البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

المقتدر بالله القاهر بالله الراضي بالله المتقي بالله
المستكفي بالله المطيع لله الطائع بالله القادر بالله

القاهر بالله محمد بن المعتضد 319هـ ـ 322هـ
القاهر بالله : أبو منصور محمد بن المعتضد بن طلحة بن المتوكل .
أمه أم ولد اسمها فتنة ، لما قتل المقتدر أحضر هو و محمد بن المكتفي ، فسألوا ابن المكتفي أن يتولى ، فقال : لا حاجة لي في ذلك ، و عمي هذا أحق به فكلم القاهر ، فأجاب : فبويع ، و لقب [ القاهر بالله ] كما لقب به في سنة سبع عشرة ، فأول ما فعل أن صادر آل المقتدر ، و عذبهم ، و ضرب أم المقتدر حتى ماتت في العذاب .
و في سنة إحدى و عشرين شغب عليه الجند ، و اتفق مؤنس و ابن مقلة و آخرون على خلعه بابن المكتفي ، فتحيل القاهر عليهم إلى أن أمسكهم و ذبحهم و طين على ابن المكتفي بين حيطتين .
و أما ابن مقلة فاختفى ، فأحرقت داره ، و نهبت دور المخالفين ، ثم أطلق أرزاق الجند فسكنوا ، و استقام الأمر للقاهر ، و عظم في القلوب ، و زيد في ألقابه [ المنتقم من أعداء دين الله ] و نقش ذلك على السكة .
و في هذه السنة أمر بتحريم القيان و الخمر ، و قبض على المغنين ، و نفى المخانبث ، و كسر آلات اللهو ، و أمر ببيع المغنيات من الجواري على أنهن سواذج ، و كان مع ذلك و لا يصحو من السكر ، و لا يفتر عن سماع الغناء .
و في سنة اثنتين و عشرين ظهرت الديلم ، و ذلك لأن أصحاب مرداويج دخلوا أصبهان ، و كان من قواده علي بن بوية ، فاقتطع مالاً جليلاً ، فانفرد عن مخدومه ، ثم التقى هو و محمد بن ياقوت نائب الخليفة ، فهزم محمد ، و استولى ابن بويه على فارس ، و كان بويه فقيراً صعلوكاً يصيد السمك ، رأى كأنه بال فخرج من ذكره عمود نار ، ثم تشعب العمود حتى ملأ الدنيا ، فعبرت بأن أولاده يملكون الدنيا ، و يبلغ سلطانهم على قدر ما احتوت عليه النار ، فمضت السنون ، و آل الأمر على هذا إلى أن صار قائداً لمرداويج ابن زياد الديلمي ، فأرسله يستخرج له مالاً من الكرخ فاستخرج خمسمائة ألف درهم ، و أتى همذان ليملكها ، فغلق أهلها في وجهه الأبواب ، فقاتلهم و فتحها عنوة ، و قيل صلحاً ، ثم صار سيراز .
ثم إنه قل ما عنده من المال ، فنام على ظهره ، فخرجت حية من سقف المجلس ، فأمر بنقضه ، فخرجت صناديق ملأى ذهباً ، فأنفقها في جنده .
و طلب خياطاً يخيط له شيئاً ـ و كان أطروشاً فظن أنه قد سعى به ، فقال : و الله ما عندي سوى اثني عشر صندوقاً ، و لا أعلم ما فيها ، فأحضرت ، فوجد فيها مالاً عظيماً .
و ركب يوماً ، فساخت قوائم فرسه ، فحفروه ، فوجدوا فيه كنزاً .
و استولى على البلاد ، و خرجت خراسان و فارس عن حكم الخلافة .
و في هذه السنة قتل القاهر إسحاق بن إسماعيل النوبختي الذي قد أشار بخلافة القاهر ، ألقاه على رأسه في بئر و طمت . و ذنبه أنه زايد القاهر قبل الخلافة في جارية ، و اشتراها ، فحقد عليه .
و فيها تحرك الجند عليه أن ابن مقلة في اختفائه كان يوحشهم منه ، و يقول لهم : إنه بنى لكم المطامير ليحبسكم ، و غير ذلك ، فأجمعوا على الفتك به ، فدخلوا عليه بالسيوف ، فهرب ، فأدركوه و قبضوا عليه في سادس جمادى الآخرة ، و بايعوا أبا العباس محمد بن المقتدر و لقبوه [ الراضي بالله ] ثم أرسلوا إلى القاهر الوزير و القضاة أبو الحسن ابن القاضي أبي عمر والحسن بن عبد الله بن أبي الشوارب و أبا طالب بن البهلول ، فجاؤوه ، فقيل له : ما تقول ؟ قال : أنا أبو منصور محمد بن المعتضد ، لي في أعناقهم بيعة و في أعناق الناس ، و لست أبرئكم ، و لا أحللكم منها ، فقوموا ، فقاموا ، فقال الوزير : يخلع و لا يخلع و لا نفكر فيه ، أفعاله مشهورة ، و قال القاضي أبو الحسين : فدخلت على الراضي و أعدت عليه ما جرى ، و أعلمته أني أرى إمامته فرضاً ، فقال : انصرف و دعني و إياه ، فأشار سيماء مقدم الحجرية على الراضي بسمله ، فكحله بمسمار محمى .
