البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

المعتصم  الواثق بالله  المتوكل على الله المنتصر بالله
 المستعين بالله  المعتز بالله المهتدي بالله  المعتمد على الله
المعتضد بالله المكتفي بالله    

 المهتدي بالله محمد بن الواثق بن المعتصم 255 هـ ـ 256 هـ
المهتدي باله الخليفة الصالح : محمد أبو إسحاق ـ و قيل : أبو عبد الله ـ بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد ، أمه أم ولد تسمى وردة ، ولد في خلافة جده سنة بضع عشرة و مائتين ، و بويع بالخلافة لليلة بقيت من رجب سنة خمس و خمسين و مائتين و ما قبل بيعته أحد حتى أتي بالمعتز ، فقام المهتدي له و سلم عليه بالخلافة ، و جلس بين يديه ، فجيء بالشهود فشهدوا على المعتز أنه عاجز عن الخلافة ، فاعترف بذلك و مد يده فبايع المهتدي ، فارتفع حينئذ المهتدي الى صدر المجلس .
و كان المهتدي أسمر ، رقيقاً ، مليح الوجه ، ورعاً ، متعبداً ، عادلاً ، قوياً في أمر الله ، بطلاً ، شجاعاً لكنه لم يجد ناصراً و لا معيناً .
قال الخطيب : لم يزل صائماً منذ ولي إلى أن قتل ، و قال هاشم بن القاسم : كنت بحضرة المهتدي عشية في رمضان ، فوثبت لأنصرف ، فقال لي : اجلس ، فجلست ، و تقدم فصلى بنا ، ثم دعا بالطعام ، فأحضر طبق خلاف و عليه رغيف من الخبز النقي ، و فيه آنية فيها ملح و خل و زيت ، دعاني إلى الأكل ، فابتدأت آكل ظاناً أنه سيؤتى بطعام ، فنظر إلي و قال : ألم تك صائماً ؟ قلت : بلى ، قال : أفلست عازماً على الصوم ؟ فقلت : كيف لا و هو رمضان ؟ فقال : كل و استوف فليس ههنا من الطعام غير ما ترى ، فعجبت ، ثم قلت : و لم يا أمير المؤمنين و قد أسبغ الله نعمته عليك ؟ فقال : إن الأمر ما وصفت ، و لكني فكرت في أنه كان في بني أمية عمر بن عبد العزيز ـ و كان من التقلل و التقشف على ما بلغك ـ فغرت على بني هاشم ، فأخذت نفسي بما رأيت .
و قال جعفر بن عبد الواحد : ذاكرت المهتدي بشيء ، فقلت له : كان أحمد بن حنبل يقول به ، و لكنه كان يخالف ـ أشير إلى من مضى من آبائه ـ فقال : رحم الله أحمد ابن حنبل ! و الله لو جاز لي أن أتبرأ من أبي لتبرأت منه ، ثم قال لي : تكلم بالحق و قل به ، فإن وقال نفطويه : حدثني بعض الهاشميين أنه وجد للمهتدي سفط فيه جبة صوف و كساء كان يلبسه بالليل و يصلي فيه ، و كان قد اطرح الملاهي ، و حرم الغناء ، و حسم أصحاب السلطان عن الظلم ، و كان شديد الإشراف على أمر الدواوين ، يجلس بنفسه ، و يجلس الكتاب بين يديه ، فيعملون الحساب ، و كان لا يخل بالجلوس الاثنين و الخميس ، و ضرب جماعة من الرؤساء ، و نفي جعفر بن محمود إلى بغداد ، و كره مكانه لأنه نسب عنده إلى الرفض .
و قدم موسى بن بغا من الري يريد سامرا لقتل صالح بن وصيف بدم المعتز ، و أخذ أموال أمه و معه جيشه ، فصاحت العامة على ابن وصيف : يا فرعون قد جاءك موسى ، فطلب موسى بن بغا الإذن على المهتدي ، فلم يأذن له ، فهجم بمن معه عليه ـ و هو جالس في دار العدل ـ فأقاموه ، و حملوه على فرس ضعيفة ، و انتهبوا القصر ، و أدخلوا المهتدي إلى دار ناجود و هو يقول : يا موسى اتق الله ، ويحك ! ما تريد ؟ قال : و الله ما نريد إلا خيراً ، فاحلف لنا أن لا تمالىء صالح بن وصيف ، فحلف لهم ، فبايعوه حينئذ ثم طلبوا صالحاً ليناظروه على أفعاله ، فاختفى ، و ندبهم المهتدي إلى الصلح فاتهموه أنه يدري مكانه ، فجري في ذلك كلام ، ثم تكلموا في خلعه ، فخرج إليهم المهتدي من الغد متقلداً بسيفه ، فقال : قد بلغني شأنكم ، و لست كمن تقدمني مثل المستعين و المعتز ، و الله ما خرجت إليكم إلا و أنا متحنط ، و قد أوصيت ، و هذا سيفي ، و الله لأضربن به ما استمسكت قائمته بيدي ، أما دين ، أما حياء ، أما دعة ؟ لم يكن الخلاف على الخلفاء و الجرأة على الله ؟ ثم قال : ما أعلم علم صالح ، فرضوا و انفضوا ، و نادى موسى بن بغا : من جاء بصالح فله عشرة ألاف دينار ، فلم يظفر به أحد ، و اتفق أن بعض الغلمان دخل زقاقاً وقت الحر ، فرأى باباً مفتوحاً فدخل فمشي في دهليز مظلم ، فرأى صالحاً نائماً فعرفه ـ و ليس عنده أحد ـ فجاء إلى موسى فأخبره ، فبعث جماعة فأخذوه و قطعت رأسه و طيف به ، و تألم المهتدي لذلك في الباطن ، ثم رحل موسى و معه بكيال الى السن في طلب مساور ، فكتب المهتدي الى بكيال أن يقتل موسى و مفلحاً أحد أمراء الأتراك أيضاً أو يمسكهما ، و يكون هو الأمير على الأتراك كلهم ، فأوقف بكيال موسى على كتابه ، و قال : إني لست أفرح بهذا ، و إنما هذا يعمل علينا كلنا ، فاجمعوا على قتل المهتدي ، و ساروا إليه ، فقاتل عن المهتدي المغاربة ، و الفراغنة ، و الأشروسنية ، و قتل من الأتراك في يوم أربة آلاف ، و دام القتال الى أن هزم جيش الخليفة ، و أمسك هو فعصر على خصيتيه فمات ، و ذلك في رجب سنة ست و خمسين ، فكانت خلافته سنة إلا خمسة عشر يوماً ، و كان لما قامت الأتراك عليه ثار العوام ، و كتبوا رقاعاً و ألقوها في المساجد : يا معشر المسلمين ، ادعوا الله لخليفتكم العدل الرضا المضاهي لعمر بن عبد العزيز أن ينصره الله على عدوه .

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .