البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

القائم بأمر الله المقتدي بأمر الله المستظهر بالله المسترشد بالله
 الراشد بالله المقتفي لأمر الله المستنجد بالله المستضيء بأمر الله

المستضيء بأمر الله الحسن بن المستنجد بالله 566 هـ ـ 575 هـ
المستضيء بأمر الله : الحسن أبو محمد بن المستنجد بالله ، ولد سنة ست و ثلاثين و خمسمائة ، و أمه أم ولد أرمنية اسمها غضة ، بويع له بالخلافة يوم موت أبيه .
قال ابن الجوزي : فنادى برفع المكوس ورد المظالم ، و أظهر من العدل و الكرم ما لم نره في أعمارنا و فرق ملاً عظيماً على الهاشميين و العلويين و العلماء و المدارس و الربط ، و كان دائم البذل للمال ، ليس له عنده وقع ، ذا حلم و أناة و رأفة ، و لما استخلف خلع على أرباب الدولة و غيرهم ، فحكى خياط المخزن أنه فصل ألفاً و ثلثمائة قباء إبر سيم ، و خطب له على المنابر بغداد ، و نثرت الدنانير كما جرت العادة ، و ولي روح بن الحديثي القضاء ، و أمر سبعة عشر مملوكاً ، و للحيص بيص فيه :
يا إمام الهدى علوت على الجو       د بمال و فضة و نضال
فوهبت الأعمار و الأمن و البلـ       ـدان في ساعة مضت من نهار
فماذا يثني عليك و قد جا       وزت فضل البحور و الأمطار
إنما أنت معجز مستقل       خارق للعقول و الأفكار
جمعت نفسك الشريفة بالبأ       س و بالجود بين ماء و نار
قال ابن الجوزي : و احتجب المستضيء عن أكثر الناس ، فلم يركب إلا مع الخدم ، و لا يدخل عليه غيرهم .
و في خلافته انقضت دولة بني عبيد ، و خطب له بمصر ، و ضربت السكة باسمه ، و جاء البشير بذلك ، فعلقت الأسواق ببغداد ، و عملت القباب ، و صنفت كتاباً سميته [ النصر ، على مصر ] هذا كلام ابن الجوزي .
و قال الذهبي : في أيامه ضعف الرفض ببغداد و وهى ، و أمن الناس ، و رزق سعادة عظيمة في خلافته ، و خطب له باليمن ، و برقة ، و توزر ، و مصر إلى أسوان ، و دانت الملوك بطاعته ، و ذلك سنة سبع و ستين .
و قال العماد الكاتب : استفتح السلطان صلاح الدين بن أيوب سنة سبع بجامع مصر كل طاعة و سمع ، و هو إقامة الخطبة في الجمعة الأولى منها بمصر لبني العباس ، و عفت البدعة ، و صفت الشرعة ، و أقيمت الخطبة العباسية في الجمعة الثانية بالقاهرة ، و أعقب ذلك موت العاضد في يوم عاشوراء ، و تسلم صلاح الدين القصر بما فيه من الذخائر و النفائس ، بحيث استمر البيع فيه عشر سنين غير ما اصطفاه صلاح الدين لنفسه ، و سير السلطان نور الدين بهذه البشارة شهاب الدين المطهر ابن العلامة شرف الدين ابن أبي عصرون إلى بغداد ، و أمرني بإنشاء بشارة عامة تقرأ في سائر بلاد الإسلام .
فأنشأت بشارة أولها : الحمد لله معلي الحق و معلنه ، و موهي الباطل و موهنه ، و منها : و لم يبق بتلك البلاد منبر إلا و قد أقيمت عليه الخطبة لمولانا الإمام المستضيء بأمر الله أمير المؤمنين ، و تمهدت جوامع الجمع ، و تهدمت صوامع البدع ـ إلى أن قال : و طالما مرت عليها الحقب الخوالي ، و بقيت مائتين و ثمان سنين ممنوة بدعوة المبطلين ، مملوءة بحزب الشياطين ، فملكنا الله تلك البلاد ، و مكن لنا في الأرض ، و أقدرنا على ما كنا نؤمله من إزالة الإلحاد و الرفض .
و تقدمنا إلى من استنبناه أن يقيم الدعوة العباسية هنالك ، و يورد الأدعياء و دعاة الإلحاد بها المهالك .
و للعماد قصيدة في ذلك منها :
قد خطبنا للمستضيء بمصر       نائب المصطفى إمام العصر