قال محمود الأصبهاني : كان سبب خلع القاهر سوء سيرته ، و سفكه الدماء ، فامتنع من الخلع ، فسلموا عينيه حتى سالتا على خديه .
و قال الصولي : كان أهوج ، سفاكاً للدماء ، قبيح السيرة ، كثير التلون و الاستحالة ، مدمن الخمر ، و لولا جودة حاجبه سلامة لأهلك الحرث و النسل .
و كان قد صنع حربة يحميها ، فلا يطرحها حتى يقتل بها إنساناً .
قال علي بن محمد الخراساني : أحضرني القاهر يوماً و الحرية بين يديه ، فقال : أسألك عن خلفاء بني العباس ، عن أخلاقهم و شيمهم . قلت : أما السفاح : فكان مسارعاً إلى سفك الدماء ، و أتبعه عماله على مثل ذلك ، و كان مع ذلك سمحاً وصولاً بالمال ، قال : فالمنصور ؟ قلت : كان أول من أوقع الفرقة بين ولد العباس و ولد أبي طالب ، و كانوا قبلها متفقين ، و هو أول خليفة قرب المنجمين ، و أول خليفة ترجمت له المتب السريانية و الأعجمية ، كـ [ كتاب كليلة و دمنة ] ، و [ كتاب إقليدس ] ، و كتب اليونان ، فنظر الناس فيها و تعلقوا بها . فلما رأى ذلك محمد بن إسحاق جمع المغازي و السير ، و المنصور أول من استعمل مواليه و قدمهم على العرب ، قال : فالمهدي ؟ قلت : كان جواداً عادلاً منصفاً . رد ما أخذ أبوه من الناس غصباً ، و بالغ في إتلاف الزنادقة ، و بنى المسجد الحرام ، و مسجد المدينة ، و المسجد الأقصى ، قال : فالهادي ؟ قلت : كان جباراً متكبراً ، فسلك عماله طريقه على قصر أيامه ، قال : فالرشيد ؟ قلت : كان مواظباً على الغزو و الحج ، و عمر القصور و البرك بطريق مكة ، و بنى الثغور كأذنه و طرطوس و المصيعته و مرعش ، و عم الناس إحسانه ، و كان في أيامه البرامكة ، و ما اشتهر من كرمهم . و هو أول خليفة لعب بالصوالجة ، و رمي النشاب في البرجاس ، و لعب الشطرنج من بني العباس ، قال : فالأمين ؟ قلت : كان جواداً ، إلا أنه أنهمك في لذاته ، ففسدت الأمور ، قال : المأمون ؟ قلت : غلب عليه النجوم و الفلسفة ، و كان حليماً جواداً ، قال : فالمعتصم ؟ قلت : سلك طريقه ، و غلب عليه حب الفروسية و التشبه بملوك الأعاجم ، و اشتغل بالغزو و الفتوح ، قال : فالواثق ؟ قلت : سلك طريقة أبيه ، قال : فالمتوكل ؟ قلت : خالف ما كان عليه المأمون و الواثق من الاعتقادات ، و نهى عن الجدال ، و المناظرات ، و الأهواء ، و عاقب عليها ، و أمر بقراءة الحديث و سماعه ، و نهى عن القول بخلق القرآن ، فأحبه الناس ، ثم سأل عن باقي الخلفاء ؟ و أنا أجيبه بما فيهم ، فقال لي : سمعت كلامك ، و كأني أشاهد القوم ، ثم قام .
و قال المسعودي : أخذ القاهر من مؤنس و أصحابه مالاً عظيماً ، فلما خلع و سمل طولب بها فأنكر ، فعذب بأنواع العذاب ، فلم يقر بشيء ، فأخذه الراضي بالله ، فقربه و أدناه ، و قال له : قد ترى مطالبة الجند بالمال ، و ليس عندي شيء ، و الذي عندك فليس بنافع لك ، فاعترف به ، فقال : أما إذا فعلت هذا فالمال مدفون في البستان . و كان قد أنشأ بستاناً فيه أصناف الشجر ، حملت إليه من البلاد ، و زخرفه ، و عمل فيه قصراً ، و كان الراضي مغرماً بالبستان و القصر . فقال : و في أي مكان المال منه ؟ فقال : أنا مكفوف ، لا أهتدي إلى مكان فاحفر البستان تجده ؟ فحفر الراضي البستان و أساسات القصر ، و قلع الشجر ، فلم يجد شيئاً ، فقال له : و أين المال ؟ فقال : و هل عندي مال ؟ و إنما كان حسرتي في جلوسك في البستان و تنعمك ، فأردت أن أفجعك فيه ، فندم الراضي و حبسه ، فأقام إلى سنة ثلاث و ثلاثين ، ثم أطلقوه و أهملوه ، فوقف يوماً بجامع المنصور بين الصفوف و عليه مبطنه بيضاء ، و قال : تصدقوا علي ، فأنا من عرفتم ، و ذلك في أيام المستكفي ليشنع عليه ، فمنع من الخروج إلى أن مات سنة تسع و ثلاثين في جمادى الأولى عن ثلاث و خمسين سنة .
و كان له من الولد : عبد الصمد ، أبو القاسم ، و أبو الفضل ، و عبد العزيز .
و مات في أيامه من الأعلام : الطحاوي شيخ الحنفية ، و ابن دريد ، و أبو هاشم الجبائي ، و آخرون .

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .