئ مما يخا ف و يرتجيه على خطر
من يرتشف صفو الزما ن يغص يوماً بالكدر
و أسند الصولي أن الأمين قال لكتابه : اكتب [ من عبد
الله محمد أمير المؤمنين إلى طاهر بن الحسين : سلام عليك ، أما بعد ، فإن الأمر قد
خرج بيني و بين أخي إلى هتك الستور ، و كشف الحرم ، و لست آمن أن يطمع في هذا الأمر
السحيق البعيد لشتات ألفتنا و اختلاف كلمتنا ، و قد رضيت أن تكتب لي أماناً لأخرج
إلى أخي ، فإن تفضل علي فأهل لذلك ، و إن قتلني فمروة كسرت مروة ، و صمصامة قطعت
صمصامة ، و لأن يفترسني السبع أحب إلي أن ينبحني الكلب ] فأبى طاهر عليه .
و أسند عن إسماعيل بن أبي محمد اليزيدي قال : كان أبي يكلم الأمين و المأمون بكلام
يتفصحان به و يقول : كان أولاد الخلفاء من بني أمية يخرج بهم إلى البدو حتى يتفصحوا
، و أنتم أولى بالفصاحة منهم .
قال الصولي : و لا نعرف للأمين رواية في الحديث إلا
هذا الحديث الواحد : حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي قال : رأيت عند الحسين بن
الضحاك جماعة من بني هاشم فيهم بعض أولاد المتوكل ، فسألوه عن الأمين و أدبه ، فوصف
الحسين أدباً كثيراً ، قيل : فالفقه ، قال المأمون أفقه منه ، قيل : فالحديث ، قال
: ما سمعت منه حديثاً إلا مرة ، فغنه نعي إليه غلام له مات بمكة ، فقال :
حدثني أبي ، عن أبيه ، عن المنصور ، عن أبيه ، عن علي بن عبد
الله ، عن ابن عباس ، عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : من مات محرماً
حشر ملبياً .
قال الثعالبي في لطائف المعارف : كان أبو العيناء يقول
: لو نشرت زبيدة ضفائرها ما تعلقت إلا بخليفة أو ولي عهد ، فإن المنصور جدها ، و
السفاح أخو جدها ، و المهدي عمها ، و الرشيد زوجها ، و الأمين ابنها ، و المأمون و
المعتصم ابنا زوجها ، و الواثق و المتوكل ابنا ابن زوجها . و أما ولاة العهود
فكثيرة .
و نظيرتها من بني أمية عاتكة بنت يزبد بن معاوية : يزيد أبوها ، و معاوية جدها ، و
معاوية بن يزيد أخوها ، و مروان بن الحكم حموها ، و عبد الملك زوجها ، و يزيد ابنها
، و الوليد بن يزيد ابن ابنها ، و الوليد و هشام و سليمان بنو زوجها ، و يزيد و
إبراهيم ابنا الوليد بن عبد الملك ابنا ابن زوجها .
|
|
|