و خذلنا لنصره العضد العا       ضد و القاصر الذي بالقصر
و تركنا الدعي يدعوا ثبوراً       و هو تحت حجر و حصر
و أرسل الخليفة في جواب البشارة الخلع و التشريفات لنور الدين و صلاح الدين و أعلاماً و بنوداً للخطباء بمصر ، و سير للعماد الكاتب خلعة و مائة دينار ، فعمل قصيدة أخرى منها :
أدالت بمصر لداعي الهدا       ة و انتقمت من دعي اليهود
و قال ابن لأثير : السبب في إقامة الخطبة العباسية بمصر أن صلاح الدين يوسف بن أيوب لما ثبت قدمه و ضعف أمر العاضد كتب إليه نور الدين محمود بن زنكي يأمره بذلك ، فاعتذر بالخوف من وثوب المصريين ، فلم يضع إلى قوله ، و أرسل إليه يلزمه بذلك ، و اتفق أن العاضد مرض ، فاستشار صلاح الدين أمراءه فمنهم من وافق و منهم من خاف و كان قد دخل مصر أعجمي يعرف بالأمير العالم فلما ما هم فيه من الإحجام قال : أنا أبتدئ بها ، فلما كان أول جمعة من المحرم صعد المنبر قبل الخطيب و دعا للمستضئ ، فلم ينكر ذلك أحد ، فلما كان الجمعة الثانية أمر صلاح الدين الخطباء بقطع خطبة العاضد ، ففعل ذلك و لم ينتطح فيها عنزان ـ و العاضد شديد المرض ـ فتوفي في يوم عاشوراء .
و في سنة تسع و ستين أرسل نور الدين الخليفة بتقادم و تحف منها حمار مخطط و ثوب عتابي ، و خرج الخلق للفرجة عليه ، و كان فيهم رجل عتابي كثير الدعاوي ، و هو بليد ناقص الفضيلة ، فقال رجل : إن كان قد بعث إلينا حمار عتابي فنحن عندنا عتابي حمار .
و فيها وقع برد بالسواد كالنارنج هدم الدور ، و قتل جماعة و كثيراً من المواشي ، و زادت دجلة زيادة عظيمة بحيث عرفت بغداد ، و صليت خارج الجمعة خارج السور و زادت الفرات أيضاً ، و أهلكت قرى و مزارع ، و ابتهل الخلق إلى الله تعالى ، و من العجائب أن هذا الماء على هذه الصفة و دجيل قد هلكت مزارعه بالعطش .
و فيها مات السلطان نور الدين ـ و كان صاحب دمشق ـ و ابنه الملك الصالح إسماعيل ـ و هو صبي ـ فتحركت الفرنج بالسواحل فصولحوا بمال و هودنوا .
و فيها أراد جماعة من شيعة العبيديين و محبيهم إقامة الدعوة و ردها إلى آل العاضد ، و وافقهم جماعة من أمراء صلاح الدين ، فاطلع صلاح الدين على ذلك فصلبهم بين القصرين .
و في سنة اثنتين و سبعين أمر صلاح الدين ببناء السور الأعظم المحيط بمصر و القاهرة ، و جعل على بنائه الأمير بهاء الدين قراقوش .
قال ابن الأثير : دورة تسعة و عشرون ألف ذراع و ثلثمائة ذراع بالهاشمي .
و فيها أمر بإنشاء قلعة بجبل المقطم ـ و هي التي صارت دار السلطنة ـ و لم تتم إلا في أيام السلطان الملك الكامل ابن أخي صلاح الدين ، و هو أول من سكنها .
و فيها بنى صلاح الدين تربة الإمام الشافعي .
و في سنة أربع و سبعين هبت ببغداد ريح شديدة نصف الليل ، و ظهرت أعمدة مثل النار في أطراف السماء ، و استغاث الناس استغاثة شديدة ، و بقي الأمر على ذلك إلى السحر .
و في سنة خمس و سبعين مات الخليفة المستضيء ، في سلخ شوال ، و عهد إلى ابنه أحمد .
و ممن مات أيام المستضيء من الأعلام : ابن الخشاب النحوي ، و ملك النحاة أبو نزار الحسن بن صافي ، و الحافظ أبو العلاء الهمذاني ، و ناصح الدين بن الدهان النحوي ، و الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر من حفدة الشافعي ، و الحيض بيص الشاعر ، و الحافظ أبو بكر بن خير ، و آخرون .      

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .